لبنان يتحسّب لتهديدات إسرائيل بتوسعة الحرب

في غياب الضمانات الأميركية

توسعة الحرب لا تزال واردة بقوة في غياب الضمانات الأميركية (أ.ف.ب)
توسعة الحرب لا تزال واردة بقوة في غياب الضمانات الأميركية (أ.ف.ب)
TT

لبنان يتحسّب لتهديدات إسرائيل بتوسعة الحرب

توسعة الحرب لا تزال واردة بقوة في غياب الضمانات الأميركية (أ.ف.ب)
توسعة الحرب لا تزال واردة بقوة في غياب الضمانات الأميركية (أ.ف.ب)

احتمال لجوء رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى توسعة الحرب لتشمل جنوب لبنان، لا يزال يقلق اللبنانيين ويشغل بالهم، بغياب الضمانات الأميركية التي يمكن لحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الركون إليها، والتعاطي مع التهديدات التي يطلقها نتنياهو وفريق حربه، على أنها تبقى في حدود التهويل لترجيح كفة الحل الدبلوماسي على الخيار العسكري، خصوصاً أن غيابها يتلازم مع تحذيرات الموفدين الأوروبيين الذين يتهافتون لزيارة بيروت، ويدعون «حزب الله» من خلال لقاءاتهم الرسمية إلى ضبط النفس، وعدم توفير الذرائع لإسرائيل لإشعال الجبهة الشمالية من جهة، والانفتاح على الجهود الرامية لخفض منسوب التوتر من جهة ثانية.

الوضع في الجنوب قبل الملف الرئاسي

ويكاد الوضع في الجنوب في ضوء تصاعد وتيرة المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل، يتصدر جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة، بتراجع الالتفات لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم وانتخاب رئيس للجمهورية، وحصر الاهتمام بما سيؤول إليه الوضع في الجنوب، مع قيام إسرائيل بفرض حزام أمني بالنار، على غرار ما تفعله الآن في قطاع غزة، وهذا ما أدى إلى تحويل معظم البلدات الواقعة في جنوب الليطاني إلى مناطق غير مأهولة، يقتصر الحضور فيها على مجموعات تابعة لعدد من الهيئات الصحية التي تعرّض عناصرها إلى مجزرة، كالتي ارتكبتها إسرائيل في بلدتي الناقورة وطيرحرفا.

التعنت الإسرائيلي يؤجل مهمة هوكستين

فالرهان على الجهود الرامية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لا يزال يصطدم بإصرار إسرائيل على فرض شروطها، وهذا ما يقلق اللبنانيين الذين كانوا يأملون بأن ينسحب على جنوب لبنان، ويفتح الباب أمام الوسيط الأميركي أموس هوكستين لمعاودة تشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب، سعياً وراء تهيئة الأجواء لتطبيق القرار 1701.

لذلك، لا يمكن استقراء المسار العام للوضع في الجنوب من دون ربطه ميدانياً بما سيؤول إليه الوضع في غزة، وهذا ما يعيق الوساطة الأميركية التي يتولاها من الجانب اللبناني رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالإنابة عن «حزب الله» وبتفويض لا حدود له من حكومة تصريف الأعمال، التي كان يُفترض بها الإمساك بورقة التفاوض لو أن الحزب ارتأى ضرورة الوقوف خلفها، أسوة بما فعله حيال المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، وباستضافة من قبل قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل»، وأدت إلى الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

المعارضة: «حزب الله» أحرج الحكومة

وفي هذا السياق، تأخذ المعارضة، كما تقول مصادرها لـ«الشرق الأوسط»، على «حزب الله» أنه لم يلتفت إلى شركائه في الوطن، أكانوا في المعارضة أو الموالاة، ولا إلى الحكومة، عندما قرر منفرداً الدخول عسكرياً في مساندته لحركة «حماس» في حربها ضد إسرائيل، وتؤكد أن تفرّده شكّل إحراجاً للحكومة في معرض دفاعها عنه، وأحدث خللاً في الموقف اللبناني الرسمي في تبريره لتفرّده في قرار الحرب والسلم من دون العودة إلى الدولة؛ كونها صاحبة القرار بلا أي منازع، ما يدفع المجتمع الدولي للنظر إلى الحزب من زاوية أنه وحده من يسيطر على البلد ويلزم الآخرين بقراراته.

وتلفت المصادر ذاتها إلى أن «حزب الله» أحرج بتفرّده الحكومة في اتصالاتها لمنع إسرائيل من توسعة الحرب؛ لأنه لم يكن لديها ما تقوله سوى التأكيد على التزامها بتطبيق القرار 1701 ومنع إسرائيل من تماديها في العدوان على لبنان، وتسأل المصادر: ما الذي يمنع الحزب من التواصل، على الأقل، مع حلفائه لوضعهم في حيثية قراره بالدخول في مواجهة مع إسرائيل تحت عنوان مساندة غزة؟

وترى المصادر في المعارضة أن المشكلة مع الحزب ليست بجديدة، ولا تتعلق فقط بتفرده بقرار الحرب والسلم، وإنما باستنكافه عن القيام بأي مبادرة، ولو بقيت تحت سقف التشاور، وتسأل: من يحق له بأن يُلزم لبنان بالتداعيات المترتبة على تفرّده بقرار السلم والحرب، وإن كان محكوماً بضرورة التقيّد بالإطار العام لمجريات المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، التي لم تتوقف، وبالتالي لا يمكنه تخطيها أو تجاوزها؛ لأن الأخيرة لا تحبّذ توسعة الحرب وليست في وارد الانخراط فيها، ولو كان موقفها بخلاف ذلك، ما الذي يمنعها من التدخل بطريقة غير مباشرة، وتحديداً بمبادرة الحزب إلى تطوير مساندته على دفعات، وصولاً للدخول في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل؟

الحزب يفتقد إلى الغطاء السياسي

وتؤكد مصادر المعارضة أن الحزب يتصرف في غالب الأحيان وكأنه يترك لحليفه الرئيس بري الحرية في تعاطيه بكل ما يمت بصلة إلى الملف الداخلي، من دون أن يعني أنه لا يتدخل عندما تستدعي الحاجة، وترى بأنه يفتقد إلى الغطاء السياسي المطلوب للمضي في مساندته لـ«حماس»، وليس من حليف يقف إلى جانبه سوى تيار «المردة»، بعد أن تعذّر عليه استرداد «التيار الوطني الحر» إلى حاضنته السياسية.

وتسأل: لماذا أحجم «حزب الله» عن تحصين موقفه في مساندته لـ«حماس»، على الأقل لجهة ضمان تأييد حلفائه، باستثناء «التيار الوطني» الذي يدخل معه في خلاف يصعب تطويقه؟ هذا مع أن الحزب يلوذ بالصمت ويرفض الدخول في سجال مع حليفه الذي يواصل حملته عليه، وإن كانت مصادره تصنّف ما آلت إليه العلاقة في خانة التهدئة السلبية، مع تراجع الآمال المعقودة على إعادة تعويم ورقة التفاهم.

وتقول المصادر نفسها إن الحزب يبرر عدم تواصله مع المعارضة بأنها ليست مستعدة للاستماع إلى وجهة نظره، وأن لديها تُهماً جاهزة سلفاً، ما يحول دون الاحتكاك المباشر، بالمفهوم الإيجابي للكلمة.

تهديدات إسرائيلية وتحذيرات غربية

وعليه، فإن المخاوف من توسعة الحرب جنوباً تتأرجح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة، وتتوقف على ما سيؤول إليه شد الحبال بين واشنطن وتل أبيب، التي تستمر في تعبئتها الإعلامية، ربما لتوحي بأن الحل الدبلوماسي أخذ يتراجع لمصلحة توسعة الحرب، مع ارتفاع وتيرة الإنذارات الغربية للبنان التي يمكن إدراجها على خانة الضغط لجره إلى اتفاق يعيد الهدوء إلى الجبهة الشمالية، إلا إذا أراد نتنياهو تدفيع لبنان فاتورة منعه من اجتياحه مدينة رفح من جهة، والرد على المفاوضات الأميركية - الإيرانية التي ينظر إليها بارتياب من جهة ثانية.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» ينعى مبادرات وقف النار: غير قابلة للحياة

المشرق العربي منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

«حزب الله» ينعى مبادرات وقف النار: غير قابلة للحياة

قتل مواطن لبناني في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي المتصاعد على المنطقة الحدودية مع تسجيل تراجع متفاوت في حدة المواجهات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي السيارة التي استهدفت بمنطقة ميدون في البقاع الغربي مساء الخميس وأدت إلى مقتل القياديين في «الجماعة الإسلامية» مصعب وبلال خلف (الوكالة الوطنية للإعلام)

«الجماعة الإسلامية»: تنسيق ميداني مع «حماس»… دون ارتباط سياسي

سلّط اغتيال إسرائيل قائداً عسكرياً في «قوات الفجر» - الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان - الضوء مجدداً على دور التنظيم وفاعليته على جبهة الجنوب.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي مواطن يقف على أنقاض منزل دمرته غارة جوية إسرائيلية في قرية حنين بجنوب لبنان (أ.ب)

تصعيد في جنوب لبنان بعد مقتل إسرائيلي بنيران «حزب الله»

تتخذ المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل طابعاً تصاعدياً حيث تكثّفت وتيرة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مخيم للنازحين السوريين في بر إلياس بالبقاع اللبناني (أ.ب)

تقرير «هيومن رايتس» عن تعذيب لاجئين سوريين وترحيلهم من لبنان يثير جدلاً

أثار التقرير الأخير لـ«هيومن رايتس ووتش»، الذي تحدثت فيه عن تعذيب وترحيل لاجئين سوريين، جدلاً في لبنان ولا سيما أنه أتى بمرحلة تتحرك فيها القضية على أكثر من خط.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي قواعد الاشتباك الجديدة بين إسرائيل و«حزب الله» هل تمنع توسعة الحرب؟ (أ.ف.ب)

قواعد اشتباك متحركة بين إسرائيل و«حزب الله» لا تلجم احتمال الحرب الموسعة

تغيرت قواعد الاشتباك بين إسرائيل و«حزب الله» منذ قرار الحزب جعل جبهة جنوب لبنان «جبهة إسناد ودعم لغزة» حتى اليوم. ويقول خبراء إن إسرائيل انتقلت من الدفاع إلى ال

بولا أسطيح (بيروت)

المعارضة اللبنانية تطالب بنشر الجيش على الحدود

النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)
النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)
TT

المعارضة اللبنانية تطالب بنشر الجيش على الحدود

النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)
النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)

في ظل استهدافات متواصلة بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، طالبت المعارضة اللبنانية بنشر الجيش على الحدود الجنوبية تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، مؤكدة أن السلاح غير الشرعي يمثّل تهديداً للسيادة.

وأتى هذا الموقف في «اللقاء التضامني الوطني» الذي عُقد، أمس (السبت)، في معراب (شمال بيروت) بدعوة من حزب «القوات اللبنانية»، تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان»، وشارك فيه ممثلون لأحزاب وكتل نيابية وعدد من الشخصيات المعارضة لـ«حزب الله» من سياسيين وناشطين وصحافيين من مختلف الطوائف.

وأعلن اللقاء، في البيان الختامي، عن 3 ثوابت أساسية، هي أولاً أن السلاحَ خارجَ مُؤسساتِ الدولة الأمنيّة، هو تهديدٌ للسيادةِ اللبنانيةِ واعتداء صارخ على أمنِ الشعبِ اللبنانيِّ، ويستلزِم الشروعَ بسحبِهِ فوراً، وثانياً أن الجيشَ اللبنانيَّ هو صاحب الحقِّ والواجبِ بحمايةِ الحدودِ والسيادةِ اللبنانيَّتَيْنِ من أيِّ تعدٍّ أجنبيّ، لا سيما من طَرَفِ إسرائيل. وثالثاً، حمّل اللقاء الحكومةَ اللبنانيةَ مسؤوليةَ تَطْبيق وتَنفيذ القوانينِ اللبنانيةِ والقراراتِ الدوليةِ على حدٍّ سواء.

وفي حين رأى بعض الأوساط أن المشاركة غير الواسعة «أفشلت اللقاء»، رفض حزب «القوات» والمشاركون فيه وجهة النظر هذه، مؤكدين أنه عكسَ الهدف الذي عُقد من أجله، و«أوصل الرسالة المطلوبة».


«حماس» تنشر مقطعاً مصوراً لاثنين من الرهائن الإسرائيليين

أحد عناصر «حماس» يقوم بتسليم رهائن إسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (أرشيفية - رويترز)
أحد عناصر «حماس» يقوم بتسليم رهائن إسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تنشر مقطعاً مصوراً لاثنين من الرهائن الإسرائيليين

أحد عناصر «حماس» يقوم بتسليم رهائن إسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (أرشيفية - رويترز)
أحد عناصر «حماس» يقوم بتسليم رهائن إسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (أرشيفية - رويترز)

نشرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، اليوم السبت، مقطعاً مصوراً جديداً ظهر فيه على ما يبدو اثنان من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم «حماس» في قطاع غزة منذ هجومها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب إسرائيل.

وجرى تصوير المقطع بصورةٍ مشابهةٍ للمقاطع التي نشرتها الحركة في وقت سابق لرهائن آخرين، وهو ما نددت به إسرائيل ووصفته بأنه إرهاب نفسي.

وظهر الرجلان اللذان عرّفا نفسيهما باسم كيث سيغال (64 عاماً) وعومري ميران (47 عاماً) وهما يتحدثان بمفردهما أمام خلفية داكنة.

وأرسل الرجلان خالص محبتهما إلى أسرتيهما، وطالبا بإطلاق سراحهما.

واقتيد ميران من منزله في تجمع ناحال عوز السكني أمام زوجته وابنتيه الصغيرتين خلال هجوم «حماس» الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.

وأُخذ سيغال الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية رهينةً مع زوجته من بلدة حدودية أخرى. وأُطلق سراح زوجته في وقت لاحق خلال هدنة قصيرة في نوفمبر (تشرين الثاني).

ونُشر المقطع خلال عطلة عيد الفصح اليهودي.

وانهار سيغال بالبكاء في المقطع بينما كان يتذكر احتفاله بعيد الفصح مع عائلته العام الماضي معرباً عن أمله في العودة إليهم مجدداً.

واحتُجز نحو 250 إسرائيلياً وأجنبياً رهائن خلال هجوم «حماس» الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص وفقاً للإحصائيات الإسرائيلية.

ورداً على ذلك، شنت إسرائيل هجوماً على غزة، وتعهدت بالقضاء على «حماس» وإعادة الرهائن. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه «حماس»، إن الهجوم أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.


إسرائيل: «اتفاق الرهائن» يمكن أن يؤجل «عملية رفح»

خيام للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
خيام للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل: «اتفاق الرهائن» يمكن أن يؤجل «عملية رفح»

خيام للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)
خيام للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي، السبت، إن من الممكن تأجيل التوغل المزمع في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة في حال التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة «حماس».

وقال الوزير إسرائيل كاتس خلال مقابلة مع «القناة 12» التلفزيونية إن «إطلاق سراح الرهائن هو الأولوية القصوى بالنسبة لنا».

ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يشمل تأجيل عملية مزمعة للقضاء على كتائب «حماس» بمدينة رفح، أجاب كاتس: «نعم... إذا كان هناك اتفاق فسنعلق العملية»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق، السبت، إن أغلبية في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتت تؤيد بنود صفقة جديدة اقترحتها مصر، وجرى نقلها لحركة «حماس» بهدف التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار.

وذكرت الهيئة نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين: «المؤسسة الأمنية وأغلبية المستوى السياسي أيدت الصفقة وفق المخطط المصري، الذي يقضي بإطلاق سراح ما بين 20 إلى 40 مختطفاً إسرائيلياً، مقابل وقف إطلاق النار مدة يوم أو أكثر قليلاً عن كل مختطف يطلق سراحه».

وقالت الهيئة إن نتنياهو لا يفضل الاتفاق الجزئي، ويهتم بالتوصل إلى اتفاق شامل يجري بموجبه إطلاق سراح جميع المحتجزين.

لكن مسؤولاً قال للهيئة: «التوصل إلى اتفاق شامل ليس مطروحاً على الطاولة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن حركة (حماس) تريد إنهاء الحرب مقابل ذلك، وهو المطلب الذي تعارضه إسرائيل».

ووفق مصدر مطلع على التفاصيل، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق «خلال أيام حتى رغم تحفظات نتنياهو».


«حزب الله» يعلن استهداف شمال إسرائيل رداً على قصف «منازل مدنية» في جنوب لبنان

عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن استهداف شمال إسرائيل رداً على قصف «منازل مدنية» في جنوب لبنان

عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)
عناصر من «حزب الله» يشاركون في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نظمت في عرمتى بلبنان (رويترز)

أعلن «حزب الله» اللبناني الموالي لإيران السبت، أنه استهدف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل، رداً على قصف طاول ليلاً «منازل مدنية» في جنوب لبنان وأسفر عن 3 قتلى، بينهم مقاتلان من الحزب.

وقال الحزب في بيان: «رداً على اعتداءات العدو على القرى الصامدة والمنازل المدنيّة، خصوصاً بلدتي كفركلا وكفرشوبا، شن مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم (السبت)، هجوماً مركباً بالمسيرات الانقضاضية والصواريخ الموجهة على مقر القيادة العسكرية في مستوطنة المنارة وتموضع قوات الكتيبة 51 التابع للواء غولاني».


«الأمم المتحدة» تعلن توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور

صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
TT

«الأمم المتحدة» تعلن توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور

صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لميليشيات «الحرس الثوري» في دير الزور (المرصد السوري)

أعلن منسق «الأمم المتحدة» للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، توقف الأعمال الإنسانية في دير الزور بعد تقييد الوصول إلى مركز «الأمم المتحدة» إثر إطلاق نار على مقربة منه، حتى إشعار آخر.

وعبّر المولى، في بيان له، عن قلقه البالغ من تصاعد أعمال العنف في الجزء الشرقي من دير الزور (شمال شرقي سوريا)، مشيراً إلى أن تقارير أفادت «بتصاعد الأعمال العدائية على الضفة الشرقية لنهر الفرات منذ يوم الاثنين. كما وردت تقارير مثيرة للقلق عن مداهمات وحملات اعتقال في هذه المنطقة».

وأضاف: «بينما تجري الحملة على الجانب الشرقي من النهر، فقد تم الإبلاغ أيضاً عن إطلاق نار طائش وأنشطة قناصة باتجاه الجانب الغربي على مقربة شديدة من مركز (الأمم المتحدة) ومواقع لشركائنا في العمل الإنساني، كما وردتنا أخبار عن وقوع أضرار مادية في ممتلكات وأصول تستخدم لأغراض إنسانية. في حين أفادت أنباء عن وقوع قصف بقذائف الهاون في محيط مدرسة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي».

وأعلن المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في سوريا تقييد الوصول إلى مركز «الأمم المتحدة» بدير الزور حتى إشعار آخر، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن نشاط للقناصة على أهداف قريبة للغاية من مركز «الأمم المتحدة» في دير الزور.

وحذّر المنسق الأممي أن «هذه الهجمات تزيد من تعقيد الوضع المتردي أصلاً في سوريا، كما تؤدي إلى توقف الأعمال الإنسانية، وتعطل إمكانية إيصال المساعدات الإغاثية. في حين يتحمل المدنيون في سوريا أعباء تضرر البنية التحتية المدنية، ما يزيد من تدهور أوضاعهم وقدرتهم على الحصول على الخدمات».

ودعا عبد المولى «جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية التي تؤثر على عمليات الإغاثة وعلى المدنيين الذين تخدمهم في دير الزور وجميع المناطق الأخرى في سوريا، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان».

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد، الجمعة، بوقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ومسلحين محليين من جهة أخرى، عقب محاولة تسلل نفذتها قوات الأخيرة على مواقع لـ«قسد» في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي.


«كتائب القسام» تلجأ إلى استخدام مخلفات الجيش الإسرائيلي

«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«كتائب القسام» تلجأ إلى استخدام مخلفات الجيش الإسرائيلي

«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)
«كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

لجأت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إلى ابتكار وسائل مختلفة من أجل التصدي للقوات الإسرائيلية التي تواصل عمليتها العسكرية في غزة منذ أكثر من 200 يوم، وشمل تلك الوسائل استخدام مخلفات حربية إسرائيلية لم تنفجر.

وكشفت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عن استخدام مقاتليها صواريخ «إف 16» التي أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية لكنها لم تنفجر عند ضرب أهدافها المدنية، بالإضافة إلى عبوات ناسفة. وأكدت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام»، إلى جانب بعض الأجنحة العسكرية الناشطة بغزة، تعمل منذ أسابيع على جمع مخلفات الجيش الإسرائيلي التي لم تنفجر، خصوصاً الصواريخ التي كانت تطلقها الطائرات الحربية، وتقوم بنقلها لوحدات الهندسة التابعة لها، من أجل إعادة استخدامها.

وتقوم القوات الإسرائيلية بقصف أهداف مختلفة في قطاع غزة كل يوم، لكن أحياناً لا تنفجر الصواريخ والقذائف التي تطلقها. وحسب المصادر، فإن المقاتلين في الفصائل الفلسطينية جمعوا صواريخ متطورة مثل قنابل «MK82» التي يبلغ وزنها 500 كيلوغرام، و«MK83» ووزنها 750 كيلو غراماً، و«MK84» بوزن طن، وقنابل مجنحة من أنواع «GPU31»، و«GPU38»، و«GPU10»، التي تستخدم لاختراق الحصون، كما تم جمع أجزاء من قذائف دبابات ومدفعية وصواريخ.

جنود إسرائيليون خلال مواجهات في قطاع غزة (أ.ف.ب)

تعديل الصواريخ

وأكدت المصادر الميدانية أن أفراد وحدة الهندسة التابعة لـ«القسام» يجرون تعديلات بسيطة على الصواريخ غير المتفجرة، التي يتم جمعها من مناطق متفرقة في القطاع قبل أن يقوم المقاتلون بتعديل تلك الصواريخ والقذائف، بهدف تفعيلها لتكون جاهزة للتفجير، خلال استخدامها في أي كمائن عسكرية.

وهذه المرة الأولى التي تكشف فيها «كتائب القسام» عن استخدام تلك الصواريخ من مخلفات الجيش الإسرائيلي خلال المعركة الجارية، لكنها كانت في حروب سابقة تستخدم الطرق نفسها، خصوصاً في حرب 2008 - 2009، وحرب 2014، بعدما استخدمتها في كمائن عدة بأحياء التفاح والشجاعية والزيتون وفي خان يونس.

وقالت المصادر إن نجاح الكمائن التي تمت باستخدام مخلفات إسرائيلية في الحروب السابقة، هو ما دفع «القسام» إلى إعادة استخدام هذا التكتيك.

كانت الكمائن في الحروب السابقة قد أوقعت عدداً من القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية، من أبرزها كمين في «أرض الدحدوح» بحي تل الهوا في حرب 2008 - 2009، ما أدى إلى تدمير 6 دبابات إسرائيلية وقتل ما لا يقل عن 4 جنود حينها باعتراف جيش الاحتلال. وكذلك، ما حدث في كمين آخر بحي الزيتون، تحديداً في محيط منازل عائلة فتوح، وكذلك في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، ما أدى إلى مقتل مجموعة من الجنود في تلك الكمائن.

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)

إطالة أمد الحرب

وفي بداية الحرب لم تكن «كتائب القسام» بحاجةٍ إلى ذلك بالنظر إلى التقدم الذي حدث في ترسانتها العسكرية في الحرب الحالية، لكن مع إطالة أمد الحرب، أصبحت المخلفات غير المنفجرة ذخيرةً إضافيةً ذات أهمية. وأوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام» لم تخل جميع مواقعها ومقدراتها العسكرية مع بدء الحرب الإسرائيلية، ولم تكن تتوقع أن تدخل إسرائيل براً إلى مناطق في القطاع، لذلك منعت حتى إخلاء وثائق مكتوبة من داخل المواقع. وقد صدر أمرٌ في بداية الحرب بإبقاء الأسلحة والوثائق في مكانها، وهو الأمر الذي ألحق الضرر بها لاحقاً، إذ حصلت القوات الإسرائيلية على العديد منها.

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن «كتائب القسام» فقدت الكثير من مصانعها العسكرية ومخازن الصواريخ، لكنها ما زالت تحافظ على جزء بسيط منها، بما في ذلك الصواريخ المضادة للأفراد، فيما يعمل مهندسو «القسام» على تصنيع أو إعادة تصنيع الأسلحة بقدر ما تسمح به الظروف.

إضافة إلى تعديل الصواريخ، فقد تم نقل حشوات قذائف الدبابات المتفجرة إلى حشوات قذائف «الهاون»، واستخدمت بالفعل في قصف قوات إسرائيلية متمركزة عند «محور نتساريم»، بما في ذلك مقر قيادة الجيش في تلك المنطقة.

وقالت المصادر إن إطلاق القذائف من العيار الثقيل باتجاه تلك القوات المتمركزة على محور يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، تسببت بانفجارات كبيرة بعد استهداف قوات الاحتلال بشكل مباشر.


«حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» يؤكدون ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى

عناصر من «حماس»  في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«حماس» و«الجهاد» و«الجبهة الشعبية» يؤكدون ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى

عناصر من «حماس»  في قطاع غزة (أ.ف.ب)
عناصر من «حماس» في قطاع غزة (أ.ف.ب)

قالت حركة «حماس»، اليوم السبت، إن قيادات الحركة وحركتي «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية» أكدوا خلال لقاءٍ ضرورة التوصل لصفقة «جادة ومشرفة» لتبادل الأسرى مع إسرائيل.

وأضافت «حماس» أن اللقاء الذي ضم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية» جميل مزهر، ونائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» محمد الهندي، بحث «الجهود المبذولة لوقف العدوان وتحقيق الانسحاب الفوري الكامل والشامل، وإطلاق سراح الأسرى».

وشدد الحضور على «ضرورة تطوير العمل الوطني والميداني لإجهاض مخططات الاحتلال وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته بالحرية والاستقلال والعودة»، حسب بيان «حماس».

كما ناقش قادة الحركات الثلاث «ضرورة التواصل الوطني في سبيل تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني».

وكانت حركة «حماس» أعلنت في وقت سابق اليوم أنها تسلمت الرد الإسرائيلي الرسمي على موقف الحركة الذي سلمته إلى الوسطاء المصريين والقطريين في الثالث عشر من أبريل (نيسان) الحالي.

وذكر بيان عن خليل الحية، القيادي في «حماس»، أن الحركة «ستقوم بدراسة هذا المقترح وحال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها».


«حزب الله» ينعى مبادرات وقف النار: غير قابلة للحياة

منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» ينعى مبادرات وقف النار: غير قابلة للحياة

منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)
منزل مدمّر في بلدة كفرشوبا إثر استهدافه بغارة إسرائيلية (أ.ف.ب)

قُتل مواطن لبناني في جنوب لبنان بسبب القصف الإسرائيلي المتصاعد على المنطقة الحدودية مع تسجيل تراجع متفاوت في حدة المواجهات في الساعات الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل.

ومع تكثيف القصف الإسرائيلي بشكل غير مسبوق على منطقة شبعا وكفرشوبا، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ فجراً غارتين على البلدتين ما أدى إلى مقتل المواطن قاسم أسعد في بلدة كفرشوبا وتدمير منزلين وأضرار كبيرة.

من جهته، نعى «حزب الله»، في بيانين منفصلين، اثنين من مقاتليه، وهما رافع فايز حسان وفرج الله علي حمود من بلدة الخيام، وذلك بعد ساعات على قصف الطيران الإسرائيلي منزلاً في بلدة كفركلا بصاروخين، ما أدى إلى تدميره بالكامل، حسب «الوكالة الوطنية للإعلام»، كما استهدفت السبت غارة منزلاً عند أطراف بلدة القوزح في قضاء بنت جبيل ودمره بالكامل ولم يفد عن وقوع إصابات.

وتعرضت بلدات عدة في جنوب لبنان في الساعات الأخيرة لضربات إسرائيلية، ألحقت، وفق «الوكالة الوطنية»، أضراراً بالمنازل والممتلكات.

وأعلن «حزب الله»، في بيان، السبت، استهدافه «تموضعات مستحدثة لجنود العدو»، غرب شوميرا، في شمال إسرائيل، غداة استهدافه موقعين عسكريين بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»، رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت الجمعة قياديين عسكريين اثنين من «الجماعة الإسلامية» في منطقة البقاع الغربي (شرق) البعيدة عن المناطق التي يشملها القصف الإسرائيلي منذ بدء التصعيد.

يأتي ذلك في وقت يجدد فيه «حزب الله» ربط الحرب في الجنوب بوقف إطلاق النار في غزة، وقال نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم إن المبادرات حول قضية جنوب لبنان غير قابلة للحياة إذا لم يكن أساسُها وقف إطلاق النار في غزَّة، مضيفاً: «من يأتي بمبادرة تحت عنوان وقف إطلاق النار في الجنوب إراحةً لإسرائيل لتتمكن أكثر في غزَّة... نحن مع غزَّة وفلسطين ولسنا مع إسرائيل، لذا فلتتوقف في غزَّة أولاً وعندها تتوقف في لبنان، أمَّا أن يأتوا إلينا بتهديدات، فهذه التهديدات بأنَّ إسرائيل يمكن أن تهجم عليكم ويمكن أن تقاتلكم، نقول لهم تهديداتكم بإسرائيل تزيدنا قناعة بصوابية مواجهتنا وتصلِّب مواقفنا أكثر، وسنرى من تنفع معه التهديدات هم أو نحن».

وعن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بشأن إعادة سكان الشمال إلى منازلهم، قال قاسم إنَّه «بالحرب لا يمكن إعادة سكان الشمال، بل هذه الحرب ستُبعد عودتهم أكثر فأكثر وقد تنهي عودتهم نهائياً». وأعلن أن «استمرار العدوان لا يعيد مستوطني الشمال، وتوسعة العدوان على لبنان يعقِّد الحياة عليهم أكثر فأكثر، نحن ندعو إلى أن يستيقظ العالم ليوقف الحرب على غزَّة فهذا أقرب إلى الواقعية».

وقال: «وقف (حزب الله) في لبنان مساندةً لغزَّة وهذه المساندة أعاقت خططاً حربيةً لإسرائيل في فلسطين ولبنان حالياً ومستقبلياً»، مضيفاً: «مساندتنا سيكون لها من الخيرات والفوائد ما يتجاوز دعم غزة وما يتجاوز أيضاً حماية لبنان إلى تشكيل قوَّة ردع حقيقية تواجه إسرائيل، وتعلم معها أنَّها لا تستطيع أن تتجاوز الحدود».


المعارضة تطلق صرخة رفضاً لزجّ لبنان بنار الحرب

صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
TT

المعارضة تطلق صرخة رفضاً لزجّ لبنان بنار الحرب

صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)
صورة جامعة للمشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)

أطلقت المعارضة اللبنانية صرخة بوجه «العابثين بأمن لبنان ومن يزج اللبنانيين بالنار وبوجه الدول الراعية للتنظيمات غير الشرعية»، داعية إلى تطبيق القرار 1701، ونشر الجيش اللبناني على الحدود كاملةً، وتعزيز الرقابة على كامل الحدود مع سوريا، كما تنفيذ اتفاقية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وأتت هذه المواقف في «اللقاء التضامني الوطني» الذي عُقد في معراب بدعوة من حزب «القوات اللبنانية»، تحت عنوان «1701 دفاعاً عن لبنان»، وشارك فيه أحزاب ونواب وعدد من الشخصيات المعارضة لـ«حزب الله» من سياسيين وناشطين وصحافيين من مختلف الطوائف، بينما كان لافتاً مقاطعته من قِبل بعض الأطراف التي تعد في الخط السياسي نفسه لتوجه «القوات»، بينما ارتأى البعض الآخر المشاركة عبر ممثلين له فقط، على غرار حزب «الكتائب اللبنانية» الذي لم يشارك رئيسه ولا النواب الذين يمثلونه في البرلمان، وتمثل عبر نائب الرئيس ميشال خوري والنائب السابق إيلي ماروني. وكان قد اعتذر عن المشاركة الحزب «التقدمي الاشتراكي» وكتلة «الاعتدال الوطني» و«لقاء سيدة الجبل» والمجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني.

النائب أشرف ريفي مشاركاً في اللقاء إلى جانب رئيس «القوات» سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع (الشرق الأوسط)

وفي حين رأى البعض أن هذه المشاركة غير الواسعة «أفشلت اللقاء»، يرفض «القوات» والمشاركون فيه وجهة النظر هذه مؤكدين أنه عكس الهدف الذي عُقد من أجله، وأوصل الرسالة المطلوبة. ويصفه الوزير السابق، النائب أشرف ريفي بـ«الممتاز»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «اللقاء كان ضرورياً في المضمون والتوقيت، ويشبه لقاء البريستول عام 2005»، رافضاً القول إنه فشل، ومؤكداً في الوقت عينه على ضرورة العمل؛ لأن يضمن الجميع في المستقبل والترفع عن التباينات».

جانب من المشاركين في لقاء المعارضة في معراب (موقع القوات اللبنانية)

ولقاء البريستول هو من التحركات الأولى التي جمعت أطيافاً معارضة رفضاً لـ«الوصاية السورية» والمطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان.

كذلك، تصف مصادر في «القوات» اللقاء بـ«الناجح والممتاز، وعكس مشهدية سيادية بكل معنى الكلمة»، داعية إلى «وضع الأمور في نصابها؛ حيث إن الهدف لم يكن تشكيل جبهة سياسية حتى يقال إن هناك نقصاً في التمثيل»، مشيرة إلى محاولة عن سابق وتصور وتصميم لتحوير أهداف اللقاء رغم أن دعوته واضحة، وكانت حول القرار 1701 دفاعاً عن لبنان».

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «أهمية الدعوة كانت في التوقيت؛ حيث نرى أن هناك خطراً على لبنان، ولا بد من إطلاق صرخة سياسية، وهذا ما حدث، ومن لم يلبّ الدعوة له اعتباراته وظروفه، ويبقى الأهم أن الموقف الأساسي صدر، ولم نكن نتوقع أكثر من ذلك».

وفي رد على سؤال عما سيلي هذا اللقاء تؤكد المصادر: «مزيد من الشيء نفسه... سنستمر فيما نقوم به نحن أو غيرنا كل من موقعه، عبر مزيد من الضغط، ورفع السقوف، ومواكبة الجهود الدبلوماسية التي تدفع باتجاه تطبيق القرار 1701، وهذا ما يزعج «حزب الله» في هذه المرحلة التي نرى أنها مرحلة القرار 1701، حيث مطلب المجتمع الدولي الوحيد والأساسي اليوم هو تطبيقه وتجنيب لبنان الحرب».

وفي البيان الختامي الذي تلاه النائب وضاح الصادق، أعلن اللقاء عن 3 ثوابت أساسية، هي أولاً، أن السلاحَ خارجَ مُؤسساتِ الدولة الأمنيّة، وفي مُقدِّمَتها الجيش، أيّاً يكن حامله، وأيّاً يكُنْ سبب حملِهِ، هو تهديدٌ للسيادةِ اللبنانيةِ واعتداء صارخ على أمنِ الشعبِ اللبنانيِّ برمتِهِ، ويستلزِم الشروعَ بسحبِهِ فوراً. وثانياً، أن الجيشَ اللبنانيَّ بقيادتِهِ وأفرادِهِ هو محطُّ ثقةِ اللبنانيينَ جميعاً، وبالتالي هو صاحب الحقِ والواجبِ بحمايةِ الحدودِ والسيادةِ اللبنانيَّتَيْنِ من أيِّ تعدٍّ أجنبيّ، لا سيما من طَرَفِ إسرائيل.

وثالثاً أن الحكومة اللبنانيةَ وإِنْ كانتْ حكومةَ تصريفِ أعمالٍ، «تحمل وحدَها وبِشكلٍ حصريٍّ، مسؤوليةَ تَطْبيق وتَنفيذ القوانينِ اللبنانيةِ والقراراتِ الدوليةِ على حدٍّ سواء، لأنَّهُ مِنْ غيرِ المُمكنِ تصوُّرُ الفراغِ الكاملِ والتَّقصير والاستقالةِ التامَّةِ في موضوعٍ يهدِّدُ الأمْنَ الوطنيَّ والمصلحةَ اللبنانيةَ العليا. مِن دون أنْ نُغفِل دَورَ مَجلس النُّواب في مساءلة الحكومة وطنياً حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال».

وتأسيساً على ذلك، وانطلاقاً من الأولويَّةِ القُصوى لأَحداثِ الجنوبِ واحتمالِ تدحرُجِها نحو الأسوأِ، توجّه المجتمعون بنداءٍ إلى حكومةِ تصريف الأَعمال برئاسةِ نجيب ميقاتي للعملِ الفوري على، إِصدار الأَوامر بنشرِ الجيشِ اللبنانيِّ تحت خطِّ الليطاني جنوباً وعلى كامِلِ الحدودِ مع إسرائيلَ لما لهذه الخطوةِ من وقعٍ سياسيٍّ كبيرٍ ومن قوةِ ردعٍ حاسمة لما يمكن أن تخطِّطَ له إسرائيلُ ومن لجْمٍ لأيِّ عدوانٍ على السيادةِ اللبنانيةِ يُمكنُ أنْ تُعِدَّ لهُ، وذلك تطبيقاً للقرار 1701.

كذلك، تعزيزُ الرقابةِ على كاملِ الحدودِ مع سوريا، والعملُ على ضبط المعابر الشرعيّةِ، وإقفالِ جميعِ المعابرِ غيرِ الشرعيةِ التي يستمرُّ عبرَها تهريبُ السلاحِ والأشخاصِ والأموالِ والبضائعِ والممنوعاتِ والمجرمين.

وفي الكلمة الافتتاحية للقاء أكد جعجع أن هدفه إطلاق صرخة، ووضع خريطة طريق صغيرة لمحاولة تجنيب لبنان الوقوع في الحرب، وللتشديد على ضرورة تطبيق القرار 1701 كاملاً؛ فهو الحل الذي وافقت عليه الحكومات المتعاقبة كلها.

وفي حين رأى أن لبنان وصل إلى «حالة اللادولة» متحدثاً عن «دويلة إلى جانب الدولة تصادر القرار العسكري في لبنان»، عزا اللقاء «للبحث فيما يمكن فعله خصوصاً أن كل التقارير الدبلوماسية تنذر بإمكانية تطور الأمور سلباً في الجنوب، والذهاب نحو الأعظم».

وإذ رأى أن بقاء «حزب الله» في المكان الموجود فيه حالياً يهدد لبنان ككل فيما هو غير قادر على الدفاع عنه كما أثبتت الوقائع، تحدث جعجع عن «الدويلة التي تصادر القرار العسكري في لبنان، حيث يوجد تقريباً 25 معبراً غير شرعي دون أي رقابة رسمية، وقد نجحت عصابةٌ أن تمر عبر أحدها مع جثة الشهيد (المسؤول في القوات) باسكال سليمان دون أي حسيب أو رقيب».

ولفت رئيس «القوات» إلى أن أي خطة إصلاح اقتصادي لن تنجح بتحقيق أكثر من 55 في المائة منها في ظل المعابر غير الشرعية، على أساس أن الجزء الأكبر من المشكلة يكمن في وجود الدويلة وتأثيرها على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان.

وبينما قال إن «العمليات العسكرية الدائرة في الجنوب مشكلة مستجدة تشكل خطراً داهماً بعدما تفرد «حزب الله» بهذا القرار، رأى أن «الحزب» يطالب بالحوار فيما يخص ملف رئاسة الجمهورية، إلا أنه لم يرَ وجوب التنسيق قبل إقحام الجنوب اللبناني بهذه العمليات».

ورأى أن حجة «حزب الله» بأن العمليات العسكرية أتت لمساندة غزة، لم تفد غزة بشيء، «بل كبّدت لبنان خسائر كبيرة بالأرواح، ودمرت مناطق وقرى جنوبية بأكملها، كما خلّفت خسائر اقتصادية فائقة، مضيفاً: «إقحام إيران نفسها أضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما أفادها، وكذلك فعل تدخُّل «حزب الله»، في ظل الإجماع الدولي ضدهما؛ لذا الرابحان بشكل أساسي في هذا الهجوم هما إيران وإسرائيل، أما الخاسر الأكبر فهي فلسطين».


491 قتيلاً في الضفة منذ 7 أكتوبر و8480 معتقلاً

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
TT

491 قتيلاً في الضفة منذ 7 أكتوبر و8480 معتقلاً

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)
جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

قتلت إسرائيل فلسطينيين في اشتباك استهدف مسلحين، قالت إنهم كانوا يخططون لشن هجوم على مستوطنات في شمال الضفة الغربية، ما يرفع عدد القتلى منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلى 491، بالإضافة إلى 8400 معتقل.

وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن قوات «الوحدة 636» قضت على مسلحين قاما بإطلاق النار نحو موقع سالم العسكري بالقرب من جنين في شمال الضفة الغربية. وأضاف: «رصدت قوات من الوحدة 636 عدداً من المخربين الذين استقلوا سيارة وأطلقوا النار نحو موقع سالم قرب منطقة جنين، حيث تمكن الجنود الذين نصبوا كميناً في المكان، نظراً لأحداث مماثلة وقعت في الماضي، من تصفية مخربيْن اثنين ومصادرة قطعتي سلاح من نوع (إم 16) استخدماها لإطلاق النار». وأكدت كتيبة جنين أن مقاتليها نفذوا هجوماً في المكان، من دون أن تعطي تفاصيل أكثر، ثم أعلنت مصادر أمنية فلسطينية أن إسرائيل قتلت واحتجزت فلسطينيين قرب جنين. ولم تتضح هويات الشبان فوراً، لأن إسرائيل احتجزت جثمانيهما، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال منعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى جثمانيهما. من جانبها، عثرت طواقم الهلال الأحمر على آثار دماء وملابس في موقع العملية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.

طفل يقف بجوار مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية يناير الماضي (أ.ف.ب)

لكن الهيئة العامة للشؤون المدنية تلقت بلاغاً من إسرائيل ثم أبلغت وزارة الصحة بأن إسرائيل قتلت مصطفى سلطان عابد (22 عاماً) من بلدة كفردان، وأحمد محمد شواهنة (21 عاماً) من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين قرب حاجز سالم.

وصعدت إسرائيل هجماتها في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع بدء حربها في قطاع غزة، وراحت تشن عمليات قتل واعتقال واسعة، استخدمت فيها طائرات مسيرة وخربت خلالها البنية التحتية لكثير من المناطق المستهدفة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن «عدد الشهداء في الضفة الغربية ارتفع إلى 491 منذ بدء العدوان على غزة، بينهم 123 طفلاً، و5 سيدات، و5 مسنين، و10 شهداء من الأسرى داخل سجون الاحتلال». وإلى جانب عمليات القتل، تواصل إسرائيل حملة اعتقالات غير مسبوقة في الضفة.

مشيعون يحملون جثمان فلسطيني قُتل خلال غارة للجيش الإسرائيلي على جنين في الضفة الغربية مارس الماضي (أ.ف.ب)

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، 20 فلسطينياً على الأقل، من مناطق مختلفة في الضفة، بينهم سيدة وأطفال ومعتقلون سابقون. وقال نادي الأسير إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات رام الله، والخليل، ونابلس، وطولكرم، وجنين، والقدس المحتلة التي تم اعتقال طفلة منها أفرج عنها لاحقاً، بينما رافق عمليات الاعتقال تنكيل واسع بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تخريب وتدمير منازل المواطنين والاستيلاء على المركبات.

وبحسب إحصاءات رسمية فإنه بعد 7 أكتوبر الماضي، اعتقلت إسرائيل نحو 8480 فلسطينياً في الضفة، وتشمل هذه الأرقام من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا رهائن.

وقالت هيئة شؤون الأسرى إن «حملات الاعتقال هذه تشكّل أبرز السياسات الثابتة والممنهجة التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أنها من أبرز أدوات سياسة العقاب الجماعي كجزء من الإجراءات الانتقامية في استهداف المواطنين، والتي تصاعدت وتيرتها في ظل العدوان الشامل على شعبنا، والإبادة المستمرة في غزة، بعد 7 أكتوبر».