قصف المسعفين في الهبارية يُدخل المدنيين ضمن قائمة أهداف إسرائيل و«حزب الله»

مقتل عامل سوري في كريات شمونة

لبنانيون يحملون نعوش مسعفين قتلوا باستهداف إسرائيلي لمركز طبي في الهبارية بجنوب لبنان (أ.ب)
لبنانيون يحملون نعوش مسعفين قتلوا باستهداف إسرائيلي لمركز طبي في الهبارية بجنوب لبنان (أ.ب)
TT

قصف المسعفين في الهبارية يُدخل المدنيين ضمن قائمة أهداف إسرائيل و«حزب الله»

لبنانيون يحملون نعوش مسعفين قتلوا باستهداف إسرائيلي لمركز طبي في الهبارية بجنوب لبنان (أ.ب)
لبنانيون يحملون نعوش مسعفين قتلوا باستهداف إسرائيلي لمركز طبي في الهبارية بجنوب لبنان (أ.ب)

خرق الاستهداف الإسرائيلي لمركز صحي في الهبارية في جنوب لبنان، قواعد القتال القائمة منذ أربعة أسابيع في المنطقة، ووسعها إلى استهداف المدنيين على الجانبين، حيث أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل سبعة مدنيين متطوعين في البلدة التي تُقصف للمرة الأولى، فيما رد «حزب الله» بقصف كريات شمونة، ما أدى إلى مقتل عامل سوري يتحدر من الجولان، وإصابة ثلاثة إسرائيليين بجروح.

واستهدفت غارات إسرائيلية فجر الأربعاء، مركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في البلدة، ما أدى إلى مقتل 7 متطوعين، وإصابة أربعة آخرين بجروح. وقالت مصادر ميدانية إن هؤلاء مدنيون، يقومون بجهود الإغاثة في البلدة، وهم متطوعون من أبناء البلدة. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الضربات الإسرائيلية على جنوب البلاد قتلت بالفعل أكثر من ستة من أفراد الطواقم الطبية والمسعفين.

عناصر من «الصليب الأحمر» في موقع استهداف المركز الطبي في الهبارية (إ.ب.أ)

وبينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مبنى عسكريّاً تابعاً للجماعة الإسلامية في الهبارية مستهدفاً مسلحاً كان له دور في التخطيط لهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية وكان مرتبطا بـ«المجموعة الطبية الإسلامية»، نفى المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية في بيان تلك المعلومات.

وقالت الجماعة إن المركز يخص جمعية الإسعاف اللبنانية ولا صلة أو علاقة للجماعة به. واستنكرت الجماعة «العدوان الإسرائيلي على مسعفين يقومون بواجبهم في منطقة العرقوب». وطالبت الدولة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالمحاسبة.

وندد «حزب الله» بالضربات على الهبارية. وأدان في بيان «العدوان الآثم والجريمة النكراء ارتكبتها قوات ‏الاحتلال الصهيوني بحق المرضى والطاقم الطبي في مركز الجمعية الطبية ‌‏الإسلامية». وأكد الحزب أنه «بشكل قاطع وحتمي هذا ‏العدوان لن يمر دون ردٍّ وعقاب».

ولم تمر ساعات على الاستهداف، حتى ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه تم إطلاق أكثر من 30 صاروخا من الأراضي اللبنانية باتجاه مستوطنة كريات شمونة ومحيطها في الجليل الأعلى، الأربعاء، وألحق عدد منها أضرارا وتم اعتراض بعضها، فيما سقطت بعضها بمناطق مفتوحة.

وأعلن «حزب الله» أنه أطلق عشرات الصواريخ على بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل في وقت مبكر صباح الأربعاء، ردا على ضربات الهبارية. وقال في بيان إن مقاتليه «استهدفوا مستعمرة كريات شمونة وقيادة اللواء ‌‏769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ». كما أعلن عن استهداف انتشار ‏لجنود إسرائيليين في محيط شتولا، وداخل خيمة في «حرش راميم»، فضلاً عن استهداف مواقع مسكاف عام ورويسات العلم.

مشاركون في تشييع سبعة مسعفين قتلوا باستهداف إسرائيلي في الهبارية بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

وأكدت إسرائيل مقتل شخص في قصف «حزب الله». وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية إن ضربة بصاروخ الأربعاء أسفرت عن مقتل عامل مصنع في كريات شمونة. وذكرت خدمة إسعاف «نجمة داود الحمراء» أن مسعفين انتشلوا الرجل من بين حطام المصنع وهو مصاب بجروح بالغة ثم أعلنت وفاته في المكان.

وأعلن الناطق الإسرائيلي الرسمي، الأربعاء، أن رشق الصواريخ الأخير الذي نفذه «حزب الله» أصاب مصنعا صغيرا للورق يعمل فيه معوقون ومبنى سكنيا في كريات شمونة وتسبب في مقتل شاب وإصابة ثلاثة عمال، وأن الشاب القتيل، هو زاهر بشارة من قرية عين قنية في الجولان السوري المحتل، وأنه كان يعمل سائق شاحنة في المعمل المذكور.

وتبين أن العمارة التي يقوم فيها المصنع هي أيضا ملك لمواطن سوري من البلدة نفسها. كما أصيب مبنى لسكن الطلبة الجامعيين. وقال الناطق الإسرائيلي إن مقتل الشاب زاهر بشارة يرفع عدد القتلى المعلن في الجانب الإسرائيلي منذ بداية الحرب على الجبهة الشمالية مع لبنان، إلى 18 شخصا، هم 11 جنديا و7 مدنيين.

وتتبادل إسرائيل و«حزب الله» إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، وذلك في أكبر تصعيد بين الجانبين منذ القتال الذي استمر شهرا بينهما في 2006. وقال الجانبان إنهما لا يريدان حربا شاملة وإنهما منفتحان على عملية دبلوماسية، لكن الضربات تصاعدت هذا الأسبوع بعد فترة من وقف القصف عبر الحدود.


مقالات ذات صلة

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

المشرق العربي عامل رعاية صحية يسير في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية بجنوب لبنان (رويترز)

مستشفيات جنوب لبنان تنفض عنها آثار الحرب... وتحاول النهوض مجدداً

تحاول المستشفيات في جنوب لبنان، النهوض مجدداً رغم الصعوبات، بعد انتهاء الحرب، بينما لا تزال مجموعة منها، لا سيّما الواقعة في القرى الحدودية، متوقفة عن العمل.

حنان حمدان (بيروت)
شؤون إقليمية جنود من قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

سلّم الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) 7 لبنانيين كان يحتجزهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
المشرق العربي رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)

جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية

في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق بعد سقوط النظام، التقى رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت - دمشق)
المشرق العربي البطريرك الماروني بشارة الراعي (الوكالة الوطنية)

«كباش» بين جعجع وباسيل على المرجعية المسيحية رئاسياً

لا تزال الحركة الناشطة على صعيد الملف الرئاسي «من دون بركة»، كما يؤكد مصدر معني بالمشاورات الحاصلة.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق يستيقظ ريكاردو كرم يومياً مع أفكار جديدة لا يهدأ قبل أن تتحقّق (من حفل عام 2023)

«النجوم تلمع أملاً» من أجل فنان لبنان المُلقى في النسيان

3 عقود في الإعلام والحوارات، جعلت اسم ريكاردو كرم اختزالاً للصدقية والشفافية. وبالتحاق الشغف والمحبة بالفضيلتَيْن المتراكمتَيْن، يضمن التجاوب وحماسة الخيِّرين.

فاطمة عبد الله (بيروت)

مقتل شرطي فلسطيني خلال الاشتباكات المتواصلة بين الأمن ومسلحين في جنين

سيارة شرطة تسير خلال مهمة لقوات الأمن الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية... 21 ديسمبر 2024 (رويترز)
سيارة شرطة تسير خلال مهمة لقوات الأمن الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية... 21 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

مقتل شرطي فلسطيني خلال الاشتباكات المتواصلة بين الأمن ومسلحين في جنين

سيارة شرطة تسير خلال مهمة لقوات الأمن الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية... 21 ديسمبر 2024 (رويترز)
سيارة شرطة تسير خلال مهمة لقوات الأمن الفلسطينية في مخيم جنين بالضفة الغربية... 21 ديسمبر 2024 (رويترز)

أعلن المتحدث الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اليوم (الاثنين)، مقتل شرطي برصاص مسلحين فلسطينيين خلال الاشتباكات المتواصلة بين أجهزة الأمن ومسلحين في مخيم جنين في شمال الضفة الغربية منذ 18 يوما.

ويأتي مقتل الشرطي غداة إعلان مقتل أحد أفراد الحرس الرئاسي الأحد.

ونعى المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب في بيان «شهيد الواجب البطل رقيب أول، مهران قادوس، مرتب الشرطة الفلسطينية... الذي ارتقى الاثنين أثناء قيامه بواجبه الوطني»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وبحسب البيان، قُتل الشرطي «بعد استهدافه بإطلاق نار غادر وجبان من قبل الخارجين عن القانون في مخيم جنين».

ووصف البيان مقتل قادوس بـ«الجريمة النكراء».

وشنت الأجهزة الأمنية هجوما على مخيم جنين عقب توتر نشأ إثر توقيف قوات الأمن أحد المسلحين، أعقبه قيام مسلحين بالاستيلاء على مركبتين للسلطة الفلسطينية.

أفراد من الحرس الرئاسي الفلسطيني أثناء جنازة في طولكرم بالضفة الغربية لأحد أفراد قوات الأمن والذي قُتل في اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين في جنين... 23 ديسمبر 2024 (رويترز)

وأعلنت السلطة الفلسطينية بدء عملية عسكرية أطلقت عليها «حماية الوطن»، وقالت في بياناتها إنها تستهدف «الخارجين عن القانون».

وإضافة إلى عنصري الأمن، قُتل منذ اندلاع هذه الاشتباكات في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ثلاثة أشخاص هم مدنيان وقائد ميداني في كتيبة جنين المسلحة.

وقدّرت مؤسسات حقوقية «أن تخرج الأمور عن السيطرة» في حال استمرار وقوع إصابات بين الجانبين.

وتبذل أوساط حقوقية وعشائرية جهودا في سبيل وقف حالة الاحتقان في مخيم جنين ومنعا لتردي الأوضاع هناك.

إلا أن مصدرا من بين المشاركين في هذه الجهود قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «استمرار سقوط ضحايا بين الجانبين قد يمهد إلى تردي الأوضاع إلى درجة كبيرة».

وتعتبر مدينة ومخيم جنين للاجئين معقلا للفصائل الفلسطينية المسلحة التي تقدم نفسها كمقاومة أكثر فعالية للاحتلال الإسرائيلي على النقيض من السلطة الفلسطينية.

وتضاف هذه الاشتباكات إلى العنف المتزايد في الضفة الغربية، مع تزايد الغارات والمداهمات العسكرية الإسرائيلية وهجمات المستوطنين منذ بدء حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وشن الجيش الإسرائيلي العديد من الهجمات الدامية على مخيم جنين عقب بدء الحرب على غزة، متّهما مسلّحين ﺑ«التجهيز لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية».