أرست إسرائيل قواعد اشتباك جديدة مع «حزب الله» ضمت خلالها منطقة بعلبك في شرق لبنان إلى لائحة الاستهدافات، وحولتها إلى ساحة رد على استخدام «حزب الله» للمسيّرات الانتحارية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وسط تجدد التصعيد في منطقة جنوب لبنان، واستهداف إسرائيلي لسيارة في منطقة الصويري في البقاع الغربي للمرة الأولى منذ بدء الحرب.
واستهدفت غارات إسرائيلية ليل السبت الأحد محيط مدينة بعلبك في شرق لبنان للمرة الرابعة خلال شهر، حيث أصيب ثلاثة أشخاص بجروح. وقال الجيش الإسرائيلي: «أغارت طائرات حربيّة في وقت سابق الليلة على ورشة تحتوي على وسائل قتاليّة تابعة لـ(حزب الله) الإرهابي في منطقة بعلبك».
وأطلق الطيران الإسرائيلي خمسة صواريخ على مبنى سكني من طبقتين في بلدة العسيرة في خراج مدينة بعلبك. وذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ الغارات استهدفت مركزا لـ«حزب الله» كان مهجورا منذ فترة، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة من سكّان المباني المجاورة.
من جهته قال محافظ منطقة بعلبك الهرمل بشير خضر عبر منصّة «إكس» إنّ هناك «معلومات أوّلية عن سقوط 3 جرحى».
معلومات اولية عن سقوط ٣ جرحى، ولا شهداء خلافاً لما اوردنا سابقاً #بعلبك pic.twitter.com/IXStezQZ6i
— Bachir Khodr (@BachirKhodr) March 23, 2024
ولم تمر ساعة على الاستهداف حتى أعلن «حزب الله» فجراً أنه رد على قصف بعلبك باستهداف «القاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف وثكنة كيلع (مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي) حيث كانت تتدرب قوة من لواء غولاني بعد عودتها من قطاع غزة، وذلك بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا»، حسبما جاء في بيان أصدره الحزب.
وذكر الجيش الإسرائيلي بدوره أنّه رصد «نحو 50 قذيفة صاروخيّة» أطلِقت من لبنان «نحو شمال إسرائيل»، مشيراً إلى أنّه «اعترض عددا منها». وأضاف الجيش الإسرائيلي أنّ «طائرات لجيش الدفاع أغارت على المنصّات التي استُخدِمت لإطلاق بعض من هذه القذائف». ولم تُبلغ إسرائيل عن تسجيل أيّ إصابات أو أضرار.
#عاجل جيش الدفاع أغار على ورشة تحتوي على وسائل قتالية لحزب الله الإرهابي في #بعلبك. كما تم استهداف المنصات التي أستخدمت لإطلاق القذائف نحو الأراضي الاسرائيلية قبل قليل⭕️أغارت طائرات حربية في وقت سابق الليلة على ورشة تحتوي على وسائل قتالية تابعة لحزب الله الارهابي في منطقة... pic.twitter.com/MukFqrGIWP
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) March 23, 2024
وبدا أن الاستهداف الإسرائيلي الرابع لبعلبك متصل بقواعد اشتباك جديدة تفرضها إسرائيل على «حزب الله»، كونه، في كل مرة، يأتي بعد استخدام الحزب لمسيرات انتحارية يطلقها باتجاه إسرائيل، أو يستخدم منظومات الدفاع الجوي ضد المسيرات الإسرائيلية.
جاء القصف فجر الأحد بعد ساعات على إعلان «حزب الله» عن أنه استهدف منظومتي دفاع جوي تابعتين للجيش الإسرائيلي. وقال في بيان بعد ظهر السبت إنه استهدف «بمسيرتين منصتين للقبة الحديدية في كفار بلوم» الواقعة في الجليل الأعلى والتي تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود اللبنانية. ولم تخفِ وسائل إعلام إسرائيلية ارتباط الضربة باستخدام المسيرات التي استهدفت القبة الحديدية.
وتتكرر ظروف القصف، حسبما تقول إسرائيل. ففي المرة الأولى في 25 فبراير (شباط) الماضي افتتحت إسرائيل ضرباتها في البقاع بمحيط بعلبك، وقالت إنها جاءت رداً على إسقاط «حزب الله» لطائرة مسيرة إسرائيلية من نوع «هيرمز 450» باستخدام منظومة دفاع جوي. وبعدها بأسبوعين في 12 مارس (آذار)، جاء القصف بعد ساعات على استهداف الحزب مرابض المدفعية في عرعر بالمسيرات الانقضاضية، كما أعلن عن استهداف أهداف عسكرية في الجولان بمسيرات انتحارية. وقال الجيش الإسرائيلي آنذاك إنه استهدف «موقعين» تابعين لـ«القوات الجوية» لـ«حزب الله»، «رداً على هجمات جوية شنها (حزب الله) في الأيام الأخيرة باتجاه الجولان». كما كرر القصف في 13 رداً على رد «حزب الله» بإطلاق 100 صاروخ باتجاه الجولان.
قصف قرب الحدود مع سوريا
شنّت إسرائيل منذ أسابيع غارات جوّية أكثر عمقاً داخل الأراضي اللبنانيّة ضدّ مواقع لـ«حزب الله»، ووصلت الغارات الأحد، للمرة الأولى، إلى منطقة الصويري القريبة من نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا، حيث نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت سيارة على طريق بلدة الصويري الواقعة في البقاع الغربي، ما أدى إلى مقتل سوري كان بداخلها متأثراً بجراح أصيب بها جراء الاستهداف بمسيّرة.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، بأن السوري محمود رحب الذي أصيب بالغارة قضى متأثرا بجروحه. وقالت إن السيارة المستهدَفة كان في داخلها مواد غذائيّة، ويملكها أحد الأشخاص من آل صميلي، الذي يملك سوبر ماركت في منطقة المصنع.
تجدد التصعيد في الجنوب
وتأتي تلك الغارات في البقاع إثر هدوء نسبي، دام لنحو 12 يوماً، ولم يسجل فيه مقتل أي عنصر في «حزب الله»، بل قُتل عنصر في «حركة أمل» يوم الأربعاء الماضي. وتجدد التصعيد الأحد، إثر غارات جوية أدت إلى تدمير منازل في العديسة والطيبة، وأفيد بسقوط إصابات في الضربتين، وذلك غداة استهداف إسرائيلي لمقر الدفاع المدني التابع لجمعية «كشافة الرسالة الإسلامية» في بلدة عيتا الشعب، أدت إلى تدميره تدميراً كاملاً، فيما تضرر جزء كبير من المنازل المحيطة وتصدع بفعل الغارة.
صدر عن غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية البيان التالي:شارك عناصر الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الاسلامية بعمليات الإنقاذ بعد الغارة الاسرائيلية على بلدة العديسة. وقد تم نقل اصابة إلى احدى مستشفيات المنطقة. #خدمتكم_رسالتنا pic.twitter.com/OO9Xrgz0Lo
— العمليات المركزية (@Risala3amaliat) March 24, 2024
وأعلن «حزب الله» عن استهدافه موقع جل العلام بقذائف المدفعية وأصابه إصابةً مباشرة، كما استهدف الحزب «تجهيزات تجسسية في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابةً مباشرة».
وسجل تحليق مكثف للمقاتلات الحربية الإسرائيلية على طول الخط الحدودي مع لبنان، بينما حلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي طيلة ليل السبت الأحد فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا حتى مشارف منطقة صور والساحل البحري، كما أطلق الجيش الإسرائيلي القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.