عمّق شبح المجاعة الوشيكة التي تحوم فوق غزة حالياً من العزلة التي تواجهها إسرائيل، المتهمة من جهات أممية باستخدام سلاح التجويع ضد سكان القطاع، وهو ما يرقى إلى مستوى جريمة حرب.
وقال البيت الأبيض أمس (الثلاثاء) إن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق بالغ إزاء تقرير عن «مجاعة وشيكة» في غزة. وجاء ذلك غداة إعلان المرصد الدولي للجوع الذي تعتمد عليه الأمم المتحدة في بياناتها، أن نقص الغذاء في غزة تجاوز بالفعل مستويات المجاعة بكثير، وأن السكان سيموتون قريباً من الجوع إذا لم يتسن التوصل إلى هدنة فوراً.
وترفض إسرائيل تحمل مسؤولية المجاعة في غزة. لكن فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، قال أمس إن «نطاق القيود الإسرائيلية المستمرة على دخول المساعدات إلى غزة إلى جانب الطريقة التي تواصل بها الأعمال القتالية قد يصلان إلى حد استخدام التجويع وسيلة حرب؛ ما يعد جريمة حرب».
في غضون ذلك، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تمسكه بشن عملية برية في رفح، وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست (البرلمان)، إن جيشه سيدخل رفح، وإنه أبلغ الرئيس بايدن بذلك في مكالمتهما الهاتفية الاثنين. وأضاف نتنياهو: «هناك خلاف مع الأميركيين حول ضرورة دخول رفح. لا يتعلق الأمر بالحاجة إلى القضاء على (حماس)، بل بالحاجة إلى دخول رفح. ولا نرى سبيلاً للقضاء على (حماس) عسكرياً من دون تدمير هذه الكتائب المتبقية. نحن مصممون على القيام بذلك».
إلى ذلك، تختبر معركة مستشفى «الشفاء» الدائرة في مدينة غزة، منذ فجر الاثنين، إلى أي حد نجح الجيش الإسرائيلي في فرض واقع جديد كثيراً ما أراد الوصول إليه في قطاع غزة، وهو تحويلها إلى الضفة الغربية رقم 2، كما تختبر المعركة في الوقت نفسه إلى أي حد تضررت قدرات «حماس» العسكرية.