على مدار سنوات، تحوَّل «مخيم الهول» إلى مدينة خيام حقيقية يعيش فيها ما يقرب من 43 ألف شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، يشكل اللاجئون العراقيون والنازحون السوريون أكثريتهم. ويقع «مخيم الهول» على بُعد نحو 45 كيلومتراً شرق محافظة الحسكة، في أقصى الشمال الشرقي لسوريا.
وعلى بُعد 136 كيلومتراً من «الهول»، يقع «مخيم روج»، الذي يبدو للوهلة الأولى شبيهاً بسائر مخيمات النازحين واللاجئين، لكن هذه النظرة تختلف بعد الوصول إلى بوابته الرئيسية، حيث الأسوار عالية وكاميرات المراقبة ومئات الخيام المتراصة، التي تضم جهاديات وزوجات مسلحي التنظيم وبعض قادته.
وفي حين تستجدي بعض النساء سبلاً للخروج، لا يزال بعضهن متمسكاً بقناعات دفعتهن للالتحاق بمناطق التنظيم سابقاً حتى تحولت هذه المخيمات إلى محطة انتظار لا يعرف أحد فيها موعداً لرحلته.
وبينما كان تنظيم «داعش» الإرهابي يتباهى بمقاتليه الصغار، أو مَن كان يسميهم بـ«أشبال الخلافة»، خلال سنوات سيطرته، تحول هؤلاء اليوم إلى ضحايا دائمين بعد أن شهدوا طفولة قاسية تعرضوا خلالها للحروب ومشاهد عنف وإعدامات و«غسل أدمغة»، ليعود آباؤهم ويتخلون عنهم لاحقاً، ثم رفضتهم حكومات بلادهم خشية أن يتحولوا خطراً عليها.
عاش هؤلاء الأطفال وقد تجاوز بعضهم سن الرشد، في مخيمات أنشئت خصيصاً لهم، في حين زُجّ آخرون في السجون.
قلة ممن حالفهم الحظ نُقلوا إلى مراكز إعادة تأهيل ودمج كـ«مركز هوري لحماية وتعليم الأطفال» الذي تم افتتاحه في 2017، وينتظرون مصيراً لا معالم له.