تصدر وسم أنقذوا فادي الزنط، مواقع التواصل الاجتماعي، في دعوات لإنقاذ الطفل الفلسطيني من الموت والذي يعاني من الجفاف وسوء التغذية الشديد علاوة على إصابته بمرض التكيس الليفي.
وفادي الذي يبلغ من العمر 6 سنوات، ظهرت والدته في مقطع مصور تناشد الدول العربية والعالم لإنقاذ طفلها من الموت بعد أن تدهورت حالته بشدة في ظل الحرب والحصار الغذائي الذي يعيشه قطاع غزة.
وظهر الطفل الفلسطيني عبر صور على مواقع التواصل الاجتماعي، والمرض أكل جسده الذي ظهرت عظامه بصورة واضحة نظرا لمعاناته من الجفاف وسوء التغذية.
وفي مطلع الشهر الحالي، توفي الطفل يزن الكفارنة في مستشفى أبو يوسف النجار برفح بسبب سوء التغذية وكانت صور ومقاطع فيديو انتشرت للطفل يزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، وسط مناشدات من أوضاع سيئة يعيشها أطفال غزة وسط الحرب.
ويرقد الطفل فادي الزنط في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، على أمل الحصول على فرصة للعلاج والحياة، حيث تشهد أروقة المستشفيات فى القطاع بشكل يومي وفاة العديد من الأطفال، مثل الرضيعة هبة زيادة والتي توفيت بسبب نقص الغذاء، وسوء الأوضاع الصحية في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، مطلع الشهر الحالي.
وفي بداية مارس (آذار) الحالي، أعلن مستشفى كمال عدوان وفاة 15 طفلاً جراء سوء التغذية والجفاف، وأن هناك 6 أطفال آخرين في العناية المركزة. وقال مدير مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة حسام أبو صفية إن وفيات الأطفال في الشمال بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص الوقود، مضيفاً في حديث مع «وكالة أنباء العالم العربي»: «أغلب حالات الأطفال الموجودين لدينا الآن وضعهم ما بين سيئ إلى مستقر ومن الممكن أن يحتاجوا في أي لحظة لأجهزة التنفس الصناعي وننتظر وصول الوقود الذي نفد بالكامل، مما أدى لتوقف محطة توليد الأكسجين».
وأردف أبو صفية: «في حال استمرار نفاد الوقود، سيكون لدينا خلال الساعات المقبلة المزيد من الوفيات من الأطفال». وأشار أبو صفية إلى أنه يوجد في مستشفى كمال عدوان ما يقرب من 40 طفلاً في غرف العناية المركزة والحضانة والمبيت، إضافة إلى نحو 25 حالة بين جرحى ومواطنين يتلقون خدمات علاجية في أقسام المستشفى. ويأتي هذا فى الوقت الذي تتكثف المساعي الدولية لإيجاد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يتضور سكانه جوعا وعطشا جراء الحصار والدمار الذي خلفته الحرب بين إسرائيل وحماس، في حين ندد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باستخدام الجوع «سلاح حرب». ودلالة على تدهور الوضع الإنساني، قالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس اليوم (الأربعاء) إن 27 شخصا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال.
وكان المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قد أعلن أمس أن عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب الحرب المستمرة في قطاع غزة يفوق عددهم مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم. وكتب المفوض فيليب لازاريني على منصة «إكس»: «أمر مذهل. عدد الأطفال الذين أحصي قتلهم في أربعة أشهر فقط في غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا مدى أربعة أعوام في جميع النزاعات في أنحاء العالم»، منددا بما اعتبره «حربا على الأطفال». واعتمد لازاريني في منشوره مرجعا أرقام الأمم المتحدة التي تظهر أن 12 ألفا و193 طفلا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022. وقد أجريت المقارنة مع تقارير توردها وزارة الصحة في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس وتفيد بمقتل أكثر من 12 ألفا و300 طفل في هذه البقعة من الأراضي الفلسطينية بين أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ونهاية فبراير (شباط). وقال لازاريني إن «هذه الحرب هي حرب على الأطفال. إنها حرب على طفولتهم ومستقبلهم».
واندلعت الحرب على إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وأوقع أكثر من 1160 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة «الصحافة الفرنسية» يستند إلى أرقام رسمية. وخُطف أكثر من 250 شخصاً أثناء الهجوم وتقدّر إسرائيل أن نحو 130 منهم ما زالوا محتجزين في القطاع. ومن بين هؤلاء يعتقد أن 32 توفوا أو قتلوا. وارتفعت حصيلة الحرب في غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى أكثر من 31184 قتيلاً و72889 جريحاً، «72 في المائة منهم أطفال ونساء».