سكان بعلبك يخشون انتقال المعركة إليها بعد تكرار الضربات الإسرائيلية

«حزب الله» أخلى مراكزه... والضربات تحاذي مواقع المدنيين

سكان بعلبك يخشون انتقال المعركة إليها بعد تكرار الضربات الإسرائيلية
TT

سكان بعلبك يخشون انتقال المعركة إليها بعد تكرار الضربات الإسرائيلية

سكان بعلبك يخشون انتقال المعركة إليها بعد تكرار الضربات الإسرائيلية

يتخوف سكان منطقة بعلبك، في شرق لبنان، من أن تكون الضربات الإسرائيلية المتعاقبة في الساعات الأخيرة مقدمة لاستهدافات متكررة، تجعل المنطقة غير آمنة، ويترقبون التطورات، فيما يسأل أحد السكان عما «إذا كانت تل أبيب تسعى لإفراغ البقاع من أهله ودفعهم للنزوح من هنا».

ونفذت الطائرات الإسرائيلية ضربات متكررة ليل الاثنين وصباح وظهر الثلاثاء، استهدفت قرى واقعة في محيط مدينة بعلبك، الخزان البشري لـ«حزب الله»، وطالت إحداها، الثلاثاء، مسقط رأس الأمين العام السابق عباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل في عام 1992، ودُفن في بلدة النبي شيت.

واستهدفت الضربات بلدات سرعين وطاريا والنبي شيت، كما استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنياً عائداً لنجل مدير مستشفى دار الأمل الجامعي محمود علام، الذي سقط نتيجته أحد لاعبي كرة القدم مصطفى غريب، كما سجل سقوط أكثر من 20 جريحاً، بينهم 4 نازحين سوريين سقطوا جراء تطاير الزجاج والحجارة من المبنى المستهدف قرب مستشفى دار الأمل.

مسعفون يرفعون الأنقاض إثر غارة إسرائيلية شرق لبنان (الشرق الأوسط)

الطائرات لم تفارق السماء

يراقب أهالي بعلبك ظهر الثلاثاء سماء البلدة: «لم تغادر الطائرات المسيرة سماءنا منذ أمس». يقول حسن د. لافتاً إلى أن الطائرات كثفت طلعاتها، منذ الاثنين، قبل أن يبدأ القصف مساء.

ويسأل حسن عن أهداف توسيع الغارات الإسرائيلية على منطقة بعلبك. يقول: «هل قصف بعلبك يهدف إلى تخويف المدنيين؟ بُني هذا الاعتقاد على ضوء مواقع الاستهداف التي حصل معظمها بالقرب من الطريق الدولية، واستهدفت مباني سكنية شبه خالية من سكانها».

وقال حسن إن المباني المستهدفة «هي منشآت مدنية، لا وجود لـ(حزب الله) في تلك المباني الخالية»، مشيراً إلى أن الحزب «لا يوجد هنا، كل الناس تعرف، وإسرائيل تعرف أنه في الجرود، وليس هنا، وهو ما دفعنا للسؤال عن الأهداف الإسرائيلية للقصف ورسائله للمدنيين».

الحزب يخلي مراكزه

تركز القصف الإسرائيلي على منشآت مدنية، حسبما بدا من جولة «الشرق الأوسط». أما مراكز «حزب الله»، فيقول السكان إن الحزب «أخلى جميع مراكزه منذ بدء الحرب»، ولم يعد مقاتلوه أو حراسه يظهرون «بناء لتعليمات وأوامر من (حزب الله) بإخلاء جميع المباني والمراكز في المنطقة».

ويتكرر الحديث عن استهداف المدنيين بين السكان. يرى حكمت شريف، الذي واكب الغارات منذ الشهر الماضي، التي كانت في أولها على عدوس، غرب بعلبك، أن إسرائيل «تكثف من عملياتها من خلال استهدافها المدنيين والمناطق السكنية للدفع باتجاه التوصل إلى حل سياسي»، مستنداً إلى أن طبيعة الاستهدافات تنفي أن تكون ضربات مؤثرة، أو لها هدف عسكري. ويقول: «كل الناس هنا تعلم أن (حزب الله) أفرغ مراكزه من محتواها ومن العناصر».


مقالات ذات صلة

مساهمة بريطانية في استحداث مراكز عسكرية للجيش اللبناني على الحدود الجنوبية

المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني خلال مناقشته بنود الورقة الأميركية مع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين (أ.ف.ب)

مساهمة بريطانية في استحداث مراكز عسكرية للجيش اللبناني على الحدود الجنوبية

تصدرت عودة النازحين إلى بلداتهم في جنوب لبنان أولويات المفاوض اللبناني الذي أزال جميع العوائق أمام عودتهم بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف النار.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي قائد الجيش اللبناني جوزف عون (أرشيفية - رويترز)

قائد الجيش اللبناني: وحداتنا منتشرة في الجنوب ولن تتركه

أكد قائد الجيش اللبناني جوزف عون، اليوم (الخميس)، إن قواته منتشرة في جنوب البلاد ولن تتركه فهو جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يظهر إلى جانب وزير الدفاع يسرائيل كاتس ومسؤولين آخرين (أ.ف.ب)

بموجب أي اتفاق لوقف الحرب... إسرائيل تطالب بالحق في مهاجمة «حزب الله»

طالب مسؤولون إسرائيليون، اليوم (الأربعاء)، بحرية مهاجمة «حزب الله» اللبناني، في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار، الأمر الذي يثير تعقيداً محتملاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب - بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)

الجيش اللبناني باقٍ في الجنوب رغم توالي الاستهدافات الإسرائيلية

ارتفع عدد شهداء الجيش اللبنانيين الذين قتلوا إلى 42 عنصراً.

بولا أسطيح (بيروت)
شؤون إقليمية دورية للجيش اللبناني 2 نوفمبر 2024 (رويترز)

إسرائيل تؤكد أنها «لا تتحرك ضد الجيش اللبناني» بعد ضربات قتلت عسكريين

أكد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه «لا يتحرك ضد الجيش اللبناني»، وذلك بعد مقتل أربعة جنود لبنانيين في غارتين إسرائيليتين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».