الحصار المالي لـ«الأونروا» يضعف بعد إعلان السويد وكندا استئناف التمويل

إسرائيل ضغطت على موظفي الوكالة للإدلاء باعترافات كاذبة حول صلات بـ«حماس»

مساعدات لـ«الأونروا» قبيل توزيعها في رفح في 7 مارس الحالي (رويترز)
مساعدات لـ«الأونروا» قبيل توزيعها في رفح في 7 مارس الحالي (رويترز)
TT

الحصار المالي لـ«الأونروا» يضعف بعد إعلان السويد وكندا استئناف التمويل

مساعدات لـ«الأونروا» قبيل توزيعها في رفح في 7 مارس الحالي (رويترز)
مساعدات لـ«الأونروا» قبيل توزيعها في رفح في 7 مارس الحالي (رويترز)

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) أن بعض موظفي الوكالة الذين أطلقت إسرائيل سراحهم في غزة، أفادوا بأنهم تعرضوا لضغوط من السلطات الإسرائيلية للإدلاء باعترافات كاذبة حول صلات للوكالة بحركة «حماس»، بما في ذلك أن موظفين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

جاء هذا في تقرير لـ«الأونروا» تضمن روايات لفلسطينيين بينهم موظفون في الوكالة الدولية، عن تعرضهم لمعاملة سيئة في سجون الاحتلال، قالت وكالة «رويترز» إنها اطلعت عليها.

شاحنة لـ«الأونروا» تنقل مساعدات عبر معبر رفح الجمعة (إ.ب.أ)

وقالت مديرة الاتصالات في «الأونروا»، جوليت توما، إن الوكالة تعتزم تسليم المعلومات الواردة في التقرير غير المنشور المؤلف من 11 صفحة إلى وكالات داخل وخارج الأمم المتحدة متخصصة في توثيق الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان.

أضافت: «عندما تنتهي الحرب، يجب أن تكون هناك سلسلة من التحقيقات للنظر في جميع انتهاكات حقوق الإنسان».

وجاء في التقرير أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل كثيراً من موظفي «الأونروا» الفلسطينيين، قالوا إنهم تعرضوا لسوء معاملة شملت الضرب الجسدي المبرح والإيهام بالغرق والتهديدات بإيذاء أفراد الأسرة.

المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني ببروكسل في 12 فبراير 2024 (رويترز)

وأكد التقرير أن موظفي الوكالة تعرضوا للتهديدات والإكراه من قبل السلطات الإسرائيلية أثناء احتجازهم، وجرى الضغط عليهم للإدلاء بأقوال كاذبة ضد الوكالة، منها أن الوكالة لها صلات بـ«حماس» وأن موظفي «الأونروا» شاركوا في الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر 2023.

وقالت «رويترز» إن «(الأونروا) رفضت طلباً منها للاطلاع على نصوص المقابلات التي أجرتها والتي تحتوي على اتهامات بالإدلاء باعترافات كاذبة بالإكراه».

وتوظف «الأونروا» 13 ألف شخص في غزة، وتقدم المساعدة اليومية لأكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، لكنها تعرضت لضغوط كبيرة بعد اتهام إسرائيل لـ12 من موظفيها بالضلوع في هجمات السابع من أكتوبر الماضي، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة ودول أخرى بتجميد التمويل الذي فاقم الضغط على الوكالة.

مدرسة تابعة لـ«الأونروا» دمرها القصف الإسرائيلي في خان يونس في 6 مارس الحالي (إ.ب.أ)

وعلى الرغم من أن «الأونروا» فصلت موظفين، وفتحت تحقيقاً مستقلاً في الاتهامات الإسرائيلية بشأن ضلوع عاملين فيها في هجوم «حماس»، تريد إسرائيل إغلاق الوكالة للأبد، وقالت إنها لن تكون جزءاً من مستقبل غزة.

وتعاني «الأونروا» من أزمة مالية قبل حرب غزة، وتفاقمت مع الحرب، إلى الحد الذي حذر معه مفوضها العام فيليب لازاريني، السبت، من أنها تواجه خطر الحل بعد تعليق دول تمويلها.

وقال لازاريني إن الفلسطينيين في غزة الذين يواجهون ظروفاً إنسانية غير مسبوقة مصيرهم على المحك.

وكانت 16 دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، أوقفت تمويلها عن «الأونروا»، بعد اتهامات إسرائيل، لكن جدار الحصار المالي بدأ بالانهيار، وهو ما أنعش آمال الوكالة الدولية.

عامل لدى «الأونروا» يجهز مساعدات في مستودع بدير البلح (أرشيفية - أ.ب)

وأعلنت السويد، السبت، أنها ستستأنف مساعدتها لـ«أونروا»، بعدما حصلت على ضمانات بإجراء تحقيقات إضافية بشأن إنفاق الوكالة وطواقمها.

وقالت الحكومة السويدية في بيان إنها «خصصت 400 مليون كرونة (40 مليون دولار) لـ (أونروا) لعام 2024»، مضيفة: «يتعلق قرار اليوم بدفعة أولى قدرها 200 مليون كرونة (20 مليون دولار)».

وأشارت إلى أنه من أجل الإفراج عن حزمة المساعدات، وافقت «الأونروا» على «السماح بالضوابط وعمليات التدقيق المستقلة لتعزيز الإشراف الداخلي والضوابط الإضافية على الموظفين»

وعلقت السويد مساعداتها لـ«الأونروا»، على غرار دول عدة أخرى.

وجاء الإعلان السويدي بعد اخر كندي، وبعدما أعلنت المفوضية الأوروبية في مطلع هذا الشهر أنها ستصرف 50 مليون يورو لدعم الأونروا قبل الإفراج المحتمل عن 32 مليون إضافية.

وكانت حكومة رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، أعلنت أنها ستستأنف تمويل وكالة «الأونروا» المتوقفة منذ نهاية يناير.

وجاء القرار الكندي، بعد الاطلاع على التقرير الدوري لمكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة.

وقال أحمد حسين وزير المساعدات الدولية الكندي الجمعة إن أوتاوا ستستأنف تمويل الأونروا.

ومن المقرر أن تقدم الحكومة الكندية مبلغ 25 مليون دولار كندي (19 مليون دولار) للأونروا في أبريل.

وسترسل كندا أيضًا مبلغ 100 ألف دولار كندي (74 ألف دولار أمريكي) إلى الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لتوفير الإمدادات بما في ذلك المواد الغذائية والبطانيات للقطاع. وسيرسل الجيش الكندي أيضًا 300 مظلة شحن إلى الأردن للمساعدة في الإنزال الجوي للإمدادات الحيوية.


مقالات ذات صلة

«الأونروا»: لا بديل للوكالة في غزة سوى أن تتحمل إسرائيل المسؤولية

المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في خان يونس للحصول على طعام برنامج الغذاء العالمي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) (أ.ف.ب)

«الأونروا»: لا بديل للوكالة في غزة سوى أن تتحمل إسرائيل المسؤولية

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الاثنين، أنه لا يوجد بديل لوجود «الأونروا» بالأراضي الفلسطينية المحتلة في حين قررت إسرائيل حظر أنشطتها

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الخليج جددت السعودية رفضها القاطع لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين والوكالات الإغاثية والإنسانية (د.ب.أ)

السعودية تدين وتستنكر الاستهداف الإسرائيلي لمدرسة أبو عاصي في غزة

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة السعودية بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدافها الممنهج لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط (أ.ف.ب)

أبو الغيط يحذر من مغبة القانون الإسرائيلي بحظر «الأونروا»

وجَّه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم (الخميس)، رسالتين يحذر فيهما من مغبة القانون الإسرائيلي بشأن حظر نشاط «الأونروا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية فلسطينيون يمرون أمام مبنى تابع لـ«الأونروا» في شمال غزة (د.ب.أ)

 لازاريني يدعو العالم إلى إنقاذ «أونروا» من الحظر الإسرائيلي

دعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) فيليب لازاريني، العالم إلى إنقاذ الوكالة من حظر إسرائيلي قد يكون له «عواقب كارثية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي أشخاص ينتظرون للحصول على أكياس الدقيق في مركز توزيع مساعدات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بدير البلح... 4 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

الصحة العالمية: حظر «الأونروا» لن يعزّز أمن إسرائيل

ندّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الاثنين، بقرار إسرائيل حظر التعامل مع «الأونروا»، قائلاً: إن ذلك لن يجعل إسرائيل أكثر أماناً.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

من «سبايك»إلى «ألماس»... «حزب الله» يستخدم صواريخ استنسختها إيران من طراز إسرائيلي

عناصر من «حزب الله» تشارك في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظمت في عرمتى بلبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «حزب الله» تشارك في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظمت في عرمتى بلبنان (أرشيفية - رويترز)
TT

من «سبايك»إلى «ألماس»... «حزب الله» يستخدم صواريخ استنسختها إيران من طراز إسرائيلي

عناصر من «حزب الله» تشارك في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظمت في عرمتى بلبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من «حزب الله» تشارك في تمرين عسكري خلال جولة إعلامية نُظمت في عرمتى بلبنان (أرشيفية - رويترز)

أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، السبت، نقلاً عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، بأن «حزب الله» اللبناني استخدم نوعاً من الصواريخ، استنسخته إيران من طراز إسرائيلي استولى عليه الحزب في حرب 2006.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي دفاع إسرائيليين وغربيين وخبراء في الأسلحة قولهم إن من المعتقد أن مقاتلي «حزب الله» استولوا على صواريخ «سبايك» المضادة للدبابات خلال حرب 2006، وأرسلوها إلى إيران التي صنعت نسخاً منها.

وبعد 18 عاماً، يستخدم مقاتلو «حزب الله» الصواريخ، بعد تسميتها «ألماس»، ضد قواعد مدفعية إسرائيلية وأنظمة اتصال ودفاع جوي بقوة ودقة كافية، لتُشكل تهديداً خطيراً على القوات الإسرائيلية.

وقال محمد الباشا، محلل أسلحة الشرق الأوسط، الذي يدير شركة استشارية للمخاطر مقرها فرجينيا، للصحيفة، إن صاروخ «ألماس» مثال على الاستخدام المتزايد للأسلحة المُصنعة في إيران، والتي «تُغير بشكل أساسي ديناميكيات القوة الإقليمية».

وأضاف الباشا: «ما كان في السابق يعد انتشاراً تدريجياً لأجيال الصواريخ القديمة تحوَّل إلى نشر سريع للتكنولوجيا المتطورة عبر ساحات القتال النشطة».

ووفق الصحيفة، فصواريخ «ألماس» من بين مخزونات أسلحة «حزب الله» التي استولت عليها القوات الإسرائيلية منذ بدء غزوها للبنان قبل نحو شهرين، وفقاً لمسؤولين دفاعيين إسرائيليين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة.

وبرزت الصواريخ بوصفها أحد الأسلحة الأكثر تطوراً بين مخبأ كبير من الذخائر ذات الجودة المنخفضة في الغالب، بما في ذلك صواريخ «كورنيت» المضادة للدبابات المصممة في روسيا.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي أن القوات الإسرائيلية المتقدمة في جنوب لبنان عثرت على مخزونات كبيرة من الأسلحة الروسية التي تعزز قدرة «حزب الله» القتالية.

و«ألماس» صاروخ موجه لا يحتاج إلى خط نظر مباشر لإطلاقه من المركبات البرية والطائرات دون طيار والمروحيات والصواريخ المحمولة على الكتف. إنه ما يُسمى بصاروخ الهجوم العلوي، ما يعني أن مساره الباليستي يمكن أن يضرب من فوق أهدافه مباشرة بدلاً من الجانب، ويضرب الدبابات؛ حيث تكون مدرعة بشكل خفيف وعرضة للخطر.

يبدو أن معرضاً، خلال عام 2023 يعرض المعدات العسكرية الإيرانية التي استضافتها وزارة الدفاع، أظهر صاروخين قصيري المدى من طراز «ألماس». وهناك ما لا يقل عن 3 أنواع معروفة من صواريخ «ألماس»، كل منها مطور عن سابقتها.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، قال باحثو «ألما» في إسرائيل إن «حزب الله» يبدو أنه يستخدم الجيل الرابع الأحدث الذي -من بين تحسينات أخرى- أرسل صوراً أكثر وضوحاً لرحلته إلى مشغليه.

ويمكن أن يحمل صاروخ «ألماس» نوعين من الرؤوس الحربية، وفقًا لمجموعة «CAT-UXO»، وهي مجموعة للتوعية بالذخائر. ويمكن لأحدهما أن ينفجر على مرحلتين، ما يسهل اختراق الدروع، والآخر عبارة عن قنبلة وقود هوائية تنفجر في كرة نارية.

وظهرت صواريخ «ألماس» لأول مرة بعد سنوات من انتهاء حرب «تموز 2006». فبعد وقت قصير من انتهاء الحرب، فحص الجيش الإسرائيلي مخزون المعدات التي نشرها في لبنان. ووفق الصحيفة، ظهرت تناقضات بين ما جرى إدخاله إلى لبنان، وما تمت إعادته، وما تم تأكيد تدميره في القتال. وأصبح من الواضح أن نظام صواريخ «سبايك» بأكمله، بما في ذلك قاذفة وعدة وحدات صاروخية، قد تُرك على الأرجح في الميدان، وفقاً لاثنين من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين.

ومنذ تلك اللحظة، عرفت إسرائيل أن هناك خطراً كبيراً من نقل الأسلحة إلى إيران؛ حيث يمكن تفكيكها وعكس هندستها.