واشنطن تفند مجدداً راوية العراق عن مفاوضات الانسحاب

تحذير كردي من عودة 150 عائلة من «مخيم الهول» إلى الموصل

الحوار العسكري بين واشنطن وبغداد حول مستقبل التحالف بدأ مطلع يناير الماضي (أ.ب)
الحوار العسكري بين واشنطن وبغداد حول مستقبل التحالف بدأ مطلع يناير الماضي (أ.ب)
TT

واشنطن تفند مجدداً راوية العراق عن مفاوضات الانسحاب

الحوار العسكري بين واشنطن وبغداد حول مستقبل التحالف بدأ مطلع يناير الماضي (أ.ب)
الحوار العسكري بين واشنطن وبغداد حول مستقبل التحالف بدأ مطلع يناير الماضي (أ.ب)

رغم إعلان الحكومة العراقية انتهاء الجولة الأولى من المباحثات الثنائية لإنهاء مهمة القوات الأجنبية، أعلن المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي عدم وجود أي خطة لانسحاب وشيك من البلاد.

وكان الناطق العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أعلن اتفاقاً على صياغة جدول زمني «لخفض مدروس وتدريجي وصولاً إلى إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش) في العراق».

وقال إيان مكاري، في مقابلة لقناة «الحرة»، إنه «لا وجود لخطط وشيكة للانسحاب»، مشيراً إلى أن «العراق دولة مؤسسة للتحالف الدولي وتلعب دوراً قيادياً فيه».

وأكد المسؤول الأميركي أن «هناك مباحثات ثنائية مع العراق من أجل وضع إطار دائم لتعاون أمني بين الدولتين»، دون الإشارة إلى الانسحاب.

وكشف مكاري أن «هناك مباحثات مستمرة لإقناع العراق بضرورة استمرار التحالف»، مضيفاً أنه «بشكل عام هناك رؤية مشتركة بين الطرفين لضرورة استمرار الحملة ضد تنظيم (داعش)».

وأكد مكاري أن «قوات التحالف تقوم بتوفير التعاون التقني مع العراقيين ودور التحالف في العراق هو دور داعم»، مبيناً أن «القوات العراقية لها قدرات متقدمة جداً في محاربة عناصر التنظيم».

وعن وجود «داعش» في الشرق الأوسط والدور الإيراني، قال إن قوات التحالف ستدافع عن نفسها في حال تعرضها لهجمات من وكلاء طهران، واتهمها بلعب «دور سلبي جداً في المنطقة».

إيان مكاري (موقع الحكومة الأميركية)

ومع تراجع خطر «داعش»، تزايدت الهجمات المتبادلة بين الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران والقوات الأمريكية المتمركزة، قبل الهدنة القائمة حتى مع إعلان «حركة النجباء» بأنها في حالة «إعادة تموضع».

وكانت اللجنة العسكرية العراقية العليا استأنفت اجتماعاتها، الأسبوع الماضي، مع قوات التحالف الدولي في بغداد بهدف «تقدير الموقف العسكري ومستوى الخطر والبيئة العملياتية وقدرات القوات المسلحة العراقية».

ورغم أن رئيس الحكومة العراقية كان يبلغ المسؤولين الغربيين الذين التقى بهم خلال الشهرين الماضيين، أن بلاده تسعى إلى إنهاء وجود التحالف الدولي، تحدثت واشنطن في الوقت نفسه عن «شراكة أمنية ثنائية دائمة».

وفي العراق نحو 2500 جندي أمريكي، بينما ينتشر في سوريا زهاء 900 جندي أميركي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن عام 2014.

مخيم الهول

في سياق آخر، كشف القيادي الكردي عن محافظة نينوى، شيروان الدوبرداني، السبت، عن استعداد 150 من «عائلات تنظيم داعش» لمغادرة مخيم الهول السوري باتجاه مخيم الجدعة العراقي في الموصل.

وقال الدوبرداني، في تصريح صحافي، إنه «من المتوقع نقل 150 عائلة من عائلات (داعش) خلال الأيام القليلة المقبلة من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة في ناحية القيارة 60 كم جنوب الموصل».

وأوضح أن «العائلات سيتم تدقيقها أمنياً فور دخولها إلى نينوى عبر منفذ ربيعة الحدودي وسيتم نقلها بحراسة مشددة إلى مخيم الجدعة».

ويسعى العراق لإغلاق مخيم الهول في سوريا الذي يأوي عشرات الآلاف من عائلات «داعش»، بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.


مقالات ذات صلة

الإمارات والعراق يؤكدان أهمية إيجاد تسويات سلمية لنزاعات المنطقة

الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومحمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق (وام)

الإمارات والعراق يؤكدان أهمية إيجاد تسويات سلمية لنزاعات المنطقة

الإمارات والعراق أكدا أهمية إيجاد تسويات سلمية للنزاعات والأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ودعم كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار والازدهار لشعوبها

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
تحليل إخباري السوداني خلال حديثه عن مبادرته لإرساء الأمن في سوريا أول من أمس في الموصل (رئاسة الوزراء)

تحليل إخباري العراق... انكفاء أم خشية من الحدث السوري الجديد؟

رغم تسارع وتيرة الزيارات الدبلوماسية العربية والإقليمية والأجنبية إلى دمشق بعد إطاحة نظام الأسد، خصوصاً في الأيام الأخيرة، ما زالت الحكومة العراقية «مترددة».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يترأس اجتماعاً لقيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية في محافظة نينوى (رئاسة الوزراء)

السلطات العراقية تراقب محاولات لتسويق «داعش»

بعد أيام من رفع علم تنظيم «داعش» في إحدى قرى محافظة كركوك شمال بغداد، رصدت القوات الأمنية الاثنين في بغداد عبارات تمجد التنظيم الإرهابي.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي عرض عسكري للجيش العراقي و«الحشد الشعبي» في الموصل مؤخراً (أ.ف.ب)

العراق: «كتائب سيد الشهداء» توقف عملياتها و«الفتح» يرفض حل «الحشد»

في حين أكدت كتائب «سيد الشهداء»، أحد الفصائل المسلحة المنضوية في «محور المقاومة»، توقف هجماتها ضد إسرائيل، رفض تحالف «الفتح» الذي يقوده هادي العامري حل «الحشد».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي المشهداني لدى استقباله السفير السعودي في بغداد (البرلمان العراقي)

المشهداني يدعو إلى تعزيز التعاون بين بغداد والرياض

دعا رئيس البرلمان العراقي الدكتور محمود المشهداني إلى إيلاء التعاون مع المملكة العربية السعودية أهمية قصوى في هذه المرحلة.

حمزة مصطفى (بغداد)

مبادرة جنبلاط تُشجع خصوم الأسد اللبنانيين على زيارة دمشق

أحمد الشرع والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (رويترز)
أحمد الشرع والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (رويترز)
TT

مبادرة جنبلاط تُشجع خصوم الأسد اللبنانيين على زيارة دمشق

أحمد الشرع والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (رويترز)
أحمد الشرع والزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط (رويترز)

تتوالى زيارات خصوم الرئيس السوري السابق بشار الأسد اللبنانيين إلى دمشق بعد سنوات من المنع.

وبعد يوم من مبادرة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الأحد، إلى زيارة سوريا، حيث التقى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع؛ يستعد وفد إسلامي - مسيحي من «لقاء سيدة الجبل»، لزيارة دمشق، يوم الجمعة، للمشاركة في قداس في مطرانية الموارنة وزيارة الجامع الأموي، من دون أن يتضمن جدول أعماله لقاء الشرع.

ويتحدث رئيس «لقاء سيّدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد، عن «مجموعة أهداف للزيارة التي تحظى بمباركة البطريرك بشارة الراعي، وأبرزها تهنئة الشعب السوري على سقوط نظام الأسد ومعه جسر العبور بين طهران وبيروت».

وقال سعيد لـ«الشرق الأوسط» إنه سيجري تأكيد أننا «ننظر بعين الأمل لا القلق من المسار الجديد الذي دخلته المنطقة، وبروز اتجاه سياسي جديد في سوريا»، مضيفاً أن «الزيارة لن يتخللها لقاء مع الشرع أو تقديم أي مذكرة له بوصفه يمثل الدولة السورية، لأننا نرى أن هذا شأن سوري».

رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد (أرشيفية)

وتابع سعيد: «سنحضر قداساً يترأسه المطران سمير نصار، وستكون هناك زيارة للجامع الأموي، وغداء في الشام، قبل العودة إلى بيروت».

ويشير سعيد إلى أن الوفد سيسعى إلى تأكيد «التمسك بالعيش المشترك في زمن صعود الأصوليات يميناً ويساراً والتيارات المتشددة داخل الطوائف»، معتبراً أنه «يُفترض إعطاء فرصة للتجدد مع أملنا بقيام دولة عادلة سواء في لبنان أو في سوريا قادرة على حماية كل المواطنين والجماعات خصوصاً بعد سقوط مقولة إن أحزاباً تحمي الجماعات، مع سقوط الأسد و(حزب الله)».

موقف «القوات»

تأتي هذه الزيارة بعد مواقف أطلقها الشرع خلال لقاء جنبلاط، خصوصاً تأكيده أن «سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق، وستحترم سيادته، واستقلال قراره واستقراره الأمني».

وقد تركت هذه المواقف ارتياحاً لدى نواب وقوى سياسية. وقالت مصادر في «القوات اللبنانية» لـ«الشرق الأوسط»: إنه «لا بد من التنويه بمواقف الشرع، وتحديداً قوله إن ما حصل أعاد إيران 40 سنة إلى الوراء؛ وبهذا نتقاطع استراتيجياً معه على مستوى المنطقة».

كما تحدثت المصادر في «القوات اللبنانية» عن أنه «فيما يتعلق بتأكيد الشرع أن سوريا الجديدة لن تكون كسوريا القديمة؛ فإنها أفضل للعلاقات بين الدولتين» لافتةً إلى أن «التخلص من نظام الأسد خطوة استراتيجية كبرى، كما أن إقفال طريق سوريا أمام إيران خطوة (فوق الاستراتيجية)».

وعن احتمال توجه وفد من «القوات» لزيارة سوريا، قالت المصادر: «الأمور مرهونة بأوقاتها، فالشرع يشكل راهناً فريق عمله، ونحن منهمكون في الاستحقاق الرئاسي».

التنسيق الرسمي

وفي الوقت الذي بدأ التنسيق الأمني اللبناني - السوري عبر جهاز الأمن العام قبل فترة، يبدو أن التنسيق الحكومي يتقدم هو الآخر.

وأعلن وزير الصحة في الحكومة السورية الانتقالية ماهر الشرع، الأسبوع الماضي، أن «التواصل بيننا وبين الدولة اللبنانية قائم من اليوم الأول»، كاشفاً عن لقاء قريب بينه وبين وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض. إلا أن الأبيض قال لـ«الشرق الأوسط» إن «التواصل لم يحصل بعد» لكنه أبدى ترحيباً بالتعاون مع وزارة الصحة السورية لأن «الأمن الصحي (السوري - اللبناني) مشترك، وكثير من الهموم واحدة».