جدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية، مثمنا «الجهد الفرنسي والأميركي لحماية لبنان وردع العدوان»، ومشددا على أهمية تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وإلزام إسرائيل بتطبيقه ووقف خروقاتها وعدوانها.
وأتت مواقف ميقاتي في مستهل جلسة الحكومة في وقت استمرت المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل، وإن بوتيرة منخفضة مقارنة مع الأيام الماضية، فيما بدا لافتا عدم إعلان «حزب الله» عن تنفيذه أي عملية خلال ساعات النهار، قبل أن يعود مساء ويعلن عن استهداف مقاتليه انتشارا لجنود إسرائيليين في موقع بركة ريشا.
وأعلنت «كتائب القسام» (الجناح العسكري لحركة «حماس») عن استهدافها موقعين عسكريين «برشقتين صاروخيتين مكونتين من أربعين صاروخ غراد»، مشيرة إلى أن المعسكرين هما معسكر غيبور وثكنة المطار في بيت هلل، وأن القصف جاء في سياق الرد على الأحداث في قطاع غزة ومقتل قيادات ومقاتلين بالضاحية الجنوبية في لبنان.
وبعدها أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه ردّ على مصادر النيران في الجنوب بعد رصده عشر عمليات إطلاق صواريخ نحو المنطقة الشمالية، اعترضت الدفاعات الجوية عدداً منها. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتعامل مع شظايا صواريخ سقطت في كريات شمونة أحدثت «أضراراً» في الممتلكات، «من دون توفر معلومات عن إصابات في هذه المرحلة»، مشيرا إلى أن صفارات الإنذار انطلقت في عدد من التجمعات السكانية في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان، في حين أعلنت قناة «المنار» اللبنانية الناطقة بلسان الحزب أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارات بالصواريخ.
وكانت البلدات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان قد أخليت من عدد كبير من سكانها منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) مع بدء الحرب في غزة.
وفي لبنان، قالت وسائل إعلام أن طائرات حربية من نوع «إف 15» تحلق في أجواء الجنوب ومعظم المناطق اللبنانية، كما نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي «غارات بالصواريخ استهدفت أطراف بيت ليف ورامية» وقصف منزلا في بنت جبيل أشارت معلومات إلى أنه يعود لقيادي في «حزب الله». واستهدف الطيران الإسرائيلي أيضا منطقة «الخريبة» بين مدينة الخيام وراشيا الفخار.
وبينما ذكر الإعلام اللبناني أن القصف استهدف خربة سلم ورامية في الجنوب فجر الأربعاء، كتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه عبر منصة «إكس»: «أغارت طائرات حربية قبل قليل على مستودع أسلحة ومبان عسكرية لحزب الله في منطقة رامية جنوب لبنان»، مشيرا إلى أنه «خلال ساعات الليلة الماضية أغار جيش الدفاع على موقع لإنتاج أسلحة لحزب الله في منطقة خربة سلم». وأضاف: «متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة كريات شمونة تم رصد إطلاق 10 قذائف صاروخية من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية حيث اعترضت الدفاعات الجوية عدة قذائف بنجاح. قوات جيش الدفاع قصفت مصادر النيران داخل لبنان».
#عاجل جيش الدفاع يشن غارات على أهداف لحزب الله في لبنان ومن بينها مستودع أسلحة وموقع لانتاج أسلحة تابع للتنظيمأغارت طائرات حربية قبل قليل على مستودع أسلحة ومباني عسكرية لحزب الله الإرهابي في منطقة رامية جنوب لبنان.خلال ساعات الليلة الماضية أغار جيش الدفاع على موقع لانتاج... pic.twitter.com/bsK96wsRpq
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) February 28, 2024
واستحوذ الوضع في الجنوب على حيّز من كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة الحكومة التي عقدت الأربعاء للبحث في عدد من البنود أبرزها التقديمات الاجتماعية ومشروع هيكلة المصارف.
كلمة رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتيفي مستهل جلسة #مجلس_الوزراءفي مستهل الجلسة، قال رئيس الحكومة: تنعقد جلستنا اليوم على وقع استمرار العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان ومناطق لبنانية اخرى.وفي هذا السياق فاننا في كل اللقاءات الديبلوماسية التي نعقدها نجدد التأكيد على وجوب العمل على... pic.twitter.com/V4VrtuKomz
— رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) February 28, 2024
وقال ميقاتي: «في كل اللقاءات الدبلوماسية التي نعقدها نجدد التأكيد على وجوب العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، ونتفاعل بواقعية مع المبادرات الخارجية التي أعدّها صادقة، وننبه للمخاطر وندين الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسقوط الضحايا. كما أننا نجدد مطالبة المجتمع الدولي وممثلي الدول الذين نلتقيهم بممارسة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للسيادة اللبنانية، ونرفع الصوت تجاه المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية، منددين بالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وغزة».
وثمّن في هذا السياق «الجهد الفرنسي والأميركي لحماية لبنان، ونعول على مسعاهما لردع العدوان، ونجدد المطالبة بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وإلزام إسرائيل بتطبيقه ووقف خروقاتها وعدوانها».