واشنطن للجم التصعيد على الحدود اللبنانية «دبلوماسياً»

90 ألف نازح من جنوب لبنان… وسط مخاوف توسيع حرب غزة

مواطنون يعاينون الدمار في خربة سلم بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
مواطنون يعاينون الدمار في خربة سلم بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

واشنطن للجم التصعيد على الحدود اللبنانية «دبلوماسياً»

مواطنون يعاينون الدمار في خربة سلم بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
مواطنون يعاينون الدمار في خربة سلم بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

سعى المسؤولون الأميركيون والأمميون إلى احتواء التصعيد عبر الحدود اللبنانية - الإسرائيلية خشية التهديدات التي يمثلها على احتمالات التوصل إلى وقف مؤقت للنار بين إسرائيل و«حماس»، وتوسيع نطاق حرب غزة في المنطقة.

وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الميجور جنرال بات رايدر بأن المسؤولين الأميركيين «كانوا واضحين للغاية» منذ بداية حرب غزة في أنهم «قلقون من التصعيد المحتمل على الحدود» اللبنانية - الإسرائيلية، موضحاً أن وزير الدفاع لويد أوستن ناقش هذه المسألة مرات عدة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت. وقال: «لا أحد يريد أن يرى الصراع بين إسرائيل و(حماس) في غزة يتسع ليتحول إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً».

وكذلك أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الولايات المتحدة ترفض التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»، قائلاً: «لا نريد أن نرى أي طرف يصعّد النزاع في شمال إسرائيل». وأضاف أن إدارة الرئيس جو بايدن «ستواصل السعي إلى حل دبلوماسي للنزاع». وإذ أشار إلى اطلاعه على تصريحات غالانت التهديدية في شأن لبنان، كشف عن أن غالانت وغيره من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، وبينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «أعلنوا مراراً أنهم يفضّلون حل هذا الوضع دبلوماسياً».

دبلوماسي لا عسكري

ومع ذلك، قال ميلر إن الإسرائيليين «يواجهون تهديداً أمنياً حقيقياً في أن هناك عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين لا يشعرون بالأمان للعودة إلى بيوتهم في شمال إسرائيل»، مشيراً إلى أن «هذا موضوع مشروع يجب التعامل معه». وأضاف: «نريد تحقيق وسيلة دبلوماسية. الحكومة الإسرائيلية أعلنت وأكدت لنا بشكل خاص أنهم يريدون تحقيق وسيلة دبلوماسية، وبالتالي هذا ما سنواصل السعي إليه، وهذا ما يجعل العمل العسكري غير ضروري في نهاية المطاف».

وبموازاة الجهود الدبلوماسية الأميركية، أفاد الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك بأن المسؤولين الأمميين في لبنان «يتابعون من كثب التطورات عبر الخط الأزرق، ويحذرون من آثار التصعيد الحالي للأعمال العدائية».

صورة التقطت من قرية خربة سلم بجنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل تظهر بالون مراقبة إسرائيلياً (أ.ف.ب)

المخاوف الأممية

ونقل عن القائد العام للقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو أن البعثة كثفت انخراطها مع الأطراف «في محاولة لتخفيف التوترات، وتسوية النزاعات، ومنع سوء الفهم الخطير». وحذر لازارو من أن «الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحل السياسي لهذه الأعمال العدائية للخطر»، مضيفاً أن تكثيف الضربات «يغيّر حياة عشرات الآلاف من المدنيين في كلا البلدين على جانبي الخط الأزرق».

وكانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا قد عبّرت عن «قلقها البالغ من التوسع التدريجي في تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق». وحذرت من أن «هذا الوضع يقوض قرار مجلس الأمن رقم 1701».

وأشار دوجاريك إلى أن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان أحصى نزوح نحو 90 ألف شخص من أهالي الجنوب في أقل من 5 أشهر، فضلاً عن عشرات الضحايا المدنيين بسبب القتال. وأكد أن «استمرار الأعمال العدائية والتحديات المرتبطة بها يعوق القدرة على تقديم المساعدة الآمنة التي تمس الحاجة إليها في القرى الحدودية».

في غضون ذلك، ندّدت منظمة الصحة العالمية بمقتل اثنين من المسعفين وتدمير سيارات إسعاف وبنية تحتية طبية حيوية في قرية بليدا بجنوب لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع، مطالبة بوقف الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعيد فتح معبر كرم أبو سالم

شؤون إقليمية صورة بالأقمار الصناعية تظهر مركبات عسكرية إسرائيلية تتجمع في منطقة بجنوب إسرائيل بالقرب من معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة (ا.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعيد فتح معبر كرم أبو سالم

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما بتل أبيب في 18 أكتوبر 2023 (رويترز)

مسؤول أميركي كبير يؤكد تعليق إرسال 3500 قنبلة إلى إسرائيل

قال مسؤول أميركي كبير إن إدارة الرئيس جو بايدن علقت إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي لتجنب اجتياح رفح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

تسعة قتلى في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن تسعة أشخاص قتلوا فجر اليوم الأربعاء في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح بجنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (أرشيفية - رويترز)

واشنطن تلوّح بعقوبات ضد «الجنائية الدولية» إذا أصدرت أوامر لاعتقال مسؤولين إسرائيليين

أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، إعداد تشريع لفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية إذا أصدروا أوامر لاعتقال مسؤولين إسرائيليين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)

بلينكن يندد بهجمات متطرفين إسرائيليين على قوافل مساعدات أردنية لغزة

ندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بالهجمات التي شنها متطرفون إسرائيليون على قوافل مساعدات دخلت من الأردن إلى غزة لمنع وصولها إلى المدنيين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تسعة قتلى في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح

قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

تسعة قتلى في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح

قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)
قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ف.ب)

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن تسعة أشخاص قتلوا فجر اليوم الأربعاء في قصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة ورفح بجنوب القطاع.

وذكرت الوكالة أن سبعة أشخاص لاقوا حتفهم حين استهدف الطيران الإسرائيلي شقة في بناية سكنية بمنطقة عسقولة في حي الزيتون شرق غزة ما أسفر عن مقتل رجل وامرأة وأبنائهما الخمسة. وأضافت أن شخصين قتلا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على دراجة نارية قرب بوابة صلاح الدين جنوب رفح.

وذكرت وكالة شهاب الإخبارية على تليغرام أن قصفا مدفعيا استهدف حي السلام شرق رفح فيما استهدف قصف جوي إسرائيلي بيت لاهيا شمال قطاع غزة. من ناحية أخرى قال تلفزيون الأقصى إن القوات الإسرائيلية تشن ضربات على أجزاء متفرقة من وسط وجنوب القطاع.


بلينكن يندد بهجمات متطرفين إسرائيليين على قوافل مساعدات أردنية لغزة

مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)
مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)
TT

بلينكن يندد بهجمات متطرفين إسرائيليين على قوافل مساعدات أردنية لغزة

مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)
مساعدات مصرية في طريقها إلى غزة عبر معبر رفح (الشرق الأوسط)

ندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بالهجمات الأخيرة التي شنها متطرفون إسرائيليون على قوافل مساعدات إنسانية دخلت من الأردن إلى غزة لمنعها من الوصول إلى المدنيين الفلسطينيين.

وللمرة الثانية هذا الشهر شن مستوطنون متطرفون هجوماً على قافلة مساعدات أردنية كانت في طريقها إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون بعدما كانوا هاجموا قافلتين أخريين مطلع هذا الشهر.

ونقلت وزارة الخارجية في بيان عن بلينكن تأكيده مجدداً أن الولايات المتحدة تتوقع من حكومة إسرائيل «اتخاذ الإجراءات الكاملة والملائمة لمنع وقوع مثل هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها».

كما بحث الجانبان جهود التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين.


مجلس الأمن يواكب مفاوضات إسرائيل و«حماس»

عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية أبريل الماضي في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية أبريل الماضي في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
TT

مجلس الأمن يواكب مفاوضات إسرائيل و«حماس»

عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية أبريل الماضي في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)
عاملون بالقطاع المدني الفلسطيني يحملون جثامين استُخرجت من مقابر جماعية أبريل الماضي في «مجمع ناصر الطبي» بغزة (د.ب.أ)

واكب أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة عقدوها، الثلاثاء، المفاوضات الصعبة للتوصل إلى اتفاق على وقف النار في غزة بين إسرائيل و«حماس» بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر، والنظر في التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية بمحيط مستشفيين في القطاع، بالإضافة إلى الدفع بطلب الاعتراف بفلسطين بوصفها دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال التصويت على مشروع قرار جديد في جمعيتها العامة.

وبطلب من الجزائر، عقد المجلس جلسة استمع فيها إلى إحاطتين من المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، والمقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 فرانشيسكا ألبانيز، للتركيز على الغزو الإسرائيلي لغزة، حيث تشير التقارير إلى مقتل نحو 35 ألفاً من الفلسطينيين، ونزوح ما يصل إلى 1.7 مليون شخص في غضون سبعة أشهر في كل أنحاء القطاع.

المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز تتحدث خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف 27 مارس (أ.ف.ب)

وتشير الأرقام التي قدمتها السلطات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 1200 من الإسرائيليين والأجانب منذ شنت «حماس» هجومها ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مع استمرار وجود نحو 132 إسرائيلياً ومواطناً أجنبياً محتجزين في غزة.

ويتفق أعضاء المجلس، ظاهرياً، على ضرورة تجنب شن هجوم إسرائيلي واسع النطاق في رفح. كما أعربت الولايات المتحدة عن معارضتها لمثل هذه العملية.

مسعفون فلسطينيون يحملون عدة جثث اكتشفت بالقرب من مستشفى «الشفاء» بمدينة غزة 17 أبريل 2024 بعد العملية العسكرية الإسرائيلية هناك (أ.ف.ب)

وكان اكتشاف المقابر الجماعية في محيط مجمعي النصر والشفاء الطبيين في كل من مخيم خان يونس ومدينة غزة محور اهتمام لأعضاء المجلس، علماً أن هذا الاكتشاف حصل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منهما في أبريل (نيسان) الماضي.

المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك (أرشيفية - أ.ف.ب)

ودعا تورك إلى إجراء «تحقيق مستقل في الظروف المحيطة بالمقابر الجماعية»، وأيده كثير من أعضاء المجلس. وكررت ألبانيز أن هناك «أسباباً معقولة للاعتقاد» أن إسرائيل «تجاوزت العتبة» التي تشير إلى احتمال ارتكاب «جريمة الإبادة الجماعية».

وكان أعضاء المجلس أجروا مناقشات منفصلة ليل الاثنين، بطلب من فرنسا، حول مشروع القرار الذي تقترحه للمطالبة بـ«وقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن». وينص المشروع على فقرات واضحة تتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية التي ستنشأ استناداً إلى حل الدولتين مع إسرائيل.

جنود إسرائيليون عند أحد مداخل مخيم «شعفاط» للاجئين في القدس الشرقية أكتوبر 2022 (أ.ف.ب)

وفي هذا الإطار، تستأنف الجمعية العامة جلستها الخاصة الطارئة العاشرة حول «الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة»، في رد على استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» في 18 أبريل الماضي، ضد مشروع قرار قدمته الجزائر، ويوصي بقبول دولة فلسطين في عضوية الأمم المتحدة.

ويحتمل أن تصوت الجمعية العامة الجمعة المقبل، على مشروع القرار الذي يعترف بأهلية الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، ويوصي مجلس الأمن مجدداً بـ«إعادة النظر في الأمر بشكل إيجابي».

وسيكون التصويت بمثابة استفتاء عالمي لمدى الدعم الذي يحظى به الفلسطينيون في مسعاهم إلى الاعتراف بدولتهم.

ويحتاج طلب الحصول على العضوية الكاملة إلى موافقة مجلس الأمن بغالبية لا تقل عن تسعة من الأصوات الـ15 في المجلس، وعدم استخدام حق الفيتو من أي من الدول الدائمة العضوية: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا. وبعد ذلك، يجب أن يحصل المشروع على غالبية الثلثين من الأعضاء الـ193 في الجمعية العامة.

سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور يلقي كلمة أمام مجلس الأمن 25 مارس بعد فشل التصويت على وقف إطلاق النار بغزة خلال شهر رمضان (أ.ب)

وأثار بعض الدبلوماسيين مخاوف بشأن النص الحالي، الذي يمنح حقوقاً وامتيازات إضافية للفلسطينيين إلى جانب العضوية الكاملة. ويقول بعض الدبلوماسيين إن هذا يمكن أن يشكل سابقة لأوضاع أخرى، مثل كوسوفو وتايوان.

وندّد المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان بمشروع القرار الحالي للجمعية العامة، وعدّ أنه سيعطي الفلسطينيين وضعاً فعلياً وحقوق دولة، مضيفاً أن ذلك «يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة». وزاد: «إذا تمت الموافقة عليه، فأتوقع أن تتوقف الولايات المتحدة تماماً عن تمويل الأمم المتحدة ومؤسساتها، وفقاً للقانون الأميركي».

وبموجب القانون الأميركي، لا يمكن لواشنطن تمويل أي منظمة تابعة للأمم المتحدة تمنح العضوية الكاملة لأي مجموعة لا تتمتع «بالخصائص المعترف بها دولياً» للدولة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن الناطق باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيت إيفانز، أن «وجهة النظر الأميركية هي أن الطريق نحو إقامة دولة للشعب الفلسطيني تمر عبر المفاوضات المباشرة». وقال: «نحن على علم بمشروع القرار، ونؤكد على مخاوفنا بشأن أي جهد لتقديم مزايا معينة لكيانات، بينما هناك أسئلة لم يتم الإجابة عنها حول ما إذا كان الفلسطينيون يستوفون حالياً المعايير المنصوص عليها في الميثاق».


إسرائيل تعزل غزة عن العالم

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي- رويترز)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي- رويترز)
TT

إسرائيل تعزل غزة عن العالم

آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي- رويترز)
آليات إسرائيلية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح اليوم (الجيش الإسرائيلي- رويترز)

تجاهلت إسرائيل أمس (الثلاثاء)، تحذيرات دولية من مغبّة اجتياح مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، ودفعت بقواتها للسيطرة على المعبر الحدودي مع مصر، مما أدى إلى عزل غزة كلياً عن العالم الخارجي. وجاءت السيطرة على المعبر بعد ساعات من إعلان تل أبيب أن عرض الهدنة الذي وافقت عليه حركة «حماس» لا يلبي مطالبها، مما يوحي بأن الضغط في رفح يهدف في جزء منه إلى دفع «حماس» إلى تقديم تنازلات إضافية في مفاوضات وقف النار وتبادل المحتجزين.

ووزَّع الجيش الإسرائيلي مشاهد لدباباته وهي تتقدم في باحة معبر رفح من الجهة الفلسطينية. وأظهرت مقاطع فيديو بثَّها جنودٌ دباباتٍ تدوس وتحطم مجسّم «أحب غزة»، كما أظهرت أعلاماً إسرائيلية ترفرف مكان الأعلام الفلسطينية. وهذه المرة هي الأولى التي تسيطر فيها إسرائيل على المعبر منذ عام 2005.

ويعد المعبر «المنفذ الوحيد» للغزيين نحو العالم، باعتبار معبر «إيرز» هو المعبر الثاني المخصص لحركة الأفراد، تحت سيطرة إسرائيلية، نحو إسرائيل أو الضفة.

ويوجد لـ«كتائب القسام» في رفح لواء كامل مكون من 4 كتائب، لم يُمس تقريباً خلال الحرب المستمرة منذ 7 أشهر. وتقول إسرائيل إنه من دون اجتياح المدينة والقضاء على هذا اللواء، لا يمكن إنهاء الحرب؛ لأنه لا يمكن تحقيق «النصر».

وبينما طالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري، محذراً من أن إسرائيل تدفع بالأمور إلى حافة الهاوية، قالت «حماس» إن الهجوم على رفح «يؤكِّد نية الاحتلال تعطيل جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى».

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «القوات المسلحة المصرية نشرت قوات وآليات شرق وغرب معبر رفح في الجانب المصري»، وأوضحت أن «تلك القوات في حالة استنفار واستعداد تام»، في الوقت الذي تشهد فيه القاهرة جولة جديدة من مفاوضات الهدنة بين «حماس» وإسرائيل.

وفي تل أبيب، لوحظ تجنّد قادة اليمين المتطرف إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في المضيّ قدماً في الحرب والتفاوض فقط من مركز قوة ومن خلال الضغط العسكري لإفراغ رفح وتصفية «حماس» والانتقال إلى حرب مع «حزب الله» أيضاً. لكنَّ محللين حذّروا من مغبة مواصلة حرب من دون هدف استراتيجي.


«حزب الله» يواكب «عملية رفح» بتسخين جبهة جنوب لبنان

جنود إسرائيليون يحملون نعش عسكري قتل في عملية لـ«حزب الله» استهدفت مستعمرة المطلة (أ.ب)
جنود إسرائيليون يحملون نعش عسكري قتل في عملية لـ«حزب الله» استهدفت مستعمرة المطلة (أ.ب)
TT

«حزب الله» يواكب «عملية رفح» بتسخين جبهة جنوب لبنان

جنود إسرائيليون يحملون نعش عسكري قتل في عملية لـ«حزب الله» استهدفت مستعمرة المطلة (أ.ب)
جنود إسرائيليون يحملون نعش عسكري قتل في عملية لـ«حزب الله» استهدفت مستعمرة المطلة (أ.ب)

واكب «حزب الله» اللبناني، أمس (الثلاثاء)، العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح بجنوب غزة، بتسخين «الجبهة الجنوبية»، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين.

وكثّف «حزب الله» من عملياته خلال ساعات نهار يوم أمس؛ إذ أعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيانات متفرقة عن تنفيذ المقاتلين «هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضيّة استهدف ضبّاط وجنود العدو أثناء وجودهم في باحة ‏ثكنة يفتاح، واستهدفت في الوقت نفسه طائرات أخرى إحدى منصّات القبّة الحديدية المتموضعة جنوب ثكنة راموت نفتالي، ‏وأصابتها إصابة مباشرة أدت إلى إعطابها».‏

وبعد نحو الساعة والنصف من الهجوم الجوي بالمسيّرات على ثكنة راموت نفتالي، عاد «حزب الله» وأعلن عن استهداف «تجمّع جنود العدو داخل الثكنة، بصاروخ موجّه، إضافة إلى ثكنة زبدين في مزارع شبعا».

وأعلن الحزب عن استهدافه «التجهيزات التجسسية في موقع السماقة ‏في تلال كفرشوبا»، مشيراً في بيان آخر إلى أنه استهدف «جنود ‏العدو، بعد رصد ومتابعة في موقع الراهب، وأثناء تحركهم داخل إحدى الدشم، بالأسلحة الصاروخية الموجهة...».

وأتت عمليات أمس، بعدما كان الجيش الإسرائيلي، أعلن عن مقتل جنديين إسرائيليين من قوات الاحتياط في هجوم بطائرة من دون طيار شنّه «حزب الله» مساء الاثنين، ليعود بعدها الحزب ويعلن أنه «نفذ هجوماً جوياً بمسيّرات انقضاضية استهدف تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي جنوب المطلة».


المحكمة العراقية تنهي أزمة انتخابات كردستان

خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
TT

المحكمة العراقية تنهي أزمة انتخابات كردستان

خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)
خامنئي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني (موقع المرشد الإيراني)

أنهت المحكمة الاتحادية في العراق أزمة حادة مع كردستان، بعدما ألغت، أمس (الثلاثاء) حكماً سابقاً قلّص عدد مقاعد برلمان الإقليم.

وأصدرت المحكمة «أمراً ولائياً» لإيقاف آليّة توزيع مقاعد البرلمان، بعد طلب تقدّم به رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني.

ووفقاً للقانون العراقي، فإن عبارة «الأمر الولائي» تعني أن المحكمة تتحفظ بشكل مؤقت على قرار سابق لها، إلى حين الفصل النهائي في النزاع.

وقضت المحكمة، في 21 فبراير (شباط) الماضي، بعدم دستوريّة مواد في قانون انتخابات برلمان إقليم كردستان؛ وقلصت مقاعده من 111 إلى 110 مقاعد بعد إلغاء حصة الأقليات.

واحتجاجاً على القرار، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني، في مارس (آذار) الماضي مقاطعة الانتخابات وهدّد بالانسحاب من العمليّة السياسية.

وعزَت المحكمة حكمها الجديد إلى «تلافي ما يترتّب على تنفيذ قرارها السابق من آثار يصعب تداركها مستقبلاً».

وتقدم مسرور بارزاني بشكوى إلى المحكمة ضد مفوضية الانتخابات الاتحادية لانتهاء ولايتها، منتصف يونيو (حزيران) المقبل.

وطالب المحكمة بإصدار مرسوم بتعليق الانتخابات وآليّة توزيع مقاعد البرلمان على الدوائر الانتخابية و«كوتا» المكوّنات.

بدورها، قالت جمانة الغلاي، المتحدثة باسم مفوضيّة الانتخابات في العراق، إنها «ماضية في عملها لإجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان، بحسب المرسوم الإقليمي الصادر عن رئاسة الإقليم، الذي حدّد موعد الانتخابات في 10 يونيو 2024»، وفقاً لرسالة صوتية وزّعت على صحافيين عراقيين.

إلى ذلك، قال كفاح محمود، المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن زيارة رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني إلى إيران «ستفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الجانبين، وستنهي توترات شابت هذه العلاقات في السنوات الأخيرة».

ووصل بارزاني إلى طهران، الأحد الماضي، في زيارة هي الخامسة له لإيران في أقل من عام.

ونقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن محمود أن «الإيرانيين يدركون جيداً أن مصالحهم كبيرة جداً في إقليم كردستان، خاصة أنه سوق استراتيجية لبضائعهم، وهناك أكثر من 10 مليارات من الدولارات سنوياً من صادرات إيران ومن استثماراتها في كردستان».


العاهل الأردني يؤكد ضرورة منع العملية العسكرية الإسرائيلية على رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفية - أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفية - أ.ب)
TT

العاهل الأردني يؤكد ضرورة منع العملية العسكرية الإسرائيلية على رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفية - أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أرشيفية - أ.ب)

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الثلاثاء)، ضرورة منع العملية العسكرية الإسرائيلية البرية على رفح.

ونقل الديوان الملكي الأردني في بيان نشره على منصة إكس عن الملك عبد الله قوله خلال اجتماعين عقدهما في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأميركي وزعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ، إن «سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وإغلاقه أمام المساعدات سيفاقم الكارثة الإنسانية في غزة».

ودعا الملك عبد الله المجتمع الدولي «لاتخاذ موقف يفرض على إسرائيل تأمين عبور قوافل المساعدات وضمان دخولها إلى غزة من مختلف المعابر».


«حماس»: لن نستجيب لأي مبادرة أو صفقة تبادل تحت الضغط والتصعيد العسكري

القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان (رويترز)
القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان (رويترز)
TT

«حماس»: لن نستجيب لأي مبادرة أو صفقة تبادل تحت الضغط والتصعيد العسكري

القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان (رويترز)
القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان (رويترز)

قال القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان، اليوم الثلاثاء، إن الحركة لن تستجيب لأي مبادرة أو صفقة تبادل تحت الضغط والتصعيد العسكري.

ووصف حمدان قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومجلس وزراء الحرب بتوسيع العمليات العسكرية لتشمل منطقة رفح والسيطرة على معبرها، رغم موافقة الحركة على مقترح لوقف إطلاق النار، بأنه يعكس إصراراً على تعطيل جهود الوسطاء.

وقال في مؤتمر صحافي عقده في بيروت: «لن نستجيب لأي مبادرة أو صفقة تبادل تحت الضغط والتصعيد العسكري»، مطالباً الإدارة الأميركية بإثبات جديتها من خلال إلزام الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ الاتفاق.

وعبّر عن تقدير «حماس» للموقف المصري الرافض لطلب فتح معبر رفح في ظل القصف ووجود الآليات العسكرية الإسرائيلية بداخله.

وجاءت تصريحات حمدان بالتزامن مع وصول وفد من «حماس» برئاسة خليل الحية قبل قليل إلى العاصمة المصرية القاهرة، قادماً من قطر.

وقالت «حماس»، في بيان، إن الوفد سيتابع «الجهود مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، لإنجاز اتفاق وقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه سيطر كلياً على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية، في عملية عسكرية بدأها أمس.

وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه طلب من الوفد المفاوض المتجه للقاهرة الإصرار على الشروط المطلوبة للإفراج عن المحتجزين، بينما قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن بلاده مستعدة لتقديم تنازلات لاستعادة المحتجزين، لكنها ستكثف عملياتها إن لم يتم التوصل إلى اتفاق.


إعلام إسرائيلي: إطلاق 30 صاروخاً من غزة على بلدات حدودية... واعتراض نصفها

الفصائل الفلسطينية تطلق 30 صاروخاً على بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة (إ.ب.أ)
الفصائل الفلسطينية تطلق 30 صاروخاً على بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

إعلام إسرائيلي: إطلاق 30 صاروخاً من غزة على بلدات حدودية... واعتراض نصفها

الفصائل الفلسطينية تطلق 30 صاروخاً على بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة (إ.ب.أ)
الفصائل الفلسطينية تطلق 30 صاروخاً على بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة (إ.ب.أ)

قالت صحيفة «هآرتس» اليوم (الثلاثاء) إن الفصائل الفلسطينية أطلقت 30 صاروخاً على بلدات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، أضافت أن منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي اعترضت نصف تلك الصواريخ، في حين سقط الباقي في مناطق مفتوحة.

وأفاد مجلس «أشكول» الإقليمي بأن القصف سبب نشوب حريق في منطقة ناحال الهاشور، دون وقوع إصابات معروفة.

وذكرت وسائل إعلام في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي أعلن إطلاق صفارات الإنذار في بلدات عين هشلوشا وكيسوفيم ورعيم الحدودية.


دمار غزة بالأرقام

دمار 75% من مدينة غزة (إ.ب.أ)
دمار 75% من مدينة غزة (إ.ب.أ)
TT

دمار غزة بالأرقام

دمار 75% من مدينة غزة (إ.ب.أ)
دمار 75% من مدينة غزة (إ.ب.أ)

تسببت الحرب المتواصلة منذ سبعة شهور بين إسرائيل و«حماس» بمقتل أكثر من 34 ألف شخص وبمستويات كارثية من الجوع والإصابات، لكنها أحدثت أيضاً دماراً مادياً هائلاً في غزة.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال كوري شير من جامعة مدينة نيويورك الذي أجرى أبحاثاً في صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة لغزة، إن «معدل الأضرار التي تم تسجيلها لا يشبه أي شيء قمنا بدراسته من قبل. إنه أسرع بكثير وأوسع نطاقاً من أي أمر سبق أن قمنا بمسحه».

في وقت دخلت فيه دبابات إسرائيل إلى رفح، آخر بؤرة سكانية في غزة لم تدخلها بعدُ قواتها البريّة، تلقي «وكالة الصحافة الفرنسية» نظرة على مشاهد الدمار في المنطقة بعد سبعة شهور على اندلاع الحرب التي تسبب بها هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول):

تدمير 75% من مدينة غزة

تعد غزة من المناطق ذات الكثافة السكانية الكبرى في العالم حيث كان 2.3 مليون شخص يعيشون في القطاع البالغ مساحته 365 كيلومتراً مربّعاً قبل الحرب.

ووفق التحليلات عبر الأقمار الاصطناعية التي أجراها كل من شير ويامون فان دين هويك، أستاذ الجغرافيا المساعد لدى جامعة ولاية أوريغون، فإن 56.9 في المائة من مباني غزة تضررت أو دُمّرت حتى 21 أبريل (نيسان)، لتصل إلى ما مجموعه 160 ألف مبنى.

وقال شير إن «أسرع معدلات الدمار كانت في أول شهرين إلى ثلاثة من القصف».

وفي مدينة غزة التي كانت تضم 600 ألف نسمة قبل الحرب، فإن الوضع غاية في الخطورة؛ إذ تضررت أو دُمّرت ثلاثة أرباع (74.3 في المائة) مبانيها تقريباً.

تحول خمسة مستشفيات إلى ركام

هاجمت إسرائيل مستشفيات غزة بشكل متكرر خلال الحرب؛ إذ تتّهم الدولة العبرية «حماس» باستخدامها لأغراض عسكرية، وهي تهمة تنفيها الحركة.

وخلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب أشير إلى «60 في المائة من المنشآت الصحية... على أنها متضررة أو مدمّرة»، بحسب شير.

استُهدف أكبر مستشفى في القطاع «مجمّع الشفاء الطبي» في مدينة غزة بهجومين شنّهما الجيش الإسرائيلي، كان الأول في نوفمبر (تشرين الثاني) والثاني في مارس (آذار).

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن العملية الثانية حوّلت المستشفى إلى ما وصفته بـ«الهيكل الفارغ»، وتناثرت فيه الأشلاء البشرية.

دُمّرت خمسة مستشفيات بالكامل، وفق أرقام جمعتها «وكالة الصحافة الفرنسية» من مشروع «أوبن ستريت ماب» (OpenStreetMap)، ووزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، ومركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة (UNOSAT). وما زال أقل من مستشفى من بين ثلاثة (أي 28 في المائة) يعمل بشكل جزئي، بحسب الأمم المتحدة.

تضرر أكثر من 70% من المدارس

دفعت مدارس القطاع التي تدير الأمم المتحدة الجزء الأكبر منها، وحيث لجأ العديد من المدنيين هرباً من القتال، ثمناً باهظاً أيضاً.

وأحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) 408 مدارس لحقت بها الأضرار؛ أي ما يعادل 72.5 في المائة على الأقل من هذه المنشآت التعليمية التي تفيد بياناتها بأن عددها 563.

ومن بين هذه المنشآت، دُمّرت مباني 53 مدرسة بالكامل، وتضرر 274 مبنى آخر جراء النيران المباشرة.

تفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن ثلثي المدارس ستحتاج إلى عمليات إعادة إعمار كاملة أو رئيسية لتعود إلى الخدمة.

وفيما يتعلّق بأماكن العبادة، تظهر بيانات «UNOSAT» و«OpenStreetMap» معاً أن 61.5 في المائة من المساجد تضررت أو دُمّرت.

أكثر دماراً من درسدن

تجاوز مستوى الدمار في شمال غزة ذاك الذي تعرّضت له مدينة درسدن الألمانية التي قصفتها قوات الحلفاء عام 1945 في عملية تعد من الأكثر إثارة للجدل خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحسب دراسة عسكرية أميركية تعود إلى عام 1954، أوردتها صحيفة «فاينانشال تايمز»، فإن القصف أواخر الحرب العالمية الثانية ألحق أضراراً بـ59 في المائة من مباني درسدن.

وأواخر أبريل، قال مدير برنامج إزالة الألغام في الأراضي الفلسطينية مونغو بيرش، إن كمية الركام الذي ينبغي إزالته في غزة يتجاوز ذاك الذي في أوكرانيا التي غزتها روسيا قبل أكثر من عامين.

وقدّرت الأمم المتحدة أنه حتى مطلع مايو (أيار)، ستكلف إعادة الإعمار ما بين 30 و40 مليار دولار جراء الحرب في غزة.