إضراب عام في السويداء «تصعيداً» للاحتجاجات ضد إهمال المحافظة

قطع طرق رئيسية واقتحام شعبة حزبية

محتجون في بلدة قنوات شمال شرق السويداء يغلقون طريق البلدة الرئيسية (منصة إكس)
محتجون في بلدة قنوات شمال شرق السويداء يغلقون طريق البلدة الرئيسية (منصة إكس)
TT

إضراب عام في السويداء «تصعيداً» للاحتجاجات ضد إهمال المحافظة

محتجون في بلدة قنوات شمال شرق السويداء يغلقون طريق البلدة الرئيسية (منصة إكس)
محتجون في بلدة قنوات شمال شرق السويداء يغلقون طريق البلدة الرئيسية (منصة إكس)

تشهد السويداء، جنوب سوريا، إضراباً عاماً، اليوم (الثلاثاء)، حيث اندلعت مظاهرات في مناطق عدة وأغلق محتجون طرقات رئيسية في أنحاء المحافظة.

«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أفاد بأن محتجين من أبناء السويداء اقتحموا شعبة «حزب البعث» (الشعبة الشرقية) بمدينة السويداء؛ رفضاً لمحاولات الحزب «فرض نفسه» في المحافظة، على خلفية حضور ممثليه مؤتمرات نقابية في المحافظة، مرددين الشعارات المناهضة.

وقطع محتجون طرقاً عدة في محافظة السويداء بالإطارات المشتعلة، بينها طريق دمشق - السويداء في مدينة شهبا، والشارع المحوري وسط المدينة، إضافة إلى قطع طرق عدة في أرياف ومدن المحافظة، استجابة لدعوات الإضراب في المحافظة.

إغلاق الشارع المحوري وسط مدينة السويداء (السويداء 24)

الناشط أصلان عز الدين، من مدينة السويداء، أفاد في اتصال مع «الشرق الأوسط»، بأن عشرات المحتجين بينهم مهندسون زراعيون، تجمعوا أمام مبنى نقابة المهندسين الزراعيين في السويداء، ودخلوا إلى مكتب نقيب المهندسين الزراعيين «رفضاً لتغول قرارات حزب البعث على النقابات»، وطالبوا بتحسين واقعهم وتغير القيادة المسؤولة عن البلاد.

أرشيفية لمظاهرة السويداء بمشاركة رجال الدين

وأوضح نضال عامر، وهو أحد منظمي الحراك السلمي بالسويداء، لـ«الشرق الأوسط»، أن الدعوة لتنفيذ الإضراب العام في السويداء تأتي في سياق استمرار الحراك السلمي الذي تشهده محافظة السويداء منذ 7 أشهر، وهي خطوات تصعيدية وتنويع بتكتيكات العمل المدني، تأتي بعد محاولة حزب البعث بالعودة إلى المشهد في المحافظة، وبعد موجة الغلاء والتدهور المتسارع للدخل، دون أي حلول من السلطات المعنية.

وقال إن هذه الأوضاع دفعت لتفعيل العمل السلمي بوسائل جديدة، بينها الإضراب الذي هو حق للمدنيين للتعبير عن رفضهم وضعاً ما، مشدداً على أن حالة الإضراب لا تهدف إلى منع وصول الموظفين إلى الدوائر الحكومية، ولا إغلاقها، وإنما توجيه رسالة إلى دمشق أن لا عودة لتسلط حزب البعث في محافظة السويداء، وأنه لا يمكن الاستمرار في التلاعب بحقوق المواطنين أو تجاهلها.

يلفت أصلان عز الدين، إلى أن محافظة السويداء، جنوب سوريا، تشهد حالة احتجاج شعبية منذ 7 أشهر، يتجمع خلالها يومياً في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، محتجون من أبناء المحافظة لرفع مطالب وشعارات سياسية وخدمية ومعيشية، بينها الإفراج عن المعتقلين.

لافتة رفعها المتظاهرون في السويداء ضد تحول مناطقهم إلى تصنيع المخدرات وترويجها (مواقع)

وتقف خلف هذه الاحتجاجات المستمرة عوامل عدة؛ إذ يشعر الأهالي بالاستياء والغضب من تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في المحافظة، من بينها تجاهل انتشار المخدرات بمصنّعيها وتجارها وتحويل المنطقة معبراً لدول أخرى. كذلك تراجع الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.

يوضح عز الدين، أن الضغوط الأمنية والاقتصادية والتضييقيات المالية، تسببت في تفاقم الأوضاع المعيشية، دون أن تظهر مبادرات من الحكومة لحل المشكلات التي تعاني منها المنطقة.

ولفت إلى تزايد حدة الاحتجاجات بمرور الوقت، حتى تصاعدت إلى مستوى الإضراب العام، «تأكيداً على جدية مطالب المحتجين ولإظهار قوة وحجم الحركة الاحتجاجية في المحافظة».


مقالات ذات صلة

«المرصد السوري» يعلن ارتفاع عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي على تدمر إلى 92

المشرق العربي صورة من موقع غارة إسرائيلية على معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا - 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

«المرصد السوري» يعلن ارتفاع عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي على تدمر إلى 92

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اليوم (الجمعة)، إن عدد قتلى القصف الأخير الذي شنَّته إسرائيل على مدينة تدمر، في ريف حمص الشرقي بوسط البلاد هذا الأسبوع ارتفع

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

قالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي أشخاص فارّون من القصف الإسرائيلي في لبنان يعبرون حفرة ناجمة عن غارة إسرائيلية في منطقة المصنع على الجانب اللبناني من معبر الحدود مع سوريا 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الغارات الإسرائيلية على تدمر هي «على الأرجح» الأكثر فتكاً في سوريا

اعتبرت مسؤولة بالأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، أن الغارات الإسرائيلية التي أودت الأربعاء بالعشرات في مدينة تدمر هي «على الأرجح الأكثر فتكاً» في سوريا حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي دخان الغارات في تدمر (متداولة)

ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على تدمر إلى 79 قتيلاً موالياً لإيران

طائرات إسرائيلية استهدفت ثلاثة مواقع في تدمر، من بينها موقع اجتماع لفصائل إيرانية مع قياديين من حركة «النجباء» العراقية وقيادي من «حزب الله» اللبناني.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جانب من دخان القصف على درعا (المرصد السوري لحقوق الانسان)

إسرائيل تضرب في تدمر... عشرات القتلى والجرحى

في هجوم هو الأكثر دموية والعاشر منذ بداية الشهر الحالي داخل الأراضي السورية، قتل أكثر من 40 شخصاً وجرح نحو 50 آخرين في غارات إسرائيلية على مدينة تدمر.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

رئيس البرلمان العراقي: المنطقة قريبة من «نكبة ثانية»

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)
TT

رئيس البرلمان العراقي: المنطقة قريبة من «نكبة ثانية»

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد متحدثاً أمام منتدى السلام في دهوك (شبكة روداو)

قدم مسؤولون عراقيون تصورات متشائمة عن مصير الحرب في منطقة الشرق الأوسط، لكنهم أكدوا أن الحكومة في بغداد لا تزال تشدد على دعمها لإحلال الأمن والسلم الدائمين.

وقال رئيس البرلمان، محمود المشهداني، في كلمة خلال «منتدى الجامعة الأميركية» بدهوك (شمال)، الجمعة، إن التحديات التي تواجه العراق بعد السابع من أكتوبر تغيّرت تماماً عما كانت عليه سابقاً.

وأشار المشهداني إلى أن «ما يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط يمكن أن أسميه باجتهادي السياسي المجال الحيوي للنكبة الثانية».

وأكد المشهداني أن «الصراعات مست الجميع قبل وبعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأن عقود السلام الهش القديم والسلام الجديد تناثرت برؤى (دونالد) ترمب في ولايته الأولى و(جو) بايدن في ولايته، وبانتظار ولاية ترمب الثانية».

ورأى رئيس البرلمان العراقي أن «التحديات في الشرق الأوسط يمكن إيجازها في محددات فشل النظام الدولي العالمي، فهو نظام هلامي».

وقال المشهداني: «أنا متشائم من إدارة أزمات التحديات التي تواجه الشرق الأوسط من حربي غزة ولبنان، إلى حروب سوريا المتعددة، إلى صراع أميركا وإسرائيل مع إيران، إلى البطالة والمناخ وتذبذب أسعار النفط، وصولاً لمنظومة السياسة الشرق أوسطية».

رئيس البرلمان العراقي خلال منتدى السلام في دهوك (إكس)

إبعاد العراق عن الحرب

من جانبه، أكد الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، أن العراق سيقوم بدوره من أجل السلام في الشرق الأوسط، معرباً عن دعمه «الكامل» لأي جهود تهدف إلى تحقيق «حل سلمي للقضية الكردية» داخل تركيا.

وفي كلمته في «منتدى دهوك»، قال رشيد إن العراق والمنطقة «يمران بوضع يتطلب من جميع الأطراف مراقبة الوضع بدقة وإيجاد الحلول المناسبة للقضايا والمشكلات وإحلال السلام والأمن الدائمين»، كما حثَّ دول العالم، خصوصاً الكبرى، على بذل «جهود جادة لحل هذه القضايا وإنهاء الحروب».

بدوره، دعا رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني إلى «إبعاد العراق عن الحرب»، وقال إن «الأزمات في المنطقة ومشاهد الحرب التي نراها في لبنان وغزة مؤسفة، ونتمنى أن تنتهي هذه المأساة».

وأضاف بارزاني: «كلنا نترقب أن يتغير الوضع بعد اختيار الرئيس الجديد عقب الانتخابات الأميركية، وكل التوقعات تشير إلى أن إدارة الرئيس الجديد ترمب ستكون مختلفة عن سياسة الرئيس بايدن».

رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» مسعود بارزاني خلال منتدى السلام في دهوك (إكس)

«إسرائيل لتوسيع الحرب»

أكد فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، رفض بغداد أن تكون «جزءاً من أي أجندة لزعزعة الاستقرار»، وأشار في هذا السياق إلى أن الحكومة الإسرائيلية «تعتمد اتهامات باطلة لتوسيع الحرب».

ونقلت شبكة «روداو» الكردية عن الشمري أن «إسرائيل تحاول في ظل الضغوط الداخليّة والخارجيّة المتزايدة عليها بسبب عدوانها المستمر على غزة ولبنان توسيع رقعة الصراع الإقليمي من خلال الزج بالعراق في دائرة المواجهة».

وقال الشمري: «تحركات إسرائيل ضد العراق محاولة يائسة لتصدير أزماتها الداخليّة وخلق حالة مستمرة من التوتر الإقليمي لتبرير استمرار عدوانها وجرائمها».

وذكر الشمري أن الأجهزة الأمنية العراقية «تعمل على تعزيز الانتشار الأمني، ومنع أي خرق أمني لا ينسجم وتوجهات السياسة الخارجيّة للعراق».

وأفادت الحكومة العراقية، في وقت سابق، بأن الولايات المتحدة، تتحمّل، وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية، مسؤولية «الردع والرد على أي هجمات خارجية تمس الأمن الداخلي العراقي».

وقال الشمري إن «التهديدات الإسرائيلية ليست وليدة اللحظة، وإنها تأتي تكراراً، وهذا واضح من خلال الشكوى التي وجهتها إلى مجلس الأمن».

ووفقاً لتقارير إعلامية، أبلغت واشنطن، بغداد، أن الضربات التي سيشنها الجيش الإسرائيلي ضد العراق «وشيكة» ما لم تتمكن بغداد من منع الفصائل المدعومة من إيران من شن هجمات ضد إسرائيل.