جددت إسرائيل قصف مدينة النبطية، حيث نفذت طائراتها غارتين على منزلين في بلدة كفرمان الملاصقة للمدينة، أسفرتا عن مقتل عنصرين للحزب كانا في شقة سكنية، في مقابل تصعيد «حزب الله» لوتيرة القصف وعمقه لجهة قصف أهداف في كريات شمونة، وسط تهديد إسرائيلي جديد بإعادة السكان إلى الجليل «بالطريقة العسكرية» في حال فشلت المفاوضات الدبلوماسية.
وقال رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع قوات عسكرية في جبل الشيخ في هضبة الجولان المحتلة: «لدينا غاية بسيطة في الشمال وهي إعادة السكان. ومن أجل إعادة السكان علينا أن نعيد الشعور بالأمن، ومن أجل إعادة الشعور بالأمن علينا إعادة الأمن، وهذا سيتحقق ولن نتوقف عن ذلك». وتابع: «سنحقق هذا الأمر بإحدى طريقتين: بالطريقة العسكرية، إذا اضطررنا؛ وبالطريقة السياسية، إذا أمكن. لكن في جميع الأحوال على حزب الله أن يدرك أننا سنعيد الأمن. وآمل أن يتم استيعاب هذه الرسالة هناك».
ويأتي التهديد على إيقاع تصعيد إسرائيلي إضافي في العمق اللبناني، تمثل الخميس في قصف إسرائيلي استهدف بلدة كفرمان الملاصقة لمدينة النبطية، ما أسفر عن سقوط قتيلين وثلاثة جرحى على الأقل. وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارتين على منزل على أوتوستراد كفرمان، وتم استهداف شقة قيد الإنشاء في بناء بالطابق الأخير، وشقة في الطابق الأول للبناء، وذلك بصواريخ ذكية. وذكر إعلام محلي أن القتيلين هما عنصران في «حزب الله».
الغارة المعادية دمرت طابقين في المبنى المستهدف في كفر رمان pic.twitter.com/S8CEqMAUOD
— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) February 22, 2024
وجاء القصف على كفرمان بعد الظهر، بعد إطلاق صواريخ باتجاه كريات شمونة، حيث تحدث الإعلام الإسرائيلي عن صاروخ موجّه أو طائرة انتحارية أصابت مبنى داخل قاعدة عسكرية تابعة للجيش «الإسرائيلي» في كريات شمونة.
ولاحقاً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صواريخ من لبنان أصابت منزلين في كريات شمونة، كما تحدثت أيضاً عن أضرار جسيمة لحقت بمنزل في مستوطنة كفار يوفال عند الحدود مع لبنان، أصيب بصاروخ موجه من الأراضي اللبنانية. وتلت تلك الضربات غارات إسرائيلية أدت إلى تدمير منازل في الخيام وكفركلا ومارون الراس، فضلاً عن تدمير 3 منازل في بليدا في العمق اللبناني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، مهاجمة أهداف لـ«حزب الله»، والردّ على مصدر إطلاق النار صوب كريات شمونة. وقال في بيان إن طائراته قصفت مبنى عسكريا لـ«حزب الله» في منطقة مارون الراس، وبنى تحتية للتنظيم في منطقتي كفركلا والخيام. كما أطلقت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي النار في منطقة الجبين. وأضاف أنه «في الساعات الأخيرة، تم رصد عمليات إطلاق نار من الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي الإسرائيلية في منطقتي كريات شمونة و(كفار يوفال)، وهاجم الجيش الإسرائيلي مصادر إطلاق النار».
#عاجل طائرات مقاتلة أغارت قبل قليل على مبنى عسكري تابع لمنظمة حزب الله الإرهابية في منطقة مارون الراس وعلى بنى تحتية إرهابية تابعة للمنظمة في منطقتيْ كفركلا والخيام. كما وأطلقت دبابة تابعة لجيش الدفاع النار في منطقة الجبين.خلال الساعات الأخيرة تم رصد عمليات إطلاق قذائف صاروخية... pic.twitter.com/NaWCV4kCTE
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) February 22, 2024
وكان «حزب الله» أعلن في بيان أن مقاتليه استهدفوا «مبنى يتموضع فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة (كفار يوفال) بالأسلحة المناسبة، وأصابوه إصابة مباشرة؛ رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية». كما أعلن استهداف مقرّ قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة بالأسلحة المناسبة، فضلاً عن استهدافات أخرى في مزارع شبعا.
تشييع طفلة
في غضون ذلك، أقام «حزب الله» و«حركة أمل» تشييعاً مشتركاً لامرأة وطفلة تبلغ من العمر 6 سنوات قتلتا يوم الأربعاء بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة مجدل زون.
وقال رئيس الهيئة التنفيذية في «حركة أمل» مصطفى الفوعاني: «إننا ندافع عن أرضنا وعرضنا وكرامة لبنان كل لبنان، ندافع عن السيادة ونحميها»، مضيفاً: «اليوم نحن بأمسّ الحاجة إلى الوحدة الوطنية وننظر إلى المواقع على مستوى الدولة على أنها وسيلة وليست هدفا، لأن الهدف هو كيفية الحفاظ على الوطن وصونه»، ودعا إلى «التقاط لحظة التحدي التي نعيشها اليوم من أجل البحث عن مخارج لأزمتنا السياسية»، موضحاً أن «المخرج واضح، وهو أن يلتقي كل الفرقاء مع بعضهم البعض على قاعدة التفاهم وتوسيع المشترك فيما بيننا من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية يقود مفتاح العودة إلى انتظام عمل كل المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها تشكيل حكومة جديدة».