أشتية يؤكد موافقة السلطة على تحويل أموال غزة إلى النرويج

الاتفاق يحرر الأموال التي تحتجزها إسرائيل لكنه لا يحل الأزمة المالية

د. آدم بولوكوس مدير وكالة «الأونروا» يقف لالتقاط صورة عند الجدار العازل الإسرائيلي في مخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، الثلاثاء (أ.ب)
د. آدم بولوكوس مدير وكالة «الأونروا» يقف لالتقاط صورة عند الجدار العازل الإسرائيلي في مخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، الثلاثاء (أ.ب)
TT

أشتية يؤكد موافقة السلطة على تحويل أموال غزة إلى النرويج

د. آدم بولوكوس مدير وكالة «الأونروا» يقف لالتقاط صورة عند الجدار العازل الإسرائيلي في مخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، الثلاثاء (أ.ب)
د. آدم بولوكوس مدير وكالة «الأونروا» يقف لالتقاط صورة عند الجدار العازل الإسرائيلي في مخيم عايدة للاجئين في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، الثلاثاء (أ.ب)

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، موافقة السلطة على «اتفاق النرويج» الذي يقضي بتحويل إسرائيل حصة قطاع غزة من «المقاصة» (العوائد الضريبية)، إلى أوسلو بدل السلطة.

وقال أشتية في كلمة بمستهل اجتماع الحكومة في رام الله، الثلاثاء، إنه «تم اتفاق، على أن تحول إسرائيل قيمة المبالغ التي تحولها الحكومة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لترسل إلى حساب خاص في النرويج، واشترطت ألا يتم إرسال أي مبالغ إلينا من هذه الأموال».

موافقة السلطة على الاقتراح الذي رعته الولايات المتحدة، ينهي بشكل جزئي أزمة احتجاز إسرائيل لأموال المقاصة الفلسطينية.

رئيس الوزراء محمد أشتية خلال مداخلة ضمن أعمال الدورة الـ60 لمؤتمر ميونيخ للأمن (وفا)

وجاءت موافقة السلطة الفلسطينية بعد أسابيع على مصادقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، على تحويل أموال الضرائب المحتجزة إلى السلطة، على أن يتم إيداع ما يعادل الأموال التي تخصصها السلطة لقطاع غزة، لدى دولة ثالثة، وهي النرويج.

وينص الاقتراح الذي تمت الموافقة عليه بناء على طلب أميركي، على تحويل الأموال للسلطة الفلسطينية، لكن ليس جميعها، على أن يجري تحويل الأموال المخصصة لقطاع غزة (75 مليون دولار نحوالي 275 مليون شيقل شهرياً) إلى النرويج التي لن يسمح لها بنقل الأموال إلى السلطة ولا حتى على سبيل الإعارة.

وتشكل حصة غزة حوالي 25 في المائة من العوائد الضريبية التي يجري تحويلها للسلطة.

فلسطينيون في مدينة طولكرم يجلون أطفالهم من إحدى المدارس بعد غارة إسرائيلية على مخيم اللاجئين الأحد الماضي (إ.ب.أ)

واتفق الوزراء على أنه إذا تبين أنه تم خرق الاتفاق سيكون لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش الحق في وقف تحويل بقية الأموال إلى السلطة الفلسطينية، وسيكون قرار الإفراج عن الأموال في يديه.

ورفضت السلطة بداية الاقتراح لكنها عادت ووافقت عليه. وقال أشتية إنه رغم ذلك فإن إسرائيل ما زالت تحتجز أموال المقاصة كاملة، وحتى اللحظة لم تقم بتحويل أي مبالغ إلينا.

وأكد أشتية أنه حتى مع تحويل إسرائيل الأموال فإن الأزمة المالية لن تحل. موضحاً: «هذا الترتيب لا يعطينا حقنا في أموالنا بالكامل، وعليه فإن هذا الأمر لا يحل لنا الأزمة المالية، ولكنه يُخرج الأموال البالغ حجمها حتى تاريخه نحو 800 مليون شيقل من أيدي الإسرائيليين لتودع في حساب خاص في النرويج، وسيتم تحويل ما يتبقى من أموال إلينا».

وبموجب اتفاق أوسلو، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين عند استيراد السلع من الخارج إلى السلطة الفلسطينية، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية تشكل 65 في المائة من ميزانيتها السنوية، وتتراوح التحويلات ما بين 750 و800 مليون شيقل (في الشهر). ويثير هذا الترتيب خلافات مستمرة.

فلسطيني يتفقد سيارة محترقة الثلاثاء نتيجة هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون في الليلة السابقة في قرية برقة شمال غربي نابلس في الضفة الغربية المحتلة (أ.ف.ب)

واتخذ القرار في إسرائيل ثم جاءت موافقة السلطة، تحت ضغط أميركي كبير.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعربت عن مخاوفها من أن يؤدي الانهيار الاقتصادي للسلطة إلى تصعيد عنيف في الضفة الغربية، نتيجة عدم قدرتها على دفع رواتب قواتها الأمنية.

وتعاني السلطة الفلسطينية أصلاً من أزمة مالية، وتدفع رواتب منقوصة لموظفيها في القطاعين المدني والعسكري منذ عامين، بسبب اقتطاع إسرائيل في السابق حوالي 50 مليون دولار من العوائد الضريبية، تساوي الأموال التي تدفعها السلطة لعوائل مقاتلين قضوا في مواجهات سابقة، وأسرى في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى بدل أثمان كهرباء وخدمات طبية. وقد دفعت السلطة هذا الشهر 60 في المائة فقط من رواتب موظفيها.

إعلان السلطة الموافقة على الترتيب الجديد جاء بعد يومين من إعلان الترويج أنها وافقت على المساعدة في تحويل عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية، في إطار يهدف إلى توفير تمويل حيوي للسلطة الفلسطينية.

رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره (أرشيفية)

وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره، بداية الأسبوع الحالي: «هذا ضروري لتعزيز الاستقرار في المنطقة وللسلطة الفلسطينية لتحظى بشرعية بين شعبها».

وأعلن وزير الخارجية إسبن بارث إيدي، الذي ناقش المسألة، الأحد، خلال لقاء مع رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد أشتية أن «ضمان عدم انهيار السلطة الفلسطينية وقدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للسكان أمر حيوي لحماية وجود السلطة ذاته، وتعزيز العملية السياسية وتحقيق حل الدولتين في المستقبل».

واستبقت الخطوة شهر رمضان التي تخشى إسرائيل أن يتحول إلى مناسبة للتصعيد في الضفة الغربية في ظل الحرب المدمرة في قطاع غزة، ومع إصرار الحكومة اليمينية الإسرائيلية على تقييد الوصول إلى المسجد الأقصى خلال الشهر.

وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى مطلع على المناقشات الأخيرة لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، إن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أشاروا إلى أن تل أبيب ستكون على استعداد لتقديم المزيد من المرونة في ما يتعلق بإيرادات الضرائب.


مقالات ذات صلة

«اتفاق بكين»: عباس يريد ترسيخ الشرعية... و«حماس» تحتاج إلى مظلة

المشرق العربي وزير الخارجية الصيني وانغ يي يتوسط موسى أبو مرزوق (يمين) القيادي في «حماس» ومحمود العالول القيادي في «فتح» (رويترز)

«اتفاق بكين»: عباس يريد ترسيخ الشرعية... و«حماس» تحتاج إلى مظلة

قبل توقيع فصائل فلسطينية اتفاقها الأخير في بكين، كانت هناك اتفاقات سابقة انتهت بشكل مشابه تقريباً؛ لكن ما صار جديداً هي حرب إسرائيلية قتلت أكثر من 39 ألف شخص.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي فلسطينيون يفرون من الجزء الشرقي من خان يونس بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء (رويترز)

«هدنة غزة»: «تحركات جديدة» تعزز جهود «المرحلة الأولى»

تتراجع نقاط «الخلاف العلني» في مسار مفاوضات «هدنة غزة»، مع «تحركات جديدة»، تشمل مناقشات إسرائيلية للانسحاب من كامل القطاع بأول مراحل تنفيذ مقترح بايدن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
آسيا نائب رئيس حركة «فتح» محمود العالول (يسار) وعضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق (يمين) برفقة وزير الخارجية الصيني وانغ يي

«إعلان بكين»... الفصائل الفلسطينية تتفق على تشكيل «حكومة مصالحة»

أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الثلاثاء) حصول اتفاق بين 14 فصيلاً فلسطينياً لتشكيل «حكومة مصالحة وطنية مؤقتة» لإدارة غزة بعد الحرب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون صور أقاربهم المحتجزين في السجون الإسرائيلية يحتجون وسط رام الله بالضفة الغربية في 21 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: ارتفاع عدد القتلى من الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية

قالت «اليونيسيف» إن 143 من الأطفال والشباب الفلسطينيين، على الأقل، قُتلوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال الشهور التسعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي مركز لتوزيع المساعدات الغذائية في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة الخميس (أ.ف.ب)

الرئاسة الفلسطينية ترفض نشر أي قوات أجنبية في غزة

رفضت الرئاسة الفلسطينية نشر أي قوات غير فلسطينية في قطاع غزة، قائلة إن «الأولوية» لوقف العدوان الإسرائيلي، و«ليس الحديث عن اليوم التالي للحرب».

«الشرق الأوسط» (رام الله)

«حزب الله» يتوقع هجوماً إسرائيلياً «قاسياً»

خدمات الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط الصاروخ على ملعب كرة القدم في الجولان (رويترز)
خدمات الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط الصاروخ على ملعب كرة القدم في الجولان (رويترز)
TT

«حزب الله» يتوقع هجوماً إسرائيلياً «قاسياً»

خدمات الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط الصاروخ على ملعب كرة القدم في الجولان (رويترز)
خدمات الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط الصاروخ على ملعب كرة القدم في الجولان (رويترز)

ينتظر «حزب الله» اللبناني، المدعوم من إيران، هجوماً مضاداً محتملاً «قاسياً» من إسرائيل، وذلك في أعقاب الهجوم الصاروخي القاتل الذي استهدف مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقالت مصادر في «حزب الله» لوكالة الأنباء الألمانية: «إننا في حالة تأهب منذ عدة أشهر ونراقب أي هجوم من العدو». وأضافت المصادر «هذا ليس جديداً، نحن في حالة جهوزية دائمة». وأشارت المصادر إلى أن «حزب الله» يتوقع الآن هجوماً «قاسياً» محتملاً.

وقُتل 12 طفلاً وشاباً عندما أصاب صاروخ، زعمت إسرائيل أن «حزب الله» أطلقه، ملعباً لكرة القدم في قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان المُحتلة، يوم السبت.

موقع سقوط الصاروخ على ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس (أ.ب)

لكن «حزب الله» نفى في بيان له أي علاقة له بالحادث.

وأفادت وسائل الإعلام اللبنانية بأن الحزب قد أخلى حوالي 100 من مواقعه في الضواحي الجنوبية لبيروت، معقل الحركة.

من جانبه، حث منسق الأمم المتحدة الخاص إلى لبنان وقائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد أن تسبب الهجوم في زيادة حدة التوتر.

وقال المسؤولان في بيان مشترك «نستنكر مقتل المدنيين من أطفال صغار ومراهقين في مجدل شمس. يجب حماية المدنيين في جميع الأوقات».

وطالب المسؤولان بالأمم المتحدة بوضع حد للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله». وقالا إن تبادل القصف قد يشعل صراعاً أوسع نطاقاً من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها.