نصر الله يتوعّد إسرائيل بدفع ثمن قتل المدنيين ويترك التوقيت لـ«الميدان»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4858821-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%B9%D9%91%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D8%AB%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%8A%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%AA
نصر الله يتوعّد إسرائيل بدفع ثمن قتل المدنيين ويترك التوقيت لـ«الميدان»
قال إن صواريخ «حزب الله» تصل إلى إيلات
نصر الله متحدثاً عبر الشاشة خلال احتفال «القادة الشهداء» الذي نظّمه «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
نصر الله يتوعّد إسرائيل بدفع ثمن قتل المدنيين ويترك التوقيت لـ«الميدان»
نصر الله متحدثاً عبر الشاشة خلال احتفال «القادة الشهداء» الذي نظّمه «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
توعّد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، الجمعة، بأن تدفع إسرائيل ثمن دماء المدنيين الذين قُتلوا في الساعات الأخيرة، لكنه بدأ ميّالاً إلى عدم الذهاب بعيداً في التصعيد، تاركاً توقيت الرد لـ«الميدان»، ومع ذلك تعمّد التلويح بما يمتلكه الحزب من قوة نارية كبيرة، مهدِّداً بأن حزبه قادر على استهداف إيلات في جنوب الدولة العبرية، وبأن «ثمن دماء المدنيين ستكون دماء وليس مواقع».
وقال نصر الله، خلال احتفال أقامه الحزب في ذكرى «القادة الشهداء» بالضاحية الجنوبية لبيروت: «نحن في قلب معركة حقيقية... ونحن أقوى أملاً ويقيناً بالنصر الآتي»، واعتبر أن «ما حصل من مجازر صهيونية بحق المدنيين في الجنوب مؤخراً كان متعمَّداً»، مضيفاً أن «ارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة في جبهة تمتدّ أكثر من 100 كيلومتر، لكن عندما يصل الأمر إلى المدنيين فهذا الأمر، بالنسبة لنا، له حساسية خاصة، وهو ليس بجديد منذ بدايات المقاومة، نحن لا نتحمل موضوع المس بالمدنيين، ويجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً. هدف العدو من قتل المدنيين الضغط على المقاومة لتتوقف؛ لأن كل الضغوط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) كان هدفها وقف جبهة الجنوب. والجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة وتصعيد العمل في الجبهة».
وقال إن «استهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وعدد من صواريخ (الفلق) هو رد أوليّ»، مؤكداً «نساؤنا وأطفالنا في النبطية والصوانة وغيرهما سوف يدفع العدو ثمن سفكه دماءهم دماءً، ثمن دماء المدنيين ستكون دماء وليس مواقع وأجهزة تجسس وآليات»، مؤكداً ترك الأمر لـ«الميدان».
وجدّد التأكيد أن «هذه الجبهة لن تتوقف، مهما اعتديتم وقتلتم وهدّدتم، والصراخ في الشمال يرتفع كل يوم»، معلناً أن «الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة، وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعاً، وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك».
وردّاً على تهديد وزير الحرب الإسرائيلي للعاصمة بيروت، قال نصر الله: «يبدو أنه نسي أن المقاومة تمتلك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي تجعل يدها تمتد من كريات شمونة إلى إيلات».
ودافع عن خيارات حزبه، منتقداً كيف أن «البعض يتحدث عن كلفة المقاومة وتبِعاتها في لبنان، وهؤلاء يدعوننا إلى الاستسلام، نحن أمام خيارين؛ إما المقاومة أو الاستسلام»، مؤكداً أن ثمن الاستسلام باهظ وخطير ومصيري جداً.
وفي حين دعا إلى «عدم الذهاب إلى أي معركة جانبية لا تخدم الهدف الحقيقي»، قال: «للمرة المليون، المقاومة ترتبط بالدفاع عن لبنان وأهله وأرضه، ولم نفرض باسم المقاومة خيارات سياسية على لبنان».
وتطرّق إلى ملف رئاسة الجمهورية، نافياً الحديث عن محاولة لاستثمار الحرب في الاستحقاق، قائلاً: «لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك، اليوم، على الجبهة تحدّث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة»، مضيفاً «أيّاً تكن نتيجة الجبهة، وستنتصر إن شاء الله، موضوع الرئاسة موضوع داخلي».
ورفض نصر الله الحديث عن ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، قائلاً: «لا شيء اسمه ترسيم الحدود البرية، والحدود البرية مرسَّمة».
وفي ما يتعلق بملف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس»، قال نصر الله إن «المعنيّ بالتفاوض السياسي هو الفصائل الفلسطينية التي فوّضت حماس، ونحن لا نتدخل بما يجري في المفاوضات، ولا بخيارات المقاومة».
تقديرات إسرائيلية جديدة تتحدث عن «تصاعد الخلافات وتراجع التفاؤل» بين أروقة مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، وسط محادثات شهدتها القاهرة وأخرى لا تزال تستضيفها الدوحة.
في المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا، تؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أهمية التمسك بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، باعتبارهما حجر الزاوية.
أعلنت «كتائب القسام» (الجناح العسكري لحركة «حماس») اليوم، أن مقاتليها تمكنوا من «تحرير» فلسطينيين كان الجيش الإسرائيلي يحتجزهم داخل منزل في شمال قطاع غزة.
في حوار موسَّع تحدث غسان سلامة عن الفرص المنظورة لـ20 دولة قد تتحول إلى قوى نووية، ودور الذكاء الاصطناعي في حرب المسيرات ومستقبل سوريا مع ما هو قائم الآن.
ميشال أبونجم (باريس)
فكُّ عزلة «السيدة زينب» عن محيطها مع البلدات المجاورةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094413-%D9%81%D9%83%D9%91%D9%8F-%D8%B9%D8%B2%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%B2%D9%8A%D9%86%D8%A8-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B1%D8%A9
فكُّ عزلة «السيدة زينب» عن محيطها مع البلدات المجاورة
مقام «السيدة زينب» يعود إلى أهل المنطقة (الشرق الأوسط)
العزلة المحكمة التي فرضها «الحرس الثوري» الإيراني على بلدة «السيدة زينب» جنوب دمشق انتهت. كل الطرق المؤدية إليها من دمشق باتت مفتوحة أمام الأهالي والزوار، مع انتهاء الوجود الإيراني وسقوط نظام الأسد.
الطريق إليها من أوتوستراد المتحلق الجنوبي، ومن ثم حي القزاز فبلدة ببيلا، وصولاً إلى بلدة حجيرة مدخل «السيدة زينب» الشمالي، خالٍ من جميع الحواجز. في حين أزيل الساتر الترابي الضخم الذي وضعته ميليشيات إيران وأجهزة الأمن السابقة، منذ سنوات الثورة الأولى، على مدخل حجيرة الواقعة على بعد كيلومتر واحد من مقام «السيدة زينب».
كان الساتر يمنع دخول السيارات إلى حجيرة، في حين يتمكن الأفراد والدراجات الهوائية والنارية من تجاوزه عبر جانبيه للوصول إلى منازلهم، حيث ارتفاع الساتر أقل مما هو عليه في مناطق أخرى، وكان يوجد خلفه عناصر مسلحة يُعتقد أنها من أجهزة الأمن السورية و«حزب الله» اللبناني، تقوم بالتدقيق بشكل كبير في البطاقات الشخصية للمارّة.
كانت حجة عزل «مقام زينب»، وحصر الوصول إليه من طريق واحد هو مفرق المستقبل على الجهة الشرقية من مطار دمشق الدولي، حماية المقام من أهالي البلدات المجاورة (يلدا، وببيلا، وبيت سحم، وعقربا...) ذات الأغلبية السكانية السنية الموجودة تاريخياً هناك، بحجة وجود عداوة بين تلك البلدات التي كانت تسيطر عليها فصائل من «الجيش الحر» («جيش أبابيل»، و«لواء العز بن عبد السلام»، و«كتيبة ابن تيمية»، و«هيئة تحرير الشام»...)، وبين أهالي «السيدة زينب» التي أغرقتها إيران بالميليشيات (الطائفية) التابعة لها مع عوائلهم.
حالياً، الدخول من القزاز إلى ببيلا بات متاحاً للجميع، بعدما كان حاجز جيش النظام عند مدخل ناحية ببيلا الذي تمت إزالته، يدقق بالبطاقات الشخصية لركاب وسائل النقل وعموم السيارات، وبهويات المارّة، ويمنع الكثيرين من الدخول، ويعتقل العشرات من المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، ومن كان يسميهم النظام «مطلوبين».
في السياق ذاته، عادت الحيوية إلى طريق القزاز - ببيلا الذي بات يعج ذهاباً وإياباً بالسيارات الخاصة والعامة ووسائل نقل الركاب، في حين يغص دوار ببيلا بالسيارات والمارّة، وبدت المحال التجارية في أوج نشاطها، مزيّنة بعلَم سوريا الجديد على واجهاتها.
يقوم بحفظ الأمن في ببيلا مقاتلون من فصائل المعارضة المسلحة عادوا إليها بشكل فردي، إضافة إلى مجموعات من أهالي المنطقة، يتخذون من مبنى قسم شرطة ببيلا مقراً لهم.
مقاتل عرف نفسه بـ«أبو محمد»، يوضح وهو مفعم بالفرح، أنه «تمكن أخيراً من رؤية والديه»، بعد أكثر من ثماني سنوات على تهجيره إلى الشمال من قبل النظام.
يقول المقاتل لـ«الشرق الأوسط»: «نقوم بتأمين الأمن للمواطنين، وحماية المؤسسات والدوائر الحكومية، وتنظيم السير، واستقبال شكاوى الأهالي ومتابعتها»، مشيراً إلى أن طبيعة الشكاوى التي تتضمن تهديدات بالانتقام «قليلة جداً».
بدوره، رئيس المجلس المحلي في ببيلا، محمد عنتر، يصف الوضع في البلدة بأنه «جيد»، ويضيف: «في الساعات الأولى لسقوط النظام كان طاقم البلدية موجوداً في المقر، حميناه مع مقر المحكمة من الفوضى، وفي اليوم التالي تمت إزالة الحواجز».
ووفقاً لعنتر، فقد «جرى تشكيل لجان من المجتمع المحلي لضبط الأمن؛ لأن عدداً كبيراً من الناس كان بحوزتهم سلاح، وقد خصصنا لحماية كل جادة خمسة أشخاص. كما لدينا ضابط شرطة برتبة عقيد عرض خدماته، وقد تم تكليفه بتيسير الأمور بعد الاتفاق مع وجهاء البلدة لضبط مسألة السلاح والأمن، ريثما تصل (إدارة العمليات العسكرية) وتستلم الأمور»، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يصل مقاتلون منها إلى ببيلا.
ويلفت عنتر إلى أن الساتر الترابي الضخم الذي أقامته ميليشيات إيران والنظام بين آخر طريق البلدة من الجهة الجنوبية ومدخل حجيرة، تمت إزالته. ويقول: «وضعوه لمنع أهالي ببيلا ويلدا وبيت سحم وعقربا من الدخول إلى (السيدة زينب) بحجة المحافظة على أمنها».
ويضيف: «بعد فتح الطريق لم تحصل أي مشكلة في ببيلا ولا في (السيدة زينب)، ولم تحصل عمليات ثأر، وأصلاً أهل (السيدة زينب) - الأصليون - قاموا بتنظيف المقام، وحالياً هم من يحميه، وهو مفتوح للجميع دون استثناء وبكل احترام».
ويؤكد عنتر أن الوضع «أفضل بكثير» بعد خروج إيران وميليشياتها وسقوط حكم الأسد، مضيفاً: «بوجود الإيرانيين كنا نعيش في رعب؛ يعتقل الأمن الأشخاص لأسباب لا نتوقعها، أما الآن فكل الناس مرتاحة».
عودة الحياة الطبيعية والحيوية التي تشهدها ببيلا تنسحب على بلدة حجيرة؛ فمع تجاوز مكان الساتر الترابي المزال تبدو ملامح التغيّر مع مواصلة وسائل النقل؛ «السرافيس» والسيارات الخاصة والعامة، طريقها دون أي إعاقات، إلى دوار حجيرة الذي تزدحم فيه السيارات عند مفترقات الطرق المتفرعة عنه.
وبينما تحاول السيارات شق طريقها بصعوبة وسط الازدحام، يقول شاب لـ«الشرق الأوسط» نزل عند دوار حجيرة من «سرفيس» قادم من وسط دمشق: «هيك أحسن بمليون مرة، بربع ساعة صرت بالحارة، بعد ما كنا نقضي ساعة ونص على طريق المطار (25 كم)، ويذلّونا على حاجز المستقبل، أو نمشي 3 كم من حجيرة لببيلا لنطلع بـ(السرفيس) ونروح على الدوام». في حين يعقّب صاحب محل تجاري على مغادرة إيران وميليشياتها المنطقة، قائلاً: «الله لا يردهم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «عقّدونا على الحواجز؛ هذا مسموح له (بالدخول) وهذا ممنوع، وهذا اعتقلوه وهذا احتجزوه».
بعد تجاوز دوار حجيرة نحو الشمال تبدأ الحدود الإدارية لـ«السيدة زينب»، ويظهر مقامها وقد أزيلت من مدخله كافة بقايا مخلفات النظام وإيران؛ من حواجز وأعلام وصور الأسد ورموز إيران وميليشياتها وراياتها، مع وجود عدد من العناصر المسلحة لضبط الأمن بدا أنهم من أهالي المنطقة، في حين ينتشر في قلب المدينة مقاتلون من «إدارة العمليات العسكرية».
ولعل أكثر ما يريح أهالي المنطقة وزوارها، هو انتهاء عمليات المراقبة الطائفية اللصيقة التي كان يقوم بها مسلحو الميليشيات الإيرانية للأشخاص الذين يوضح مظهرهم الخارجي أنهم من سكان المنطقة لا طارئين عليها، حيث كانت تلك العناصر تتعقبهم بدقة، محاولة التنصت عليهم عند إجرائهم مكالمات هاتفية.