نصر الله يتوعّد إسرائيل بدفع ثمن قتل المدنيين ويترك التوقيت لـ«الميدان»

قال إن صواريخ «حزب الله» تصل إلى إيلات

نصر الله متحدثاً عبر الشاشة خلال احتفال «القادة الشهداء» الذي نظّمه «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
نصر الله متحدثاً عبر الشاشة خلال احتفال «القادة الشهداء» الذي نظّمه «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
TT

نصر الله يتوعّد إسرائيل بدفع ثمن قتل المدنيين ويترك التوقيت لـ«الميدان»

نصر الله متحدثاً عبر الشاشة خلال احتفال «القادة الشهداء» الذي نظّمه «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)
نصر الله متحدثاً عبر الشاشة خلال احتفال «القادة الشهداء» الذي نظّمه «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز)

توعّد الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، الجمعة، بأن تدفع إسرائيل ثمن دماء المدنيين الذين قُتلوا في الساعات الأخيرة، لكنه بدأ ميّالاً إلى عدم الذهاب بعيداً في التصعيد، تاركاً توقيت الرد لـ«الميدان»، ومع ذلك تعمّد التلويح بما يمتلكه الحزب من قوة نارية كبيرة، مهدِّداً بأن حزبه قادر على استهداف إيلات في جنوب الدولة العبرية، وبأن «ثمن دماء المدنيين ستكون دماء وليس مواقع».

وقال نصر الله، خلال احتفال أقامه الحزب في ذكرى «القادة الشهداء» بالضاحية الجنوبية لبيروت: «نحن في قلب معركة حقيقية... ونحن أقوى أملاً ويقيناً بالنصر الآتي»، واعتبر أن «ما حصل من مجازر صهيونية بحق المدنيين في الجنوب مؤخراً كان متعمَّداً»، مضيفاً أن «ارتقاء شهداء من المقاومة جزء من المعركة في جبهة تمتدّ أكثر من 100 كيلومتر، لكن عندما يصل الأمر إلى المدنيين فهذا الأمر، بالنسبة لنا، له حساسية خاصة، وهو ليس بجديد منذ بدايات المقاومة، نحن لا نتحمل موضوع المس بالمدنيين، ويجب أن يفهم العدو أنه ذهب في هذا الأمر بعيداً. هدف العدو من قتل المدنيين الضغط على المقاومة لتتوقف؛ لأن كل الضغوط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) كان هدفها وقف جبهة الجنوب. والجواب على المجزرة يجب أن يكون مواصلة وتصعيد العمل في الجبهة».

وقال إن «استهداف مستوطنة كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا وعدد من صواريخ (الفلق) هو رد أوليّ»، مؤكداً «نساؤنا وأطفالنا في النبطية والصوانة وغيرهما سوف يدفع العدو ثمن سفكه دماءهم دماءً، ثمن دماء المدنيين ستكون دماء وليس مواقع وأجهزة تجسس وآليات»، مؤكداً ترك الأمر لـ«الميدان».

وجدّد التأكيد أن «هذه الجبهة لن تتوقف، مهما اعتديتم وقتلتم وهدّدتم، والصراخ في الشمال يرتفع كل يوم»، معلناً أن «الجواب على المجزرة مواصلة العمل في الجبهة، وتصعيد العمل المقاوم، وهذا الأمر يزيدنا فعالية وتوسعاً، وعليه أن يتوقع ذلك وينتظر ذلك».

وردّاً على تهديد وزير الحرب الإسرائيلي للعاصمة بيروت، قال نصر الله: «يبدو أنه نسي أن المقاومة تمتلك من القدرة الصاروخية الهائلة والدقيقة التي تجعل يدها تمتد من كريات شمونة إلى إيلات».

ودافع عن خيارات حزبه، منتقداً كيف أن «البعض يتحدث عن كلفة المقاومة وتبِعاتها في لبنان، وهؤلاء يدعوننا إلى الاستسلام، نحن أمام خيارين؛ إما المقاومة أو الاستسلام»، مؤكداً أن ثمن الاستسلام باهظ وخطير ومصيري جداً.

وفي حين دعا إلى «عدم الذهاب إلى أي معركة جانبية لا تخدم الهدف الحقيقي»، قال: «للمرة المليون، المقاومة ترتبط بالدفاع عن لبنان وأهله وأرضه، ولم نفرض باسم المقاومة خيارات سياسية على لبنان».

وتطرّق إلى ملف رئاسة الجمهورية، نافياً الحديث عن محاولة لاستثمار الحرب في الاستحقاق، قائلاً: «لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك، اليوم، على الجبهة تحدّث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل بالحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة»، مضيفاً «أيّاً تكن نتيجة الجبهة، وستنتصر إن شاء الله، موضوع الرئاسة موضوع داخلي».

ورفض نصر الله الحديث عن ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، قائلاً: «لا شيء اسمه ترسيم الحدود البرية، والحدود البرية مرسَّمة».

وفي ما يتعلق بملف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس»، قال نصر الله إن «المعنيّ بالتفاوض السياسي هو الفصائل الفلسطينية التي فوّضت حماس، ونحن لا نتدخل بما يجري في المفاوضات، ولا بخيارات المقاومة».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي جريح فلسطيني يتلقى العلاج بمستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة (رويترز)

مستشفى «كمال عدوان» بغزة: الأمر الإسرائيلي بالإخلاء «شبه مستحيل»

أمرت إسرائيل، اليوم (الأحد)، بإغلاق وإخلاء أحد آخر المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئياً في منطقة محاصرة في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية فلسطينيون يحاولون إسعاف مواطن أصيب بغارة إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب) play-circle 00:37

28 قتيلاً فلسطينياً في غزة... وجباليا مدينة أشباح

قُتل 28 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، في غارات عدة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي ليل السبت - الأحد في قطاع غزة، استهدفت إحداها منزل عائلة واحدة،…

نظير مجلي (تل أبيب)
العالم بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

يرسم تقرير أممي صورة قاتمة جداً لما عانته النساء في الأزمات المسلحة خلال عام 2023، فقد شكّلن 40 % من مجموع القتلى المدنيين؛ أي ضعف النسبة في 2022.

شوقي الريّس (بروكسل)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على مواطنين لهم قضوا بغارة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)

«هدنة غزة»: حديث عن أيام حاسمة لـ«صفقة جزئية»

مساعٍ تتواصل للوسطاء لسد «فجوات» مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط حديث إسرائيلي عن «أيام حاسمة» لعقد صفقة جزئية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

محققون أمميون يطلبون إذناً لبدء جمع الأدلة ميدانيا في سوريا

صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)
صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)
TT

محققون أمميون يطلبون إذناً لبدء جمع الأدلة ميدانيا في سوريا

صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)
صورة جوية لسجن صيدنايا قرب دمشق (أ.ف.ب)

أعلن رئيس محققي الأمم المتحدة بشأن سوريا الذين يعملون على جمع أدلة عن الفظائع المرتكبة في البلاد، اليوم (الأحد)، أنّه طلب الإذن من السلطات الجديدة لبدء عمل ميداني، وفق ما أودته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد روبير بوتي، رئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر (كانون الأول) 2016، أنّه بعد تحقيقات أُجريت عن بُعد حتى الآن، «تمّ توثيق مئات مراكز الاعتقال (...) كلّ مركز أمن، كل قاعدة عسكرية، كل سجن، كان له مكان احتجاز أو مقبرة جماعية خاصة به».

وأضاف للوكالة: «سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن نعرف الحجم الكامل للجرائم المرتكبة».

ويقع مقر الآلية الدولية المحايدة والمستقلة في جنيف، وهي مسؤولة عن المساعدة في التحقيق ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم الأكثر خطورة بموجب القانون الدولي المرتكبة في سوريا منذ بداية الحرب في عام 2011.

ولم تسمح دمشق لهؤلاء المحققين التابعين للأمم المتحدة بالتوجه إلى سوريا في السابق.

وقال روبير بوتي إنّ فريقه طلب من السلطات الجديدة «الإذن للمجيء إلى سوريا لبدء مناقشة إطار عمل لتنفيذ مهمّتنا».

وأضاف المدعي العام والقانوني الكندي: «عقدنا لقاء مثمراً وطلبنا رسمياً... أن نتمكّن من العودة وبدء العمل، ونحن في انتظار ردّهم».

وفقاً لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، قُتل أكثر من 100 ألف شخص في سجون الحكومة السورية السابقة منذ عام 2011.

ومنذ فتح أبواب السجون بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، برزت مخاوف بشأن وثائق وغيرها من الأدلة المتّصلة بالجرائم.

وقال بوتي إنّ هناك في سوريا «ما يكفي من الأدلة... لإدانة هؤلاء الذين يجب أن نحاكمهم» ولكن الحفاظ عليها «يتطلّب الكثير من التنسيق بين جميع الجهات الفاعلة».

واستُخدمت الأدلة التي تمّ جمعها عن بُعد من قِبَل الآلية الدولية المحايدة والمستقلّة في نحو 230 تحقيقاً خلال السنوات الأخيرة، تمّ إجراؤها في 16 ولاية قضائية، خصوصاً في بلجيكا وفرنسا والسويد وسلوفاكيا.