ميقاتي يردّ على الراعي: لتوجيه اللوم لمن يتسبب بالفراغ الرئاسي

الحكومة تؤجل البت برواتب القطاع العام وتكلّف وزير المهجرين متابعة عودة النازحين السوريين

ميقاتي مترئساً اجتماع حكومة تصريف الأعمال يوم السبت (الوكالة الوطنية للإعلام)
ميقاتي مترئساً اجتماع حكومة تصريف الأعمال يوم السبت (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

ميقاتي يردّ على الراعي: لتوجيه اللوم لمن يتسبب بالفراغ الرئاسي

ميقاتي مترئساً اجتماع حكومة تصريف الأعمال يوم السبت (الوكالة الوطنية للإعلام)
ميقاتي مترئساً اجتماع حكومة تصريف الأعمال يوم السبت (الوكالة الوطنية للإعلام)

رد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على البطريرك الماروني بشارة الراعي، رافضاً اتهامه بتجاوز الدستور في ظل الفراغ الرئاسي، داعياً الراعي، من دون أن يسميه، إلى «توجيه اللوم لمن يتسبب بهذا الفراغ».

جاء موقف ميقاتي في مستهل جلسة الحكومة وإثر كلام للبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي حذّر من إقصاء الطائفة المارونية متحدثاً عن «ممارسة حكم الدويكا»، في إشارة إلى رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال ميقاتي في مستهل الجلسة: «هناك موضوع يثير لدي الحساسية المفرطة، ويتعلق بالحديث الذي يتم تداوله عن الاستئثار بإدارة البلد والدويكا وما إلى ذلك من كلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة. وفي هذا المجال أكرر القول إنني غير راغب في أخذ دور أحد أو الحلول مكان أحد، وعندما يكون هناك فراغ فالعتب واللوم يجب أن يوجها إلى من يتسبب بهذا الفراغ لا على من يسعى لإدارة البلد لمنع التأثير السلبي للفراغ».

وأضاف: «نحن نكرر الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وإذا كنا نتولى اليوم صلاحيات رئيس الجمهورية ودوره كحكم بين جميع اللبنانيين، فحينما يشعر أحد أن هناك جنوحاً ما أو تجاوزاً ما، فلنلفت النظر إلى ذلك على طاولة مجلس الوزراء، بعيداً عن المنطق الطائفي البغيض، لأن الأساس أن نتحدث مع بعضنا البعض ونتوصل إلى الحلول المرجوة لما فيه خير جميع اللبنانيين لا طائفة وحدها، أو فريقاً بمفرده».

وتطرق رئيس الحكومة إلى موضوع التعويضات للعاملين في القطاع العام والعسكريين وبدل الإنتاجية للموظفين في القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين، الذي كان بنداً رئيساً في جدول أعمال الجلسة، مشيراً إلى سلسلة اجتماعات مالية عقدها وأظهرت تفاوتاً بين العاملين في القطاع العام والعسكريين، معلناً أنه طلب لذلك «التريث في استكمال درس هذا الملف إلى حين مراجعة الأرقام كلها، وستعقد اجتماعات الأسبوع المقبل مع ممثلين عن قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والمتقاعدين بمشاركة من يرغب من الوزراء». وأعلن أن «مصرف لبنان تمنى التريث في بت هذا الملف إلى حين مراجعة كل الأرقام، منعاً لحصول أي تأثير سلبي على الاستقرار في سعر الصرف».

وبعد الجلسة، أعلن وزير التربية عباس الحلبي أن «التوجه هو لإعطاء كل القطاعات في الفئات المختلفة نسبة واحدة، وهذا أحد الحلول المطروحة، ولم يتخذ أي قرار نهائي بعد»، مشيراً إلى أن «مصرف لبنان حدد سقفاً للإنفاق وطلب من الحكومة عدم تجاوزه وهو بحدود 8300 مليار ليرة لبنانية شهرياً».

وبعد الجلسة، قال وزير المهجرين عصام شرف الدين إنه تم طرح موضوع إعادة تفعيل عودة النازحين السوريين من خارج جدول الجلسة، قائلاً: «هذا موضوع حساس تترتب عليه تداعيات خطيرة، وجودية وأمنية وتربوية»، شاكراً مجلس الوزراء على تكليفه بمتابعة هذا الملف والبدء بتسيير قوافل العودة، ووصف الجو بـ«الملائم»، مشيراً إلى أنه تم عقد اجتماعات مثمرة في هذا الإطار مع المسؤولين في لبنان وسوريا.

تأتي هذه الخطوة بعد أكثر من سنة على تشكيل الحكومة لجنة وزارية لمتابعة الملف مع السلطات السورية، لكنها اصطدمت بعقبات سياسية عدة حالت دون تنفيذ أي خطوات عملية، إضافة إلى اعتذار وزير الخارجية عبدالله بو حبيب عن ترؤس اللجنة التي كُلفت بهذه المهمة.


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

المشرق العربي نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

حياة مأساوية مريرة تعيشها عائلات سورية في دمشق، بعد أن اضطرت للهرب من جحيم الحرب في لبنان.

خاص توزيع الملابس على النازحين في أحد مراكز الإيواء (أ.ف.ب)

خاص لبنانيون يروون لـ«الشرق الأوسط» مأساة نزوحهم المتكرر

عاش جنوبيون كُثر من أبناء القرى الحدودية رحلتَي نزوح أو أكثر؛ الأولى منذ أن أعلن «حزب الله» عن فتح جبهة إسناد غزة، فاضطر الناس للخروج إلى أماكن أكثر أماناً.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي صورة سيارة فان محترقة نشرتها صحيفة «الوطن» السورية لاستهداف إسرائيل مدينة حسياء الصناعية

دمشق تنفي استهداف معمل إيراني وسط سوريا

نفت مصادر سورية صحة الأنباء التي تحدثت عن استهداف مُسيرات إسرائيلية معملاً إيرانياً لتجميع السيارات، وقالت إن المعمل المستهدف فارغ تماماً.

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية أوري غوردين خلال حضورهما تمارين عسكرية بالجليل في 26 يونيو 2024 (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

نتنياهو من الحدود مع لبنان: «سننتصر»

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، إن بنيامين نتنياهو أجرى زيارة للقوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي نار ودخان يظهران من موقع تعرض لقصف إسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

«حزب الله» يشنّ هجوما بالمسيرات على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا

أعلن «حزب الله»، اليوم (الأحد)، شنّ هجوم بالمسيرات على قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب حيفا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري في شرق لبنان

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (أ.ف.ب)
TT

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري في شرق لبنان

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (أ.ف.ب)

وقعت غارة إسرائيلية، اليوم الأحد، على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان، كما أفاد مسؤول محلي، موضحاً أنها لم تطل حَرَم الموقع الذي يعود لآلاف السنين.

وقلعة بعلبك الأثرية، التي تعود خصوصاً إلى الحقبة الرومانية، مُدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة، التابعة للأمم المتحدة «يونيسكو» منذ عام 1984.

وقال محافظ بعلبك، بشير خضر، رداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» حول قصف إسرائيلي قريب من القلعة الأثرية، إن «الغارة وقعت على بُعد نحو 500 إلى 700 متر من القلعة، ولم تكن في القلعة أو في حَرم القلعة».

لكن المحافظ حذّر من أن لغارات مماثلة قريبة «أثراً سلبياً» على الموقع الأثري، «سواء من الدخان الأسود الذي يؤثر على الحجارة، أو من قوة الانفجار» الذي قد تؤثر ارتجاجاته على الموقع، حتى لو لم يجرِ استهدافه مباشرة.

وأظهرت صور للوكالة سُحب دخان منبعثة من خلف الموقع الأثري في بعلبك.

وعُرفت هذه المدينة «الفينيقية حيث كانت العبادة للثالوث الإلهي، بمدينة الشمس في العهد الهيلينستي»، وفق موقع المنظمة.

وتُعدّ بعلبك «بمبانيها الضخمة من أهم آثار الهندسة الرومانيّة الإمبراطورية وهي في أوج ذروتها»، وفق منظمة «اليونيسكو».

وتعرضت منطقة بعلبك، الواقعة في البقاع بشرق لبنان، بالإضافة إلى أطراف مدينة بعلبك، لغارات إسرائيلية بشكل متكرّر، منذ أن كثّفت إسرائيل قصفها للبنان في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

يأتي التصعيد في لبنان بعد عام تقريباً على فتح «حزب الله» جبهة ضد إسرائيل «إسناداً» لغزة، غداة شن حركة «حماس» هجوماً على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، واندلاع الحرب المدمرة في القطاع.

ووفق الأرقام الرسمية، قُتل أكثر من ألفيْ شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 سبتمبر.

وقدّرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، عدد النازحين هرباً من العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، بنحو 1.2 مليون شخص يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.