نزوح مستمر للأهالي في دير الزور خوفاً من استخدامهم دروعاً بشرية

جولة تفقدية لقائد «الحرس الثوري» على مقرات ميليشياته في المدينة

صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)
TT

نزوح مستمر للأهالي في دير الزور خوفاً من استخدامهم دروعاً بشرية

صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)
صورة أرشيفية لمجموعة من الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور (المرصد السوري)

رصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إضافة لناشطين ومواقع تواصل، حركة نزوح مستمرة لأهالي وسكان دير الزور شرق سوريا، من مناطقهم؛ تخوفاً من تجدد الاستهدافات الجوية الأميركية على مواقع الميليشيات التابعة لإيران في المحافظة، ومن استخدامهم دروعاً بشرية، خصوصاً بعد انتقال عناصر الميليشيات الإيرانية إلى الأحياء السكنية، هرباً من الطائرات الأميركية، فيما تحدثت شبكة محلية عن جولة تفقدية لقائد «الحرس الثوري» على مقرات ميليشياته في المدينة.

وتحدثت تقارير عن نزوح عائلات جديدة من مدينتي الميادين والبوكمال، بالإضافة لنزوح عائلات جديدة من حيي الحميدية والعمال بمدينة دير الزور، لا سيما بعد عمليات إعادة تموضع الميليشيات الإيرانية وانتشارها بين المدنيين، وسط استياء شعبي كبير جداً من وجود الميليشيات في المناطق السكنية، ونقل قسم من أسلحتهم وذخائرهم إلى المناطق المأهولة بالسكان مما يعرض حياة المدنيين لخطر الاستهدافات.

من جهتها، تحدثت «شبكة دير الزور24»، عن نزوح عشرات العائلات التي تسكن قرب مشفى بدر والهجانة ومحيط مدرسة المعري في مدينة البوكمال شرقي ريف دير الزور، خوفاً من استهدافهم بغارات جوية، بسبب وجود مقرات ومستودعات للأسلحة نابعة للميليشيات الإيرانية.

كما شهدت مدينة دير الزور نفسها، التي تعد عاصمة المحافظة، حركة نزوح لعشرات العائلات من سكان أحياء الجبيلة والحميدية والعمال، خوفاً من استمرار الاستهدافات الجوية الأميركية لمواقع الميليشيات الموالية لإيران في المدينة، وسط حالة من الخوف لدى الأهالي.

الطريق الرئيسية المؤدية إلى دير الزور (الشرق الأوسط)

ووفقاً لمصادر «المرصد السوري»، فقد نزحت عشرات العائلات أيضاً من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، للسبب نفسه.

ونقلت الميليشيات مقر «نصر» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في مدينة دير الزور، من حي العمال إلى موقع ضمن الأحياء السكنية في شارع بور سعيد، ما أثار تخوف السكان من استخدامهم دروعاً بشرية، ودفع بعض العائلات لمغادرة الحي.

في الأثناء رصدت شبكة «عين الفرات» سيارة قائد «الحرس الثوري»، الحاج موسى الموسوي، في جولة تفقدية على مقرات ميليشياته في شارع بورسعيد بمدينة دير الزور.

وكشف مراسل الشبكة عن أن الجولة شملت عدداً من المقرات والمواقع التي تعرضت لغارات أميركية قبل عدة أيام في شارع بورسعيد، ومنها مقر يقع خلف معمل ثلج النصر ومؤسسة العمران.

وأجرى عدد من قادة الميليشيات الإيرانية وضباط النظام، جولات تفقدية أعقبت الغارات الأميركية في مدينتي الميادين ودير الزور.

والتقى مسؤول المكتب الأمني في «الحرس الثوري» وميليشيا «حزب الله» في مدينة الميادين، موسوي، وقام القيادي بالميليشيات «الحاج سراج» وعددٌ من الضباط السوريين بجولة شملت فيلا القيادي «أبو العباس» وأحد مقرات الوحدة 313 التي تعرضت لغارات أميركية قبل عدة أيام، بحسب شبكة «عين الفرات».

صورة انتشرت على مواقع التواصل للقصف الأميركي على ميليشيات إيرانية في دير الزور العام الماضي

هذا، ونفذت الطائرات الأميركية، منتصف ليل الجمعة - السبت، الماضي، جولات من الاستهدافات الجوية على مواقع بطول نحو 130 كيلومتراً من مدينة دير الزور وصولاً للحدود السورية - العراقية.

واستهدفت خلال تلك الجولات 28 موقعاً للميليشيات الإيرانية، ما أسفر عن مقتل 29 من الميليشيات الإيرانية؛ 9 من الجنسية السورية، و6 من الجنسية العراقية، و6 من «حزب الله» اللبناني، و8 مجهولي الهوية، فيما لايزال قتلى تحت أنقاض المباني بحسب «المرصد السوري». وتوزع القتلى إلى 19 في الميادين، بينهم عناصر من «حزب الله»، و10 بمدينة دير الزور.

وكانت الولايات المتحدة قد شنت عشرات الضربات الجوية، مطلع الأسبوع المنصرم، ضد جماعات مدعومة من إيران في العراق وسوريا، مما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصاً، تقول تقارير إن غالبيتهم من المسلحين. ودخلت جماعات متحالفة مع طهران على خط الصراع في المنطقة، مع اشتداد الحرب بين إسرائيل (حماس) في غزة.


مقالات ذات صلة

اتفاق إيراني – سوري على تعزيز «مكافحة الإرهاب»

شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره السوري بسام الصباغ في طهران الثلاثاء (أ.ف.ب)

اتفاق إيراني – سوري على تعزيز «مكافحة الإرهاب»

دون إشارة صريحة عن وضع المستشارين الإيرانيين في سوريا، أعلنت طهران ودمشق أنهما ماضيتان إلى تقوية جهودهما المشتركة «لمكافحة الإرهاب».

«الشرق الأوسط» (طهران)
المشرق العربي عناصر ميليشيات في البادية السورية (مواقع التواصل الاجتماعي)

إيران تعزز ميليشياتها في سوريا

في مواجهة التصعيد الإسرائيلي والتهديد بقطع شريان طهران ـ دمشق، تعزز إيران قوة الميليشيات التابعة لها في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية الصواريخ الإيرانية تُعرض في متحف القوة الجوية الفضائية لـ«الحرس الثوري» في طهران بإيران الجمعة (رويترز)

إسرائيل تعتبر عقوبات «الأوروبي» على إيران بأنها خطوات ضرورية

رحب وزير الخارجية الإسرائيلي بالعقوبات الجديدة التي أعلن الاتحاد الأوروبي فرضها على طهران ووصفها بأنها «خطوات ضرورية».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير العدل الكندي السابق إيروين كوتلر (إكس)

كندا أحبطت مخططاً إيرانياً لاغتيال وزير العدل السابق

أحبطت السلطات الكندية مؤخراً مخططاً إيرانياً مفترضاً لاغتيال وزير العدل الكندي السابق إيروين كوتلر المنتقد الكبير لطهران.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
شؤون إقليمية أحد عناصر «الحرس الثوري» في منطقة بشرق إيران (رويترز)

مقتل عنصر من «الحرس الثوري» في هجوم مسلح بجنوب شرق إيران

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني، اليوم الاثنين، مقتل أحد أفراد قواته البرية في «هجوم إرهابي» بمدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قيادي في «حماس»: الحديث عن هدنة 5 أيام في غزة مرفوض

«حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)
«حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)
TT

قيادي في «حماس»: الحديث عن هدنة 5 أيام في غزة مرفوض

«حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)
«حماس» تقول إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض (أ.ف.ب)

قال القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان اليوم الاثنين إن عرض هدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام هو أمر مرفوض، مؤكدا أن الحركة معنية في الوقت نفسه بوقف الحرب.

وأضاف حمدان لتلفزيون «الميادين» اللبناني: «نحن معنيون بوقف العدوان على شعبنا، والحديث عن هدنة لـ5 أيام ثم العودة إلى القتال لا يحقق مطلبه»، مشيرا إلى أن آخر عرض أميركي كمقترح لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة تم تقديمه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية الماضية.

وتابع قائلا: «الإسرائيلي يريد أن يسترجع الأسرى لدى المقاومة وأن ترفع الأخيرة راية الاستسلام ثم يقرر إذا ما أراد وقف الحرب أم لا».

وحول وضع الأسرى في ظل المعارك الدائرة في القطاع، قال حمدان: «لا أحد يستطيع أن يجزم بأي أمر بشأن وضعية الأسرى وحالتهم».

وأضاف: «في غزة معركة تدور، إذا انقطعت أخبار الآسرين من المقاومة تنقطع أخبار الأسرى الإسرائيليين. إذا استشهد المقاوم الذي يهتم بأسرى إسرائيليين فإن حياتهم تصبح في خطر عندما يخسرون من يهتم بهم».

وانهارت العديد من جولات المفاوضات للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» برعاية مصرية وقطرية وأميركية، باستثناء هدنة واحدة جرى التوصل إليها لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أبلغت قطر «حماس» وإسرائيل بأنها ستوقف جهودها في الوساطة حتى يظهرا «الاستعداد والجدية» لاستئناف المحادثات.

وقال خليل الحية القائم بأعمال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في وقت سابق هذا الشهر إن المقترح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار «لم يتحدث عن وقف الحرب ولا عودة النازحين، بل عن إعادة بعض الأسرى الإسرائيليين فقط»، وأضاف: «نريد أن يتوقف هذا العدوان، ويجب أن يتوقف أولاً لكي يتم أي تبادل للأسرى».