ما أبرز الأهداف الإيرانية التي يمكن لأميركا استهدافها في العراق وسوريا؟

واشنطن وافقت على شن الهجمات للرد على مقتل 3 جنود أميركيين

صورة بالقمر الاصطناعي للقاعدة العسكرية الأميركية «البرج 22» في شمال شرقي الأردن (رويترز)
صورة بالقمر الاصطناعي للقاعدة العسكرية الأميركية «البرج 22» في شمال شرقي الأردن (رويترز)
TT

ما أبرز الأهداف الإيرانية التي يمكن لأميركا استهدافها في العراق وسوريا؟

صورة بالقمر الاصطناعي للقاعدة العسكرية الأميركية «البرج 22» في شمال شرقي الأردن (رويترز)
صورة بالقمر الاصطناعي للقاعدة العسكرية الأميركية «البرج 22» في شمال شرقي الأردن (رويترز)

نقلت شبكة «سي بي إس نيوز»، اليوم (الخميس)، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه تمت الموافقة على خطط لتوجيه ضربات على مدار أيام في العراق وسوريا ضد أهداف تتضمن أفراداً إيرانيين، ومنشآت إيرانية.

ويأتي التقرير بعد أيام من تكهنات حول كيف تعتزم واشنطن الرد بعد مقتل 3 جنود أميركيين، يوم السبت، في هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن، وهم القتلى الأميركيون الأوائل الذين يسقطون خلال تصاعد العنف في مناطق التوتر في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت واشنطن إن الهجوم على قواتها، (السبت)، في الأردن بالقرب من الحدود السورية، يحمل «بصمات» جماعة «كتائب حزب الله» الموالية لإيران ومقرها العراق. وقال 4 مسؤولين أميركيين لوكالة «رويترز» إن الطائرة المسيّرة التي نفذت الهجوم يُعتقد أنها إيرانية الصنع.

وفي حال قررت واشنطن استهداف أفراد موالين لإيران في العراق وسوريا فإن هناك عدداً من الجماعات المسلحة الموالية لطهران في البلدين، نذكر أبرزها في سياق التقرير التالي.

«حزب الله» العراقي

ارتبط اسمه بـ«حزب الله» اللبناني، لكنّ ثمة تنظيماً آخر نشأ بعده بأكثر من عقدين يحمل الاسم نفسه، إنما هو منفصل عنه، وهو «كتائب حزب الله في العراق».

أُسس هذا التنظيم الجديد في عام 2007، في مدينة العمارة بجنوب العراق. وتكوّنت كتائبه من اتحاد عدد من الفصائل الشيعية المسلحة التي نشأ بعضها بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وتقول الكتائب، إنها تعمل على إفشال ما تسميه «المشروع الأميركي - الإسرائيلي» في الشرق الأوسط. واتسعت مساحة عملياتها من العراق إلى سوريا المجاورة.

عصائب أهل الحق

خرجت «حركة عصائب أهل الحق» من رحم التيار الصدري بالعراق، فمؤسسها قيس الخزعلي، وقادتها كانوا كوادر في هذا التيار، لكنهم انشقوا عنه وأسسوا منظمة خاصة بهم كان هدفها «مقاومة الاحتلال الأميركي»، وأعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات عديدة ضد القوات الأميركية والعراقية.

صورة بالقمر الاصطناعي للقاعدة «البرج 22» بعد استهدافها (أ.ب)

واتسعت رقعة نشاط الحركة المدعومة من «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، التي تتلقى التدريب والدعم من طهران، لتشمل سوريا، حيث أرسلت عناصرها للقتال هناك، وفق ما ذكرته «هيئة الإذاعة البريطانية».

«المقاومة الإسلامية» في العراق

لا تشير التسمية التي ظهرت على تطبيق «تلغرام» في أكتوبر 2023 - بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة - إلى جماعة قائمة بحد ذاتها، بل هي اسم عام يُستخدم للدلالة على الوحدة بين الجماعات المسلحة المدعومة من إيران والتأكيد على هوياتها الفردية، وفق «معهد واشنطن».

وحسب خبراء اختصاصيين في الميليشيات المسلحة الشيعية، فإن «المقاومة الإسلامية» في العراق هي خليط من الميليشيات، تضم: «كتائب حزب الله»، و«كتائب سيد الشهداء»، و«حركة النجباء»، إضافة لـ«أنصار الله الأوفياء»، وكلها جماعات مسلحة موالية لطهران.

حركة النجباء

لعبت الحركة دوراً بارزاً إلى جانب «كتائب حزب الله» في الحرب السورية خلال المعارك الكبرى في مدينة حلب عام 2015، وهناك اعتقاد راسخ بأن الحركة تابعة لـ«فيلق القدس» الإيراني.

وللحركة صلات وثيقة بالأحزاب والجماعات الموالية لإيران؛ مثل «حزب الله» اللبناني والعراقي، وفق «بي بي سي».

وتشير معظم الأدلة إلى أن إيران تزودها بالمال والسلاح، وتتشارك معها المعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن مساعدتها في اختيار قياداتها والإشراف عليها.

إضافة إلى ما سبق، هناك ميليشيات عراقية أخرى مثل «لواء أبو الفضل العباس» و«لواء بدر»، وغيرهما من الميليشيات الممولة من «الحشد الشعبي» في العراق، فضلاً عن «ميليشيا الفاطميون» الأفغانية، و«الزينبيون» الباكستانية التي عملت بشكل مباشر تحت إمرة «فيلق القدس» في معظم المعارك التي خاضها الجيش السوري في حلب ومناطق دير الزور.


مقالات ذات صلة

عراقجي في الصين لبحث «النووي» والحظر وتحديات إقليمية

شؤون إقليمية عراقجي يؤكد أهمية التنسيق بشكل أكبر بين طهران وبكين (أرشيفية)

عراقجي في الصين لبحث «النووي» والحظر وتحديات إقليمية

تحدث وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، لدى وصوله للصين عن تحديات على المستوى الإقليمي والدولي، وعلى مستوى مجلس الأمن.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية جانب من لقاء الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والإيراني مسعود بيزشكيان على هامش قمة الثماني في القاهرة (الرئاسة التركية)

حملة إيرانية ضد تركيا بعد نصائح لطهران بعدم إثارة غضب إسرائيل

تتصاعد حملة الانتقادات والهجوم الحاد في إيران ضد السياسة الخارجية لتركيا وتعاطيها مع قضايا المنطقة وسط صمت رسمي من أنقرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة منشورة على موقع الخارجية الإيرانية من المتحدث باسمها اسماعيل بقائي

طهران: ادعاء تدخلنا في الشؤون الداخلية لسوريا مردود

قال القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي، إن «الشباب والشعب السوري سيحيون المقاومة في هذا البلد بشكل آخر في أقل من عام»

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية تجربة صاروخ «قدر» الباليستي في فبراير 2016 (أرشيفية - مهر)

إيران تُعِد لمناورات واسعة لـ«ردع تهديدات» إسرائيل

أعلن مسؤول عسكري كبير في إيران تنظيم مناورات عسكرية واسعة، براً وجواً وبحراً، تأخذ طابعاً هجومياً دفاعياً، خلال الأيام المقبلة، بهدف «ردع تهديدات الأعداء».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية ملصقات ممزقة لحسن نصر الله وقاسم سليماني على جدار السفارة الإيرانية في سوريا (رويترز) play-circle 02:17

طهران: إعادة فتح سفارتنا تعتمد على «سلوك» حكام سوريا

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن طهران «ستتخذ قرارها بشأن إعادة فتح سفارتها لدى دمشق بناء على سلوك وأداء حكام سوريا».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران : )

وقفة صامتة في دمشق للمطالبة بمعرفة مصير المعتقلين والمغيبين في سوريا

وفا مصطفى (وسط) تحمل صورة والدها المغيب منذ مشاركته في مظاهرة عام 2013 خلال وقفة بدمشق (أ.ب)
وفا مصطفى (وسط) تحمل صورة والدها المغيب منذ مشاركته في مظاهرة عام 2013 خلال وقفة بدمشق (أ.ب)
TT

وقفة صامتة في دمشق للمطالبة بمعرفة مصير المعتقلين والمغيبين في سوريا

وفا مصطفى (وسط) تحمل صورة والدها المغيب منذ مشاركته في مظاهرة عام 2013 خلال وقفة بدمشق (أ.ب)
وفا مصطفى (وسط) تحمل صورة والدها المغيب منذ مشاركته في مظاهرة عام 2013 خلال وقفة بدمشق (أ.ب)

تجمع عشرات السوريين، اليوم (الجمعة)، أمام محطة الحجاز بدمشق، في وقفة صامتة للمطالبة بكشف مصير المعتقلين والمغيبين في سوريا، وحماية المقابر الجماعية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، بعد إطاحة النظام السابق.

ورفع المشاركون الذين خيّم الوجوم على وجوههم، وبينهم نساء ورجال وشباب، صور معتقلين أو مفقودين من أفراد عائلاتهم. وحمل آخرون لافتات جاء في إحداها «لا أريد قبراً مجهولاً لولدي، أريد الحقيقة»، بينما كُتب على أخرى «كشف مصير المغيبين حق»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت وفا مصطفى باسم المشاركين في الوقفة: «لسنوات طويلة للأسف، جمعنا وجع الفقد ووجع عدم اليقين ووجع الانتظار لأهالينا ووجع مراقبة عفو وراء عفو».

وتابعت الشابة، التي اعتقل والدها عام 2013: «كلنا رأينا مشاهد تحرير معتقلين من السجون، مشاهد تفرح القلب، لكنها بالنسبة لعائلات كثيرة كانت قاسية جداً، لأننا لم نرَ أحبابنا في مقاطع الفيديو ولم يُفرج عنهم»، في إشارة إلى إخراج آلاف المعتقلين من السجون فور إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 الشهر الحالي.

وتابعت بتأثر: «نحن هنا لنقول إننا لن نقبل بأقل من الحقيقة كاملة، ومعرفة ماذا حدث لأهالينا ومن عذبهم، وإذا دفنوا أين دفنوا».

ولا يقارن عدد من خرجوا من السجون مع إجمالي المعتقلين منذ عام 2011، والذين يقدر عددهم بأكثر من 100 ألف.

سوريون يحملون صورة أقاربهم المختفين خلال وقفة في دمشق للمطالبة بمعرفة مصيرهم (أ.ب)

ويشكل مصير عشرات آلاف السجناء والمفقودين إحدى أكثر التركات المروعة لحكم الأسد، الذي كان تنظيم وقفات مماثلة خلال حكمه ممنوعاً.

وقالت أماني الحلاق (28 عاماً) على هامش مشاركتها في التجمع، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنت من الناس الخائفين، وهذه أول مرة أشارك في وقفة مماثلة»، بهدف المطالبة بكشف مصير ابن عمها الذي اعتقلته قوات الأمن من أمام جامعته عام 2012، بعد عام من بدء المظاهرات الاحتجاجية ضد الأسد.

وأوضحت أن العائلة تبلغت بأنهم في السجن «اقتلعوا أظافره ومات لحظتها»، مضيفة: «نريد معرفة مصير المفقودين وأين جثثهم، حتى نتمكن من تحديد هوياتهم».

ودعت 3 منظمات غير حكومية بينها «هيومن رايتس ووتش»، الاثنين، السلطة الجديدة، إلى اتخاذ تدابير من أجل حفظ الأدلة على «الفظائع» التي ارتكبها النظام السابق، من وثائق حكومية وأرشيف أجهزة الاستخبارات ومواقع المقابر الجماعية.

وعلى مبنى محطة الحجاز، عُلّقت لافتة كبيرة سوداء كتب عليها بالأبيض «آن أوان محاسبة الطغاة... لن نسامح».

وأوقفت قوات الأمن التابعة للسلطة الجديدة، الخميس، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رئيس القضاء العسكري في سوريا، الذي حكم على آلاف المعتقلين بالإعدام بمحاكمات شكلية داخل سجن صيدنايا سيّئ الصيت.

وخلال الوقفة، حمل يوسف السماوي الآتي من ألمانيا صورة ابن عمه الذي تم تعذيبه حتى الموت داخل سجن حكومي عام 2012.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «مطلبنا أن تتم محاكمة المتورطين بتعذيب وإخفاء المعتقلين، بأحكام عادلة حتى تتمكن العائلات من أن ترتاح وتتابع حياتها في هذا البلد».