رضع غزة يتجرعون مرارة الحرب لعدم توفر الحليب

أطفال نازحون من أهلهم من خان يونس بالاتجاه لرفح (رويترز)
أطفال نازحون من أهلهم من خان يونس بالاتجاه لرفح (رويترز)
TT

رضع غزة يتجرعون مرارة الحرب لعدم توفر الحليب

أطفال نازحون من أهلهم من خان يونس بالاتجاه لرفح (رويترز)
أطفال نازحون من أهلهم من خان يونس بالاتجاه لرفح (رويترز)

يعيش النازحون من قطاع غزة بفعل الحرب ظروفاً معيشية صعبة، لكن قسوتها تزداد على الأطفال؛ لا سيما الرضع. وتقترب الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة من إكمال شهرها الرابع، بينما امتدت معاناة النازحين جراء الحرب إلى مختلف مناحي حياتهم، لدرجة أن أطفالهم الرضع لم يسلموا منها، إذ لا يتوفر الحليب المناسب لإرضاعهم.

يقول بشار عبيد، وهو نازح فلسطيني إلى مدينة رفح جنوب القطاع: «ولدت ابنتي وعمرها الآن 25 يوماً، لا تتوفر رضاعة مناسبة ولا طعام مناسب، الشيء الأساسي لها هو الحليب المخصص للأطفال. الآن تشرب حليباً من ذلك المخصص لمن هم فوق عمر سنة ممن تتحمله مناعتهم، وأيضاً الغذاء الصحي للأم لا تتناوله، لهذا لا تتوفر رضاعة طبيعية سليمة ولا حليب مناسب».

أم تحمل طفلها فراً من خان يونس إلى رفح (رويترز)

وفيما تحمل أم محمد، وهي نازحة فلسطينية، تقول لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «جئنا إلى هنا نازحين وكان عمر هذه الطفلة 10 أيام، تشرب الآن حليباً مخصصاً للكبار، وهو غير مفيد لها. هو مخصص لمن عمرهم سنة فأكثر، لكن ليس بيدنا بديل آخر». وتتابع الأم وهي تحمل طفلتها: «الرضع هنا لا يشبعون في هذا الوضع الذي نعيشه داخل الخيام. نريد غذاء لهذه الرضيعة ولا يناسبها إلا حليب الأطفال، وهو غير متوفر، لهذا نعتمد على حليب المؤن».

وفيما ينتشر زحام داخل خيمة أمام طبيب، يقول عماد الهمص، طبيب بالمستشفى الكويتي في رفح: «حالياً للأسف نظراً لقلة الحليب خصوصاً للأطفال في عمر أقل من سنة، لجأ الناس لاستخدام حليب المؤن، وهو للأسف المفترض لا يتم استخدامه إلا لمن يزيد عمره على سنة؛ لأنه ثقيل على المعدة ويؤدي للإمساك ومشاكل في الجهاز الهضمي ومضاره أكبر من نفعه». ويتابع الطبيب: «هذا للأسف نتيجة لإغلاق المعابر وعدم دخول الحليب اللازم للأطفال بما يؤدي إلى سوء تغذية، ولاحظنا حالات كثيرة كنا نراها في الخارج، والآن هي موجودة في فلسطين بين الأطفال من عمر شهر إلى عمر سنة».

أطفال يقفون أمام خيام في مدينة رفح جنوب قطاع غزة (وكالة أنباء العالم العربي)

وتؤكد منظمات دولية أن السواد الأعظم من أهالي القطاع الذين يقدر عددهم بنحو 2.3 مليون فلسطيني يعيشون نازحين وسط ظروف قاسية بسبب الحرب الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت اليوم (الأحد)، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في قطاع غزة إلى 26422 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ بدء الحرب. وأكدت الوزارة مقتل 165 شخصاً على الأقل في الـ24 ساعة الماضية، بينما أصيب نحو 65087 شخصاً منذ اندلاع الحرب.


مقالات ذات صلة

مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات في غارات إسرائيلية جنوب قطاع غزة

المشرق العربي تصاعد الدخان بعد غارات إسرائيلية على منطقة غرب خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات في غارات إسرائيلية جنوب قطاع غزة

 قتل سبعة فلسطينيين وأصيب العشرات في غارة إسرائيلية على منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جريح فلسطيني يتلقى العلاج بمستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة (رويترز)

مستشفى «كمال عدوان» بغزة: الأمر الإسرائيلي بالإخلاء «شبه مستحيل»

أمرت إسرائيل، اليوم (الأحد)، بإغلاق وإخلاء أحد آخر المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئياً في منطقة محاصرة في شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية فلسطينيون يحاولون إسعاف مواطن أصيب بغارة إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب) play-circle 00:37

28 قتيلاً فلسطينياً في غزة... وجباليا مدينة أشباح

قُتل 28 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، في غارات عدة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي ليل السبت - الأحد في قطاع غزة، استهدفت إحداها منزل عائلة واحدة،…

نظير مجلي (تل أبيب)
العالم بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

يرسم تقرير أممي صورة قاتمة جداً لما عانته النساء في الأزمات المسلحة خلال عام 2023، فقد شكّلن 40 % من مجموع القتلى المدنيين؛ أي ضعف النسبة في 2022.

شوقي الريّس (بروكسل)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على مواطنين لهم قضوا بغارة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (رويترز)

«هدنة غزة»: حديث عن أيام حاسمة لـ«صفقة جزئية»

مساعٍ تتواصل للوسطاء لسد «فجوات» مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط حديث إسرائيلي عن «أيام حاسمة» لعقد صفقة جزئية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مستشفى «كمال عدوان» بغزة: الأمر الإسرائيلي بالإخلاء «شبه مستحيل»

جريح فلسطيني يتلقى العلاج بمستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة (رويترز)
جريح فلسطيني يتلقى العلاج بمستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

مستشفى «كمال عدوان» بغزة: الأمر الإسرائيلي بالإخلاء «شبه مستحيل»

جريح فلسطيني يتلقى العلاج بمستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة (رويترز)
جريح فلسطيني يتلقى العلاج بمستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة (رويترز)

أمرت إسرائيل، اليوم (الأحد)، بإغلاق وإخلاء أحد آخر المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئياً في منطقة محاصرة في شمال قطاع غزة، مما أجبر المسعفين على البحث عن طريقة لإجلاء مئات المرضى والموظفين بأمان، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وقال مدير مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا، حسام أبو صفية، للوكالة في رسالة نصية إن الامتثال لأمر الإغلاق «شبه مستحيل» بسبب نقص سيارات الإسعاف اللازمة لنقل المرضى. وأضاف: «لدينا حالياً ما يقرب من 400 مدني داخل المستشفى، بما في ذلك الأطفال في وحدة حديثي الولادة الذين تعتمد حياتهم على الأكسجين والحاضنات. لا يمكننا إجلاء هؤلاء المرضى بأمان دون المساعدة والمعدات والوقت». وأوضح: «نرسل هذه الرسالة تحت القصف الشديد والاستهداف المباشر لخزانات الوقود، والتي إذا أصيبت ستتسبب في انفجار كبير وإصابات جماعية للمدنيين في الداخل».

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق على تصريحات أبو صفية. وكان الجيش قال، أول من أمس، إنه أرسل وقوداً وإمدادات غذائية إلى المستشفى، وساعد في إجلاء أكثر من 100 مريض ومقدم رعاية إلى مستشفيات أخرى في غزة، بعضهم بالتنسيق مع الصليب الأحمر، حفاظاً على سلامتهم. والمستشفى هو أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً في شمال قطاع غزة، وهي منطقة تحاصرها إسرائيل منذ ثلاثة أشهر تقريباً في واحدة من أكثر العمليات قسوة في الحرب المستمرة منذ 14 شهراً.

وقال أبو صفية إن الجيش الإسرائيلي أمر بإجلاء المرضى والموظفين إلى مستشفى آخر وضعه أسوأ. وأظهرت صور من داخل المستشفى تكدس المرضى على أسرّة في الممرات لإبعادهم عن النوافذ. ولم يتسنَّ للوكالة التحقق من صحة هذه الصور بعدُ.

وتقول إسرائيل إن حصارها لثلاث مناطق في شمال غزة، وهي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، يأتي في إطار عملية لاستهداف مسلحي «حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية» (حماس). ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي إلى إخلاء المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة، وهو ما تنفيه إسرائيل.

قتال من أماكن قريبة

وبثت حركة «حماس»، اليوم، مقطعاً مصوراً قالت إنه جرى تصويره في شمال قطاع غزة. وظهر في المقطع مقاتلون متمركزون داخل مبانٍ مدمرة ووسط أكوام من الحطام، وكانوا يرتدون ملابس مدنية ويطلقون مقذوفات على قوات إسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن القوات التي تنفذ عمليات في بيت حانون قصفت مسلحين وبنى تحتية تابعة للحركة. وقالت حركتا «حماس» و«الجهاد» إنهما تسببتا في خسائر بشرية في صفوف القوات الإسرائيلية.

من جهة أخرى، ذكرت البطريركية اللاتينية في القدس ووحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن إسرائيل سمحت لبطريرك القدس للاتين بدخول غزة اليوم. وجاء ذلك بعد أن قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أمس إن البطريرك مُنع من الدخول.

وفي مناطق أخرى في قطاع غزة، قال مسعفون إن غارات عسكرية إسرائيلية في أنحاء قطاع غزة أسفرت عن مقتل 24 فلسطينياً على الأقل. وقُتل ثمانية، بعضهم أطفال، في مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربة استهدفت مسلحين من «حماس» يعملون من مركز قيادة داخل المدرسة. وتنفي «حماس» وجود مقاتليها بين المدنيين.

وكثف الوسطاء جهودهم في الأسابيع القليلة الماضية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد أشهر من تعطل المحادثات. وشنت إسرائيل الحملة العسكرية على غزة بعد أن اقتحم مقاتلون بقيادة «حماس» بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في هجوم تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

ويُعتقد أن نحو نصف عدد الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وعددهم 100، لم يلقوا حتفهم بعدُ. وتقول السلطات في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة قتلت حتى الآن أكثر من 45259 فلسطينياً، وأسفرت عن نزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير أغلب القطاع الساحلي.