العراق يدين «العدوان» الإيراني على أربيل

بغداد استدعت القائم بالأعمال ولوّحت بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن... وطهران عدّته «دفاعاً عن النفس»


عناصر من الدفاع المدني يزيلون الركام بعد تعرض منزل لصاروخ إيراني في أربيل بإقليم كردستان العراق أمس (أ.ب)
عناصر من الدفاع المدني يزيلون الركام بعد تعرض منزل لصاروخ إيراني في أربيل بإقليم كردستان العراق أمس (أ.ب)
TT

العراق يدين «العدوان» الإيراني على أربيل


عناصر من الدفاع المدني يزيلون الركام بعد تعرض منزل لصاروخ إيراني في أربيل بإقليم كردستان العراق أمس (أ.ب)
عناصر من الدفاع المدني يزيلون الركام بعد تعرض منزل لصاروخ إيراني في أربيل بإقليم كردستان العراق أمس (أ.ب)

أدانت الحكومة العراقية، أمس (الثلاثاء)، الهجوم الإيراني على مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، فيما قالت إيران إنها «ضربت أهدافاً معادية تتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي».

وقُتل في القصف الذي نفّذه «الحرس الثوري» الإيراني بـ11 صاروخاً باليستياً، ليل الاثنين - الثلاثاء، رجل الأعمال الكردي بيشرو دزيي، مع زوجته وطفلته التي تبلغ من العمر 11 شهراً، وكان من المفترض أن تحتفل بعيد ميلادها الأول نهاية الشهر الحالي، فيما أصيب آخرون بجروح.

وأعلن قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» الإيراني إطلاق 24 صاروخاً باليستياً، على شمال العراق وسوريا، في وقت قالت الخارجية الإيرانية إن الهجوم يأتي في إطار «الحق المشروع» في الدفاع عن النفس.

وقال رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، إن الضربة الإيرانية في أربيل «عدوان صريح» على العراق و«تطور خطير يقوض العلاقات الثنائية القوية». وأوضح السوداني أنه «شكَّل لجنة تحقيق في القصف، برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعضوية عدد من كبار المسؤولين في الحكومتين الاتحادية وحكومة إقليم كردستان». وحدّد السوداني 48 ساعة لتنتهي لجنة التحقيق من أعمالها، وتعلن «النتائج مع التوصيات».

ووصفت الخارجية العراقية هجوم «الحرس الثوري» بأنه «انتهاك سافر للسيادة العراقية وإساءة لحسن الجوار»، وقالت إنها «استدعت القائم بالأعمال الإيراني في بغداد، وسلّمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة». ولوّحت الوزارة باتخاذ «الإجراءات القانونية، وضمنها تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي».

وقال رئيس جهاز الأمن القومي، قاسم الأعرجي، إنه «عاين موقع القصف، وتبين أنه يعود لرجل أعمال مدني، وليس مقراً للموساد الإسرائيلي».

وحذّر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إيران من «استمرار اعتداءاتها على الأراضي العراقية». وقال، في منشور على منصة «إكس»، إن «العراق وقع ضحية الصراع الأميركي - الإيراني، وتضرَّر بصورة لا يصح السكوت معها».

من جهتها، دَعَت البعثة الأممية في العراق (يونامي) إلى أن «تتوقف الهجمات التي تنتهك سيادة العراق وسلامة أراضيه من أي طرف»، مؤكدةً أنه «تجب معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار، وليس الهجمات».

ووصفت السفيرة الأميركية في بغداد، إلينا رومانوسكي، القصف الإيراني على مدينة أربيل بـ«الانتهاك الصارخ لسيادة العراق».


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وإيران يناقشان التطورات في المنطقة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وإيران يناقشان التطورات في المنطقة

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، الاثنين، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، آخر التطورات في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية الرئيس الروسي بوتين يتحدث مع الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني خلال محادثاتهما بعد انتهاء القمة الثالثة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في طهران 23 نوفمبر 2015 (أرشيفية - غيتي)

تسريبات إيرانية... كيف أقنع روحاني بوتين بعدم التخلي عن الأسد؟

كشفت مجلة إيرانية تفاصيل أول لقاء بين روحاني وبوتين في 2013 حول مستقبل الأسد حيث ناقشا دعم الأسد مع تلميحات من بوتين حول خطة للطوارئ لفراره.

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يلقي خطاباً خلال مراسم ذكرى ثورة 1979 في ميدان آزادي وسط طهران اليوم (الرئاسة الإيرانية) play-circle

بزشكيان يتحدى ترمب: الضغوط لن تركِّع إيران

هاجم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الولايات المتحدة بأشد العبارات، وذلك بعد أيام من توقيع الرئيس الأميركي مذكرة لإعادة «الضغوط القصوى».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على باب الطائرة الرئاسية «غير فورس ون» (أ.ب) play-circle

مؤلف كتاب «الانتقام»: تهديد إيران باغتيال ترمب كان أكثر خطورة مما كشف عنه

ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي أن تهديد إيران باغتيال دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية في عام 2024 كان أكثر خطورة بكثير مما نشر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ترمب ينزل من طائرة «مارين وان» الرئاسية في قاعدة «أندروز» المشتركة في ولاية ماريلاند 7 فبراير الحالي (أ.ب)

ترمب يسعى لاتفاق مع إيران يشمل الملفات غير النووية

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يريد التوصل إلى صفقة مع إيران بشأن الملفات غير النووية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

«الخارجية الفلسطينية»: نطالب باستدامة وقف إطلاق النار ودعم وحدة أرض دولة فلسطين

أسرة فوق أنقاض منزلها في جباليا بغزة (أ.ب)
أسرة فوق أنقاض منزلها في جباليا بغزة (أ.ب)
TT

«الخارجية الفلسطينية»: نطالب باستدامة وقف إطلاق النار ودعم وحدة أرض دولة فلسطين

أسرة فوق أنقاض منزلها في جباليا بغزة (أ.ب)
أسرة فوق أنقاض منزلها في جباليا بغزة (أ.ب)

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، مساء اليوم الاثنين، باستمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة ودعم وحدة أرض دولة فلسطين ومؤسساتها الشرعية في الضفة الغربية والقطاع.

وحذرت الوزارة في بيان من «مخاطر سيل التصريحات والمواقف الإسرائيلية الاستفزازية التحريضية الداعية لتهجير شعبنا واستكمال حرب الإبادة والتهجير والضم».

نازحون فلسطينيون يتفقدون الأضرار في شمال مدينة غزة (أ.ف.ب)

وذكرت أن «هذه الدعوات التحريضية أحدثت مزيداً من التوترات والتعقيد في ساحة الصراع والمنطقة، وأوحت بنيات مبيتة ومخططات تستهدف شعبنا وحقوقه وقضيته وضرب شرعياته المعترف بها دولياً».

وطالبت الوزارة «باستدامة وقف إطلاق النار، بما يؤدي إلى إنهاء حرب الإبادة ومشاريع التهجير والضم وعودة قطاع غزة تحت سيادة دولة فلسطين ومؤسساتها وحكومتها الشرعية».

وأعلنت «حماس»، الاثنين، أنها قررت تأجيل أي عمليات مبادلة رهائن إسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة «حتى إشعار آخر»، فيما أكدت إسرائيل أن جيشها يستعد «لكل السيناريوهات المحتملة».

أوقفت الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم 19 يناير (كانون الثاني)، إلى حد كبير قتالاً استمر أكثر من 15 شهراً في قطاع غزة وتم على إثرها إطلاق سراح رهائن إسرائيليين على خمس مجموعات مقابل مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وصدر البيان بينما كان من المقرر أن يجتمع المفاوضون في الأيام المقبلة في قطر لبحث تطبيق المرحلة الأولى للهدنة الممتدة على 42 يوماً والمراحل المقبلة التي ما زال يتعيّن إتمام الاتفاق عليها.

وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات بشأن المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر للهدنة، لكن إسرائيل رفضت إرسال مفاوضيها إلى الدوحة لهذا الغرض.

من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الاثنين، أن إعلان «حماس» يشكل «انتهاكاً كاملاً» لاتفاق وقف إطلاق النار، ملمّحاً إلى إمكان استئناف القتال.