اليوم الـ99 لحرب غزة... القصف مستمر وسط انقطاع كامل للاتصالات

زفاف تحت القصف لـ«شعب يحب الحياة رغم الموت»

سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين يخلون الموقعين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين يخلون الموقعين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

اليوم الـ99 لحرب غزة... القصف مستمر وسط انقطاع كامل للاتصالات

سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين يخلون الموقعين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)
سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين يخلون الموقعين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

يواصل الجيش الإسرائيلي اليوم (السبت) عملياته في قطاع غزة الذي يواجه مجدداً انقطاعاً كاملاً في الاتصالات ووضعاً إنسانياً حرجاً في اليوم التاسع والتسعين للحرب، بحسب تقرير أعدته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ الجمعة تتعرض مواقع للحوثيين في اليمن لضربات تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا. وقد شن الجيش الأميركي فجر السبت ضربة جديدة في صنعاء على قاعدة للحوثيين الذين يهددون حركة النقل البحري من خلال هجمات على سفن في البحر الأحمر «دعماً للفلسطينيين» وفق ما يقولون.

وأمام محكمة العدل الدولية في لاهاي دافعت إسرائيل عن نفسها الجمعة من تهمة ارتكاب «أعمال إبادة» في قطاع غزة التي عدّت أنها «تشويه كامل للحقائق» و«خبيثة».

على الأرض، تواصل القصف ليلاً في قطاع غزة بحسب شهود لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في حين اتهمت الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي بالحد من وصول إمدادات الوقود ولا سيما للمستشفيات.

«انقطاع كامل للاتصالات»

وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) المزودة للانترنت والهاتف الجمعة انقطاع خدمات الاتصال تمامًا في قطاع غزة. وقالت الشركة في بيان مقتضب: «نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الهاتف الخلوي والثابت والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر».

ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بياناً شدّدت فيه على أن «قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة».

وسبق أن شهد قطاع غزة انقطاعاً متكرراً في الاتصالات منذ بدء الحرب.

فلسطينيون يحملون إخوتهم الأطفال الجرحى على نقالة بعد انتشالهم من تحت الأنقاض بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة (إ.ب.أ)

إلى ذلك، أفاد مصدر في وزارة الصحة في حكومة «حماس» بأن نفاد الوقود أدى إلى توقف مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى «شهداء الأقصى» في دير البلح في وسط قطاع غزة.

وأعرب المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ«حماس» عن خشيته من «حالات وفاة قد يتعرض لها المرضى والأطفال خاصة في أقسام العناية المركزة والحضانة».

أدوية للرهائن

ودخلت الحرب السبت يومها التاسع والتسعين بعدما اندلعت بين إسرائيل و«حماس» إثر هجوم شنته الحركة داخل إسرائيل واحتجزت نحو 250 شخصاً رهائن خلال الهجوم الواسع النطاق الذي شنه مقاتلو حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب إسرائيل التي قالت إن 132 منهم ما زالوا في غزة. وتم تأكيد مقتل 25 منهم. وأُطلق سراح نحو 100 رهينة خلال هدنة في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، في مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر أيضاً.

إسرائيلية تقف أمام صور المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» في تل أبيب (أ.ب)

ورداً على هجوم السابع من أكتوبر، توعدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس»، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وعملية برية معظم ضحاياها من النساء والفتية والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» أمس (الجمعة)، ارتفاع حصيلة ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 23708 قتلى وأكثر من ستين ألف جريح.

وأوضحت الوزارة أن الكثير لا يزالون تحت الأنقاض ولا يمكن لفرق الإنقاذ الوصول إليهم.

وأمس، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق بوساطة قطر لإيصال أدوية «في الأيام المقبلة» إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.

أطفال جرحى يتلقون الرعاية الطبية بعد قصف إسرائيلي على خان يونس (إ.ب.أ)

وأفاد دبلوماسي مطلع على المفاوضات التي تقودها قطر بأن «الطرفين»، إسرائيل وحركة «حماس» قد «أبديتا عزمهما على السماح بوصول الأدوية».

وأوضح أن «الوسطاء يضعون اللمسات الأخيرة» على التفاصيل التي من بينها نوع الأدوية والكميات الضرورية، فضلاً عن ظروف نقلها، مشدداً على أن «النقاشات تدور حول التدابير اللوجستية لنقلها».

وأكد مصدر مطلع على المباحثات في غزة لـ«الوكالة الفرنسية» عقد هذه المفاوضات حول دخول أدوية من دون أن يشير إلى إنجازها.

زفاف رغم الحرب

وفي الضفة الغربية حيث تصاعدت أعمال العنف بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ثلاثة أشخاص هاجموا مستوطنة أدورا اليهودية.

ودخل مهاجمون إلى المستوطنة الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً من مدينة الخليل الرئيسية في جنوب الضفة الغربية وأطلقوا النار على جنود كانوا يقومون بدورية على ما أوضح الجيش.

وفتح الجنود النار وقتلوا ثلاثة أشخاص بينهم شاب في التاسعة عشرة ومراهقون في السادسة عشرة، بحسب وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية للأنباء.

وفي رفح لم تمنع الحرب والمواجهات أفنان ومصطفى من الزواج في هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة حيث نزح مئات آلاف الفلسطينيين هرباً من المعارك.

الزوجان الفلسطينيان أفنان جبريل ومصطفى شملخ محاطان بالضيوف والأقارب خلال حفل زفافهما في مدرسة «الأونروا» في حي السلام برفح (أ.ف.ب)

وقال أيمن شملخ عم العريس النازح من مدينة غزة لـ«الوكالة الفرنسية»: «تهدم البيت الذي كان يجب أن يتزوج فيه وطالت الحرب. فرأينا من الأنسب أن يتزوجا».

العروس الفلسطينية أفنان جبريل (وسط الصورة) يرافقها والدها (وسط الصورة) خلال حفل زفافها في مدرسة «الأونروا» في حي السلام برفح (أ.ف.ب)

من جهته، أكد محمد جبريل والد العروس: «نحن شعب يحب الحياة رغم الموت والقتل والدمار».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تخطط لاستثمار 110 مليارات دولار لتعزيز استقلال صناعتها العسكرية

شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يسيرون خلال جولة أسبوعية للمستوطنين في الضفة الغربية (رويترز)

إسرائيل تخطط لاستثمار 110 مليارات دولار لتعزيز استقلال صناعتها العسكرية

تعتزم إسرائيل استثمار 350 مليار شيقل (نحو 110 مليارات دولار) على مدى السنوات العشر المقبلة لتعزيز استقلالية صناعتها العسكرية المحلية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني يقفون بجوار حطام سيارة استُهدفت في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر بـ«حزب الله» في جنوب لبنان

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مساء الأربعاء، إن الجيش استهدف عنصراً من جماعة «حزب الله» في منطقة «جناتا» بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية زامير: الجيش الإسرائيلي «يدرس بشجاعة» إخفاقات 7 أكتوبر play-circle

زامير: الجيش الإسرائيلي «يدرس بشجاعة» إخفاقات 7 أكتوبر

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن الجيش "يستفيد من تحقيقاته في إخفاقاته" المتعلقة بهجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنديان إسرائيليان في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

قيادي بـ «حماس»: انفجار رفح وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل

قال محمود مرداوي القيادي في حركة «حماس» إن الانفجار الذي وقع في منطقة رفح في جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء كان في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي عنصر من الجيش اللبناني يقف قرب سيارة مستهدفة في بلدة عقتنيت بقضاء الزهراني استهدفتها غارة إسرائيلية الثلاثاء (إ.ب.أ)

إسرائيل تدشن مرحلة جديدة من القصف بجنوب لبنان

دشّنت إسرائيل مرحلة جديدة من القصف في جنوب لبنان، تتركز بمنطقة شمال الليطاني، قبل نحو أسبوع على إعلان الجيش اللبناني الانتهاء من المرحلة الأولى لـ«حصرية السلاح»

«الشرق الأوسط» (لبنان)

ما مصير «اتفاق 10 آذار» والعام يسير إلى نهايته؟

مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)
مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)
TT

ما مصير «اتفاق 10 آذار» والعام يسير إلى نهايته؟

مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)
مسلحون من «قسد» خلال عرض عسكري في مدينة القامشلي (أرشيفية - رويترز)

وضعت مصادر في دمشق التصعيد العسكري الأخير في مدينة حلب شمال سوريا في إطار «الضغوط» المتزامنة مع اقتراب استحقاق «اتفاق 10 آذار» بين الحكومة السورية و«قوات سوريا الديمقراطية»، وقرب انتهاء مهلة تنفيذ الاتفاق، مع استبعاد الذهاب إلى مواجهة واسعة وتوقع تمديد المهلة لأشهر أخرى سيزداد فيها «الضغط» على «قسد» للاندماج في المؤسسات السورية، خصوصاً الأمنية والعسكرية.

ويقول الباحث في «مركز الحوار السوري» مكارم فتحي إن تركيا تريد استكمال مسار الإنجازات الكبيرة التي حققتها في الملف الكردي في الداخل التركي.

واعتبر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن المباحثات التركية الأخيرة في دمشق «جزء من مسار الضغط وتعزيز موقف الحكومة السورية وإظهار المزيد من الحزم»، مع الإشارة إلى أن «التفاوض مع (قسد) يتزامن مع سخونة الأحداث على الأرض». ولفت إلى أن أحد المخارج المحتملة لمأزق اقتراب الاستحقاق هو «الإعلان عن إنجاز جزئي لاتفاق آذار»، وبدء التفاوض الفعلي وكسب المزيد من الوقت خلال عام 2026.

وأشار مكارم إلى أن هذا المخرج «يحفظ ماء الوجه للجميع» خاصة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، التي تتعرض لـ«ضغوط غير مسبوقة»، لحسم الملف، دون استبعاد ظهور حل مفاجئ، وهو احتمال ضئيل.

وفد من «الإدارة الذاتية» في اجتماع مع مسؤولين في الحكومة السورية عُقد بدمشق يونيو الماضي (مواقع التواصل)

أما الباحث والمدير التنفيذي في مركز الدراسات «جسور» وائل علوان فيرى أن تمديد مهلة الاتفاق 6 أشهر أخرى احتمال ممكن، لأن جميع الأطراف المحلية والخارجية «حريصة على ألا ينهار الاتفاق»، مشدداً على أنه «يجب أن يحافظ على الاتفاق ليكون مستنداً لحل هذه الأزمة»، مرجحاً تزايد الضغوط على «قسد» من قبل الأطراف الدولية، مثل واشنطن ذات التأثير الأكبر في هذا الملف، وفرنسا أيضاً، لمنع «قسد» من فرصة الإخلال بالاتفاق المؤدي إلى انهياره.

ولفت علوان إلى احتمال ممارسة الحكومة السورية ضغوطاً «ميدانية» من خلال التواصل مع المكونات الاجتماعية في الجزيرة السورية. وفي حال تمديد المهلة، توقع علوان «زيادة الضغوطات، نسبياً»، ورأى أن «قسد» ليست في «طور الذهاب إلى اندماج حقيقي مع الحكومة السورية، وعلى الأرجح ستقدم بعض التنازلات والاستجابة المحدودة». لكن بعد 6 أشهر ستكون هناك «ضغوط أكبر من الأطراف المؤثرة، مع تجنب الوصول إلى حرب عسكرية مفتوحة».

الشرع مصافحاً عبدي عقب توقيع اتفاق دمج «قسد» في الجيش السوري 10 مارس الماضي (إ.ب.أ)

ورغم خطورة التصعيد الأخير في مدينة حلب، يعتبر الباحث المتخصص بالشؤون الكردية خورشيد دلي أنها عمليات «محدودة» وستكون في النهاية محكومة بتفاهمات والعودة من جديد إلى اتفاق 10 مارس (آذار)، الذي «بات ممراً إجبارياً لتحقيق تفاهمات على شكل الحكم في سوريا»، مشيراً إلى «المغالطة الجارية بخصوص موعد تنفيذ الاتفاق؛ إذ إن البند الثامن يشير إلى أن «اللجان ستسعى إلى تنفيذ بنود الاتفاق بحلول نهاية العام»، وليست هناك أي إشارة إلى أنه موعد نهائي ومن بعده ينتهي الاتفاق».

واستبعد دلي حصول مواجهة كبرى بين الطرفين، في ظل وجود قوات التحالف الدولي شرقي الفرات؛ حيث القواعد والمقار الأميركية، ومن جانب آخر، ستكون الحرب مدمرة للطرفين ولما تبقى من سوريا. لكن ذلك لا يعني عدم حصول مواجهات محدودة في مناطق التماس في حلب وريفها الشرقي ودير الزور.

وفي ضوء تبادل «قسد» ووزارة الدفاع السورية الخطط بشأن كيفية دمج قوات «قسد» والأسايش (قوات الأمن الداخلي) وكذلك المفاوضات غير المعلنة بين الجانبين، اعتبر الباحث دلي أن الأمور تبدو متجهة نحو «انفراجة»، أولاً لأن فيها مصلحة للطرفين ولسوريا عموماً، وثانياً لوجود «تفاهم عام» بين الطرفين على تجنب الصدام العسكري. وثالثاً لأن الدور الأميركي يقوم بتدوير الزوايا والخلافات. ورأى أن هذه الانفراجة «ستشكل مدخلاً لتعزيز الثقة بين الطرفين، بعد أن تأثرت بأحداث السويداء ومن قبل الساحل، دون أن يعني ما سبق التقليل من حجم الخلافات والاختلافات».

صورة نشرتها وزارة الداخلية للنزوح في حلب بعد الاشتباكات الأخيرة بين «قسد» والقوات السورية

احتمال توسع المواجهات بين «قسد» والحكومة السورية يستند، بحسب الكاتب والباحث السياسي ماهر التمران، إلى أن «المعطيات على الأرض لا توحي بوجود حشود عسكرية واسعة أو استعدادات ميدانية جدية من الطرفين، ويشدد على أن البيئة الإقليمية والدولية، وهي العامل الأكثر تأثيراً، لا تشجع على فتح جبهة جديدة في شمال سوريا وشرقها، خاصة في ظل حادثة تدمر وعودة نشاط تنظيم «داعش» في البادية، «ما يرفع منسوب القلق الأمني ويزيد الحاجة إلى تجنب أي فراغ أو انفلات قد يخلّ بتوازن هش قائم».

ورأى أن «خيار تمديد المهلة وإدارة الأزمة السيناريو الأكثر ترجيحاً». فمنذ توقيع الاتفاق، بقي إطاراً عاماً يفتقر إلى آليات تنفيذ واضحة وجداول زمنية ملزمة، ما جعل التعثر شبه حتمي.

وحسب المعطيات المتوفرة، يقول التمران إن المباحثات الجارية تتركز حصرياً على الجوانب العسكرية والأمنية كأولوية لدى الطرفين، باعتبارها مدخلاً لبناء الثقة وضبط التوازن الميداني قبل الانتقال إلى القضايا السياسية والإدارية الأكثر تعقيداً.

كما يشير مقترح الفرق العسكرية الثلاث إلى محاولة حكومية للبحث عن «صيغة وسطية تُبقي لـ(قسد) حضوراً عسكرياً منظماً في منطقة الجزيرة، مقابل تثبيت وجود رسمي للدولة ضمن الهيكل العسكري، بما قد يمهّد لاحقاً لإعادة ترتيب العلاقة بين الطرفين».

واعتبر ماهر التمران أن المرحلة المقبلة تبدو أقرب إلى مرحلة «إدارة وقت» منها إلى مرحلة حسم، ويُرجّح اللجوء إلى تمديد غير معلن أو إعادة صياغة للجدول الزمني للمفاوضات، بانتظار ظروف سياسية أكثر ملاءمة.

غير أن استمرار هذا النهج دون معالجة جذور الخلاف، بحسب رأيه، يحمل في طياته مخاطر تراكم الإحباط الشعبي، خاصة في المناطق المتأثرة مباشرة بغياب الحل، ما قد يمهّد لاحقاً لسيناريوهات أكثر تعقيداً إذا لم تُتخذ خطوات سياسية حقيقية تتجاوز المقاربة الأمنية وحدها.


عائلة الضابط اللبناني المختطَف: استدرجه مغترب

عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
TT

عائلة الضابط اللبناني المختطَف: استدرجه مغترب

عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)

روت عائلة النقيب المتقاعد من «الأمن العام» اللبناني، أحمد شكر، تفاصيل جديدة بشأن اختفائه قبل أيام، مشيرة إلى أن مغترباً لبنانياً في كينشاسا يُدعى «ع . م» تواصل مع أحمد لاستئجار شقته في جنوب بيروت، وأنه زار لبنان مراراً.

وقال عبد السلام، شقيق الضابط المختفي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المغترب طلب لاحقاً من أحمد المساعدة في بيع قطعة أرض في زحلة لِمُتموّل يُدعى سليم كساب، لكن تبين لاحقاً أنه اسم مستعار.

وفي يوم اختفاء أحمد، ذهب لمقابلة المتمول، لكن المغترب اعتذر من عدم الحضور. وأظهرت كاميرات المراقبة تحرك سيارة باتجاه بلدية الصويرة، حيث فُقد أثر أحمد؛ مما أثار الشكوك بشأن تعرضه للاختطاف، من دون وجود أدلة واضحة.

ونفت العائلة أي علاقة لأحمد بملف الطيار الإسرائيلي رون آراد المفقود منذ 1986، وأيَّ علاقة له بالأحزاب.


الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة جديدة

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
TT

الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة جديدة

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)

أفاد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بأن العلاقات السورية - الروسية تدخل عهداً جديداً مبنياً على الاحترام المتبادل.

وقال الشيباني، خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أمس، إن مناقشة العلاقة بين البلدين تجري بقدر أكبر من الصراحة والانفتاح، مشدداً على أن دمشق تتطلع إلى بناء علاقات متوازنة وهادئة مع جميع الدول.

والتقى الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، الثلاثاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتناول اللقاء سبل تطوير الشراكة العسكرية، بما يعزز القدرات الدفاعية للجيش السوري، ويواكب التطورات الحديثة في الصناعات العسكرية.

وأوردت «الوكالة العربية السورية للأنباء» أن الرئيس الروسي «جدّد موقف موسكو الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية»، وأكّد رفضه «أي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا».