العراق: الخلاف على «الرئيس البديل» يعطل جلسات البرلمان

نائب يقول إن الفصل التشريعي سيبدأ السبت... وقائمة المرشحين لم تتغير

صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)
صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)
TT

العراق: الخلاف على «الرئيس البديل» يعطل جلسات البرلمان

صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)
صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)

منعت الخلافات السياسية القوى العراقية من عقد اجتماع كان مقرراً، اليوم (الثلاثاء)، لحسم مسألة اختيار الرئيس الجديد للبرلمان والمضي في عقد جلسات الفصل التشريعي الجديد.

وقال النائب عامر الفايز، وهو رئيس كتلة «تصميم» البرلماني، في مؤتمر صحافي اليوم (الثلاثاء)، إن «هيئة رئاسة البرلمان حددت السبت المقبل موعداً لعقد أولى جلسات الفصل التشريعي الجديد بدلاً من اليوم (الثلاثاء)».

وتنتمي كتلة «تصميم» لتحالف «الإطار التنسيقي» الحاكم، ويعد محافظ البصرة الحالي أسعد العيداني أبرز قياداتها.

وعدا حديث الفايز عن تأجيل انعقاد البرلمان، لم تصدر الرئاسة أي توضيح رسمي بشأن الموضوع، لكن النائب بدا متفائلاً في حديثه مع الصحافيين حين أكد «أن البرلمان حدد فقرة اختيار رئيس جديد، بديلاً للرئيس المقال محمد الحلبوسي، على رأس جدول أعمال السبت».

وتحول اختيار رئيس جديد للبرلمان إلى حلبة منافسة مفتوحة بين القوى السياسية، بعدما فشلت في عقد جلسة لانتخابه ثلاث مرات منذ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

حزب الحلبوسي حقق نتائج متقدمة في انتخابات مجالس المحافظات الشهر الماضي (أ.ف.ب)

في مقابل هذه التصريحات بشأن الاتفاق «على كل شيء»، أبلغ نائب آخر في البرلمان «الشرق الأوسط»، أن «القوى السياسية فشلت في التوصل إلى تسوية للخلافات القائمة بشأن بديل الحلبوسي، ما منع البرلمان من إطلاق أعماله في الموعد المحدد».

وقال النائب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن «القوى السياسية عجزت أيضاً عن عقد جلسة طارئة بشأن الهجوم الأميركي على مقر الحشد الشعبي في بغداد، ومقتل قيادي في حركة النجباء».

وبحسب النائب، فإن «ملفات بديل الحلبوسي ومفاوضات اختيار المحافظين والموقف من قوات التحالف الدولي أصبحت متداخلة مع بعضها في المشاورات التي تجريها القوى السياسية الآن».

ورجح النائب، أن تسرع المصادقة على نتائج الانتخابات المحلية عجلة المفاوضات، «وقد نعقد الجلسة خلال أيام»، مشيراً إلى أن «عقد الجلسة الأولى للفصل التشريعي الجديد كان أمراً صعباً في ظل التناقضات الحادة في المشهد العراقي».

ويعتقد كثيرون أن الحلبوسي، المعروف بقدرته على المناورة، تمكن من اللعب على تناقضات «الإطار التنسيقي»، حتى بعد إبعاده من البرلمان، فيما حافظ على تحالفه مع زعيم تحالف «السيادة» خميس الخنجر الذي سيخوض معه انتخابات مجالس المحافظات.

ولم تتمكن القوى السنية من الاتفاق على مرشح واحد لرئاسة البرلمان طوال الفترة التي تلت إقالة رئيسه السابق محمد الحلبوسي خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما فشلت القوى الشيعية في التوافق على المرشح السني الذي يمكن التصويت عليه من بين نحو 7 مرشحين.

صورة من حساب الحلبوسي في «إكس» للقائه مع السوداني

أبرز 3 مرشحين

ورغم أن سبعة مرشحين ما يزالون مدرجين على لائحة التنافس، لكن التنافس ينحصر من الناحية العملية بين سالم العيساوي من حزب «السيادة» بزعامة خميس الخنجر، وشعلان الكريم من حزب «تقدم» بزعامة محمد الحلبوسي، ومحمود المشهداني من حزب «عزم» بزعامة مثنى السامرائي.

وتسود خلافات شخصية بين قادة الكتل السنية في إطار نزاعها على الزعامة والنفوذ، ما يفتح الباب أمام الأطراف السياسية الأخرى للتلاعب بها، لا سيما من «الإطار التنسيقي».

وقال النائب العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الكتل السنية حتى لو اتفقت على مرشح واحد فإنها تحتاج الى إقناع كل قوى الإطار التنسيقي الشيعي التي تنقسم فيما بينها لجهة ترجيح كفة أحد المرشحين».

وأوضح النائب أن «القوى الشيعية التي تشترط موافقتها على المرشح الجديد تدرك أن المنصب من حصة القوى السنية وعليها احترام هذا الاستحقاق وفق قاعدة التوافق المعمول بها في الحياة السياسية العراقية».


مقالات ذات صلة

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

المشرق العربي السوداني مع الرئيس الإيراني خلال زيارة في سبتمبر الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية الأحد عن فقدان منظومة الكهرباء لـ5500 ميغاواط بسبب توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل.

فاضل النشمي (بغداد)
خاص صدام مع ابنته حلا في صورة غير مؤرخة (غيتي) play-circle 01:12

خاص جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم يرف لهم جفن

يروي جمال مصطفى السلطان، في الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة معه، كيف تلقت أسرة صدام حسين نبأ إعدامه، وقصة زواجه من حلا، كريمة صدام الصغرى، وأكلاته المفضلة.

غسان شربل
شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».