مقتل مسؤول عسكري بارز في «حزب الله» بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (إ.ب.أ)
TT

مقتل مسؤول عسكري بارز في «حزب الله» بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان

تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (إ.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (إ.ب.أ)

قُتل قيادي عسكري بارز في «حزب الله»، الاثنين، في قصف إسرائيلي استهدف سيارته في جنوب لبنان، وفق ما أفاد مصدر أمني «وكالة الصحافة الفرنسية»، في وقت يثير التصعيد عند الحدود الخشية من توسع نطاق الحرب في غزة.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته إن القيادي «قتل بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم» في جنوب لبنان، موضحاً أنه «كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب».

وأكد «حزب الله» في بيان، اليوم، مقتل القيادي وسام حسن طويل من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان.

القيادي في «حزب الله» وسام حسن طويل الذي قتل جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارته في جنوب لبنان اليوم (أ.ب)

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، في وقت سابق اليوم، إن مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة بقضاء بنت جبيل في جنوب لبنان.

وأشارت الوكالة إلى أن الغارة استهدفت سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة ببلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل مطلقةً باتجاهها صاروخاً موجهاً.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أمس، إن إسرائيل ستعيد السكان إلى الشمال إما عن طريق الضغط على «حزب الله» أو من خلال حرب أخرى.

ونقل أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش عن هاليفي القول: «نواصل رفع الثمن الذي يدفعه حزب الله وصولا إلى تحقيق مسؤوليتنا وواجبنا بإعادة سكان شمال البلاد إلى منازلهم ليس غصباً عنهم بل من خلال ضمان شعورهم بالأمن والأمان». وأضاف «ستتحقق هذه الغاية إما من خلال الضغط المتزايد الذي نمارسه الآن، أملا في أن يؤتي ثماره ويولد واقعا مختلفا تماما، وإما من خلال الوصول إلى حرب أخرى».

وأعلن «حزب الله»، أول من أمس، أن مقاتليه استهدفوا القاعدة بنحو 62 صاروخا من أنواع متعدّدة وحققوا إصابات «مباشرة ‏ومؤكدة». وقال الحزب في بيان إن الاستهداف جاء في إطار «الرد الأولي» على اغتيال القيادي في «حماس» صالح ‏العاروري في هجوم بطائرة مسيرة على الضاحية الجنوبية في بيروت.

ومنذ اندلاع الحرب بين «حماس» وإسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي.

ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يردّ الجيش بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف «بنى تحتية» وتحركات مقاتلين.لكنّ الخشية من توسّع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال العاروري. ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 181 شخصا في لبنان، بينهم 135 عنصرا من الحزب، وفق حصيلة جمعتها «وكالة الصحافة الفرنسية».أمن جهته، أحصى الجيش الإسرائيلي مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.



مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تأخر التواصل مع السنوار فوّت 3 فرص لتقدم المفاوضات

يحيى السنوار... إسرائيل تلوّح بقتله بعد نصر الله (أ.ف.ب)
يحيى السنوار... إسرائيل تلوّح بقتله بعد نصر الله (أ.ف.ب)
TT

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: تأخر التواصل مع السنوار فوّت 3 فرص لتقدم المفاوضات

يحيى السنوار... إسرائيل تلوّح بقتله بعد نصر الله (أ.ف.ب)
يحيى السنوار... إسرائيل تلوّح بقتله بعد نصر الله (أ.ف.ب)

أكدت مصادر مطلعة في حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس المكتب السياسي للحركة، يحيى السنوار، «وجه قبل أيام قليلة رسالة لبعض الوسطاء من خلال قيادة الحركة... حملت تأكيداً على تمسك (حماس) بمواقفها السابقة بضرورة انسحاب إسرائيل بشكل كامل من غزة، والالتزام بإعادة إعمار القطاع، ورفع الحصار بشكل كامل، وعودة النازحين بدون معوقات، وإبرام صفقة تبادل أسرى مُشرفة».

وفي حين شددت مصادر «حماس» التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، على أن «السنوار مطلع بشكل دائم على ما يجري في الحركة وخارجها، حتى وإن تأخرت بعض القرارات والرسائل»، تحدثت مصادر مطلعة على أجواء المفاوضات أن تأخر التواصل مع السنوار تسبب بـ«تفويت 3 فرص على الأقل، كان يمكن البناء عليها للتوصل لاتفاق نهائي لو جرت في مسارها الصحيح، وفي وقتها الصحيح».

ومنذ أواخر أغسطس (آب) الماضي، تجمّد تقريباً مسار المفاوضات الذي تقوده الولايات المتحدة ومصر وقطر للوساطة بين «حماس» وإسرائيل، على خلفية اتهامات متبادلة بين طرفي الحرب بتغيير بنود المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

السنوار «يتواصل بطريقته»

وكشفت المصادر من «حماس» عن أن «التواصل بين السنوار وقيادة الحركة لم ينقطع في أي وقت، ولكنه في ظروف معينة كان يتأخر لظروف أمنية بحتة، كما أنه كان لظروف ميدانية وسياسية وضمن خطة يعتمدها (السنوار) بشكل ممنهج يتواصل بطريقته مع الوسطاء وفق طريقة يحددها بنفسه، وليس وفق ما يريده الوسطاء أو أي طرف».

ووفق ما تحدثت مصادر أخرى من خارج «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، فإن «عدم قدرة الوصول للسنوار وقيادة الحركة وجناحها المسلح في فترات ماضية تسببت بتفويت فرص تتعلق بالمضي قدماً في بعض الملفات المتعلقة بالمفاوضات».

ودللت المصادر المطلعة على مفاوضات صفقة التبادل، على تأثير تأخر التواصل على المفاوضات بالقول: «في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كان هناك اقتراح جديد وافقت إسرائيل على معظم ما جاء فيه بعد مفاوضات مع الوسطاء، إلا أن تأخر رد (حماس) بسبب صعوبات التواصل مع السنوار وقيادة الحركة و (القسام) فوّت (فرصة كبيرة للتقدم)».

وتضيف المصادر: «تأخر الرد صعّب من مهام الوسطاء الذين شعروا بقليل من الغضب إزاء ما يجري من إدارة للمفاوضات داخل (حماس) في بعض الأحيان، وهو ما دفع إسرائيل أحياناً إلى التراجع عما كان يتم الاتفاق عليه».

واعترفت «حماس» سابقاً على لسان أسامة حمدان القيادي فيها، خلال مقابلة صحافية في شهر أغسطس (آب) الماضي، أن هناك «بعض الصعوبات في التواصل نتيجة طبيعة المعركة والعدوان الإسرائيلي، ولكن التواصل دائم ويحقق المصالح المرجوة وإدارة الحركة تتم على نحو جيد».

وقال حمدان حينها: «قيادة الحركة تتابع مع السنوار عملية استكمال ترتيبات العمل القيادي، والأمور تسير بطريقة سلسة، وربما تأخذ بعض الوقت للضرورات الأمنية».

واختارت «حماس» السنوار زعيماً للحركة في 6 أغسطس الماضي، وذلك بعد اغتيال زعيم الحركة السابق إسماعيل هنية في عملية تمت داخل طهران. وبدا لافتاً تغيب السنوار عن الظهور بأي صورة أو بثه لرسائل (الاثنين) بالمواكبة مع ذكرى مرور عام على عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وزعمت تقارير إسرائيلية، قبل أيام، مقتل السنوار في ظل «غياب أي رسائل منه للوسطاء» خلال الأسابيع الماضية.

وكان موقع «أكسيوس» قد نقل (الاثنين) عن مصدر إسرائيلي رسمي تأكيده أن السنوار استكمل التواصل مع قيادة «حماس» في قطر؛ غير أنه لم يحدد ما إذا كان التواصل يتعلق بالأوضاع العسكرية لـ«حماس» على جبهة القتال، أم ملف «هدنة غزة».

ولم تتمكن إسرائيل خلال عملية واسعة شنتها بجميع مناطق محافظة خان يونس على مدار 3 أشهر من الوصول إلى السنوار فوق أو تحت الأرض، كما لم تنجح بالوصول إليه في أي مكان بالقطاع.

وكانت مصادر قالت سابقاً لـ«الشرق الأوسط»، إن «قلة قليلة فقط تعرف مكان السنوار، ولا يمكن الجزم بموقعه»، ووفقاً للمصادر، فإن السنوار «كان حاضراً في الكثير من المواقف (خلال الحرب) ويوجه تعليمات مرة كل أسبوعين وأحياناً مرة كل شهر، وفي بعض الأحيان كانت تصل منه تعليمات لقادة العمل السياسي والحكومي في (حماس) مرة أسبوعياً».

وتشير المصادر إلى أن «هذه الرسائل والتعليمات كانت تصل مكتوبة باليد، وأحياناً مطبوعة وعليها توقيعه، وتنقل من مكانه بطرق آمنة وسرية، وتصل لجميع الجهات المختصة بطرق تسمح بعدم تعقبها ومعرفة ما فيها».

وتقول مصادر من حركة «حماس» في خارج القطاع، إنه «في مرتين على الأقل نقلت رسائل مكتوبة منه، ورسالة واحدة مسجلة صوتياً للوسطاء حول بعض القضايا التي تتعلق بمصير المفاوضات، خصوصاً عند وصولها إلى وقت حرج».