معارك ضارية في خان يونس... و165قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي خلال 24 ساعة

TT

معارك ضارية في خان يونس... و165قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي خلال 24 ساعة

صورة التقطت من رفح تظهر الدخان يتصاعد في سماء خان يونس جنوب قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
صورة التقطت من رفح تظهر الدخان يتصاعد في سماء خان يونس جنوب قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

قال سكان إن إسرائيل نفذت هجمات عنيفة بالطائرات والدبابات على مدينة خان يونس في قطاع غزة ليل أمس (الجمعة)، فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 165 فلسطينياً وإصابة 250 جراء القصف الإسرائيلي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ارتفع إلى 21672 قتيلاً فيما بلغ عدد المصابين 65165.

وقال مسعفون وصحافيون فلسطينيون إن الطيران الإسرائيلي نفذ أيضاً سلسلة غارات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما أفاد «تلفزيون فلسطين» أن الجيش الإسرائيلي يشن قصفاً مدفعياً كثيفاً على شرق معبر رفح جنوب قطاع غزة.

وذكرت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد» في فلسطين، اليوم، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع جنود إسرائيليين في محاور التقدم شمال وشرق خان يونس بقطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس شن عملية عسكرية على منطقة خربة خزاعة شرق خان يونس في جنوب القطاع، وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة «إكس» إن قوات الجيش «تعمل على تحقيق السيطرة العملياتية على المنطقة» التي ذكر أنها كانت منطلقاً لهجمات على بلدة نير عوز.

جنود إسرائيليون يتخذون مواقعهم أثناء القتال في موقع يقولون إنه في خان يونس بقطاع غزة (رويترز)

كما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري اليوم أن 30 مسلحاً فلسطينياً قُتلوا في قطاع غزة خلال أقل من يوم واحد. وأضاف هغاري أن المسلحين قُتلوا خلال استهداف للعديد من المباني العسكرية والبنى التحتية من الجو والبر في عملية بمدينة غزة ومحيطها.

وتابع قائلاً إن قوة إسرائيلية تمكنت من رصد خلية مسلحة وتم توجيه طائرة هاجمت المسلحين، مما أدى إلى مقتلهم، كما دمر الجيش مبنيين عسكريين تستخدمهما حركة «حماس».

وتقصف القوات الإسرائيلية خان يونس استعداداً لمزيد من التوغل المتوقع في المدينة الجنوبية الرئيسية التي سيطرت على مساحات منها في أوائل ديسمبر (كانون الأول).

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن القوات وصلت إلى مراكز قيادة «حماس» ومستودعات الأسلحة. وأوضح الجيش الإسرائيلي أيضاً أنه دمر مجمع أنفاق في قبو أحد منازل يحيى السنوار زعيم «حماس» في مدينة غزة.

وبعد مرور 12 أسبوعاً على الهجوم الذي شنه مقاتلو «حماس» على بلدات في جنوب إسرائيل والذي أدى وفقاً لما تقوله إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، حوّلت القوات الإسرائيلية مناطق كبيرة من قطاع غزة إلى أنقاض، في حين تواصل هدفها الحربي المتمثل في القضاء على المسلحين.

ونزح جميع سكان القطاع تقريباً البالغ عددهم 2.3 مليون شخص من منازلهم مرة واحدة على الأقل، ويفر الكثيرون الآن لثالث أو رابع مرة، وكثيراً ما يلوذون بخيام بدائية أو يتكدسون أسفل ألواح من القماش المشمع والبلاستيك في العراء.

وأعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل نحو 187 فلسطينياً في غارات إسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، ما يرفع العدد الإجمالي للقتلى إلى 21507؛ أي نحو واحد في المائة من سكان القطاع، ويُخشى أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة تحت أنقاض الأحياء المدمرة.

مبانٍ مدمرة في قطاع غزة وسط استمرار الحرب (أ.ب)

مقتل صحافي فلسطيني

قال مسؤولون في قطاع الصحة وصحافيون إن صحافياً فلسطينياً يعمل في قناة «القدس» الفضائية قُتل مع عدد من أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية على منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وبهذا يرتفع عدد الصحافيين الفلسطينيين الذين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي إلى 106، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وقالت لجنة حماية الصحافيين الأسبوع الماضي إن الأسابيع العشرة الأولى من الحرب بين إسرائيل وغزة كانت الأكثر دموية بالنسبة للصحافيين؛ إذ قُتل أكبر عدد من الصحافيين في عام واحد في مكان واحد.

وكان معظم الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الذين قُتلوا في الحرب من الفلسطينيين. وقال تقرير لجنة حماية الصحافيين، ومقرها الولايات المتحدة، إنها «تشعر بقلق خاص إزاء النمط الواضح لاستهداف الصحافيين وعائلاتهم من قبل الجيش الإسرائيلي».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، خلص تحقيق أجرته «رويترز» إلى أن طاقم دبابة إسرائيلية قتل صحافي «رويترز» عصام عبد الله وأصاب ستة صحافيين في لبنان يوم 13 أكتوبر عندما أطلق قذيفتين في تتابع سريع من إسرائيل، في حين كان الصحافيون يصورون قصفاً عبر الحدود.

وقالت إسرائيل في وقت سابق إنها لم ولن تستهدف الصحافيين عمداً، وإنها تفعل ما في وسعها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، لكن ارتفاع عدد القتلى أثار القلق حتى بين أقوى حلفائها.

وقد دعتها الولايات المتحدة إلى تخفيف وتيرة الحرب الشاملة في الأسابيع المقبلة والتحول إلى عمليات مستهدفة ضد قادة «حماس». وحتى الآن، لا تظهر إسرائيل أي مؤشرات على فعل ذلك.

وطلبت جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية أمس إصدار أمر عاجل تعلن فيه أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948 في حملتها المستمرة ضد حركة «حماس» في قطاع غزة.

وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة إصدار تدابير مؤقتة أو قصيرة المدى تأمر إسرائيل بوقف حملتها العسكرية في غزة، وقالت إنها تدابير «ضرورية في هذه الحالة للحماية من أي أضرار إضافية جسيمة لا يمكن إصلاحها بحقوق الشعب الفلسطيني».

ولم يُحدد موعد لعقد جلسة استماع.

ورداً على ذلك اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية «حماس» بالمسؤولية عن معاناة الفلسطينيين في غزة باستخدامهم دروعاً بشرية والاستيلاء على المساعدات الإنسانية المخصصة لهم. وتنفي «حماس» هذه الاتهامات.

إسرائيل تساعد في توصيل اللقاحات إلى غزة

قالت إسرائيل أمس (الجمعة) إنها سهلت دخول كمية من اللقاحات تكفي لتطعيم ما يقرب من 1.4 مليون شخص ضد الأمراض بما في ذلك شلل الأطفال والسل والتهاب الكبد والدفتيريا والكزاز (التيتانوس) والسعال الديكي والتهاب السحايا.

وجاء في بيان صادر عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع تقوم بالتنسيق مع الفلسطينيين، أنه تم تنسيق عملية نقل اللقاح مع «اليونيسيف» من أجل منع انتشار المرض في القطاع.

ويعتمد قطاع غزة بشكل شبه كامل على الغذاء والوقود والإمدادات الطبية من الخارج، وتغلق إسرائيل جميع منافذ الوصول إليه باستثناء الطرف الجنوبي. وتقول الهيئات الدولية إن الإمدادات التي يُسمح بدخولها من خلال عمليات التفتيش الإسرائيلية ليست سوى نزر يسير من الاحتياجات الهائلة للقطاع.

وفي الأسبوع الماضي رضخت إسرائيل للضغوط الدولية لفتح معبر ثانٍ قالت إنه سيضاعف عدد شاحنات الإمدادات يومياً إلى 200، لكن الأمم المتحدة قالت إن 76 شاحنة فقط تمكنت من الدخول يوم الخميس مقارنة مع 500 في وقت السلم.

وذكر متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمس أن الحكومة لا تفرض قيوداً على المساعدات الإنسانية، وأن المشكلة تتعلق بتوزيعها داخل غزة.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

المشرق العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

رغم تسريبات عن «شروط جديدة» فإن عدة مؤشرات تشي بأن الاتجاه نحو «صفقة» في قطاع غزة يزداد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة في وقت سابق (رويترز)

تحليل إخباري مصر ترفض وجود قوات أجنبية في غزة... ما البدائل؟

وسط حديث يتصاعد عن خطط «لليوم التالي» في غزة، جددت مصر رفضها وجود قوات أجنبية في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)

عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب في غزة

دعت مجموعة من عائلات الجنود الإسرائيليين الخميس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في قطاع غزة حفاظاً على حياة أبنائهم متّهمين إياه بإطالة أمد هذا النزاع

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري أشخاص يبحثون عن ممتلكاتهم وسط أنقاض مبانٍ مدمرة وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: حديث عن «تقدم» و«ضغوط» لتسريع الاتفاق

تحدثت واشنطن عن «تقدم» في المفاوضات وإمكانية أن يتم الاتفاق «قريباً جداً».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي أكد لازاريني أن «الأونروا» تحظى بدعم مالي وسياسي قوي من السعودية (صور الأمم المتحدة) play-circle 01:02

لازاريني: متمسكون بالأمل ونتطلع لاستئناف الدعم الأميركي لـ«الأونروا»

تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات غير مسبوقة، مع اقتراب موعد تنفيذ قرار الاحتلال الإسرائيلي منع عملها في الأراضي…

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: نُجري محادثات بناءة مع الشرع

المدير السياسي لدى «الخارجية» الألمانية غونتر سوتر ووزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي ينظرون إلى سقف قاعة فيلا ماداما بروما قبيل اجتماعهم حول الوضع في سوريا (إ.ب.أ)
المدير السياسي لدى «الخارجية» الألمانية غونتر سوتر ووزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي ينظرون إلى سقف قاعة فيلا ماداما بروما قبيل اجتماعهم حول الوضع في سوريا (إ.ب.أ)
TT

مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: نُجري محادثات بناءة مع الشرع

المدير السياسي لدى «الخارجية» الألمانية غونتر سوتر ووزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي ينظرون إلى سقف قاعة فيلا ماداما بروما قبيل اجتماعهم حول الوضع في سوريا (إ.ب.أ)
المدير السياسي لدى «الخارجية» الألمانية غونتر سوتر ووزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد لامي ينظرون إلى سقف قاعة فيلا ماداما بروما قبيل اجتماعهم حول الوضع في سوريا (إ.ب.أ)

أكدت واشنطن أنها تُجري محادثات «بناءة» مع الإدارة السورية المؤقتة بقيادة زعيم «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، بشأن مجموعة واسعة من القضايا المحلية والدولية، بما في ذلك المشاركة الجامعة لجميع السوريين في مستقبل سوريا، مشددة على أولويات مكافحة الإرهاب و«إضعاف» دور كل من إيران وروسيا في هذا البلد العربي، بعد إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المسؤولين الأميركيين «يُجرون حواراً متواصلاً مع السلطات المؤقتة في دمشق»، موضحاً أن المناقشات «بناءة وتغطي مجموعة واسعة من الموضوعات المحلية والدولية». وأضاف أن الولايات المتحدة «ترغب في رؤية سوريا جامعة وتحمي حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين»، بما «يعكس كل شعب سوريا وتنوعه الغني». وشدد على المساعي الأميركية من أجل «إحراز تقدم ملموس بشأن أولويات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك (داعش)»، بالإضافة إلى «إضعاف إيران وروسيا في سوريا» التي «لا تشكل تهديداً لجيرانها».

ممثلون لترمب؟

جاء ذلك فيما عقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات، الخميس، في روما مع نظرائه الأوروبيين؛ الفرنسي جان نويل بارو، والبريطاني ديفيد لامي، والإيطالي أنطونيو تاجاني (الذي زار دمشق الجمعة)، والمدير السياسي لدى وزارة الخارجية الألمانية غونتر سوتر، نيابة عن الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن المشترك كايا كالاس؛ لمناقشة «مساعدة الشعب السوري على اغتنام هذه الفرصة لبناء مستقبل أفضل».

ولم يُجب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية على سؤال بشأن تقارير عن وفد من إدارة الرئيس جو بايدن ضمَّ مبعوثاً للرئيس المنتخب دونالد ترمب زار دمشق أخيراً وأجرى محادثات مع الزعماء السوريين الجدد؛ وفي مقدمهم قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع (الذي كان معروفاً سابقاً بكُنيته «أبو محمد الجولاني»).

وكذلك فعلت السفارة الأميركية في دمشق، التي نشرت في حسابها على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أن الولايات المتحدة «تقف بفخر إلى جانب الشعب السوري العظيم، وتدعم جهوده لبناء سوريا حرة ومستقرة ومزدهرة ومستقلة وتعكس إرادة جميع السوريين». وأفادت، في منشور آخر، بأن «الشعب السوري هو من يرسم مستقبل سوريا»، مضيفة أن «المسؤولين الأميركيين سعداء بالتواصل مع مجموعة من النشطاء السوريين، للاستماع إلى آمالهم وتطلعاتهم لبلدٍ يمكن لجميع السوريين فيه العمل معاً من أجل مستقبل موحد ومزدهر». وزادت أن المسؤولين الأميركيين سلطوا الضوء على «إصدار الترخيص العام الرقم 24، لدعم الشعب السوري في سعيه إلى إعادة بناء حياته وبلاده».

وذكرت تقاريرُ، قبل أيام، أن «وفداً من وزارة الخارجية الأميركية يضم ممثلين للرئيس (المنتخب) ترمب» زار دمشق والتقى الشرع.