السوريون يستقبلون عيد الميلاد بفرحة... وأكثر من غصة

زينة الميلاد في باب توما (أرشيفية)
زينة الميلاد في باب توما (أرشيفية)
TT

السوريون يستقبلون عيد الميلاد بفرحة... وأكثر من غصة

زينة الميلاد في باب توما (أرشيفية)
زينة الميلاد في باب توما (أرشيفية)

شرفات مزينة وأشجار مضاءة، تتسرب أخيلتها من خلف ستائر منازل السوريين في معظم مناطق البلاد، خصوصاً المسيحية منها. فمع حلول عيد الميلاد، ارتدت أسواق سوريا وشوارعها ومتاجرها حلّة هذه المناسبة، رغم ما تمر به من ظروف اقتصادية صعبة.

في العاصمة، دمشق، تزدحم الشوارع خلال هذه الفترة من السنة، ويقصد آلاف المواطنين منطقة باب توما وحيّ القصاع، التي يغلب عليها الطابع المسيحي، حيث ترتكز على أطراف الشوارع وأمام الكنائس الموجودة فيها أشجار عيد الميلاد ومخاريط من الإضاءة الصفراء ومجسمات كرتونية لبابا نويل (سانتا كلوز) والغزلان التي تجر عربات ممتلئة بالهدايا وغيرها.

يقف السوري جورج سركيس (35 عاماً) أمام إحدى كنائس حي القصاع في دمشق، حيث يشارك المحتفلين أجواء عيد الميلاد كما اعتاد أن يفعل كل عام، وقد اصطحب معه زوجته وابنتيه.

في حوار أجرته معه «أنباء العالم العربي» قال سركيس: «يختلف شكل العيد عن السنوات السابقة؛ إلا أنه ما زال يحافظ على جزء كبير من بهجته ومتعته في مظاهر الفرح والاحتفالات، وإن بدت خجولة».

أضاف، وهو يضم إليه ابنته الصغرى ماري: «على الرغم من كل الظروف التي نعيشها، فإن العيد يجلب الفرح، ويُضفي أجواء من المحبة... صحيح أننا تخلينا عن أمور كثيرة؛ بسبب الغلاء والوضع المعيش، إلا أننا لم نتخلَ عن الفرح».

ويرى سركيس أن هذا العيد يمثل متنفساً لكثير من الناس يُشعرهم بقدر من السعادة، بدلاً من القلق الذي لا يكاد يفارقهم.

وضع اقتصادي متأزم

ما زال الوضع المعيش المتأزم يعصف بأجواء الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد في سوريا، وذلك بالتزامن مع تفاقم أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ سنوات، التي أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار الأميركي، وارتفاع الأسعار.

وبحسب تقرير لـ«المركز اﻟﺴﻮري ﻟﺒﺤﻮث اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت»، فقد وصل خط الفقر المدقع للأسرة، بوصفه مؤشراً على الحرمان من الغذاء، في أبريل (نيسان) الماضي على مستوى سوريا، إلى 1.19 مليون ليرة سورية (نحو 149.6 دولار أميركي) بزيادة 41 ألف ليرة عن مارس (آذار) من العام ذاته، بينما وصل خط الفقر الأدنى إلى 1.87 مليون ليرة بزيادة 64 ألفاً، وخط الفقر الأعلى إلى 2.59 مليون ليرة بزيادة 88 ألفاً.

إضاءة شجرة الميلاد في أحد شوارع دمشق (أرشيفية)

وأكد التقرير أن فجوة الأجور مقارنة مع خط الفقر الأعلى بلغت 89 في المائة بالنسبة للموظف الجامعي في القطاع العام، و55 في المائة بالنسبة للعامل في القطاع الخاص، في حين بلغت 54 في المائة للموظف في القطاع المدني، ما يدل على ارتفاع مستوى الفقر بين شريحة كبيرة من السكان، خصوصاً موظفي القطاع العام.

أمام تردي الوضع المعيش، وتآكل المدخرات مع تراجع مستويات الدخل، والارتفاع الجنوني في الأسعار، قصدت السورية فاديا صباغ متجراً للمجوهرات وسط دمشق، وباعت مصاغاً ذهبياً بقيمة بلغت 7 ملايين ليرة؛ لتأمين شجرة ميلاد صغيرة وشراء زينتها لوضعها في أحد أركان غرفة المعيشة، وشراء بعض احتياجات أطفالها.

خرجت الأربعينية فاديا، وهي أم لثلاثة أطفال، من المتجر حاضنة طفلها الصغير الذي لم يتجاوز عمره الخامسة، وقد بدت عليها ملامح الغضب لما آلت إليه الأوضاع في سوريا من تردٍ اقتصادي، وغلاء جعلها غير قادرة على شراء ملابس العيد أو الطعام والضيافة، ولا حتى شجرة صغيرة، بحسب تعبيرها.

وقالت فاديا، لوكالة «أنباء العالم العربي»: «فرحة العيد شيء لا يمكننا حرمان أطفالنا منه؛ فالبسمة على وجوههم في الأعياد المجيدة أثمن بكثير من كنوز الأرض. ورغم الغلاء الفاحش والجيوب الفارغة، فإننا سنفعل المستحيل لنصنع لهم عيداً متواضعاً بقدر الحال».

شجرة الميلاد إرث بعد غلاء ثمنها

ترى السورية مارينا (32 عاماً) أن احتفال الأسرة بعيد الميلاد سيكلفها ملايين الليرات إذا أرادت إتمام الطقوس الاحتفالية المعهودة، عادّةً أن أسعار الزينة أصبحت غير مقبولة ومبالَغاً فيها.

وقالت مارينا إنها تحتاج نحو 1.5 مليون ليرة لوضع شجرة عيد الميلاد في منزلها، الأمر الذي دفعها وزوجها، الذي يتقاضى راتباً قدره 500 ألف ليرة شهرياً من وظيفته الحكومية، إلى العزوف عن الشراء.

زينة الميلاد في باب توما (أرشيفية)

السورية ريتا (25 عاماً)، التي تعمل في محل لبيع الزينة والهدايا، قالت إن الأسعار ارتفعت إلى أكثر من الضعف، مشيرة إلى أن الشجرة الصناعية متوسطة الحجم أصبح سعرها لا يقل عن مليون ليرة مقارنة مع 500 ألف ليرة العام الماضي، مضيفة أن أقل نوع للزينة تبلغ تكلفته حالياً 600 ألف ليرة، في حين كان في العام الماضي لا يتجاوز 250 ألفاً.

وأكدت ريتا لوكالة «أنباء العالم العربي» أن شراء المواطنين أشجار الميلاد والزينة لم يتوقف، لكن الإقبال أصبح ضعيفاً جداً مقارنة مع الأعوام السابقة، مشيرة إلى أنها باعت 20 شجرة حتى الآن، بينما كانت تصل مبيعات المتجر إلى المئات من أشجار عيد الميلاد ومئات القطع من الألعاب في السابق.

قاطعت حديثها نهال، التي كانت تبتاع أضواء لشجرتها، قائلة إن «معظم العائلات باتت تورّث شجرة عيد الميلاد لغلاء ثمنها حالياً وقلة جودتها. واليوم نشتري الزينة بالقطعة، بينما كنّا نشتريها في السابق بالدزينة».

أما سلمى محمود، وهي موظفة وأم لطفلين، فقالت: «لأن أولوياتنا خلال الوقت الراهن تتركز على تأمين الطعام والأدوية والاحتياجات الطارئة، قررنا الاكتفاء بوضع شجرة ميلاد العام الماضي من دون تزيين؛ فمحاولة ربط حبال الضوء الملونة، تشبه وضع مساحيق تجميل لجثة هامدة»، مشيرة إلى انقطاع التيار الكهربائي لمدد تصل إلى 21 ساعة يومياً في منطقتها.

لكن أحد تجار الحلوى في حي القصور بدمشق، أكد في الوقت ذاته تأثره وغيره من التجار جراء تراجع القدرة الشرائية. وقال التاجر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن «العشرات من الزبائن والمواطنين يأتون لمعرفة الأسعار فقط من دون شراء».

وقال جورج مقدسي، وهو صاحب محل لبيع الملابس في شارع الحمراء وسط دمشق، لوكالة «أنباء العالم العربي» إن السوريين باتوا يواسون أنفسهم في العيد بعبارة «العيد عيد العافية»، ومغزاها أنهم «ما زالوا على قيد الحياة».

غزة حاضرة في المشهد

وأشار مقدسي إلى أن معظم السوريين يشعرون أيضاً بالأسى تجاه الأحداث في قطاع غزة، ما ينعكس على الاستعدادات للأعياد، ويدفعهم إلى الإحجام عن شراء مستلزمات العيد.

وطلب النائب الرسولي ورئيس طائفة اللاتين في سوريا، المطران حنا جلوف، في بيان حصر احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة داخل الكنائس والأديرة والرعايا «بسبب الأوضاع الراهنة التي تمر بها بلادنا بشكل عام، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني المعذّب، خصوصاً في غزة».

وقال القس بطرس زاعور، الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية الوطنية في دمشق، إن الصلوات والتراتيل في عيد الميلاد تدعو المحتفلين لعيش المصالحة وطلب الغفران «فنجد تكثيفاً في الصلوات التي تسبق هذا العيد، وتُسمى (صلوات التهيئة) قبل الميلاد وبعده».

وأشار زاعور إلى كثرة الأسواق الخيرية التي تقام في الكنائس، والتي يذهب ريعها للمحتاجين، ليعم الفرح والشعور بالأمان على الجميع في هذه المناسبة.


مقالات ذات صلة

«حماس»: إسرائيل وضعت شروطاً جديدة أدت لتأخير التوصل لاتفاق وقف النار في غزة

المشرق العربي فتاة تراقب الناس وهم يتفقدون موقع القصف الإسرائيلي على الخيام التي تؤوي الفلسطينيين النازحين من بيت لاهيا في مخيم بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

«حماس»: إسرائيل وضعت شروطاً جديدة أدت لتأخير التوصل لاتفاق وقف النار في غزة

قالت حركة «حماس»، في بيان لها، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل وضعت شروطاً جديدة مما أدى إلى تأخير التوصل للاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.

العالم بابا الفاتيكان في رسالته بمناسبة عيد الميلاد بعنوان «لمدينة روما والعالم» (أ.ب)

البابا فرنسيس في رسالة الميلاد: «لتصمت الأسلحة»

جدد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، دعوته إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي جانب من قداس منتصف الليل في بيت لحم (إ.ب.أ)

الحرب على غزة ودمارها الموضوع الرئيسي بقداس منتصف الليل في بيت لحم

خيَّمت الحرب المدمرة في قطاع غزة على قداس منتصف الليل في بيت لحم الذي ترأسه بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا.

«الشرق الأوسط» (بيت لحم)
المشرق العربي مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني يحملون شخصاً أصيب في غارة على سيارة مدنية فلسطينية من قبل القوات الإسرائيلية بعد وصوله لتلقي الرعاية الطبية بمستشفى الأهلي العربي (أ.ف.ب)

دعوة أممية لتقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في غزة

دعا مكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مجدداً إلى تقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في قطاع غزة المحاصر، وخاصة للمستشفيات في الشمال.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رجلان يسيران أمام جدار مغطى بصور لرهائن إسرائيليين في غزة (أ.ف.ب)

تقرير: الإجراءات العسكرية الإسرائيلية كان لها «تأثير على قتل حماس» 6 رهائن

كشف تحقيق عسكري نُشر، اليوم الثلاثاء، عن أن أنشطة للجيش الإسرائيلي كان لها «تأثير» على قرار «حماس» قتل ستة رهائن في غزة في أغسطس (آب).

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

تعاون أمني عراقي ـ تركي لتطويق تداعيات أحداث سوريا

وكيل وزير الداخلية التركي منير أوغلو لدى استقباله وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري (موقع وزارة الداخلية)
وكيل وزير الداخلية التركي منير أوغلو لدى استقباله وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري (موقع وزارة الداخلية)
TT

تعاون أمني عراقي ـ تركي لتطويق تداعيات أحداث سوريا

وكيل وزير الداخلية التركي منير أوغلو لدى استقباله وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري (موقع وزارة الداخلية)
وكيل وزير الداخلية التركي منير أوغلو لدى استقباله وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري (موقع وزارة الداخلية)

بدأ وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، زيارة إلى تركيا، اليوم الأربعاء، بينما أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن العراق تمكن من تجاوز التحديات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، التي كادت تعصف بالعالم أجمع.

وفي وقت يشهد العراق جدلاً في كيفية التعاطي مع ما حصل في سوريا، وتأثيره على العراق، سواء على صعيد محاربة تنظيم «داعش» أو إمكانية حصول ضربة إسرائيلية تستهدف الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، فإن السوداني حاول طمأنة الداخل العراقي، وقال في كلمة متلفزة له بمناسبة أعياد الميلاد: «تمكنا بفعل تكاتف ووحدة الموقف الوطني من مواجهة التحديات التي حصلت في المنطقة، والتي كادت آثارها تمتد إلى كل دول المنطقة والعالم»، مردفاً بالقول: «واجهنا تلك التحديات بخطاب وطني موحد مسؤول»، وأضاف: «أسهمنا في إبعاد بلادنا عن ساحة الحروب والصراعات».

لكن العراق وفي ضوء تجاربه السياسية والميدانية فإن حدوده مع ثلاث من دول جواره الست تشهد توترات دائمة تؤثر على أمنه الوطني. ففي حين تبدو الحدود شبه مفتوحة بين العراق وإيران، وهو ما يترك تأثيره على صعيد عمليات التهريب لاسيما المواد الممنوعة، فإن الحدود مع تركيا تشهد توترات دائمة بسبب إشكالية حزب العمال الكردستاني وتوغل القوات التركية إلى داخل الأراضي العراقية.

أما سوريا فإنه وبسبب عدم السيطرة على الحدود بين البلدين التي تبلغ نحو 630 كم فقد كانت طوال العقدين الماضيين ممراً لدخول وخروج الجماعات الإرهابية من وإلى العراق قبل سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي سياق عمليات تأمين الحدود بين البلدين، أقامت السلطات العراقية سواتر وتجهيزات مُحكمة على امتداد الحدود للحيلولة دون حصول خرق مثل الذي حصل عام 2014 عندما تمكن تنظيم «داعش» من احتلال ثلث الأراضي العراقية، بدءاً من مدينة الموصل وصولاً إلى أطراف العاصمة العراقية بغداد.

مخاوف أمنية سياسية

وفي حين لا تزال بغداد تنتظر المزيد من التطمينات من حكام سوريا الجدد، فإن العلاقة العراقية ـ التركية لا تزال تشهد عدداً من الإشكاليات حيث تختلط فيها ملفات عدة من المياه إلى حزب العمال الكردستاني إلى الاقتصاد.

وفي هذا السياق تأتي زيارة وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري إلى أنقرة، اليوم الأربعاء، على رأس وفد أمني رفيع المُستوى، تلبيةً لدعوة رسميَّة تلقاها من نظيره التركيّ علي يرلي قايا.

وجاء في بيان صادر عن السفارة العراقية في أنقرة، أن «وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، وصل إلى العاصمة التركيَّة أنقرة، على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة رسمية تلقاها من نظيره التركي، علي يرلي قايا»، وقال البيان إنه «من المقرر أن يعقد الشمري جلسة مباحثات ثنائية رسمية مع نظيره التركي، تتناول عدداً من الملفات المشتركة بين الجانبين، إذ سيبحثان أُطر التعاون المشترك في عدد من الملفات المهمة، خصوصاً في مكافحة الجريمة بجميع أشكالها وتبادل المعلومات والخبرات وتأمين الحدود المشتركة».

وفي سياق متابعة العراق لملف الإرهاب داخل أراضيه مع إمكانية زيادة وتيرته؛ بسبب ضبابية المشهد السوري، ودخول تركيا على الخط بقوة، في وقت تشهد الحدود المشتركة بين البلدان الثلاثة المزيد من التوتر بسبب الاحتكاك الحالي بين الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا وقوات «قسد» المدعومة من أميركا، فإن الأجهزة الأمنية العراقية تتابع بدقة تحركات خلايا «داعش» النائمة.

وفي هذا السياق فإنه وبعد أيام من رفع علم «داعش» على مدرسة في إحدى قرى كركوك فقد تعرضت المدرسة لهجوم مسلح أسفر عن إصابة حارسها جنوب غربي المحافظة، وطبقاً لمصدر أمني فإن حارس المدرسة «تعرض لإطلاق نار من مجهولين أسفر عنه إصابته بجروح»، مبيناً أن «المهاجمين فروا إلى جهة مجهولة بعد إطلاق النار».

وفي نينوى بالقرب من الحدود المشتركة بين العراق وتركيا وسوريا نفذت قوة أمنية مشتركة عملية شاملة لتفتيش وتطهير مناطق غرب نينوى، وشملت العملية مسح وتفتيش جبال بادوش، وجبال عداية، وجبل عطشانة، والمناطق المحيطة بها، كما تضمنت إجراءات التدقيق الأمني لبيانات المواطنين بهدف القبض على المطلوبين، وتمكنت القوات المشتركة من رفع ومعالجة عدد من المخلفات الحربية.