الأردن: القبض على أشخاص مرتبطين مباشرة بعصابات المخدرات الإقليمية

صورة مقدمة من (القوات المسلحة الأردنية) لأسلحة ومخدرات ضُبطت في عملية يوم الاثنين
صورة مقدمة من (القوات المسلحة الأردنية) لأسلحة ومخدرات ضُبطت في عملية يوم الاثنين
TT

الأردن: القبض على أشخاص مرتبطين مباشرة بعصابات المخدرات الإقليمية

صورة مقدمة من (القوات المسلحة الأردنية) لأسلحة ومخدرات ضُبطت في عملية يوم الاثنين
صورة مقدمة من (القوات المسلحة الأردنية) لأسلحة ومخدرات ضُبطت في عملية يوم الاثنين

أكد الأمن العام الأردني إلقاء القبض على تسعة أشخاص، ستة منهم مصنفون بـ«خطرين جدا ومسلحين»، وهم على ارتباط مباشر بعصابات المخدرات الإقليمية ومهربيها على طول الحدود الشمالية الشرقية.

وأكد الأمن العام في بيان صحافي أن بين الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم من يقوم بدور المتسلم للمواد المخدرة وتخزينها داخل المملكة، تمهيداً لإعادة تهريبها لدول مجاورة أو الاتجار بها داخل المملكة.

وكانت القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي)، قد أعلنت، الاثنين، وقوع اشتباكات مسلحة مع مجموعات قادمة من الأراضي السورية حاولت إدخال كميات كبيرة من المخدرات وأسلحة صاروخية، جرى ضبطها، في حين سُجل عدد من الإصابات بين أفراد قوات حرس الحدود حالتهم الصحية بين الخفيفة والمتوسطة، ليُعلن الجيش أن الاشتباكات توقفت مساء الثلاثاء.

رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الحنيطي يتابع مجريات الاشتباكات على الحدود ليلة الاثنين (القوات المسلحة الأردنية)

وكشف الأمن الأردني عن تنفيذ قوة أمنية متخصصة تساندها إدارة مكافحة المخدرات مجموعة من الحملات والمداهمات الأمنية المتزامنة، شملت مواقع صحراوية في منطقة الرويشد شرقي البلاد.

وأضاف أن الفرق الأمنية واصلت، منذ صباح الأربعاء، حملاتها لملاحقة وإلقاء القبض على مجموعة من أخطر تجار المخدرات ومهربيها، ممن فرّوا وتواروا عن الأنظار مع بداية تنفيذ الحملات الأمنية والمداهمات في منطقة الرويشد منذ أشهر.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام إن الحملة الأمنية جاءت بعد جهد وعمل استخباري استمر لأشهر جرى خلاله تحديد مواقع اختباء أولئك الأشخاص ضمن مناطق صحراوية وعرة، لجأوا إليها لمتابعة نشاطاتهم الجرمية، لافتاً أن الفرق الأمنية المتخصصة وضعت خطط المداهمة الملائمة لطبيعة المنطقة وجغرافيتها، وبدأت بتنفيذها.

دورية للجيش الأردني على الحدود مع سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأضاف، أن الأشخاص المطلوبين والملاحقين بادروا بإطلاق النار بشكل مباشر باتجاه القوة الأمنية التي طبقت قواعد الاشتباك وتمكنت من السيطرة وإلقاء القبض عليهم، دون وقوع أي إصابة بين صفوف القوة الأمنية، فيما أصيب أحد المطلوبين وأُسعف للعلاج.

وتابع الناطق الإعلامي، أنه ضبط بحوزة المقبوض عليهم كميات كبيرة من المواد المخدرة: 720 ألف حبة مخدرة، و1565 كف حشيش، و21 سلاحا نارياً، وكميات كبيرة من الذخائر، وأجهزة اتصال ومناظير.

صورة مقدمة من (القوات المسلحة الأردنية) لأسلحة ومخدرات ضُبطت في عملية يوم الاثنين

وكانت مصادر قد تحدثت إلى «الشرق الأوسط» في وقت سابق عن توفر «معلومات كاملة لارتباط عصابات التهريب القادمة من الداخل السوري بمجموعات محلية، بهدف تجارة المخدرات»، وأن حجم ونوعية الأسلحة المضبوطة يكشفان أن السلاح المهرب هو بهدف مرافقة قوافل التهريب، في حين توقعت المصادر أن تشهد «الساعات المقبلة عمليات نوعية ومداهمات لعدد من المواقع المشتبه بوجود مهربين محليين بحوزتهم كميات من المخدرات والسلاح».

ونشرت «الشرق الأوسط» في وقت سابق أن «هناك حواضن لاستقبال المخدرات في الداخل الأردني، وأن الحواضن بدأت تلجأ إلى العنف والإجرام لتسلُّم المواد المهربة، مستخدمين السلاح ضد القوات المسلحة على الحدود، وهو موضوع سيُتَعامَل معه بكل حزم».

كما ذكرت أن «حملة أمنية وشيكة ستمتد إلى الداخل الأردني، وتشمل من يتعاون مع شبكات التهريب الخارجية، ويحمي مرورها». في وقت كان الهدف من تسليح المهربين القادمين من الأراضي السورية والمتعاونين معهم من الداخل الأردني «هو أن يكونوا أكثر قدرة على تهريب المخدرات العابرة للحدود، في حين أن الأسلحة المرافقة لتهريب المخدرات، هدفها حماية العمليات، وتعزيز قوة الشبكات الداخلية المرتبطة بها داخل المملكة، وتوجيه هذه الأسلحة نحو القوات المسلحة والأمن الأردني».


مقالات ذات صلة

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

العالم تتلقى امرأة المساعدة عندما أحرق مدنيون غاضبون جثث أفراد عصابة مشتبه بهم في هايتي (رويترز)

العالم يخسر المعركة ضد الجريمة المنظمة

العصابات الدولية تعيد تشكيل خريطة الجريمة باستخدام التكنولوجيا والمخدرات، في وقت تبدو فيه الحكومات متأخرة عن مواكبة هذا التطور.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
أوروبا ساحة بلازا دي كولون في إسبانيا (رويترز)

إسبانيا: العثور على 20 مليون يورو مخبأة بجدران منزل رئيس مكافحة الاحتيال السابق

اعتقلت السلطات الإسبانية الرئيس السابق لقسم مكافحة الاحتيال وغسل الأموال في الشرطة الوطنية الإسبانية، بعد العثور على 20 مليون يورو مخبَّأة داخل جدران منزله.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا الأميركي روبرت وودلاند داخل قفص المحكمة (أ.ب)

رفض استئناف أميركي مدان بتهريب المخدرات في روسيا

تتهم واشنطن موسكو باستهداف مواطنيها واستخدامهم أوراق مساومة سياسية، بيد أن المسؤولين الروس يصرون على أن هؤلاء جميعاً انتهكوا القانون.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون صودرت شمال غربي سوريا أبريل 2022 (أ.ف.ب)

دمشق ترفع وتيرة القبض على شبكات ترويج المخدرات

تشهد سوريا ارتفاعاً ملحوظاً في نشاط حملة مكافحة المخدرات التي تشنّها الحكومة على شبكات ترويج وتعاطي المخدرات في البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ليلة رعب دامية عاشتها بيروت قبل وقف إطلاق النار

لبنانيون خرجوا من منازلهم ليلاً بعد تحذيرات إسرائيلية بقصف بيروت قبل وقف إطلاق النار (رويترز)
لبنانيون خرجوا من منازلهم ليلاً بعد تحذيرات إسرائيلية بقصف بيروت قبل وقف إطلاق النار (رويترز)
TT

ليلة رعب دامية عاشتها بيروت قبل وقف إطلاق النار

لبنانيون خرجوا من منازلهم ليلاً بعد تحذيرات إسرائيلية بقصف بيروت قبل وقف إطلاق النار (رويترز)
لبنانيون خرجوا من منازلهم ليلاً بعد تحذيرات إسرائيلية بقصف بيروت قبل وقف إطلاق النار (رويترز)

ليلة دامية عاشتها العاصمة اللبنانية بيروت، أمس، وكل سكانها أو مَن نزحوا إليها، قبل ساعات قليلة من إعلان وقف إطلاق النار؛ إذ تعرضت مناطق كثيرة، مثل بربور، والخندق الغميق، والحمرا، ومارالياس، للاستهداف الإسرائيلي، وكان لمنطقة النويري الحصة الأكبر من الاستهدافات المتكررة طوال مدة العدوان.

تروي زينب، من سكان النويري، لـ«الشرق الأوسط» كيف عاشت رعباً شديداً طوال ليلة أمس، بداية حين تم استهداف أحد المباني في منطقة النويري قرب مجمع خاتم الأنبياء، في فترة بعد الظهر، ومن ثمّ في الليل حين اشتد القصف على بيروت.

وتقول: «كنت في زيارة لإحدى صديقاتي، تعمل في متجر يقع في الشارع الموازي لمجمع خاتم الأنبياء، حين حدثت الغارة الأولى، فسقطت وشعرت بذرات الزجاج وهي تسقط على رأسي، عشت خوفاً لا يمكن وصفه، أو حتّى نسيانه في وقت قريب، لكن الحمد لله أننا ما زلنا على قيد الحياة».

تسكن زينب، على بُعد مبنيين من المبنى الذي تمّ استهدافه وفيه أحد فروع مؤسسة «القرض الحسن».

تقول زينب إنها لم تغادر منزلها، وفضلت البقاء فيه، متسائلة: «إلى أين نذهب؟ كل بيروت كانت تحت مرمى الاستهداف الإسرائيلي ليلة البارحة، وكلنا غير آمنين، لم يكن لنا حول ولا قوة».

في الفترة ما بين التحذير الإسرائيلي وتنفيذ الغارة هناك، عاش الناس لحظات صعبة للغاية ممزوجة بين الخوف والحيرة والعجز. تصف زينب مشهد الشارع: «أطفال ونساء يهرعون، ولا أحد يعلم الوجهة. صوت الرصاص التحذيري الذي أطلقه أبناء المنطقة عمّ المكان، نحن في شارع شعبي والزحمة طاغية. شاهدت مجموعة شبان يخرجون سيدة عجوز مقعدة، كانت تخبرهم أنه لا يوجد مكان تذهب إليه، قلت في نفسي، ما هذا الذل الذي نعيشه».

سيدة تتفقد منزلها وتحتمي بشمسية في حي مدمر بعد تنفيذ وقف إطلاق النار (رويترز)

«كأنها النكبة» تقول السيدة مختصرة ما عاشته ليل أمس، في وقت هرع سكان راس بيروت، ومنطقة الحمرا، باتجاه الجامعة الأميركية بوصفها «ملاذاً آمناً»، ولن يستهدفها القصف الإسرائيلي. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السكان المحيطين بمبنى الجامعة حاولوا الاحتماء داخل حرمها لكنه سمح فقط للموظفين وعائلاتهم، وطلاب مقيمين، وأجانب، بالدخول وقضاء الليلة داخل أسوارها، فيما بقي كثيرون مرابطين عند أسوارها الخارجية طلباً للحماية.

اليوم، تبدو معالم الحرب واضحة على بيروت وأحيائها. أبنية متضررة، شاهدة على همجية العدوان المتكرر. شبان من أبناء المنطقة، يعملون على إزالة الردم والتنظيف. غالبية المتاجر مقفلة، باستثناء القليل الذي لم يتضرر، مثل المتجر الذي يبيع خطوط الهاتف، وإحدى الصيدليات، ومطعم فتح أبوابه أمام الناس لشراء الطعام.

في الشارع نفسه، متجر لبيع العطور يقول أحد العاملين فيه لـ«الشرق الأوسط»: «لم نقفل اليوم أبوابنا، بسبب إعلان وقف الحرب، لكننا في الأصل، اعتدنا أن تستهدفنا إسرائيل، وفي اليوم التالي نعيد فتح أبوابنا أمام الزبائن، فلا خيار ثان أمامنا، هذا مصدر رزقنا».

في منطقة البسطا الفوقا القريبة من وسط بيروت، يسكن رجل سبعيني جاء يتفقد المكان. يروي لـ«الشرق الأوسط» كيف كان وقع الضربات عليهم بالأمس وقبل أيام أيضاً.

ويقول: «هذا متوقع من عدو مثل إسرائيل، وهذا ما اختبرناه في حروبنا السابقة، المهم أنه تمّ وقف إطلاق النار، وفور إعلانه تماماً، غادرت الناس إلى قراها حتّى الحدودية منها».

وعلى مدخل الخندق الغميق تبدو آثار الاستهداف واضحة. وتقول رمزية، إحدى سكان المنطقة النازحين من الضاحية الجنوبية لبيروت: «كانت ليلة الأمس استثنائية في الرعب الذي أحدثته، ربما ليس لها مثيل طوال مدة العدوان، ضربات مكثفة وقوية في بيروت، لكن الخوف الأكبر شعرت به حين حصلت هذه الضربة تحديداً».

وتضيف: «لم أتمكن من النوم حتى الساعة السادسة صباحاً، لكن ما كان يعزينا أن هناك اتفاقاً ما سيحصل، وبأن وقف إطلاق النار بات قريباً، لذا عشنا مشاعر مزدوجة، بين الفرح باقتراب عودتنا، والحزن على كل هذا الدمار والقتل، والخوف لأن لا ثقة بإسرائيل، فربما تعود وتستهدفنا، تحت أيّ ذريعة».