مئات الإيزيديين يرفعون دعوى قضائية ضد شركة إسمنت فرنسية بسبب دعمها لـ«داعش»

الإيزيدية العراقية نادية مراد الحائزة جائزة «نوبل» للسلام لعام 2018 (رويترز)
الإيزيدية العراقية نادية مراد الحائزة جائزة «نوبل» للسلام لعام 2018 (رويترز)
TT

مئات الإيزيديين يرفعون دعوى قضائية ضد شركة إسمنت فرنسية بسبب دعمها لـ«داعش»

الإيزيدية العراقية نادية مراد الحائزة جائزة «نوبل» للسلام لعام 2018 (رويترز)
الإيزيدية العراقية نادية مراد الحائزة جائزة «نوبل» للسلام لعام 2018 (رويترز)

رفع المئات من الأميركيين الإيزيديين، بقيادة نادية مراد الحائزة جائزة «نوبل» للسلام، دعوى قضائية ضد شركة «لافارج» الفرنسية للإسمنت يوم الخميس، واتهموها بالتآمر؛ لتقديم دعم مادي لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا.

ويمثل المدعين، وجميعهم مواطنون أميركيون، المحامية المتخصصة في حقوق الإنسان أمل كلون، والدبلوماسي الأميركي المخضرم السابق لي ولوسكي. ومقيمو الدعوى وعائلاتهم من الناجين من عنف «داعش»، الذي بدأ عندما استهدف مسلحو التنظيم موطن الإيزيديين في سنجار بشمال العراق عام 2014.

وبحسب الدعوى المرفوعة أمام محكمة اتحادية في نيويورك، فإن «لافارج» «ساعدت وحرّضت على أعمال إرهاب دولي ارتكبتها (داعش)، وتواطأت مع التنظيم ووسطائه، ويتعين عليها دفع تعويضات للناجين».

وأقرت «لافارج» أمام محكمة أميركية، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، بالذنب في تهمة تقديم أموال لجماعات تصنفها الولايات المتحدة «إرهابية»، بما في ذلك تنظيم «داعش»، حتى تتمكن الشركة من مواصلة تشغيل أعمالها في سوريا. ووافقت «لافارج»، التي أصبحت جزءاً من شركة «هولسيم» المدرجة في البورصة السويسرية عام 2015، على دفع 778 مليون دولار غرامات في إطار اتفاقية الإقرار بالذنب.

وقالت كلوني، في بيان: «من الصادم أن تعمل شركة عالمية رائدة جنباً إلى جنب مع (داعش) بينما كان التنظيم يعدم مدنيين أميركيين ويرتكب إبادة جماعية ضد الإيزيديين».

وعندما أقرت «لافارج» بالذنب أمام محكمة أميركية العام الماضي، أشارت «هولسيم»، في بيان، إلى أنها غير متورطة في الأمر، وأنها «لم تعمل مطلقاً في سوريا».

وجاء في الدعوى المرفوعة ضد «لافارج»: «قبل وأثناء وبعد الوقت الذي نفذ فيه التنظيم هذه الهجمات الوحشية على الإيزيديين، كان المتهمون يدفعون ويتآمرون مع التنظيم».

وقالت مراد، التي حصلت على نوبل للسلام عام 2018؛ لجهودها لإنهاء استغلال الاغتصاب سلاحاً في الحرب: «عندما هاجم (داعش) سنجار، قُتلت عائلتي، وتعرّضت للاسترقاق. وواجهت الاستغلال والاعتداء كل يوم حتى هروبي».

وتابعت: «لسوء الحظ، قصتي ليست فريدة من نوعها بين الإيزيديات. إنها حقيقة عاشتها آلاف الإيزيديات. والأمر الأكثر مأساوية هو أن الرعب الذي تعرضنا له حدث على مرأى ودعم من شركات قوية مثل (لافارج)».

وأقامت عائلات عامل إغاثة أميركي وجنود أميركيين قُتلوا جميعاً أو أُصيبوا على يد تنظيم «داعش» وجماعة «جبهة النصرة» دعوى قضائية مماثلة ضد «لافارج» في يوليو (تموز).


مقالات ذات صلة

أميركا تعتقل أفغانيا بتهمة التخطيط لشن هجوم يوم الانتخابات

الولايات المتحدة​ أرشيفية لوزير العدل الأميركي ميريك غارلاند

أميركا تعتقل أفغانيا بتهمة التخطيط لشن هجوم يوم الانتخابات

قالت وزارة العدل الأميركية اليوم الثلاثاء إن رجلا أفغانيا اعتُقل في ولاية أوكلاهوما بتهمة التخطيط لشن "هجوم إرهابي" في يوم الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

تحريك دعوى قضائية في ألمانيا ضد 3 مراهقين للاشتباه بإعدادهم لهجوم إرهابي إسلاموي

حرك الادعاء العام الألماني دعوى قضائية ضد 3 مراهقين من ولاية شمال الراين-ويستفاليا بتهمة الإعداد لهجوم إرهابي إسلاموي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف )
المشرق العربي طائرة من سلاح الجو العراقي خلال إحدى المهمات ضد تنظيم «داعش» (أرشيفية - واع)

العراق: المجال الجوي غير مؤمّن بالكامل

أقر العراق بأن مجاله الجوي غير مؤمّن بالكامل، في حين أكد اتخاذ إجراءات لتحسين القدرات الدفاعية بعد التعاقد مع كوريا الجنوبية قبل أشهر لامتلاك منظومة متطورة.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي الجيش العراقي يُطلق النار على مسلحي «داعش» عام 2017 (رويترز)

العراق: انفجار قنبلة يصيب 4 في كركوك

كشفت مصادر بالشرطة أن أربعة أصيبوا عندما انفجرت قنبلة على جانب أحد الطرق في مدينة كركوك بشمال العراق اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي عناصر من القوات الحكومية في البادية (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

دمشق تواصل تمشيط البادية شرق حمص وملاحقة «داعش» بدعم من الطيران الروسي

رجّحت مصادر محلية أن يكون هدف حملة تقوم بها قوات تابعة لدمشق هو تأمين طرق البادية السورية الواصلة بين مناطق الحدود مع العراق ومحافظة حمص.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

إسرائيل تخوض المعارك البرية على 6 جبهات متزامنة وتقصف ساحل جبل لبنان

جندي إسرائيلي ينقل أعتدة عسكرية تقول إسرائيل إنها ضبطتها خلال العملية البرية في جنوب لبنان (أ.ب)
جندي إسرائيلي ينقل أعتدة عسكرية تقول إسرائيل إنها ضبطتها خلال العملية البرية في جنوب لبنان (أ.ب)
TT

إسرائيل تخوض المعارك البرية على 6 جبهات متزامنة وتقصف ساحل جبل لبنان

جندي إسرائيلي ينقل أعتدة عسكرية تقول إسرائيل إنها ضبطتها خلال العملية البرية في جنوب لبنان (أ.ب)
جندي إسرائيلي ينقل أعتدة عسكرية تقول إسرائيل إنها ضبطتها خلال العملية البرية في جنوب لبنان (أ.ب)

كثفت القوات الإسرائيلية محاولات التوغل في الأراضي اللبنانية من القطاع الشرقي، واستأنفت الهجمات من محاور عديدة شمالاً من إصبع الجليل مقابل بلدة العديسة، وإلى الجنوب مقابل ميس الجبل ومحيبيب، وعلى أطراف مارون الراس، بالتزامن مع محاولات توغل للمشاة في الناقورة، مقابل رشقات صاروخية أطلقها «حزب الله» هي الأوسع نطاقاً باتجاه حيفا وعكا والكريوت وصفد وكريات شمونة، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في ثلاثة مواقع على الأقل شمال إسرائيل.

ناقلة جند إسرائيلية على الحدود مع لبنان (رويترز)

وبعد 9 أيام على اختبار دفاعات «حزب الله» في أكثر من موقع بالقطاع الشرقي، نفذت القوات الإسرائيلية محاولات اختراق على ستة محاور على الأقل، بينها محور ميس الجبل – محيبيب الواقعة في منطقة وسطى بين مارون الراس وكفركلا، بعد فشل التقدم باتجاه كفركلا والعديسة الأسبوع الماضي، وذلك في محاولة لاختراق دفاعات الحزب في القطاع الشرقي على أكثر من جبهة، وتشتيت القوة الدفاعية. وتزامنت تلك المحاولات مع محاولات أخرى في القطاع الغربي في اللبونة ومحيط الناقورة، حيث قال الحزب إنه تصدى لمحاولات التوغل.

إنفوغراف يُبرز توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبننا (الشرق الأوسط)

مُسيَّرات في الميدان

وقال الحزب في بيانات متتالية وصل عددها إلى 22 بياناً، مساء الأربعاء، إن مقاتليه استهدفوا تجمعات لقوات إسرائيلية خلف بلدة مارون الراس، وفي مرتفع القلع في بليدا، ومحاولة تسلل لقوات مشاة في رأس الناقورة تجاه «المشيرفة»، وفي كروم المراح في ميس الجبل، ومسكافعام المحاذية للعديسة وكفركلا، ومحاولة التسلل إلى منطقة اللبونة بالقطاع الغربي، محاولةً التقدم إلى ميس الجبل ومحيبيب من عدة أماكن. وأعلن مساء أن مقاتليه استهدفوا قوة لجنود إسرائيليين حاولت التسلل من منطقة رأس الناقورة تجاه «المشيرفة» بمحلِّقة انقضاضية وأصابت هدفها بدقة.

وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن كبير مستشاري وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قد أُصيب خلال الاشتباكات عند الحدود مع لبنان.

نيران اشتعلت في كريات شمونة بفعل صواريخ «حزب الله» (رويترز)

وعكست بيانات الحزب والصور التي ينشرها الجيش الإسرائيلي، اعتماداً إسرائيلياً أساسياً على المشاة في محاولات التقدم، من دون استخدام المدرعات في محاولات التوغل، وذلك بعد استهداف أربع مدرعات الأسبوع الماضي في مستهل العملية البرية على محوري يارون ومارون الراس. وأظهرت الصور ذخائر جديدة مخصصة لاستهداف الأفراد تستخدمها في الجنوب، حسبما يقول خبراء عسكريون.

كثافة صواريخ

وإلى جانب إعلانه التصدي لمحاولات قوات إسرائيلية التوغل داخل الأراضي اللبنانية، كثف «حزب الله» إطلاق الصواريخ في أوسع مروحة استهدافات بدأت من الجولان شرقاً، ووصلت إلى خليج حيفا والكريات غرباً على الساحل، مروراً بمدن كبيرة مثل صفد وطبريا وكريات شمونة، التي قُتل شخصان فيها إثر سقوط صواريخ من لبنان، حسبما أعلنت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية.

ويعد القتيلان أول قتيلين مدنيين يسقطان في إسرائيل جراء صواريخ تُطلَق من لبنان منذ تصعيد الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد «حزب الله» في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي.

عاملون بالدفاع المدني يعملون في موقع غارة إسرائيلية استهدفت مركز إيواء للنازحين في ساحل جبل لبنان (أ.ب)

وغالباً ما تُستهدف كريات شمونة التي يبعد وسطها كيلومترين فقط عن الحدود مع لبنان بصواريخ يطلقها «حزب الله»، وقد أعلنها الجيش منطقة عسكرية مغلقة قبل أشهر عدة. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن «نحو 20 مقذوفاً» أُطلقت على المدينة بعد الظهر من لبنان.

ودوَّت صافرات الإنذار بشكل متواصل في شمال إسرائيل، الأربعاء، بما في ذلك مدينة حيفا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه جرى إطلاق 180 صاروخاً من لبنان، بينها 40 صاروخاً دفعة واحدة أُطلقت تجاه حيفا في رشقة واحدة، وبعضها تم اعتراضه فيما سقط البعض الآخر في المنطقة.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق نحو 90 صاروخاً من لبنان باتجاه الشمال خلال ثماني دقائق فقط، واستهدفت مواقع في الجولان وصفد وشمال طبريا. وقال «حزب الله» إنه أطلق صواريخ باتجاه قاعدة راعم العسكرية جنوب الجولان، واستهدف تجمعاً للجنود في مستعمرة أمنون شمال طبريا، وتجمعاً آخر في مستعمرة حتسور، وتجمعاً في مدينة صفد.

وأفادت القناة 14 الإسرائيلية بأنه تم تفعيل منظومة «مقلاع داوود»، في محاولة لاعتراض صاروخين أُطلقا من لبنان تجاه منطقة الكرمل.

رجال إطفاء إسرائيليون يعملون في موقع سقوط صواريخ في كريات شمونة (إ.ب.أ)

185 غارة في لبنان

يأتي تكثيف إطلاق الصواريخ غداة تهديد نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، بأن الحزب سيضاعف إخلاء المستوطنات الشمالية، وذلك في ردّ على القصف الإسرائيلي لمواقع مأهولة واستهداف المدنيين في لبنان.

وبينما تراجعت الغارات على الضاحية إلى غارتين خلال 24 ساعة، استهدفت غارة جوية بلدة الوردانية الواقعة على ساحل الشوف في جبل لبنان، وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن إسرائيل شنت هجوماً على بلدة الوردانية، شمال صيدا على طول الساحل، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عشرة. كما نفَّذت عشرات الغارات الجوية في أكثر من موقع، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم مسعفون.

وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو هاجم أكثر من 185 هدفاً على مدار الـ24 ساعة الأخيرة في لبنان. وقال إنه استهدف خلايا العناصر والبنى التحتية العسكرية والمباني العسكرية ومواقع الاستطلاع ومنصات إطلاق القذائف الصاروخية ومخازن الأسلحة.