رفح تعج بالبشر... وببطون جائعة في العراء

فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)
TT

رفح تعج بالبشر... وببطون جائعة في العراء

فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)
فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)

تتقاطر حشود النازحين إلى مدينة رفح الحدودية، وتتكدس خيام لا يَعرف ناصبوها متى يفككونها ويعودون إلى منازلهم، وسط حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة دخلت شهرها الثالث.

فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة جنوباً باتجاه رفح (أ.ف.ب)

يومياً، تسجل مدينة رفح الصغيرة، معقل النزوح الأخير الملاصق للحدود المصرية، عشرات الآلاف من حالات النزوح الجديدة، حتى وصل العدد لأكثر من 470 ألف نازح، يُضافون إلى 280 ألفاً هو عدد سكان المدينة، وفق أحدث إحصائيات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

فلسطينيون يفرّون من خان يونس جنوباً باتجاه رفح يقودون سياراتهم عبر شريط ضيق من طريق صلاح الدين لتجنب حفرة سببها القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

«لا مقومات للحياة في هذه المدينة»، عبارة ترددت على ألسن سكان ونازحين تحدّثوا إلى «وكالة أنباء العالم العربي»، لدى سؤالهم عن وصف واقع العيش في ظل قطار نزوح لا يتوقف.

تقول أم محمد أبو صفية، التي نزحت من مدينة غزة إلى رفح مع ستة من أبنائها الأطفال، إنها لا تجد ما تسدُّ به جوعهم مع شُح المساعدات المقدَّمة من الوكالات الأممية وانعدام قدرتها على الشراء.

النازحون الفلسطينيون الذين فرّوا من منازلهم بسبب الضربات الإسرائيلية يستعدون لخبز الخبز بجوار خيمة في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

وتضيف: «لم يبق إلا أن نضع الحجارة في القِدر، كما حدث في زمن عمر بن الخطاب، لنُسكت الأطفال ونُوهمهم بأن هناك طبقاً يُعدّ».

وتمضي قائلة: «لا نملك مالاً لشراء أي شيء، ونعتمد على ما تُوزعه الأونروا علينا، كل يومين أو ثلاثة، للحصول على علبة واحدة من المعلّبات».

من نزوح إلى نزوح

يشكو أيضاً إياد حسونة من سوء الحال وعدم قدرة النازحين حتى على توفير خيمة تؤويهم، فحتى الخيام لا توزعها الهيئات الأممية على النازحين.

هذا ثاني نزوح لحسونة، خلال الحرب، ففي المرة الأولى نزح من جباليا بشمال قطاع غزة إلى وسط القطاع، وبعدها غادر إلى رفح.

أطفال صغار يدفعون عربة نقل محملة في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

يقول: «عليك أن توفر لنفسك ولعائلتك مسكناً أو خيمة أو أي شيء. للأسف لم يتمكن كثيرون من توفير هذا المسكن، وظلُّوا في العراء بانتظار مَن يمدُّ لهم يد العون».

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مدينة رفح ربما تضطر قريباً لاستضافة نصف سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في ظل اشتداد الحرب في شمال القطاع وجنوبه.

دخان تصاعد جراء القصف الإسرائيلي في رفح جنوب غزة (رويترز)

وقال توماس وايت، مدير قسم غزة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في بيان، الأسبوع الماضي، إن أوامر الإخلاء المتتابعة التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، من شأنها أن تضيف نصف مليون نازح آخر للمدينة.

ولا يجد أهالي رفح، وفق مشاهدات «وكالة أنباء العالم العربي»، حتى ماء شرب نظيفاً، في حين تشهد الأسعار في المدينة ارتفاعاً متزايداً يفوق القدرة الشرائية للسكان، وهو ما يهدد بمجاعات يمكن أن تشهدها المدينة.

ويبدو أن عودة النازحين إلى ديارهم مسألة بعيدة، إذ نقلت «هيئة البث الإسرائيلية»، اليوم الأحد، عن مسؤولين أمنيين قولهم إنه قد يُسمح لبعض النازحين بالعودة إلى منازلهم، خلال شهرين من الآن.

أطفال فلسطينيون نازحون فرّوا من منازلهم بسبب الغارات الإسرائيلية يجلسون داخل سيارة في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

ويُعرب الفلسطينيون، على المستويين الرسمي والشعبي، عن القلق من حشد مزيد من النازحين في مدينة رفح، القريبة من الحدود المصرية، خشية أن يكون هذا النزوح مخططاً إسرائيلياً لتهجير السكان نحو مصر إذا ما بدأت إسرائيل عمليات عسكرية مكثفة في رفح.


مقالات ذات صلة

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

المشرق العربي ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

نفى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وجود أي توتر في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً عن تأييده ومساندته لإسرائيل.

هبة القدسي (واشنطن) علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي القوات الإسرائيلية تطلق قنابل إنارة فوق خان يونس في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: معارك خان يونس أجبرت 180 ألف شخص على النزوح

أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 180 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح خلال أربعة أيام من القتال العنيف حول مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (خان يونس)
الولايات المتحدة​ صورة آخر لقاء جمع الرئيس دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي في 15 سبتمبر 2020 (أ.ب)

نتنياهو يلتقي ترمب بأمل الحصول على تأييد أكبر لإسرائيل

يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقائه بالرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، على نيل تأييد أكبر لأمن إسرائيل.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

أميركا ترجئ ترحيل بعض اللبنانيين بسبب التوتر بين إسرائيل و«حزب الله»

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، أن الولايات المتحدة أرجأت ترحيل بعض المواطنين اللبنانيين من البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 25 يوليو (أ.ب)

البيت الأبيض يحذّر نتنياهو من خطورة تنازلاته للمتطرفين في حكومته

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن اللقاءات الثلاثة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في واشنطن مع بايدن وهاريس وسوليفان، كانت صعبة للغاية.

نظير مجلي (تل أبيب)

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
TT

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)
ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)

نفى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وجود أي توتر في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً عن تأييده ومساندته لإسرائيل. وهاجم المرشح الجمهوري لسباق الرئاسة الأميركي منافسته المحتملة كامالا هارس، مشيراً إلى أن تصريحاتها عقب لقائها بنتنياهو، مساء الخميس، في البيت الأبيض، تنم عن عدم احترام، وطالب حركة «حماس» بإطلاق سراح الرهائن «فوراً».

وقال ترمب، في بداية الاجتماع الموسع مع نتنياهو في مقر إقامته بمنتجع مارلارغو بولاية فلوريدا، إنه لا يعرف كيف يمكن لأي أميركي يهودي أن يصوّت لكامالا هاريس، لأن تصريحاتها تنم عن عدم الاحترام لإسرائيل.

وأشار إلى علاقته الوثيقة بإسرائيل، مؤكداً أنه تمتع كرئيس للولايات المتحدة بعلاقات مع إسرائيل أفضل من أي رئيس أميركي على الإطلاق. وقال: «لقد أيّدت حق إسرائيل في مرتفعات الجولان والقدس، ونقلنا السفارة، وأوقفنا الاتفاق النووي الإيراني، وهو ربما أفضل شيء قمنا به، ولم نمنحهم أموالاً في ظل إدارة ترمب، ولم يكن أحد يشتري نفطهم، والآن أصبحوا دولة غنية، وهذا أمر مؤسف».

ووعد ترمب، إذا فاز في الانتخابات، بإنهاء كل الحروب في منطقة الشرق الأوسط، محذراً من أنه إن لم يفز، فإن الأمر سينتهي إلى حروب كبرى، وربما حرب عالمية ثالثة.

من جانبه، أشار رئيس الوزراء نتنياهو إلى صعوبة مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، وفي إجابته عن أسئلة حول مفاوضات وقف إطلاق النار وإرسال فريق إسرائيلي إلى المفاوضات في العاصمة الإيطالية روما، أوضح أنه يتوقع بعض التحركات التي تأتي بسبب الضغوط العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد «حماس».

وقال: «الموقف صعب للغاية للرهائن، وهم ليسوا في حالة جيدة، ومن الواضح أنهم لا يعاملون بشكل صحيح، ونأمل أن يكونوا بخير، لكن هناك كثيراً من الرهائن، وأنا غير متأكد من صحتهم، وهذا الوضع غير مقبول».

من جهة أخرى، استمع أعضاء مجلس الأمن في نيويورك الجمعة إلى ما سمّاه دبلوماسيون «رجع صدى تقشر له الأبدان» لنساء فلسطينيات يستغثن في غزة لإنقاذ أطفالهن الذين يتضورون جوعاً وتفتك بهم الأمراض إذا نجوا من المستويات الرهيبة من الحملة العسكرية الإسرائيلية في كل أنحاء القطاع.

وكان أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى مساعد الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» مهند هادي، الذي يتولى أيضاً مهمة نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، مكرراً المناشدة من أجل وقف إطلاق النار، وتمكين المنظمات الدولية من تقديم المساعدات للفلسطينيين، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية، والإطلاق الفوري وغير المشروط للرهائن، في مطالبات ردّدتها أيضاً نائبة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى «الأونروا» لشؤون الدعم العملياتي، أنطونيا دي ميو.