إسرائيل تبرر سياستها حيال دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مركز لتعبئة المياه في قطاع غزة (الشرق الأوسط)
مركز لتعبئة المياه في قطاع غزة (الشرق الأوسط)
TT

إسرائيل تبرر سياستها حيال دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مركز لتعبئة المياه في قطاع غزة (الشرق الأوسط)
مركز لتعبئة المياه في قطاع غزة (الشرق الأوسط)

برّرت إسرائيل، الخميس، سياستها للسماح بدخول المساعدات الإنسانية قطاع غزة، بعد انتقادات حادّة بشأن تعاملها مع أزمة إنسانية متزايدة بسبب الحرب التي دخلت شهرها الثالث.

وعقب اندلاع الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، شدّدت إسرائيل حصارها على القطاع، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن الظروف في القطاع «تتدهور إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها»، في ظل شحّ كميات المساعدات التي يُسمح لها بالدخول عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

من جانبها، اتهمت منظمة «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية الدولة العبرية بتعمّد خلق الأزمة للضغط على «حماس».

وأكدت هيئة وزارة الدفاع الإسرائيلية، المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية «كوغات»، بذل ما في وسعها لدخول المساعدات.

وقال الضابط في الهيئة، إلعاد غورين، للصحافيين: «نحاول توسيع المساعدات الإنسانية، وقد دخل أكثر من 60 ألف طن من المساعدات عبر معبر رفح، ونودّ أن يزيد المجتمع الدولي قدراته».

وأضاف: «نسمح بدخول مئات الشاحنات إلى غزة، إنها مجرد مسألة لوجستية، وما يمكن للأمم المتحدة أن تحصل عليه وتوزعه داخل غزة»، متّهماً «حماس» «بأخذ الغذاء من القوافل الإنسانية» لصالحها، «بدلاً من تقديمه لشعب غزة».

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» قد قال، الأربعاء، إن مدينة رفح باتت المنطقة الوحيدة في قطاع غزة التي تُوزَّع فيها المساعدات بكميات محدودة، بينما توقفت بشكل شبه كامل تقريباً في خان يونس، في حين أن الوصول إلى المناطق الواقعة شمالاً غير ممكن.

من جهته، أكد المكتب الإعلامي الحكومي، التابع لحركة «حماس»، الخميس، أن شمال غزة «منطقة مجاعة بعد نفاد المواد الغذائية الأساسية، منذ الأول من ديسمبر (كانون الأول)، حيث لم يجرِ إرسال أي مساعدات إلى مناطق شمال وادي غزة».

وشنّت حركة «حماس»، في السابع من أكتوبر، هجوماً مباغتاً على البلدات الإسرائيلية الحدودية مع قطاع غزة أسفر عن مقتل 1200 شخص، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.

وردّت إسرائيل بقصف قطاع غزة، كما باشرت عملية برية، في 27 من الشهر نفسه، وقُتل في القصف الإسرائيلي 17177 شخصاً في قطاع غزة، وجُرح أكثر من 46 ألفاً؛ غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة، التابعة لـ«حماس».

ومَعبر رفح هو المَنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية المباشرة. وخلال الأسابيع الماضية، سمحت الدولة العبرية بدخول قوافل مساعدات عبر المعبر، لكن المنظمات الإنسانية و«الأمم المتحدة» تؤكد أنها أقلّ بكثير مما يحتاج إليه نحو 2.4 مليون نسمة يقطنون القطاع.

ووفق بيان «بتسيلم»، فإن «إغلاق المعابر والسماح بكمية ضئيلة من المساعدات التي لا يمكن أن تلبي احتياجات المدنيين، بمثابة تجويع متعمَّد للسكان» يحظره القانون الدولي.

وأضافت أن الأزمة الحالية «ليست من الآثار الجانبية للحرب، بل هي النتيجة المباشرة المقصودة من السياسة التي تنفذها إسرائيل»، والتي تهدف إلى «الضغط على حماس».

وأشار إلى أن إسرائيل قامت بإصلاح خطوط المياه، وسمحت بدخول كميات محدودة من الوقود، وإضافة مستودعات إنسانية جديدة في رفح، والسماح للمستشفيات الميدانية التي تديرها الدول العربية بالعمل، وإدخال 6500 طن من المساعدات الطبية.

وأضاف أن الدولة العبرية تشجع «المجتمع الدولي على تعزيز الطواقم الطبية داخل المستشفيات»، و«توفير أماكن إيواء جديدة» للنازحين.


مقالات ذات صلة

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

المشرق العربي ترمب مستقبلاً نتنياهو في «بالم بيتش» أمس (آموس بن - غيرشوم / جي بي أو / د.ب.أ)

ترمب يلتقي نتنياهو وينتقد تصريحات هاريس عن إسرائيل

نفى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وجود أي توتر في العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معرباً عن تأييده ومساندته لإسرائيل.

هبة القدسي (واشنطن) علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي القوات الإسرائيلية تطلق قنابل إنارة فوق خان يونس في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: معارك خان يونس أجبرت 180 ألف شخص على النزوح

أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 180 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح خلال أربعة أيام من القتال العنيف حول مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (خان يونس)
الولايات المتحدة​ صورة آخر لقاء جمع الرئيس دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي في 15 سبتمبر 2020 (أ.ب)

نتنياهو يلتقي ترمب بأمل الحصول على تأييد أكبر لإسرائيل

يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقائه بالرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري، دونالد ترمب، على نيل تأييد أكبر لأمن إسرائيل.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

أميركا ترجئ ترحيل بعض اللبنانيين بسبب التوتر بين إسرائيل و«حزب الله»

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، أن الولايات المتحدة أرجأت ترحيل بعض المواطنين اللبنانيين من البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض 25 يوليو (أ.ب)

البيت الأبيض يحذّر نتنياهو من خطورة تنازلاته للمتطرفين في حكومته

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أن اللقاءات الثلاثة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في واشنطن مع بايدن وهاريس وسوليفان، كانت صعبة للغاية.

نظير مجلي (تل أبيب)

العراق يحقق في اختفاء 50 ألف باكستاني

إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)
إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)
TT

العراق يحقق في اختفاء 50 ألف باكستاني

إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)
إسلام آباد تعتزم تنظيم الزيارات الدينية بعد اختفاء 50 ألف باكستاني في العراق (إ.ب.أ)

أعلن العراق، أمس الجمعة، فتح تحقيق في اختفاء آلاف الباكستانيين، كانوا قد دخلوا البلاد لزيارة المراقد الدينية خلال شهر محرم.

ونقلت صحيفة «الأمة» الباكستانية عن وزير الشؤون الدينية، شودري حسين، أن 50 ألف مواطن باكستاني اختفوا في العراق خلال السنوات الماضية.

وأعرب وزير العمل العراقي، أحمد الأسدي، عن قلقه واستنكاره لتزايد عدد العمالة غير القانونية في البلاد، مؤكداً أن وزارته ستحقق في اختفاء آلاف الباكستانيين في العراق، وأن هذا الأمر «سيكون محل اهتمام للتحقق واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقهم».

وأعلنت الشرطة العراقية اعتقال العشرات من الباكستانيين، يبدو أنهم من الذين تسربوا خلال زيارتهم المراقد الدينية.