قرر القضاء العراقي توقيف 12 شخصاً متهما بالاعتداء على مقار حزبية وتعمد تمزيق وحرق «البوسترات» الدعائية للمرشحين للانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
وذكر القضاء، في بيان، الأربعاء، أن «محكمة التحقيق المركزية في رئاسة استئناف بغداد - الرصافة، قررت توقيف مجموعة خارجة عن القانون قاموا بالاعتداء على صور المرشحين وبرامجهم الانتخابية بعد إلقاء القبض عليهم من قِبل القوات الأمنية أثناء قيامهم بعملية الاعتداء». وأضاف، أن «مجموعة خارجة عن القانون مكونة من 12 متهماً في مناطق شرق القناة؛ لقيامهم بالاعتداء على مقار الأحزاب وحرق وتمزيق صور المرشحين للانتخابات».
وغالباً ما توجه أصابع الاتهام إلى أتباع «التيار الصدري» في الضلوع بهذا النوع من الأعمال، بالنظر لعدم اشتراك التيار في الانتخابات. وقد دعا زعيم التيار مقتدى الصدر أتباعه إلى مقاطعة الانتخابات؛ ما سيمنح خصومه داخل قوى «الإطار التنسيقي» فرصة الهيمنة على معظم مقاعد المجالس المحلية في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الأغلبية السكانية الشيعية للسنوات الأربع المقبلة.
وأقدم عشرات من أنصار «التيار الصدري»، فجر الأربعاء، على اقتحام مقر تيار «الحكمة الوطني» الذي يتزعمه عمار الحكيم في منطقة جميلة شرق بغداد، إلى جانب قيامهم بإزالة وتمزيق صور مرشحي التيار في بعض المناطق.
في محافظة ديالى (شرقاً)، وفي عمل مماثل اقتحم العشرات ممن يعتقد أنهم ينتمون إلى «التيار الصدري»، مساء الثلاثاء، مقراً لـ«تيار الحكمة» وقاموا بحرق جزء منه وتدمير محتوياته؛ ما دفع الحكومة في بغداد إلى إصدار توجيهات عاجلة وفورية إلى قواتها في ديالى بـ«اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والتعامل وفق القانون على أي محاولات لاقتحام المقار الحزبية ولأي سبب كان». طبقاً لمصدر أمني.
وكان عضو المكتب السياسي لتيار «الحكمة» بليغ أبو كلل، نفى إساءته لرموز «التيار الصدري»، وقال في تدوينه عبر منصة «إكس»: إن «القضية كالتالي: يزوّرون تغريدة وكلاماً معيّناً، ثم يسبون ويشتمون، ثم يهجمون ليحرقوا أو يثيروا الفوضى». وأضاف: «إنهم لا يستطيعون العيش دون فوضى؛ لذلك يختلقون أسبابها، يكتبون ضد أنفسهم بحسابات غيرهم، يهجمون على مقار غيرهم لأنهم زوّروا تغريدة، كل هذا حتى يعطّلوا الانتخابات».
وغالباً ما يتذرع الصدريون بـ«إساءات» تصدر ضد شخصيات في تيارهم من شخصيات مرتبطة بـ«تيار الحكمة» أو حزب «الدعوة» الذي يتزعمه نوري المالكي.
ومطلع الأسبوع، شنّت جماعات مرتبطة بالتيار هجوماً بصاروخ على مقر لحزب «الدعوة» في محافظة البصرة الجنوبية، كما قاموا بمهاجمة مقار أخرى للحزب في مناطق أخرى. وعقب ذلك، أصدر حزب «الدعوة» بياناً قال فيه: إن «الاعتداءات التي حدثت ضد جملة من مكاتبنا ومرشحينا في بعض المحافظات هي أعمال تندرج في إطار الإخلال بالسلم الأهلي وترهيب الآمنين».
وأكد على موقفه من مسألة «عدم الانجرار إلى معارك بين أبناء الساحة الواحدة وأبناء المذهب الواحد، وحرصاً على حرمة دماء العراقيين جميعاً». ويخشى «الدعوة» وبقية الأحزاب التي تُستهدف مقارها من اشتعال «حرب شيعية - شيعية»، وخاصة وأن هذه الأعمال تقع في المدن والمحافظات ذات الأغلبية الشيعية.