قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني، (الجمعة)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن تجدّد القتال بين حركة «حماس» وإسرائيل بعد هدنة استمرت أسبوعاً، يُعيد «الكابوس المروِّع إلى ما كان عليه» في قطاع غزة.
وعلى هامش مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) في دبي، قال مارديني: «الناس على حافة الانهيار، المستشفيات على حافة الانهيار، وقطاع غزة بأكمله يواجه حالة خطرة جداً».
وقال مارديني إن استئناف القتال يعيد سكان غزة «إلى الكابوس المروع الذي عاشوه قبل سريان الهدنة»، متحدثاً عن «معاناتهم والدمار وخوفهم وقلقهم وظروفهم المعيشية الخطرة».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت أهدافاً لحركة «حماس» في غزة (الجمعة)، في حين تحدث صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية» عن غارات جوية استهدفت شمال القطاع وجنوبه. واستؤنفت العمليات العسكرية بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً أُطلق من غزة قبل انتهاء مفاعيل الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، واستمرت 7 أيام.
وقال مارديني: «لا يوجد مكان آمن يذهب إليه المدنيون»، مشدداً على التحديات التي تواجهها المستشفيات والمنظمات الإنسانية. وقال: «شاهدنا في المستشفيات التي تعمل فيها فرقنا خلال الأيام الماضية، وصول مئات الأشخاص المصابين بجروح خطرة... لقد تجاوز تدفّق الجرحى المصابين بجروح خطرة القدرة الحقيقية للمستشفيات على استيعاب الجرحى وعلاجهم، لذلك فالتحدي هائل».
المساعدات في خطر
خلال الهدنة التي استمرت 7 أيام، أُفرج عن 80 رهينة إسرائيليين، و240 سجيناً فلسطينياً بعد مفاوضات توسطت فيها قطر بدعم من مصر والولايات المتحدة. وأخرجت سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر كلاً من الرهائن والسجناء.
وقال مارديني: «لقد رأينا حتى الآن أن عمليات الإفراج لم تتم إلا في ظل الهدنة، لأننا نحتاج إلى استيفاء شروط معينة للقيام بذلك... ونحن على استعداد، بصفتنا لجنة دولية، لتسهيل عمليات الإفراج هذه».
يهدد تجدد القتال أيضاً دخول المساعدات إلى غزة بعد نزوح نحو 80 في المائة من سكان القطاع الذين يعانون من نقص الغذاء والمياه وغيرهما من الضروريات الأساسية للبقاء.
وقال مارديني: «مع استئناف الحرب، من المرجح أن ينخفض حجم المساعدات... والأهم من ذلك هو أن المنظمات الإنسانية، مثل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وغيرها مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة، ستتراجع قدرتها على توصيل المساعدات إلى الناس».
وأضاف: «حتى الناس ستقل قدرتهم على الوصول إلى الأماكن التي يمكنهم تلقي المساعدات فيها».
خلال الهدنة، توقف إطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي نفذته حركة «حماس» داخل إسرائيل، وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية، التي قالت إن «حماس» اقتادت معها أيضاً نحو 240 رهينة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على «حماس» رداً على الهجوم، وبدأت حملة عسكرية جوية وبرية مدمرة في قطاع غزة أسفرت عن مقتل نحو 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين، وفق حكومة «حماس».