وتيرة مقتل المدنيين بغزة هي الأعلى في مناطق الصراع خلال القرن الحادي والعشرين

أسوأ من حربي العراق وتحرير الموصل من «داعش»

فلسطينيون يدفنون الجثث في مقبرة جماعية في خان يونس جنوب قطاع غزة في 22 نوفمبر 2023 وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية (أ.ف.ب)
فلسطينيون يدفنون الجثث في مقبرة جماعية في خان يونس جنوب قطاع غزة في 22 نوفمبر 2023 وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية (أ.ف.ب)
TT

وتيرة مقتل المدنيين بغزة هي الأعلى في مناطق الصراع خلال القرن الحادي والعشرين

فلسطينيون يدفنون الجثث في مقبرة جماعية في خان يونس جنوب قطاع غزة في 22 نوفمبر 2023 وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية (أ.ف.ب)
فلسطينيون يدفنون الجثث في مقبرة جماعية في خان يونس جنوب قطاع غزة في 22 نوفمبر 2023 وسط معارك مستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية (أ.ف.ب)

يفوق معدل مقتل المدنيين في قطاع غزة، خلال الحرب المندلعة بين إسرائيل وحركة «حماس»، المعدلات في مناطق الصراع الأخرى كافة في القرن الحادي والعشرين، بحسب موقع «أكسيوس» الأميركي.

ورافق ارتفاع عدد الخسائر البشرية تدهوراً سريعاً في الوضع الإنساني في قطاع غزة، حتى مع بدء دخول شاحنات المساعدات إلى المنطقة، وفق الموقع.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في بيان يوم الاثنين، إن «سبعة أسابيع من الأعمال العدائية في غزة وإسرائيل تسببت في خسائر مروعة صدمت العالم».

وقالت مي الكيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية أمس (الاثنين)، إن إجمالي عدد قتلى الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بلغ 15 ألفاً.

ويبلغ عدد القتلى في إسرائيل جراء هجوم «حماس» في 7 أكتوبر نحو 1200، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

وفي هذا السياق، أوضح خبراء لصحيفة «نيويورك تايمز» أن المدنيين يُقتَلون في غزة بوتيرة أسرع «حتى من اللحظات الأكثر دموية للهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان، والتي تعرّضت هي نفسها لانتقادات واسعة النطاق من قبل جماعات حقوق الإنسان».

وفي أقل من شهرين، تجاوز عدد القتلى في غزة بالفعل ما يزيد على 12 ألف مدني قُتلوا في العراق في عام 2003، وفقاً للأرقام الصادرة عن منظمة «إيراك بودي كاونت».

في معركة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم «داعش» بين يونيو (حزيران) وأكتوبر 2017، قتلت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة أكثر من 1600 مدني، وفقاً لتقرير صدر عام 2019 عن منظمتَي العفو الدولية و«إيروورز». ولم تتطابق هذه التقديرات مع أرقام التحالف الذي قدّر أن العدد أقل بكثير.

وقارنت إسرائيل بين حملتها في غزة، وحرب القضاء على تنظيم «داعش» في الموصل العراقية عامي 2016 و2017. وفقاً لـ«أكسيوس»، ومع ذلك، فإن عدد القتلى المدنيين خلال معركة الموصل التي استمرت 9 أشهر تراوح بين 9 آلاف و11 ألفاً، حسبما ذكرت «أسوشييتد برس»، أي أقل من عدد القتلة في قطاع غزة، التي تشهد حرباً ضروساً لما يقارب الشهرين.

فلسطينيون يحملون جثث أقاربهم الذين قُتلوا في القصف الإسرائيلي في مستشفى ناصر (أ.ب)

أيضاً يشار إلى أن نحو 6 آلاف طفل فلسطيني من بين القتلى منذ 7 أكتوبر، بحسب وزارة الصحة. وهذا أكبر من الإجمالي العالمي السنوي للأطفال الذين قُتلوا في مناطق النزاع على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لإحصاء الأمم المتحدة.

وفي العام الماضي، قُتل 2985 طفلاً في مناطق الصراع الرئيسية في العالم جميعها، وفقاً لتقرير سنوي للأمم المتحدة حول الأطفال والصراعات المسلحة صدر في يونيو.

وقال التقرير السنوي لعام 2022 إن إجمالي 2515 طفلاً قُتلوا في مناطق النزاع في عام 2021. وأشار التقرير السنوي لعام 2021 إلى مقتل 2674 طفلاً في مناطق النزاع في العالم في عام 2020.

وأشارت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله اليوم (الثلاثاء)، إلى أن 3291 طالباً قُتلوا في العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بحسب وكالة «أنباء العالم العربي».

وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أن عدد الجرحى بلغ 5317 طالباً، في حين قُتل 195 معلماً في الغارات ذاتها.

وفي الضفة الغربية قُتل 27 طالباً خلال الفترة ذاتها، وأُصيب 250 طالباً آخرين.

وأشارت الوزارة إلى أن 270 مدرسة حكومية في قطاع غزة شملها القصف، بالإضافة إلى 65 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن «غزة أصبحت مقبرة للأطفال».

وزعمت إسرائيل مراراً أنها تبذل قصارى جهدها للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، مشيرة إلى تحذيراتها بشأن الإخلاء، في حين أكد عديد من المدنيين في غزة أنه ليس لديهم مكان يفرون إليه عندما يطلب منهم ذلك.

والأسبوع الماضي، توصّلت إسرائيل و«حماس» إلى اتفاق لوقف القتال لمدة 4 أيام؛ لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين أسرتهم «حماس» خلال هجومها في 7 أكتوبر.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية وحركة «حماس» أمس، التوصل إلى اتفاق لتمديد التهدئة لمدة يومين آخرين.

وقال دوجاريك، يوم الاثنين، إنه في حين أن توقف القتال الأخير سمح للأمم المتحدة بزيادة إيصال المساعدات الإنسانية، فإن «هذه المساعدات بالكاد تلبي الاحتياجات الضخمة لـ1.7 مليون نازح».

وأضاف أن «الكارثة الإنسانية في غزة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم».


مقالات ذات صلة

 مصر تعرب عن استهجانها لتصريحات نتنياهو بشأن «حصار غزة»

شمال افريقيا طوابير من شاحنات المساعدات على بوابة معبر رفح الحدودي من الجانب المصري (د.ب.أ)

 مصر تعرب عن استهجانها لتصريحات نتنياهو بشأن «حصار غزة»

أعربت مصر، اليوم (الاثنين)، عن استهجانها لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي اتهم فيها مصر بأنها وراء حصار الفلسطينيين في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
آسيا والدة أحد الرهائن التايلانديين المحتجزين في غزة تتابع الأخبار على هاتف جوال (رويترز) play-circle

عودة تايلانديين احتجزتهم «حماس» 15 شهراً إلى بلدهم

عاد سوراساك رومناو (31 عاماً) إلى منزله بإقليم أودون تاني الريفي في تايلاند هذا الأسبوع، بعد أن أفرجت عنه حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (باندونغ (إندونيسيا))
المشرق العربي جندي من الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية في نطاق محور نتساريم بغزة (موقع الجيش الإسرائيلي) play-circle

تقرير: الجيش الإسرائيلي سينسحب ليلاً من باقي مواقعه في محور نتساريم بغزة

من المقرر أن ينسحب الجيش الإسرائيلي خلال الليل من تمركزاته المتبقية في محور نتساريم وسط قطاع غزة بوصفه جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار مع «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي المحتجزون الإسرائيليون الثلاثة بين مقاتلين من «حماس» قبيل تسليمهم للصليب الأحمر بدير البلح السبت (رويترز)

غالانت: إسرائيل كانت على علم بتدهور الحالة الصحية لبعض الرهائن منذ «بعض الوقت»

قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت إن إسرائيل كانت على علم بتدهور حالة الرهائن المحتجزين لدى «حماس» في غزة «منذ بعض الوقت» بعد إطلاق سراح 3 رهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في الكابيتول بالعاصمة الأميركية واشنطن (إ.ب.أ) play-circle

تقرير: نتنياهو يرسل وفداً إلى الدوحة لمحادثات وقف إطلاق النار

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (السبت)، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيرسل وفداً إلى الدوحة من أجل محادثات المرحلة التالية بشأن وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

هبّة عربية وإسلامية ضد تطرف نتنياهو


غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
TT

هبّة عربية وإسلامية ضد تطرف نتنياهو


غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)

أظهرت مواقف رسمية عربية وإسلامية متتابعة، أمس، هبّة كبيرة ضد المواقف المتطرفة التي عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشددت السعودية، أمس على «رفضها القاطع» لتصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مثمّنةً ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيالها.

وأكدت «الخارجية» السعودية أن «هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق، وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض». وتعددت بيانات من دول ومنظمات عربية وإسلامية عدة بشأن تصريحات نتنياهو، مؤكدة التوافق على رفض مساعي تهجير الفلسطينيين.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس، استضافةَ القاهرة قمةً عربيةً طارئةً في 27 فبراير (شباط) الحالي، تهدف إلى بحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنه «تم التنسيق بشأنها مع مملكة البحرين (الرئيس الحالي للقمة العربية) والأمانة العامة لجامعة الدول العربية».

كما لفتت «الخارجية» المصرية إلى أنه «تم التشاور والتنسيق من جانب القاهرة، وعلى أعلى المستويات، مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة بشأن القمة».

ميدانياً، وفي حين انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم في غزة، فإنها وسعت من توغلها وعملياتها العسكرية في الضفة الغربية، لتمتد إلى مخيم نور شمس.