أكد محمود المرداوي القيادي في حركة «حماس»، أن الوسطاء في الهدنة المؤقتة مع إسرائيل التي تشمل تبادلا للمحتجزين بين الجانبين، تعهدوا بعدم قيام الإسرائيليين بإعادة توقيف الفلسطينيين المفرج عنهم مرة أخرى بعد أن يتم الإفراج عن أسراهم لدى «حماس».
وقال المرداوي لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم (الجمعة)، «نحن وافقنا على الاتفاق، وهم وافقوا عليه، ونحن لا نتفق على شيء لا نسعى لعدم تنفيذه، وهذا التعهد ملزم بالنسبة لنا ونلزمهم أيضا به، لأنهم وقّعوا عليه خطيا». وأضاف: «قدرة مقاتلي (حماس) وفصائل المقاومة الفلسطينية وحضورهم على الأرض هما الضامن الأكبر الذي يجبر إسرائيل على الالتزام بتعهداتها الخاصة بالهدنة».
وتوقع المرداوي ألا يتأخر موعد بدء تبادل الأسرى عن الموعد المقرر اليوم (الجمعة) في الرابعة بالتوقيت المحلي «رغم اكتشاف حماس وجود خلل في أثناء فحص القوائم». وتابع قائلا: «جار تعديل هذا الخلل، الذي تمثل في قيام إسرائيل بتقديم أسماء أسرى سيتم الإفراج عنهم على أسماء أخرى، وهذا سيتم تصحيحه ولا أرى أنهم سيتشبثون بما طرحوه، ولذلك فهو خلل في التوقيت وليس في المبدأ».
وقال المرداوي إن المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية سيطلق سراحهم في أماكن متعددة، غالبيتهم في رام الله والقدس، «وسينطلقون بعد ذلك إلى مقار إقامتهم، لأن 99 بالمائة من الأسرى المفرج عنهم من الضفة الغربية المحتلة ومن القدس المحتلة». وأضاف: «وبعد أن نتأكد من الوسيطين القطري والمصري من التزام إسرائيل، سنقوم بتسليم الأسرى المحتجزين من ذوي الجنسيات المزدوجة لدينا إلى مصر، بحكم الجغرافيا، وفي ظل غياب أي جهة أخرى نستطيع تسليم الأسرى إليهم».
وأوضح: «موظفو الصليب الأحمر لا يأمنون على أنفسهم حتى يضمنوا تسليم وتسلم أسرى بهذا الوزن، في ظل ما شاهدوه من عملية إبادة وقصف، فهم لم يستطيعوا في البداية أن يؤمنوا بعض القوافل التي تم قصفها رغم أنهم قدموا إحداثياتها إلى إسرائيل، وتعرض موظفو الصليب الأحمر للقتل في مركباتهم».
وأشار المرداوي إلى أن جميع الأسرى الفلسطينيين، وعددهم 150، الذين سيفرج عنهم خلال الأيام الأربعة المقبلة «هم من النساء والأشبال، وبهذا نكون قد حررنا 90 بالمائة تقريبا من أسرانا النساء والأشبال الموجودين في سجون الاحتلال، وستفصلنا أيام قليلة عن الإفراج عن العدد القليل المتبقي في الأسر». وتابع قائلا: «طلبنا أن يتم الإفراج بالترتيب عن الأسيرات والأشبال الأقدم، أي الأكثر مكوثا في سجون الاحتلال، ثم الأحدث والأحدث وهكذا، والإسرائيليون استجابوا لهذا الطلب».
وبدأ سريان هدنة طال انتظارها بين إسرائيل و«حماس» صباح اليوم (الجمعة)، وستشهد فترة التهدئة دخولا للمساعدات الغذائية والطبية والوقود، فضلا عن تبادل المحتجزين بين الجانبين.