مصادر: هجوم غامض يستهدف قاعدة عراقية... «لا يحمل بصمة الأميركيين»

السوداني يئس من الفصائل... ويحاول النأي بالحكومة عن العواقب

عربات تابعة للجيش الأميركي في قاعدة «حرير» قرب مطار أربيل (أرشيفية - الجيش الأميركي)
عربات تابعة للجيش الأميركي في قاعدة «حرير» قرب مطار أربيل (أرشيفية - الجيش الأميركي)
TT

مصادر: هجوم غامض يستهدف قاعدة عراقية... «لا يحمل بصمة الأميركيين»

عربات تابعة للجيش الأميركي في قاعدة «حرير» قرب مطار أربيل (أرشيفية - الجيش الأميركي)
عربات تابعة للجيش الأميركي في قاعدة «حرير» قرب مطار أربيل (أرشيفية - الجيش الأميركي)

قالت مصادر عسكرية إن قاعدة عراقية في إحدى ضواحي بغداد الجنوبية تعرّضت إلى قصف صاروخي مجهول المصدر، خلال اليومين الماضيين، مشيرة إلى أن السلطات تحاول «التكتم على هذه الهجمات»، في حين يعتقد بأن الهجوم جزء من عمليات الرد الأميركي ضد الفصائل، رغم أن المصادر ترى «بصمة إسرائيلية» في الهجوم.

ويتفاقم التصعيد الميداني في العراق، مع استمرار الهجمات باستخدام المسيّرات المفخخة ضد قواعد أميركية، آخرها هجوم استهدف مطاراً عسكرياً، (السبت)، في قاعدة «حرير» الأميركية، شمال مدينة أربيل.

وقالت المصادر إن «معلومات أمنية أفادت بتعرض قاعدة (الصقر)، جنوب بغداد، إلى هجمات صاروخية لم يتسنَّ التحقق من مصدرها حتى الساعة».

ورفض مسؤولون في الحكومة العراقية التعليق على هذه الأنباء، لكن ضابطاً كبيراً تحدث عن «انفجارات وحرائق داخل القاعدة».

وفي عام 2010، تسلمت الشرطة الاتحادية العراقية قاعدة «الصقر» من القوات الأميركية في احتفال حضره ضباط من البلدين، ومن يومها باتت القاعدة مقراً للفرقة الثانية للشرطة.

وتعرّضت القاعدة نفسها إلى هجمات صاروخية بطائرات مسيّرة، أكثرها شدة في يوليو (تموز) عام 2021، وحينها سمع سكان الضواحي الجنوبية للعاصمة دوي انفجارات كبيرة، قبل أن يعلن بيان عسكري عراقي أن انفجارين استهدفا مستودع سلاح في القاعدة.

انفجار هز قاعدة «الصقر» جنوب بغداد في أغسطس 2019 (أرشيفية - أ.ب)

ويومها، شنّت فصائل موالية لإيران هجوماً حاداً على أميركا وإسرائيل على خلفية تفجير مستودع سلاح تابع لقوات من «الحشد الشعبي».

وتضم القاعدة قوات من الشرطة والجيش والحشد الشعبي، وكانت تستخدم مقرَّ عمليات مشتركاً لهذه القوات مجتمعةً خلال معاركها ضد تنظيم «داعش».

ويقول الضابط العراقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الهجمات الأخيرة «لا تشبه الكثافة النارية التي يعمل بموجبها الأميركيون في العراق»، حتى في مواقف التصعيد الشديدة التي نشهدها هذه الأيام.

ويعتقد الضابط، بأن «قواعد الاشتباك التي يعتمدها الأميركيون في العراق واضحة ومحددة ومتفق عليها».

وكشف تقرير سابق لـ«الشرق الأوسط»، وفقاً لثلاثة مصادر من «الإطار التنسيقي»، أن «سيناريو الرد الأميركي على هجمات الفصائل سيتجاوز قصف مواقع تابعة للفصائل الموالية لإيران، إلى استهداف منشآت عسكرية نظامية قد تستخدمها تلك المجموعات ضد الأميركيين».

وقال أحد هؤلاء، لـ«الشرق الأوسط»، «إن الأميركيين وحدهم لن يردوا على هجمات الفصائل في العراق، وإن التحذيرات من ضرب مستودعات تابعة للجيش تعني أن طرفاً آخر لديه خطوط حمراء أقل سيرد».

سياسياً، تتسع الفجوة بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وقادة فصائل موالية لإيران، بعد فشل الحوارات بينهما من أجل وقف التصعيد. وبات من الواضح أن الفصائل لن توقف الهجمات، وأن السوداني سيحاول الفصل بين الحكومة والجهات الداعمة لهذه الهجمات.

وقال مستشار سياسي، إن السوداني اضطر إلى إبلاغ شركائه في تحالف «إدارة الدولة» بالنتائج المقلقة للتصعيد، خصوصاً بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

ويعتقد نواب، من كتل سنية وكردية، بأن السوداني يحاول النأي بحكومته عن أفعال الفصائل المسلحة، حتى مع وجود تمثيل سياسي قوي داخل الكابينة الوزارية.

وقال قيادي بارز في «الإطار التنسيقي»، إن «السوداني سمع من الفصائل ومن الإيرانيين وجهات نظر متطرفة، بخصوص الهجمات، وإنها لن تتوقف بناء على مخاوف الحكومة العراقية».

ميدانياً، تعرّض المطار العسكري التابع لقاعدة «حرير» الأميركية شمال مدينة أربيل، إلى هجوم بصواريخ أطلقتها مسيّرات، وفقاً لوسائل إعلام مقربة من فصائل المقاومة.

وقالت منصة «صابرين نيوز»، المقربة من «الحرس الثوري» الإيراني إن الهجوم استهدف قاعات المطار، إلى جانب أهداف أخرى داخل القاعدة.

وفي وقت سابق، أعلنت جماعة «المقاومة الإسلامية في العراق» أنها استهدفت قاعدة «رميلان»، التابعة للقوات الأميركية في سوريا، بواسطة طائرتين مسيّرتين أصابتا أهدافهما بشكل مباشر، وفقاً لوكالة «أنباء العالم العربي».

وبحسب مصادر عسكرية، فإن هجمات الفصائل بدأت تتطور وتصبح أكثر دقة عمّا كانت عليه قبل نحو شهر، وإن الأميركيين لجأوا إلى خطط دفاعية غير مسبوقة ودخلت حالة «التأهب» للرد.


مقالات ذات صلة

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

المشرق العربي رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع قادة الجيش (إعلام حكومي)

«وحدة الساحات» في العراق... التباس بين الحكومة والفصائل

تسير حكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، منذ أشهر في خط متقاطع مع الفصائل المسلحة المنخرطة في «وحدة الساحات».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مسعود بارزاني زعيم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» (إكس)

بارزاني يحذر من مخاطر الانسحاب الأميركي

رفض رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» انجرار العراق نحو الحرب، وحذر من مخاطر انسحاب القوات الأميركية خصوصاً في المناطق المتنازع عليها.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي معرض عن ذكرى قصف حلبجة بالسلاح الكيماوي عام 1988 (أ.ف.ب)

كردستان يرد على صهر صدام: إيران لم تقصف حلبجة بالكيماوي

تفاعلت أوساط عراقية مع المقابلة التي أجرتها «الشرق الأوسط» مع جمال مصطفى، صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وسكرتيره الثاني.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
خاص جنود أميركيون يُسقطون تمثال صدام حسين في بغداد 7 أبريل 2003 (رويترز) play-circle 07:43

خاص جمال مصطفى: عجزت عن تأمين الرشوة للقاضي فأبقوني محتجزاً 10 سنوات إضافية

في الحلقة الأخيرة من الحوار معه، يتحدث جمال مصطفى السلطان عن اعتقال عمّه صدام حسين، وسقوط «أمل المقاومة» ضد الأميركيين.

غسان شربل
المشرق العربي جمال مصطفى السلطان

صدام: عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلّفنا محاولة اغتياله

نقل جمال مصطفى السلطان، صهر صدام حسين وسكرتيره الثاني، عن الرئيس العراقي الراحل قوله في جلسة لمجلس الوزراء إن الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم «كان نزيهاً.

غسان شربل (لندن)

اللبنانيون يحتفلون بوقف إطلاق النار... ونازحون يعودون إلى الجنوب والبقاع رغم التحذيرات

يلوِّح الناس بالأعلام اللبنانية وأعلام حركة «أمل» في مدينة صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)
يلوِّح الناس بالأعلام اللبنانية وأعلام حركة «أمل» في مدينة صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)
TT

اللبنانيون يحتفلون بوقف إطلاق النار... ونازحون يعودون إلى الجنوب والبقاع رغم التحذيرات

يلوِّح الناس بالأعلام اللبنانية وأعلام حركة «أمل» في مدينة صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)
يلوِّح الناس بالأعلام اللبنانية وأعلام حركة «أمل» في مدينة صور بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (رويترز)

مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح اليوم (الأربعاء) بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش)، نزل آلاف اللبنانيين إلى شوارع في بيروت، احتفالاً.

وسُمع دوي طلقات نارية في أنحاء العاصمة بيروت، بعد سريان وقف إطلاق النار؛ لكن لم يتضح بعد ما إذا كان ذلك احتفالًا.

أما في النبطية، فأطلق مواطنون مفرقعات نارية، ابتهاجاً بعودتهم إلى الجنوب.

ومع دخول وقف إطلاق النار حيِّز التنفيذ، بدأ أهالي الجنوب والبقاع العودة إلى قراهم. وتشهد الطرق المؤدية إلى هاتين المنطقتين مواكب للسيارات التي تنقل العائلات.

رجل يلوِّح بعلم لبنان في مدينة صيدا بالجنوب بينما يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار (أ.ف.ب)

وتوجهت مئات السيارات نحو الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، مع انعدام حركة الطيران الحربي والمُسيَّرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، رغم تحذير الجيش الإسرائيلي النازحين من العودة إلى مناطقهم.

امرأة تحمل صورة حسن نصر الله أثناء عودتها إلى الضاحية الجنوبية في بيروت (أ.ب)

وكان الجيش الإسرائيلي قد وجَّه -فجر الأربعاء، إثر بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بينه وبين «حزب الله»- تحذيراً إلى النازحين من جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم، والاقتراب من مواقعه في هذه المنطقة.

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه في منصة «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكان جنوب لبنان: مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيِّز التنفيذ، وبناء على بنوده، يبقى الجيش الإسرائيلي منتشراً في مواقعه داخل جنوب لبنان. يحظر عليكم التوجه نحو القرى التي طالب جيش الدفاع بإخلائها، أو باتجاه قوات جيش الدفاع في المنطقة».