القمة العربية تصعّد الضغوط لوقف الحرب

مستشفيات غزة في عين العاصفة الإسرائيلية... وأسبوع حاسم في ملف الأسرى... وأصداء الغضب العربي تتردد أميركياً

أطفال ضمن طابور من الفلسطينيين في الطريق إلى جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
أطفال ضمن طابور من الفلسطينيين في الطريق إلى جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
TT

القمة العربية تصعّد الضغوط لوقف الحرب

أطفال ضمن طابور من الفلسطينيين في الطريق إلى جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)
أطفال ضمن طابور من الفلسطينيين في الطريق إلى جنوب قطاع غزة أمس (د.ب.أ)

بينما تقدمت الدبابات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة، للمرة الأولى منذ بداية الحرب البرية على القطاع، يُتوقع أن تتزايد ضغوط الدول العربية لوقف الحرب خلال القمة غير العادية التي تنطلق اليوم (السبت) في الرياض تحت عنوان «قمة التضامن مع فلسطين» والتي دعت إليها المملكة العربية السعودية وفلسطين، والمخصصة لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب.

وأقر وزراء الخارجية العرب، الخميس، الصيغة النهائية لمشروع القرار الذي سيناقشه القادة اليوم، ويتضمن دعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية.

ووفق مصادر دبلوماسية عربية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن البيان الختامي للقمة سيتضمن إدانة شديدة لمحاولات «الترحيل الإجباري» أو «التهجير القسري» لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، سواء كان داخل القطاع نفسه أو لدول أخرى». كما يشدد على أن «السلام ما زال خياراً استراتيجياً عربياً»، ويرهن «السلام الإقليمي» في المنطقة بـ«عدم القفز على حقوق الشعب الفلسطيني».

وأكد الدكتور خالد منزلاوي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون السياسية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن للسعودية دوراً تاريخياً وريادياً تجاه القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن «عقد القمة العربية الطارئة يأتي في إطار سياسة تحفيز المجتمع الدولي للتحرك لإيقاف الحرب في غزة».

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أكد أن «القمة العربية تأتي استجابة للوضع الخطر الذي آلت إليه الأمور في قطاع غزة»، داعياً المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن، إلى «النهوض وتحمل مسؤولياته، وإصدار قرار بوقفٍ فوري للعمليات العسكرية، وتوفير الحماية المدنية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، ووقف التهجير القسري للشعب الفلسطيني، امتثالاً للأعراف والقوانين الدولية ومبادئنا الإنسانية المشتركة».

ميدانياً، تقدمت الدبابات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة وأصبحت أقرب إلى مستشفى «الشفاء» الذي تعده إسرائيل المقر الرئيسي لقيادة «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، كما حاصرت مستشفيات الإندونيسي والنصر والرنتيسي والعيون والصحة النفسية، في مربع المستشفيات التي يبدو أنها باتت في عين عاصفة الهجوم الإسرائيلي.

ويُعتقد أن محاولة إسرائيل الوصول إلى مربع المستشفيات تأتي انطلاقاً من اقتناعها بأن حركة «حماس» تحتجز عدداً من الرهائن هناك، فيما يتوقع أن يكون الأسبوع المقبل حاسماً في مفاوضات صفقة إطلاق بعض الرهائن التي تتم عبر اتصالات أميركية وإسرائيلية مع الجانب القطري.

في غضون ذلك، تلقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برقيات لافتة من دبلوماسييها في المنطقة العربية تحذر من أن الدعم القوي الذي تقدمه للحملة العسكرية الإسرائيلية الدامية والمدمرة على غزة يؤدي إلى «خسارتنا الجماهير العربية لجيل «من 15 إلى 20 عاماً». كما طالب أكثر من ألف مسؤول في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بـ«وقف فوري» لإطلاق النار، وكتب المسؤولون في الوكالة: «نحن قلقون ومحبطون من الانتهاكات الكثيرة للقانون الدولي».


مقالات ذات صلة

«من الحياة المريحة إلى الخراب»... قصة أسرة فلسطينية وعام من النزوح

المشرق العربي الفلسطيني نعمان أبو جراد وأسرته (أ.ب)

«من الحياة المريحة إلى الخراب»... قصة أسرة فلسطينية وعام من النزوح

قضى الفلسطيني نعمان أبو جراد وزوجته ماجدة وبناتهما الست العام الماضي بأكمله في نزوح على طول قطاع غزة، محاولين البقاء على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يفحصون أنقاض مسجد شهداء الأقصى في دير البلح بعدما تعرض للتدمير في غارة إسرائيلية (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يعلن «تطويق» جباليا في شمال قطاع غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن قواته «تطوق» منطقة جباليا في شمال قطاع غزة بعد تقييم يفيد بأن حركة «حماس» تعيد بناء قدراتها هناك بعد أشهر من القتال.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا فلسطينيون يحملون أعلاماً ولافتات في سيدني بأستراليا خلال مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة (أ.ف.ب)

الآلاف يتظاهرون في أوروبا دعماً لغزة بعد عام على اندلاع الحرب

تظاهر آلاف الأشخاص دعما لغزة في أوروبا وجنوب أفريقيا ومئات في فنزويلا في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الأربعاء (أ.ب)

غوتيريش يدعو للإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الإسرائيليين

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت، إلى إنهاء «أعمال العنف المروعة» و«سفك الدماء» في غزة ولبنان، بعد عام من الحرب الإسرائيلية على غزة.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة (الولايات المتحدة))
المشرق العربي فلسطينيون بجوار جثث أقاربهم الذين قتلوا في غارة إسرائيلية بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (أرشيفية - رويترز)

24 قتيلاً في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط غزة

قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن 24 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 93 آخرون في ضربات جوية إسرائيلية على مسجد ومدرسة يؤويان مئات النازحين.

«الشرق الأوسط» (غزة)

ميقاتي يطالب «بالضغط على إسرائيل» لوقف إطلاق النار في لبنان

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (رويترز)
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (رويترز)
TT

ميقاتي يطالب «بالضغط على إسرائيل» لوقف إطلاق النار في لبنان

رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (رويترز)
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (رويترز)

دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأحد، إلى «الضغط على إسرائيل»، من أجل «وقف إطلاق النار»، بعد ليلة من الغارات العنيفة هزّت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله».

وقال ميقاتي، في بيان: «نطالب بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 فوراً»، معرباً عن تأييده «النداء المشترك الذي أصدرته فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول عربية وأجنبية»، من أجل وقف إطلاق النار، وشكره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «دعمه للبنان»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشاد رئيس الحكومة اللبنانية بدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل، ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن ميقاتي قوله: «مرة جديدة يعبر ماكرون عن دعمه للبنان ووقوفه إلى جانب الشعب اللبناني في مواجهة المحن التي تعصف به. وما أعلن بالأمس عن عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان خلال الشهر الحالي في فرنسا، خير دليل على هذا الدعم».

وتابع: «تهجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس ماكرون لمجرد أنه طالب بالكف عن تسليم الأسلحة لإسرائيل للقتال في غزة، واعتباره الأولوية تكون للحل السياسي بدل الاستمرار في الحرب، يثبت صوابية الموقف الفرنسي».

وأضاف أن «ما قاله الرئيس ماكرون يعبر خير تعبير عن القيم الإنسانية السامية التي تعبر عنها فرنسا والرئيس ماكرون شخصياً، في مناصرة الحق ووقف العنف واللجوء إلى الحلول السلمية التي تبعد شبح الحروب والقتل، وليس مستغرباً أن يقابل هذا الموقف بعداء واضح من نتنياهو الذي يشكل عاراً على الإنسانية جمعاء».

وأعلنت إسرائيل منتصف الشهر الماضي، نقل «الثقل العسكري» إلى الجبهة الشمالية. وبدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول)، تكثيف غاراتها الجوية خصوصاً في مناطق تعدّ معاقل لـ«حزب الله» في الجنوب والشرق والضاحية الجنوبية لبيروت.

وأعلنت إسرائيل أنها بدأت في 30 سبتمبر، عمليات «برية محدودة وموضعية ومحددة الهدف» في جنوب لبنان تستهدف «بنى تحتية» عائدة لـ«حزب الله»، وحدثت اشتباكات مباشرة بين عناصر «حزب الله» اللبناني وقوات إسرائيلية حاولت التوغل جنوب لبنان.