لقاء عمّان... «تباين» عربي ــ أميركي حول غزةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4648526-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%85%D9%91%D8%A7%D9%86-%C2%AB%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D9%86%C2%BB-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%80%D9%80-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
اجتماع وزراء الخارجية العرب ونظيرهم الأميركي في عمان أمس (رويترز)
انتهى لقاء عمّان العربي - الأميركي أمس (السبت)، بـ«تباين» واضح حيال طريقة وضع حد لـ«كارثة غزة»، إذ تمسك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن برفض وقف النار ضد حركة «حماس»، فيما شدد الجانب العربي على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية ضد القطاع ورفض تهجير الفلسطينيين منه.
وعكست تصريحات بلينكن من عمّان ما يمكن وصفه بـ«خيبة أمل» من نتائج اللقاء الوزاري السباعي مع نظرائه العرب، فيما قالت مصادر سياسية أردنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني «حمّل الوزراء العرب مسؤولية توحيد المطالب العربية للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».
وقال بلينكن في ختام اجتماعات عمّان، إن «التوصل إلى وقف إطلاق النار الآن سيمكّن حركة حماس من تجميع قواها وإعادة ما قامت به في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، في إشارة إلى هجومها الواسع المفاجئ على غلاف غزة الذي أوقع ما لا يقل عن 1400 قتيل إسرائيلي ونحو 250 رهينة. وتمسك الوزير الأميركي بأن «الحاجة إلى حماية المدنيين الفلسطينيين، لن يكون على حساب دعم واشنطن لحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ضد حركة حماس»، علماً بأنه وصل إلى الأردن من إسرائيل التي أبلغته رفضها هدنة إنسانية في القطاع إلا إذا أفرجت «حماس» عن رهائنها.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: «حديثنا اليوم كان صريحاً، ومعمّقاً، عكس مواقف عربية وأميركية متباينة فيما يتعلق بما يجب فعله فورياً لإنهاء هذه الكارثة». لكنه أكد أيضاً «الحرص على استمرار الانخراط بشكل مكثف، لوقف ما لا يمكن إلا أن نصفه بكارثة ستسكن آثارها المنطقة لأجيال، وعلى أننا نريد السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين سبيلاً لضمان أمن المنطقة وكل شعوبها».
وفي الإطار ذاته، بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على هامش اجتماع عمّان، سبل دعم الجهود الرامية إلى وقف تصعيد العمليات العسكرية في غزة ومحيطها. وشدد الأمير فيصل بن فرحان خلال اللقاء، على رفض المملكة القاطع لعمليات التهجير القسري لسكان غزة، مؤكداً إدانة المملكة لاستهداف المدنيين بأي شكل.
ميدانياً، شهد محيط مدينة غزة أمس، مواجهات طاحنة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة «حماس»، وسط توقعات بأن تكون شبكة الأنفاق المقامة تحت المدينة محور جهد الإسرائيليين في المرحلة المقبلة من حربهم للسيطرة على شمال القطاع والقضاء على حكم «حماس».
في غضون ذلك، تخطط إسرائيل لتشكيل هيئة تحكيم خاصة بغرض محاكمة مسلحي حركة «حماس» الذين تم اعتقالهم في هجوم «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، وسط مطالبات بأن تجري المحاكمات وفق «قانون النازية» الذي يسمح بصدور أحكام إعدام ضد المدانين. تركيا تستدعي سفيرها
من إسرائيل للتشاور الجوع والعطش يلاحقان السكان في غزة هل يكون مؤتمر باريس بديلاً عن الهدنات المطلوبة؟ العائدون إلى قرى جنوب لبنان ينزحون مجدداً
شدَّدت وزارة الداخلية السورية إجراءات تسجيل عقود الإيجار، ومنحت الشرطة صلاحية إخلاء العقارات في ظل تنامي المخاوف من تأجير المنازل لأشخاص مرتبطين بـ«حزب الله».
قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، اليوم، إن دول مجموعة السبع تسعى لاتخاذ موقف موحد بشأن أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو.
منذ أن قطعت الحكومة الإسرائيلية الكهرباء عن غزة بفعل حربها المستمرة ضد القطاع منذ نحو 14 شهراً، اعتمد السكان على البديل الوحيد المتوفر، وهو الطاقة الشمسية.
الأمطار تزيد معاناة الغزيين... وتحرمهم من المصدر الوحيد للكهرباءhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5085248-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%85%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%84%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1
فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
الأمطار تزيد معاناة الغزيين... وتحرمهم من المصدر الوحيد للكهرباء
فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
منذ أن قطعت الحكومة الإسرائيلية الكهرباء عن غزة بفعل حربها المستمرة ضد القطاع منذ نحو 14 شهراً، اعتمد السكان على البديل الوحيد المتوفر، وهو الطاقة الشمسية، لشحن جوالاتهم وأجهزتهم البسيطة.
ومع دخول فصل الشتاء، زادت معاناة السكان في ظل البرد والغيوم الكثيفة ما حرم أصحاب الطاقة الشمسية من شحن مستلزماتهم، مثل الجوالات والبطاريات التي كان يعتمدون عليها لتشغيل التلفزيون أو الأجهزة الكهربائية.
ويقول وائل النجار الذي يعيش في حي النصر بمدينة غزة، إنه يملك ألواحاً عدة للطاقة الشمسية من أجل شحن البطاريات والجوالات للمواطنين الذين لا يتوانون في انتظاره أمام منزله منذ ساعات الصباح الباكر لشحن أجهزتهم من أجل استخدامها خصوصاً في ساعات الليل. ويوضح النجار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الغزيين في ظل الأجواء الشتوية وغياب الشمس خلال الأيام الماضية باتوا يعيشون ظروفاً صعبة، بعدما توقف عنهم المصدر الوحيد المتبقي للكهرباء، مضيفاً أن بعضهم، وخصوصاً في منطقة جباليا، لا يجد حتى الإنارة البسيطة. وتابع النجار: «خلال اليومين الماضيين، أمضى السكان لياليهم من دون كهرباء، كان مشهداً قاسياً يطبق تصريحات قادة الاحتلال بإعادة سكان غزة إلى العصر الحجري».
«وضع لا يطاق»
بدورها، تقول فاطمة شاهين، النازحة من مخيم جباليا إلى حي النصر، أحد الأحياء الراقية في قطاع غزة قُبيل الحرب، إنها تعيش مع عائلتها المكونة من 16 فرداً في محل تجاري فارغ بعدما عجزت عن إيجاد مكان لعائلتها: «لكن في اليومين الأخيرين عانينا كثيراً من فقدان أبسط شيء في الحياة، وهو مصباح حتى أتمكن من رؤية زوجي وأبنائي». وتابعت فاطمة: «وصلنا إلى حال لا يطاق أبداً، حتى جوالاتنا البسيطة لم نستطع شحنها بعد أن رفض صاحب الطاقة الشمسية القريبة منا شحن أي جوالات أو بطاريات بسبب الأجواء الماطرة. في العادة، نعتمد على شحن بطاريتين أو بطارية بالحد الأدنى، للإنارة ليلاً، ومشاهدة التلفزيون لساعة أو ساعتين في أفضل الأحوال، لكن منذ أن نزحنا لم يعد يتوفر لدينا أي تلفزيون، والآن بالكاد نستطيع فقط إنارة المكان الذي نوجد فيه، حتى أن جوالاتنا التي نعتمد فيها على تشغيل إضاءتها لم نعد نستطيع شحنها لنتدبر أمورنا ليلاً».
«أسعار باهظة»
يُذكر أنه بعد يوم واحد فقط من هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 قطعت إسرائيل خطوط الكهرباء التي تزود بها القطاع، ثم بعد أيام قامت طائرات حربية بقصف أهداف رئيسة لشركة الكهرباء، وكذلك محيط المحطة ما تسبب في أعطال كبيرة فيها، كما منعت إدخال الوقود لتشغيلها، ما أدى لتوقفها نهائياً وخروجها عن الخدمة، ليصبح قطاع غزة بأكمله من دون كهرباء. وأدت الحرب إلى تهافت الغزيين المقتدرين على شراء ألواح الطاقة الشمسية، ما رفع أسعارها بشكل كبير، حيث كان سعر الواحد يصل 700 شيقل فقط (نحو 200 دولار)، أما حالياً فيصل سعره إلى أكثر من 13 ألف شيقل (نحو 3500 دولار).
خيام غارقة في المياه
ويقول التاجر جمال أبو ناجي إن «ارتفاع أسعار الطاقة بشكل جنوني كان بسبب فهم السكان أن الحرب ستطول، وأنهم سيحتاجونها لتدبير أمور حياتهم، لكنهم لم يدركوا حجم الدمار الذي سيلحق بمنازلهم، ولذلك دفع الكثير منهم أموالاً طائلة من دون أن يستفيدوا من شراء الطاقة الشمسية، خصوصاً أن الاحتلال أوقف إدخال كل مشتقات الوقود، وبذلك توقفت المولدات الكهربائية عن العمل، ولم يبق هناك أي مصدر للكهرباء سوى الطاقة الشمسية». وأوضح أبو ناجي أن الاحتلال تعمد استهداف الطاقة الشمسية الموجودة لدى المطاعم والمخابز والشركات وحتى المستشفيات والأماكن الحيوية، ثم استهدف ما بقي منها على أبراج سكنية وخدماتية، واستهدف الألواح التي كانت على كثير من المنازل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا أسهم في زيادة سعرها، ولم تعد متوفرة حالياً سوى بالحد الأدنى وبأسعار باهظة لا يستطيع أحد شراءها.
ولم تكن الحال أفضل بالنسبة لسكان جنوب قطاع غزة، وكذلك بالنسبة للنازحين إليه بأعداد كبيرة، حيث حُرموا خلال اليومين الماضيين من إنارة خيامهم، ومن شحن جوالاتهم، وأُجبر على المبيت باكراً جداً ومن دون أي وسائل تدفئة في ظل هذه الأجواء الباردة، والأمطار التي ضاعفت أزماتهم، وتسببت في غرق كثير من الخيام.
وتعرضت الخيام في منطقة شواطئ مواصي خان يونس ورفح جنوب القطاع، وكذلك قبالة شواطئ دير البلح والزوايدة وسط القطاع، للغرق بمياه الأمطار من جهة ومياه البحر من جهة أخرى، بعد أن أصبح منسوب البحر عالياً بشكل كبير، كما تضاعفت معاناة آخرين على بُعد عشرات ومئات الأمتار من شواطئ البحر، بعد أن اقتلعت الرياح خيامهم.
«نريد وقف الحرب»
وتقول آلاء حرب، النازحة من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة إلى مواصي خان يونس: «تعرضت خيمتنا للغرق، ولم يكن لدينا أي مصدر إنارة نستطيع من خلاله تحديد أماكن تسرب المياه، قبل أن يتدخل أحد الجيران ويأتي بجواله ويضيء لنا المكان، لنفاجأ أن مياه البحر غمرتنا تماماً، والأمطار كانت تتسرب من الجوانب العليا للخيمة». وأضافت: «لا نعرف ما نفعل، تعبنا من كل شيء، وما بقيت لنا قدرة على استيعاب ما يحدث، نريد العودة إلى بيوتنا، نريد وقف الحرب، كفى معاناة». وتابعت بكلمات غلبت عليها الحرقة: «نعيش منذ يومين من دون كهرباء، ولا نرى أي شيء، حتى جوالاتنا مغلقة ولا نستطيع التواصل مع باقي أقاربنا في شمال القطاع حتى نعرف أخبارهم ونطمئن عليهم ويطمئنوا علينا. حياتنا صارت جحيماً».
بدوره، قال سامح مطاوع، إنه يملك لوحين من الطاقة الشمسية، لكنه لم يستطع حتى شحن بطارياته بسبب الطقس الغائم، وهذا الأمر حرمه حتى من أن تكون لديه إنارة في خيمته ليلاً، الأمر الذي تسبب في خوف أطفاله من العتمة التي واجهوها على مدار يومين من الأجواء الماطرة. وأضاف مطاوع: «فصل الشتاء في بداياته، ومن الواضح أن معاناتنا ستكون أكبر مما كنا نتوقع، ولا أحد يهتم لأمرنا، ولذلك كثير منا بات يفضل الموت على البقاء حياً».