«المرصد السوري»: استهداف قاعدة لقوات أميركية في ريف الحسكة بمسيّرات إيرانية
أُطلقت من داخل الأراضي العراقية
قاعدة «التنف» التي تستضيف قوات أميركية ودولية في شرق سوريا (أ.ب)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
«المرصد السوري»: استهداف قاعدة لقوات أميركية في ريف الحسكة بمسيّرات إيرانية
قاعدة «التنف» التي تستضيف قوات أميركية ودولية في شرق سوريا (أ.ب)
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم (الأحد)، أنه تم استهداف قاعدة «الشدادي» التي تستضيف قوات أميركية ودولية في ريف الحسكة بشمال شرقي سوريا من قبل مسيّرات إيرانية، أُطلقت من داخل الأراضي العراقية.
وقال المرصد في بيان إنه دوّت انفجارات في ريف الحسكة الجنوبي خلال الساعات الماضية، «تبين أنها ناجمة عن استهداف جديد من قبل طائرات مسيّرة للميليشيات الإيرانية، أُطلقت من داخل الأراضي العراقية باتجاه قاعدة (الشدادي) التابعة لقوات (التحالف الدولي) في ريف الحسكة، وتصاعدت أعمدة الدخان من القاعدة، وسط انتشار واستنفار للقوات الأميركية».
بدورها، أعلنت فصائل عراقية مسلحة، الأحد، أنها استهدفت قاعدة للجيش الأميركي في منطقة الشدادي جنوب الحسكة. وقال الإعلام الحربي في «المقاومة الإسلامية» إن الاستهداف تم بطائرتين مسيّرتين «استطاعتا إصابة أهدافهما بشكل مباشر».
يأتي ذلك بعد مرور ساعات من إجراء قوات «التحالف الدولي» تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية، في قاعدتي «قصرك» و«تل بيدر» شمال الحسكة، للتأكد من الجاهزية القتالية، بالتزامن مع تدريبات ضمن قاعدة «حقل العمر النفطي» شرق دير الزور، أكبر قواعد التحالف في سوريا، وفقاً لـ«المرصد».
وتزايدت وتيرة استهداف القوات الأميركية في المنطقة منذ اندلاع التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ونفذت الفصائل الموالية لإيران عدة هجمات خلال الأيام الماضية ضد قوات «التحالف الدولي» وقواعدها في شمال وشرق سوريا، حيث رصد «المرصد السوري» 14 عملية استهداف لقواعد التحالف منذ 19 أكتوبر.
وقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين «قسد» وفصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا بعد هجومين متزامنين نفذتهما الفصائل على محوري سد تشرين وجسر قره قوزاق
سوريون يعيدون اكتشاف دمشق من أعالي «قاسيون» (صور)https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5095784-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%B5%D9%88%D8%B1
سوريون يتجمعون لمشاهدة دمشق «من فوق» قبل قاسيون (إ.ب.أ)
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
سوريون يعيدون اكتشاف دمشق من أعالي «قاسيون» (صور)
سوريون يتجمعون لمشاهدة دمشق «من فوق» قبل قاسيون (إ.ب.أ)
حين علمت عفاف المحمد بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، قادت سيارتها في الصباح الباكر باتجاه جبل قاسيون المشرف على دمشق، لتعيد اكتشاف مدينتها «من فوق»، وتستمتع بمشهد بانورامي كان ممنوعاً على السوريين لأكثر من عقد من الزمن.
وتقول طبيبة الأسنان (30 عاماً)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، والابتسامة تزيّن وجهها: «حين بدأت الثورة، كان الصعود إلى قاسيون وأماكن أخرى عامة ممنوعاً علينا».
وتضيف: «أما الآن وبعدما انتصرنا، فالإحساس الذي شعرنا به عندما وصلنا إلى قاسيون كان جميلاً للغاية. لا تخشى أن تصادف أحداً في طريقك ويسبب لك أذى، ولا قيود من حولك».
بعد اندلاع النزاع عام 2011، أغلقت السلطات الطريق المؤدي إلى أعالي جبل قاسيون أمام المدنيين، ووضعت نقاطاً أمنية على امتداده؛ كونه يوفّر إشرافاً استراتيجياً على دمشق وعلى القصور الرئاسية فيها. وكان الجيش نصب مرابض مدفعية في نقاط عدة، استخدمها خلال سنوات النزاع الأولى لقصف أحياء في دمشق كانت خارج سلطته ومدناً مجاورة، خصوصاً في الغوطة الشرقية.
وبعد إطاحة الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يشهد الطريق المؤدي إلى جبل قاسيون يومياً زحمة سير، خصوصاً في ساعات المساء وعطلة نهاية الأسبوع.
وتتقدم السيارات ببطء في طابور طويل صعوداً إلى الجبل، حيث تحول شارع بأكمله إلى متنزه تنيره أضواء ملونة ليلاً، يكتظ برواده، وبأكشاك صغيرة تقدم الشاي والقهوة أو عرانيس الذرة والحلويات.
ويوفّر المكان الذي تحول ملتقى للعائلات والأصدقاء ليلاً، رغم برودة الطقس، إطلالة استثنائية على دمشق.
وتقول عفاف، التي جاءت ليل الخميس للمرة الثانية إلى قاسيون منذ إطاحة الأسد برفقة شقيقتها ملاك: «حين جئت للمرة الأولى عند السادسة صباحاً، شعرت بخوف على الطريق، فكرت لوهلة أن ما حصل يمكن أن يكون كذبة، لكن الحمد لله تبيّن أنه حقيقة».
وتضيف السيدة، التي وضعت عباءة على كتفيها تقيها البرد: «أنا سعيدة الآن بتكرار التجربة، إنه لأمر ممتع بعد ثورة استمرت 13 عاماً... وبعد منعنا من مشوار قاسيون لمدة 13 عاماً».
«نسترجع بلدنا»
على جانبي الطريق، تصطف السيارات الواصلة، بينما تصدح الموسيقى الحماسية من شاحنات صغيرة تقدم المشروبات الساخنة والنرجيلة. ويجلس رواد المكان المكتظ على كراسي بلاستيكية تتوسطها طاولات، ويتناوبون على التقاط الصور لدمشق أو لأنفسهم على طريقة «السيلفي»، بينما تبدو العاصمة خلفهم.
ويتنقل بائع قهوة عربية يرتدي لباساً تقليدياً بين الطاولات بحثاً عن زبائن، وهو يضع علم الاستقلال ذا النجوم الثلاثة على كتفه، والذي تتخذه السلطة الجديدة علماً لها.
وتعرب ملاك المحمد (27 عاماً)، شقيقة عفاف، عن سعادتها لزيارة قاسيون الذي لطالما رأته يظلل العاصمة من بعد.
وتقول، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أثناء إطلاق مفرقعات نارية في مكان قريب: «أشعر بفرح كبير، ويعتريني في الوقت ذاته شعور غريب. كما لو أننا نسترجع بلدنا، بعدما كنا محرومين من كل شيء».
وتضيف: «لم يكن لدينا إلا البقاء في المنزل، أو ارتياد السوق» في أوقات الفراغ.
وتسيّر السلطة الجديدة التي تقودها «هيئة تحرير الشام» دوريات في المكان. ويمكن رؤية عناصر بزيّ عسكري يأخذون استراحة، بينما يتناولون الشاي ويلتقطون الصور أحياناً وقربهم أسلحتهم.
وأمام شاحنته الصغيرة التي وضع في صندوقها ماكينة لصنع القهوة على أنواعها، يجلس محمّد يحيى وبقربه طاولة عليها قوارير مياه وشوكولاته وبسكويت للبيع.
ويعرب الرجل عن سعادته للعودة إلى جبل قاسيون الذي كان يرتاده لكسب قوته اليومي قبل اندلاع النزاع في 2011.
ويقول: «رأينا الويلات... وضاقت الدنيا بنا»، خلال سنوات النزاع التي باتت فيها غالبية السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وبالكاد يتمكنون من توفير احتياجاتهم الرئيسية.
ويروي يحيى كيف اصطحب ابنه فور سقوط الأسد إلى قاسيون لرؤية دمشق «من فوق»، بعدما تعذر عليه تلبية طلبه خلال سنوات النزاع بسبب الإجراءات الأمنية.
ويقول إن ابنه ربيع كان يعرف دمشق من الصور المنشورة على الإنترنت، «ولم يكن يتذكر أنه جاء إلى هنا من قبل».
ويضيف الرجل الذي ارتدى سترة من الصوف ووضع قبعة على رأسه: «هذه المنطقة هي المتنفس الوحيد لأهل الشام كلهم: منطقة سياحية وإطلالة جميلة جداً»، ويتابع: «أشاهد هذا المنظر وأنسى هموم الماضي كلها».