توغل بري محدود وقنابل خارقة للتحصينات في اليوم الـ20 للحرب

7000 قتيل و«القسام» تعلن مقتل 50 أسيراً... ورفض لـ«سلاح التجويع»

دمار واسع في خانيونس اليوم الخميس (أ.ب)
دمار واسع في خانيونس اليوم الخميس (أ.ب)
TT

توغل بري محدود وقنابل خارقة للتحصينات في اليوم الـ20 للحرب

دمار واسع في خانيونس اليوم الخميس (أ.ب)
دمار واسع في خانيونس اليوم الخميس (أ.ب)

قتلت إسرائيل 2 من قادة «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس»، وهما قائد المنظومة الصاروخية في منطقة شمال خانيونس حسن العبد الله، ونائب رئيس جهاز استخبارات «القسام» شادي بارود، وآلافاً آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، في القصف المكثف في اليوم الـ20 للحرب على قطاع غزة، والذي شهد أيضاً توغلاً برياً محدوداً واستهداف طائرة إسرائيلية في سماء غزة، وقصفاً على تل أبيب ومناطق إسرائيلية أخرى، وانتهى بإعلان «القسام» أن 50 أسيراً إسرائيلياً في القطاع قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل.

وأعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، الخميس، في بيانات مشتركة مع جهاز الأمن العام «الشاباك»، أن «طائرات مقاتلة مسترشدة بمعلومات استخباراتية» قامت باغتيال القياديين في «كتائب القسام» العبد الله وبارود، مشيراً إلى أن الأخير مسؤول عن التخطيط للهجمات التي شنتها «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، بالتنسيق مع يحيى السنوار، مسؤول «حماس» في غزة.

دمار جراء الغارات الإسرائيلية على خانيونس اليوم الخميس (إ.ب.أ)

وباغتيال العبد الله وبارود، تكون إسرائيل قتلت العديد من قادة «القسام»، إلى جانب أعضاء في المكتب السياسي لـ«حماس»، لكنها لم تصل إلى المستوى الأول والهدف الأهم لها، على غرار قائد «القسام» محمد الضيف وقائد «حماس» في غزة يحيى السنوار، ومروان عيسى المعروف بأنه «رجل الظل»، وهو نائب الضيف، وتعدُّهم إسرائيل أهم 3 أهداف تريد الوصول إليها في غزة.

وقُتل قادة «القسام» في هجومين من بين 250 هجوماً شنتها الطائرات الإسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية في قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم 250 هدفاً تابعاً لـ«حماس» بينها «بنى تحتية ومقرات القيادة العملياتية وفتحات الأنفاق ومنصات إطلاق القذائف الصاروخية المنصوبة وسط بيئة مدنية».

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استخدم في غاراته هذه أنواعاً من القنابل الخارقة للتحصينات، من أجل مهاجمة «حماس» تحت الأرض بما في ذلك الأنفاق.

نازحون فلسطينيون في مخيم تديره الأمم المتحدة في خانيونس اليوم (أ.ف.ب)

لكن معظم الضحايا الذين وصلوا إلى المستشفيات كانوا من النساء والأطفال. واتهمت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لـ«حماس» في غزة، إسرائيل بارتكاب 43 مجزرة في 24 ساعة، راح ضحيتها 481 فلسطينياً غالبيتهم من النازحين إلى جنوب قطاع غزة الذي تقول إسرائيل إنه منطقة «آمنة» يجب أن ينزح إليها سكان الجزء الشمالي من القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة أن حصيلة الهجمات الإسرائيلية على غزة «بلغت 7028 شهيداً؛ منهم 2913 طفلاً و1709 سيدات و397 مسناً، إضافة إلى إصابة 18484 مواطناً بجروح مختلفة منذ 7 أكتوبر الجاري». وأوضحت الوزارة أن 70 في المائة من الضحايا أطفال ونساء، مشيرة إلى أن «149 عائلة فلسطينية فقدت 10 من أفرادها أو أكثر في عدوان الاحتلال على غزة، بينما فقدت 123 عائلة ما بين 6 - 9 أفراد، وفقدت 416 عائلة ما بين اثنين إلى خمسة من أفرادها».

دمار في مدينة غزة الخميس (أ.ب)

وتحدث وزير الأشغال والإسكان محمد زيارة عن تدمير إسرائيل نحو 200 ألف وحدة سكنية، وهو ما يمثل أكثر من 25 في المائة من المناطق المأهولة في القطاع، وهو ما خلّف 1950 مفقوداً تحت الأنقاض، يُضافون إلى الضحايا المعلنة أرقامهم.

وتسعى إسرائيل من خلال القصف على منازل المواطنين إلى إجبارهم على النزوح بالقوة وإخلاء منازلهم.

وعلى الرغم من أنه يوجد مليون وأربعمائة ألف نازح في غزة، بحسب أرقام رسمية، تريد إسرائيل إخلاء كاملاً للمنطقة الشمالية بما يشمل المستشفيات هناك، تمهيداً للمرحلة الثانية المؤجلة، وهي الاجتياح البري.

ونفذت إسرائيل، فجر الخميس، توغلاً محدوداً بالدبابات شمالي القطاع بقيادة «لواء غفعاتي»، وذلك كجزء من «تهيئة الظروف في المنطقة تمهيداً للمراحل اللاحقة من القتال».

جانب من تشييع ضحايا غارات إسرائيلية على خانيونس اليوم الخميس (رويترز)

وقال بيان الجيش إنه «في إطار النشاط، رصدت القوات العديد من المخربين واستهدفتهم، ودمرت البنى التحتية الإرهابية، ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع، ونفذت أعمالاً لترتيب المنطقة، وغادرت بعد استكمال المهمة».

ولم تعقّب «كتائب القسام» على البيان الإسرائيلي الذي أرفق بصور جوية، لكنها قالت إنها استهدفت طائرة مروحية شرق البريج بصاروخ «سام 7» وأصابتها.

كما أعلنت «كتائب القسام» قصف تل أبيب والعين الثالثة وعسقلان وأسدود وموقع نيريم بالصواريخ في وقت مبكر من الخميس، ثم أطلقت رشقة كبيرة في المساء طالت تل أبيب وضواحيها ومطار بن غوريون، وبئر السبع وبلدات ومدن غلاف غزة، «رداً على استهداف المدنيين في القطاع». وقالت إن الغارات الإسرائيلية قتلت ما يقارب 50 أسيراً في قطاع غزة من أصل نحو 240 أسيراً.

وجاء إعلان «القسام» في وقت يحاول فيه وسطاء مصريون وقطريون الوصول إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح أسرى مدنيين من غزة مقابل هدنة إنسانية.

دبابات إسرائيلية خلال تدريبات في الجليل اليوم الخميس (أ.ف.ب)

ويعيش قطاع غزة أزمة غير مسبوقة مع انقطاع الوقود والكهرباء والماء والدواء والغذاء والاحتياجات الأساسية، وينذر كل ذلك بانهيار القطاعات الأهم، ومن بينها القطاع الصحي.

وقالت منظمة «أوكسفام» إن إسرائيل تستخدم سياسة التجويع بوصفها سلاح حرب ضد المدنيين في غزة، وجددت دعوتها للسماح بدخول الغذاء والماء والوقود وغيرها من الضروريات، إلى قطاع غزة. وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة «أوكسفام» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سالي أبي خليل: «الوضع مروع للغاية! أين الإنسانية؟ إن الملايين من المدنيين في غزة يتعرضون للعقاب الجماعي على نظر ومسمع من العالم، لا يمكن وجود أي مبرر لاستخدام التجويع كسلاح في الحرب. ولا يمكن لزعماء العالم أن يستمروا في الجلوس والمراقبة، فهم ملزمون بالتحرك، والتحرك الآن».

من جهتها، دعت «حماس» إلى حراك جماهيري فلسطيني وعربي وإسلامي، الجمعة، للمطالبة بفتح معبر رفح ووقف «حرب الإبادة» التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يمهد لإقالة رئيس أركان الجيش بموجة انتقادات

شؤون إقليمية نتنياهو متوسطاً وزير الدفاع المُقال يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي في أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

نتنياهو يمهد لإقالة رئيس أركان الجيش بموجة انتقادات

بعد أن نجح في التخلص من وزير دفاعه، يوآف غالانت، من دون خسائر فادحة، يتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإزاحة رئيس أركان الجيش، هيرتسي هاليفي.

نظير مجلي (تل ابيب)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة الجنائية الدولية، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

التفاوض بشأن الرهائن الإسرائيليين تقلَّص منذ تعيين يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

TT

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ)

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأوضحت الوزارة في بيان أن 35 شخصاً قُتلوا، وأصيب 94 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأكدت الوزارة أن هناك عدداً من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للسكان في مناطق بأحد الأحياء الواقعة في شرق مدينة غزة؛ ما أدى إلى موجة نزوح جديدة، الأحد، في الوقت الذي أعلن فيه مسعفون فلسطينيون إصابة مدير مستشفى في غزة خلال هجوم بطائرة مسيَّرة إسرائيلية.

وفي منشور على منصة «إكس»، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة في حي الشجاعية، وعزا ذلك إلى القذائف الصاروخية التي يطلقها مسلحون فلسطينيون من تلك المنطقة الواقعة في شمال قطاع غزة. وأضاف المتحدث: «من أجل أمنكم، عليكم إخلاؤها فوراً جنوباً».

وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، السبت، وقالت إن الهجوم استهدف قاعدة للجيش الإسرائيلي على الحدود، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

أحدث موجة نزوح

أظهرت لقطات مصورة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام فلسطينية سكاناً يغادرون حي الشجاعية على عربات تجرها حمير وعربات أخرى صغيرة، بينما كان آخرون يسيرون على الأقدام من بينهم أطفال.

وقال سكان ووسائل إعلام فلسطينية إن العائلات التي تعيش في المناطق المستهدفة بدأت في الفرار من منازلها منذ حلول الظلام، السبت، وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد، وهي أحدث موجة نزوح منذ بدء الحرب قبل 13 شهراً.

وفي وسط قطاع غزة، قال مسؤولون في قطاع الصحة إن 10 فلسطينيين على الأقل قُتلوا في غارات جوية إسرائيلية على مخيمي المغازي والبريج منذ الليلة الماضية.

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية بمقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين، ظهر الأحد، في قصف إسرائيلي لمخيمي جباليا والنصيرات، في شمال ووسط قطاع غزة.

إصابة مدير مستشفى

في شمال غزة، حيث تعمل القوات الإسرائيلية منذ أوائل الشهر الماضي ضد مسلحي «حماس» الذين يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم، قال مسؤولون بوزارة الصحة إن طائرة مسيرة إسرائيلية أسقطت قنابل على «مستشفى كمال عدوان»؛ ما أدى إلى إصابة مدير المستشفى حسام أبو صفية.

وقال أبو صفية في بيان مصور وزعته وزارة الصحة، الأحد: «لكن والله هذا شيء لن يوقفنا عن إكمال مسيرتنا الإنسانية، وسنبقى نقدم هذه الخدمة مهما كلفنا».

وأضاف من سريره في المستشفى: «(بيستهدفوا) الكل لكن والله هذا شيء لن يوقفنا... أنا أصبت وأنا في مكان عملي نحن نُضرب يومياً استهدفونا قبل هيك استهدفوا مكتبي وأمس 12 إصابة لأطبائنا العاملين وقبل قليل استهدفوني، ولكن هذا لن يثنينا سنبقى نقدم الخدمة».

وتقول القوات الإسرائيلية إن المسلحين يستخدمون المباني المدنية ومنها المباني السكنية والمستشفيات والمدارس غطاءً لعملياتهم. وتنفي «حماس» ذلك، وتتهم القوات الإسرائيلية باستهداف المناطق المأهولة بالسكان بشكل عشوائي.

نسف مئات المنازل

و«كمال عدوان» هو أحد المستشفيات الثلاثة في شمال غزة التي لا تزال بالكاد تعمل؛ إذ قالت وزارة الصحة إن القوات الإسرائيلية احتجزت وطردت الطاقم الطبي، ومنعت الإمدادات الطبية الطارئة والغذاء والوقود من الوصول إليهم.

وقالت إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية إنها سهلت توصيل الإمدادات الطبية والوقود ونقل المرضى من مستشفيات شمال غزة بالتعاون مع وكالات دولية مثل منظمة الصحة العالمية.

وقال سكان في 3 بلدات محاصرة في شمال غزة، جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، إن القوات الإسرائيلية نسفت مئات المنازل منذ تجدد العمليات في منطقة قالت إسرائيل قبل أشهر إنها جرى تطهيرها من المسلحين.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تبدو عازمة على إخلاء المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الشمالية لغزة، وهو اتهام تنفيه إسرائيل.