«الصحة العالمية»: نحو ثلثي المرافق الصحية في غزة توقف عن العمل

المنظمة حذرت مجدداً من نقص حاد في المياه بالقطاع

مسعفون يساعدون الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في مستشفى بدير البلح (أ.ب)
مسعفون يساعدون الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في مستشفى بدير البلح (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية»: نحو ثلثي المرافق الصحية في غزة توقف عن العمل

مسعفون يساعدون الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في مستشفى بدير البلح (أ.ب)
مسعفون يساعدون الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة في مستشفى بدير البلح (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن نحو ثلثي المرافق الصحية في قطاع غزة توقف عن العمل، وحذرت من الوضع المتردي في القطاع، مشيرة إلى أن هناك نقصاً حاداً في المياه.

ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قال مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ بالمنظمة، ريك برينان، إن المنظمة تقدر أنه لم يتبقَّ سوى 3 لترات من المياه للشخص الواحد يومياً، في حين أن الحد الأدنى المطلوب للواحد 15 لتراً للشرب والطهي والنظافة الشخصية.

وأضاف المسؤول الأممي أنه لم يعد بإمكان سكان القطاع أخذ حمام مناسب هناك في الأسابيع الأخيرة.

وقال إنه مع وجود نحو مليون نازح، فإن المراحيض باتت تمثل مشكلة كبيرة، مشيراً إلى أن الإصابة بأمراض الإسهال والتهابات الجلد والجهاز التنفسي ليست سوى مسألة وقت.

يشار إلى أن القطاع يشهد نحو 200 حالة ولادة يومياً، لكن النساء لا يجدن أماكن آمنة لولادة أطفالهن أو الوصول إلى المستشفيات في حالة حدوث مضاعفات.

وفي القطاع المحاصر، والمكتظ بالسكان، لا تزال الحالة الإنسانية كارثية بعد مرور أكثر من أسبوعين على بدء الحرب.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن ما يقرب من ثلثي المرافق الصحية في قطاع غزة توقف عن العمل وسط زيادة هائلة في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع، وفق «أسوشييتد برس».

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 46 من أصل 72 منشأة للرعاية الصحية - بما في ذلك 12 من أصل 35 مستشفى - توقفت عن العمل في جميع أنحاء غزة. وقال مسؤولون صحيون فلسطينيون إن نقص الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بسبب الحصار الإسرائيلي، فضلاً عن الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية، أجبر العديد من المرافق على الإغلاق.

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 700 شخص قُتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية خلال اليوم الماضي.

ويعاني سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من نقص الغذاء والماء والدواء منذ أن أغلقت إسرائيل القطاع في أعقاب هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وفي حين دخلت قافلة مساعدات صغيرة ثالثة غزة يوم الاثنين محملة بجزء صغير فقط من الإمدادات التي تقول جماعات الإغاثة إنها ضرورية، قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، إن الشاحنات التي دخلت غزة، وعددها 54 شاحنة، خلال الأيام القليلة الماضية، كانت «قليلة» مقارنة بـ500 شاحنة يومياً كانت تدخل القطاع قبل الحرب. وقالت إن مفاوضي الأمم المتحدة «بعيدون جداً جداً» عن التوصل إلى اتفاق لإرسال المساعدات المستدامة التي تحتاجها غزة.

ومع استمرار إسرائيل في منع دخول الوقود، قالت الأمم المتحدة إن توزيع المساعدات سيتوقف قريباً عندما لا تتمكن الشاحنات من تزويد الوقود داخل غزة. وتكافح المستشفيات المكتظة بالجرحى من أجل استمرار تشغيل المولدات لتشغيل المعدات الطبية المنقذة للحياة.


مقالات ذات صلة

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

تقف يومياً ولساعات طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام المخابز للحصول على «ربطة خبز» واحدة تتكون من نحو 22 رغيفاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

لم يشهد سكان غزة، الجمعة، ما يدعوهم للأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، مع إعلان مقتل 21 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده في معارك بشمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقتل أحد جنوده في معارك في شمال قطاع غزة. وأضاف أن الجندي القتيل يدعى رون إبشتاين (19 عاماً) وكان ينتمي إلى لواء غيفعاتي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده «حلاً دبلوماسياً في لبنان»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع سابق مع مسؤولين إسرائيليين (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع سابق مع مسؤولين إسرائيليين (أ.ب)
TT

وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده «حلاً دبلوماسياً في لبنان»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع سابق مع مسؤولين إسرائيليين (أ.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع سابق مع مسؤولين إسرائيليين (أ.ب)

كرر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، اليوم (السبت)، «التزام» الولايات المتحدة التوصل إلى «حل دبلوماسي في لبنان»، وذلك خلال مباحثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي أكد أن بلاده ستواصل التحرك «بحزم» ضد «حزب الله».

ويأتي هذا الإعلان فيما تتصاعد الحرب بين إسرائيل والحزب، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربات في قلب بيروت، وكذلك في جنوب وشرق لبنان؛ ما أدى إلى مقتل العشرات، وفق السلطات اللبنانية.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن أوستن «جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة حلاً دبلوماسياً في لبنان يمكّن المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين من العودة الآمنة إلى ديارهم على جانبي الحدود».

من جانبه، أكد كاتس أن إسرائيل «ستواصل التحرك بحزم»، حسبما قال المتحدث باسمه في بيان، نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكرر كاتس التزام بلاده «باستهداف البنية التحتية الإرهابية لـ(حزب الله)، والقضاء على قادة الإرهابيين»؛ للسماح لسكان شمال إسرائيل بالعودة إلى ديارهم.

وبعد عام من القصف المتبادل بين الحزب وإسرائيل عبر الحدود بالتزامن مع حرب غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، أواخر سبتمبر (أيلول)، نقل مركز ثقل عملياته العسكرية إلى جبهته الشمالية مع لبنان، حيث يشن مذّاك حملة غارات جوية مدمرة تتركز على معاقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية، وفي شرق لبنان وجنوبه، وباشر بعد ذلك عمليات برية في جنوب لبنان.

وأسفر التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عن مقتل أكثر من 3650 شخصاً على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

على صعيد متصل، حضّ لويد أوستن «الحكومة الإسرائيلية على مواصلة اتخاذ إجراءات بهدف تحسين الوضع الإنساني المزري في غزة، كما جدّد التأكيد على التزام الولايات المتحدة فيما يتّصل بتأمين الإفراج عن جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

يأتي ذلك رغم إعلان واشنطن، الأسبوع الماضي، أن إسرائيل لا تنتهك القانون الأميركي فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لغزة، بعد شهر من التهديد بتعليق قسم من مساعداتها العسكرية.

وتندّد الأمم المتحدة، ومنظّمات أخرى، بتدهور الأوضاع الإنسانية، خصوصاً في شمال غزة، حيث قالت إسرائيل، الجمعة، إنها قتلت قياديَّين ضالعَين في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي شنّته حركة «حماس» على إسرائيل، وأشعل فتيل الحرب الدائرة حالياً في القطاع الفلسطيني.

وفي المحادثة الهاتفية مع كاتس، جرى أيضاً التباحث في العمليات الإسرائيلية الحالية، وقد جدّد أوستن التأكيد على «الالتزام الراسخ» لواشنطن بـ«أمن إسرائيل»، وفق «البنتاغون».