ملك الأردن والرئيس الفلسطيني في محادثات تسبق زيارة بلينكن لعمّان اليوم

عبد الله الثاني يحذر من «العقاب الجماعي» في غزة وتدهور أوضاع الضفة

الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان الخميس (الديوان الملكي)
الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان الخميس (الديوان الملكي)
TT

ملك الأردن والرئيس الفلسطيني في محادثات تسبق زيارة بلينكن لعمّان اليوم

الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان الخميس (الديوان الملكي)
الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان الخميس (الديوان الملكي)

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من انتهاج سياسة العقاب الجماعي تجاه سكان قطاع غزة، مؤكداً ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وعدم انتهاك القوانين الدولية باستهداف المدنيين الأبرياء.

وخلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان، الخميس، شدد الملك على أهمية فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة وتوفير المياه والكهرباء، وعدم عرقلة جهود المنظمات الدولية في تقديم الخدمات الإنسانية التي كفلتها المواثيق الدولية وضمنها القانون الدولي الإنساني.

وتأتي المحادثات المشتركة للملك عبد الله الثاني والرئيس عباس قبيل وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى عمان، قادماً من تل أبيب، ومن المتوقع أن تركز المحادثات مع الجانب الأردني على ضرورة احتواء العدوان المتزايد، والخشية من انعكاس ذلك على تدهور الأوضاع في الضفة الغربية.

وفيما سيلتقي بلينكن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الجمعة، فإن مصادر ذكرت لـ«الشرق الأوسط»، أن وزير الخارجية الأميركي، سيلتقي الرئيس عباس في عمان في مباحثات ثنائية منفصلة، للبحث عن دور فاعل للسلطة الوطنية الفلسطينية في وقف العدوان وحماية المدنيين في غزة وضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة.

فلسطينية فرت وأسرتها من منزلها إلى مدرسة «أونروا» وسط الضربات الإسرائيلية على غزة الأحد (رويترز)

وسبق الزعيمان زيارة بلينكن، بالتأكيد على ضرورة وقف التصعيد في قطاع غزة والضفة الغربية، ولفت الملك عبد الله الثاني، إلى أن بلاده تبذل جهوداً مكثفة مع الأطراف الفاعلة والشركاء الإقليميين والدوليين، لبحث تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد وحماية الفلسطينيين، والحؤول دون تهجيره، مشدداً خلال اللقاء، على «دعم الأردن للسلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة للشعب الفلسطيني»، مما يتطلب إدامة التنسيق الوثيق مع الأشقاء العرب وتوحيد الجهود من أجل العمل على وقف تدهور الأوضاع في غزة.

وفيما حذر الزعيمان من تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة أعمال العنف وامتدادها، وما قد تتسبب به من عواقب وخيمة على مستوى المنطقة، شدد عبد الله الثاني على أن المملكة لن تدخر جهداً في سبيل الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين، وتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة.

وأكد الملك موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية والحقوق العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، مشدداً على الاستمرار في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس بموجب الوصاية الهاشمية عليها.

وشدد الرئيس الفلسطيني في هذا السياق، على أهمية إلزام إسرائيل باحترام الوضع التاريخي والقانوني في القدس الشريف، وعلى أهمية الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة.

وجدد الملك التأكيد أن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار ما لم يتحقق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب الرئيس عباس عن شكره وتقديره للملك على مواقفه الثابتة، ودعم الأردن ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

صناديق المساعدات والإمدادات الإنسانية من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية المتجهة إلى غزة في عمان (رويترز)

مساعدات إغاثية

في سياق منفصل، وجه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحكومة لتقديم مساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، لتتمكن من مواصلة تقديم خدماتها الإغاثية وتوفير الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، في ضوء التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية وتفاقم هذه الاحتياجات جراء التصعيد والحرب على غزة.

وكانت الوكالة قد أعلنت الحاجة الفورية إلى 104 ملايين دولار، من أجل تمكين استجابتها الإنسانية متعددة القطاعات في غزة على مدار التسعين يوماً القادمة.

وأوضحت الوكالة أن هذه الأموال المطلوبة ستغطي الاحتياجات العاجلة الغذائية وغير الغذائية والصحة، والمأوى والحماية لما يصل إلى 250.000 شخص يبحثون عن الأمان في ملاجئ «الأونروا» في مختلف أرجاء قطاع غزة إضافة إلى 250.000 لاجئ من فلسطين آخرين، داخل المجتمع المحلي.

وكانت جامعة الدول العربية قد أكدت في قرارها الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، في دورته غير العادية، التي عقدت، الأربعاء، للبحث في سبل التحرك السياسي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وتحقيق السلام والأمن، أهمية قيام الدول العربية والمجتمع الدولي بتوفير الدعم المالي الكافي للوكالة لتمكنها من مواجهة التحديات الكبيرة في هذا الوقت الدقيق.


مقالات ذات صلة

 إدارة ترمب تنشر تسجيلاً صوتياً لبايدن من عام 2023 يظهر ضعف قدراته الذهنية

الولايات المتحدة​  إدارة ترمب تنشر تسجيلاً صوتياً لبايدن من عام 2023 يظهر ضعف قدراته الذهنية

 إدارة ترمب تنشر تسجيلاً صوتياً لبايدن من عام 2023 يظهر ضعف قدراته الذهنية

في تسجيلات لمقابلة تعود لعام 2023، بدت إجابات جو بايدن مشوشة وغير متسقة ويظهر أنه لا يتذكر تاريخي وفاة ابنه «بو» وخروجه من منصب نائب الرئيس.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم مهاجرون عند الحدود الأميركية المكسيكية (أرشيفية - رويترز)

9 مهاجرين قضوا قيد التوقيف منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض

أعلن مدير إدارة الهجرة والجمارك الأميركية تود ليونز، اليوم، أنّ 9 مهاجرين قضوا قيد التوقيف في الولايات المتّحدة منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض (أ.ب) play-circle 01:37

ما هي مطالب ترمب الخمسة من الشرع بعد رفع العقوبات؟

33 دقيقة أمضاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الرئيس السوري أحمد الشرع بدعوة ورعاية من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لاجئون من جنوب أفريقيا لدى وصولهم إلى الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

أميركا تستقبل أول «الأفريكانيين» البيض باعتبارهم «لاجئين»

استقبلت الولايات المتحدة العشرات من البيض من جنوب أفريقيا، الذين منحتهم إدارة الرئيس دونالد ترمب وضع اللاجئين بسبب ادعاءات عن الاضطهاد والتمييز العنصري ضدهم.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ يسعى الجمهوريون لإقرار أجندة ترمب الداخلية (رويترز)

انقسامات جمهورية وعرقلة ديمقراطية تهدد أجندة ترمب

بينما يتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة في زيارته الرسمية الأولى خارج البلاد، يترك وراءه حزباً متخبطاً في تجاذبات داخلية يسعى جاهداً لإقرار أجندته.

رنا أبتر (واشنطن)

«إعلان بغداد» يدعو إلى تمكين السلطة الفلسطينية من حكم غزة

قادة الدول العربية في صورة تذكارية قبل انطلاق أعمال القمة العربية العادية الـ34 في بغداد (أ.ف.ب)
قادة الدول العربية في صورة تذكارية قبل انطلاق أعمال القمة العربية العادية الـ34 في بغداد (أ.ف.ب)
TT

«إعلان بغداد» يدعو إلى تمكين السلطة الفلسطينية من حكم غزة

قادة الدول العربية في صورة تذكارية قبل انطلاق أعمال القمة العربية العادية الـ34 في بغداد (أ.ف.ب)
قادة الدول العربية في صورة تذكارية قبل انطلاق أعمال القمة العربية العادية الـ34 في بغداد (أ.ف.ب)

تضمّنت النسخة النهائية لإعلان بغداد، المقرر اعتماده في ختام القمة العادية الـ34، الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني شامل يضم مكونات الشعب السوري، دون إشارة إلى استعداد العراق لاستضافته، ويشير إلى أهمية وجود حكومة مدنية مستقلة في السودان.

وكانت «الشرق الأوسط»، قد نشرت الجمعة، مسودة «إعلان بغداد». وجاءت النسخة النهائية لتُضيف مبادرة جديدة تطلقها العراق، مع تعديلات في صياغة عدد من البنود.

وجاءت القضية الفلسطينية على رأس القسم الأول من الإعلان، الذي أكد مجدداً «مركزية القضية الفلسطينية»، وطالب بـ«الوقف الفوري للحرب في غزة، ووقف جميع الأعمال العدائية التي تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء».

حكم غزة

وتضمّنت النسخة النهائية تعديلاً للبند المتعلق بدعوة جميع الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على مشروع وطني جامع، ورؤية استراتيجية موحدة. ليصبح «دعم رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول أهمية تحقيق الوحدة الوطنيَّة على قاعدة الالتزام بمُنظمة التحرير الفلسطينية، المُمثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وبرنامجها السياسي، والتزاماتها الدولية وفق مبدأ النظام الواحد، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد»، مع «تمكين حكومة دولة فلسطين من تولِّي مسؤوليات الحكم في قطاع غزة، في إطار الوحدة السياسية والجغرافية للأرض الفلسطينية المُحتلة عام 1967»، و«تأكيد أن الخيار الديمقراطي والاحتكام لصندوق الاقتراع هو الطريق الوحيد لاحترام إرادة الشعب لاختيار من يُمثِّله عبر انتخابات عامة رئاسية وتشريعية تجري في عام، في كل الأرض الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والدعوة لتوفير الظروف المُناسِبة لذلك».

كما أكد إعلان بغداد «دعم جهود عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لتطبيق (حلِّ الدولتين)، وتجسيد استقلال دولة فلسطين وفقاً للمرجعيات الدولية برئاسة مُشترَكة من المملكة العربية السعودية، والجمهورية الفرنسية في شهر حزيران (يونيو) المقبل 2025 في مقر الأمم المتحدة».

وثمّن جهود الجزائر بصفتها العضو العربي غير الدائم الحالي في مجلس الأمن في الدفاع عن القضايا العربية. وبشكل خاص القضية الفلسطينية، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتوصل إلى وقف النار، وحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

ودعا إلى «تضافر جهود المجتمع الدولي، دولاً ومنظمات دولية، لإلزام العدوان الإسرائيلي، القوة القائمة بالاحتلال، بإنهاء احتلاله غير القانوني للأرض الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967»، ورحب بـ«الجهود المستمرة للتحالف العالمي لتنفيذ (حلِّ الدولتين) الذي أطلق في نيويورك سبتمبر (أيلول) 2024 من قبل المملكة العربية السعودية بصفتها رئيس اللجنة العربية - الإسلاميّة المُنبثقة عن القمة المشتركة بشأن غزة ومملكة النرويج والاتحاد الأوروبي».

كما أكد «دعم الجُهُود الدبلوماسية الحثيثة للجنة الوزارية المُنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة للحث على وقف إطلاق النار الفوري، وإدخال المُساعدات الإنسانية جميع مناطق قطاع غزة، والبدء باتخاذ خطوات عملية لتنفيذ (حل الدولتين)».

قادة يحضرون الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد بالعراق (أ.ب)

حوار سوري شامل

وبشأن الوضع في سوريا، أكد الإعلان احترام خيارات الشعب السوري، بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سوريا، ودعا لتبني مؤتمر حوار وطني شامل، يضم مكونات الشعب السوري كافة، مع حذف من النسخة النهائية الجزء الخاص «باستعداد دولة الرئاسة لدورة القمة العربية الحالية -العراق- لاستضافة المؤتمر وبالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والدول العربية، لضمان تحقيق المصلحة الوطنية السورية، وضمان مشاركة فعالة، وتعزيز التعايش المجتمعي في سوريا».

وتضمّنت النسخة النهائية من «إعلان بغداد» إشارة إلى مجلس القيادة الرئاسي اليمني؛ حيث نصَّ على «تأكيد الدعم الثابت لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي، مؤكداً مساندة جهود الحكومة اليمنيّة الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين مُكوِّنات الشعب اليمني كافة، وتوحيد الصف الوطني بما يُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن»، وأيَّد «المساعي الأممية والإقليمية الهادفة للتوصُّل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية؛ استناداً إلى المرجعيات المُتفَق عليها دولياً، والمُتمثلة في المُبادَرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومُخرجات مُؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار جلس الأمن رقم (2216)».

حكومة سودانية منتحبة

وتضمن إعلان بغداد الإشارة إلى حكومة مدنية منتخبة في السودان، مؤكداً «التضامن مع السودان وشعبهِ في سعيه لتأمين مُقدراته وحماية أراضيه وبنيته التحتية الحيوية، والحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، ورفض التدخل في شُؤونه، وتعزيز جُهوده في الحفاظ على مؤسساته الوطنية، والحيلولة دون انهيارها، مع النص في النسخة النهائية عن طريق تشكيل حكومة مدنية مستقلة ومُنتخبة».

ودعا إلى بحث إمكانية الدعوة لاستئناف مسار جدة (3) للتوصل إلى الحلول السلمية المُستدامة، كما دعا مجموعة الاتصال العربية المُشكَّلة من وزراء خارجية السعودية ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية إلى مُواصلة جُهودهم ومساعيهم الحميدة بغية التوصل إلى حلول تُلبِّي التطلُّعات السودانية في الاستقرار والتنمية».

واختتم إعلان بغداد بـ16 مبادرة أطلقها العراق، منها «المبادرة العربية للدعم الإنساني والتنموي» التي جرى من خلالها إنشاء «الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات» ومبادرة «العهد العربي لدعم الشعب السوري» لدعم عملية التأسيس لعملية انتقالية سياسية شاملة في سوري.

وأضيف في النسخة النهائية مُبادرة «غرفة التنسيق العربي الأمني المُشترَك»، انطلاقاً من المادة (3) من مُعاهدة الدفاع المُشترَك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة العربيّة، لتقوم بمهام رسم سياسة مُنسقة بين الدول العربية، فيما يخصُّ الوضع الأمني الإقليمي الراهن، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز جهود بناء القدرات الأمنية العسكرية، وتبادل المعلومات الاستخبارية ذات الصلة.