واشنطن وباريس حذرتا «حزب الله» من اتخاذ «القرار الخاطئ»

جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنان يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنان يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

واشنطن وباريس حذرتا «حزب الله» من اتخاذ «القرار الخاطئ»

جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنان يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنان يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

كشف مسؤولون أميركيون أن «حزب الله» رد على تحذيرات غربية بأنه لن ينخرط في الحرب ضد إسرائيل حالياً، على رغم استمرار عمليات إطلاق الصواريخ المتبادلة عبر الحدود اللبنانية، في وقت ترسل فيه الولايات المتحدة قوات ومعدات عسكرية لـ«ردع» أي طرف من المشاركة في العمليات العسكرية التي بدأت السبت الماضي مع هجوم حركة «حماس» ضد المواقع والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن وحلفائها أنهم وجهوا هذه التحذيرات على رغم ترجيح المسؤولين الأميركيين الكبار في الإدارة أن «(حزب الله) لن ينضم إلى حرب (حماس) ضد إسرائيل»، و«على رغم من بعض التصعيد على الحدود» اللبنانية - الإسرائيلية.

وكشفت شبكة «سي إن إن» الأميركية أن الرسالة نقلت إلى «حزب الله» عبر عدد من القنوات، وبينها رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد ذكر مسؤولون في الإدارة الأميركية بري في إحاطة الكونغرس يوم الأحد باعتباره وسيطاً، وفقاً لشخص مطلع على الإحاطة الإعلامية. ولن تتعامل الولايات المتحدة رسمياً مع «حزب الله» المصنف على أنه جماعة إرهابية، لذا فإن بري هو قناة طبيعية واحدة.

ونقلت أيضاً عن مصدر لم تسمه أن «فرنسا أبلغت (حزب الله) أيضاً، بناء على طلب إسرائيل، أنه يجب عليه البقاء بعيداً عن الحرب وعدم التصعيد أكثر وإلا سترد إسرائيل بشكل كبير»، مضيفاً أن «هذه المناقشات نسقت أيضاً مع الولايات المتحدة».

وأكد دبلوماسي غربي أن «الحلفاء الغربيين الذين لديهم علاقات غير رسمية مع حزب الله نقلوا بعض الرسائل»، مضيفاً أن رد «حزب الله» يشير إلى «إرادة موجودة مسبقاً بعدم التصعيد في الوقت الراهن».

وكان مسؤول دفاعي كبير قال: «نحن قلقون للغاية في شأن اتخاذ حزب الله القرار الخاطئ واختيار فتح جبهة ثانية لهذا الصراع»، مضيفاً: «نحن نعمل مع إسرائيل ومع شركائنا في كل أنحاء المنطقة لاحتواء هذا الأمر في غزة».

وعلاوة على الرسائل، أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بنشر مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد» في شرق البحر الأبيض المتوسط، في «جزء كبير منها كرسالة إلى حزب الله وداعميه الإيرانيين بالامتناع عن دخول الحرب».

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان: «دعوني أكون واضحاً، نحن لم نحرك الحاملة لـ(حماس)»، بل «قمنا بتحريك حاملة الطائرات لتوجيه رسالة ردع واضحة إلى الدول الأخرى أو الجهات الفاعلة غير الحكومية التي قد تسعى إلى توسيع نطاق هذه الحرب».

ووصف محللون دعم «حزب الله» لـ«حماس» بأنه كان «رمزياً حتى الآن»، علماً بأن التنظيم اللبناني الموالي لإيران هنأ «حماس» على هجوم السبت. كما تبادل إطلاق بعض الصواريخ عبر الحدود مع إسرائيل. ولكن «يبدو أن تلك الهجمات هي لفتات رمزية للدعم وليست مقدمة لعمل عسكري جدي».

ونسبت «سي إن إن» للزميل في معهد واشنطن مايك نايتس أن «حزب الله يوفر أيضاً بعض الدعم العسكري السلبي، من خلال جذب القوات الإسرائيلية واحتجازها على الحدود الشمالية وتقسيم الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية».

وقال المسؤول الاستخباري السابق نورم رول إن «المنطق يخبرك بأنه إذا كنت من حزب الله اللبناني، فأنت تريد البقاء خارج هذا الصراع»، مضيفاً: «أنت تريد أن تدع الإسرائيليين و(حماس) يمضغون أنفسهم حتى تصير أنت الطرف القوي».

ورأى القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية فرانك أن «حزب الله لا يهتم بشكل خاص بمصير غزة».



بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
TT

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)

اعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، بعد لقائه وزير الخارجية السوري بسام الصباغ في دمشق، الأحد، أنه «من الضروري للغاية ضمان أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان وأن نجنب جر سوريا» إلى النزاع في المنطقة.

من جانبها، لم تصدر الخارجية السورية أي تفاصيل حول نتائج لقاء بيدرسن والصباغ، واكتفت ببيان مختزل أعلنت فيه عن اللقاء دون تفاصيل.

وكانت تقارير إعلامية محلية قد أفادت في وقت سابق بأن زيارة بيدرسن الثانية إلى دمشق خلال هذا العام تهدف إلى بحث إمكانية استئناف اللجنة الدستورية اجتماعاتها المتعثرة منذ أكثر من عامين، بسبب الخلاف على مكان عقد الاجتماع، وذلك بعد الرفض الروسي القاطع لعقدها في جنيف على خلفية موقف سويسرا من الحرب الروسية - الأوكرانية.

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من الحكومة، عن مصادر قولها إن بيدرسن «بات على قناعة بأنه لا بد من انعقاد هذه اللجنة في العواصم العربية المرشحة لاستضافتها، وهي بغداد والرياض والقاهرة، لكون الجانب الروسي يرفض رفضاً قاطعاً انعقادها في جنيف».

وعقدت اللجنة الدستورية 8 جلسات وتم تأجيل الجلسة التاسعة بعد طلب روسيا تغيير مكان انعقاد المحادثات، ولم يتم التوافق على مكان آخر. وحسب صحيفة «الوطن»، يجري بيدرسن مباحثات مع المسؤولين السوريين في دمشق التي وصلها يوم الأربعاء، حول إمكانية استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، صرّح في وقت سابق لوكالة «تاس» الروسية بأن جنيف هي المكان الوحيد المرفوض من قبل الجانب الروسي، لافتاً إلى قبول موسكو بأي من الأماكن الأخرى المقترحة. وفيما يتعلق بمقترح عقد الاجتماع في بغداد، قال لافرنتيف إن المعارضة السورية رفضت هذا الاقتراح باعتبار بغداد مكاناً غير محايد لها؛ لأن الحكومة العراقية داعمة لدمشق. وأضاف: «لا تزال المعارضة تصر على رفض هذا الخيار، رغم أنه لا يمكن أن يؤثر على سير المفاوضات الدستورية». وحسب المسؤول الروسي، فقد أكدت موسكو لبيدرسن ضرورة مواصلة الجهود لاستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية، كما دعته لبذل الجهود بدلاً من الدعوة إلى ممارسة النفوذ على هذا الجانب أو ذاك.

ومنذ بدء النزاع في سوريا، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية، مستهدفة مواقع تابعة للقوات الحكومية وأهدافاً إيرانية وأخرى تابعة لـ«حزب الله» اللبناني. وازدادت وتيرة الغارات على وقع المواجهة المفتوحة التي تخوضها إسرائيل مع «حزب الله» في لبنان المجاور. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 105 أشخاص، معظمهم مقاتلون موالون لإيران، في حصيلة جديدة لغارات إسرائيلية استهدفت، الأربعاء، 3 مواقع في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ضمّ أحدها اجتماعاً «لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة (النجباء) العراقية و(حزب الله) اللبناني». وكان المرصد أحصى مقتل 92 شخصاً في حصيلة سابقة لهذه الغارات. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتقول في الفترة الأخيرة إنها تعمل على منع «حزب الله» من «نقل وسائل قتالية» من سوريا إلى لبنان.