نائب بريطاني محافظ: لا شيء سيجدي الفلسطينيين سوى اللجوء للقانون الدولي

قال إن التصعيد نتيجة عقود طويلة من تجاهل الحقوق الفلسطينية

كريسبن بلانت عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين (غيتي)
كريسبن بلانت عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين (غيتي)
TT

نائب بريطاني محافظ: لا شيء سيجدي الفلسطينيين سوى اللجوء للقانون الدولي

كريسبن بلانت عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين (غيتي)
كريسبن بلانت عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين (غيتي)

قال كريسبن بلانت، عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين، إن التصعيد الحالي في الأوضاع بين الفلسطينيين وإسرائيل، يأتي نتيجة عقود طويلة من تجاهل «الحقوق الفلسطينية».

وأضاف، في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، الاثنين، أن العملية التي شنتها فصائل فلسطينية على إسرائيل ترجع أيضاً إلى الإفلات غير المدروس من العقاب الذي تتعامل به القوى العالمية مع إسرائيل، التي تؤكد حقها في الدفاع عن نفسها، لكن دون أن تدرس مدى تناسب وشرعية تلك الأعمال مع ما تواجهه.

طفل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منطقة مدمرة (إ.ب.أ)

وقال بلانت إنه من شبه المؤكد أن الرد الإسرائيلي على العملية التي شنتها الفصائل الفلسطينية، منذ السبت الماضي، سيكون غير متناسب مع حجم تلك العملية ولا ينسجم مع القانون. وأضاف بلانت أن «عدم المساءلة، بفضل ثقافة الاستثناء والإفلات من العقاب السائدة في المجتمع الدولي، عزز النهج الإسرائيلي».

فشل العنف

وذكر عضو مجلس العموم أن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على حقوقهم وفقاً للقانون، رافضاً في الوقت ذاته جميع أشكال العنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وطالب بلانت الفلسطينيين بالتخلي عن نهج المقاومة العنيفة «لأنها لا جدوى منها على الإطلاق». وأضاف أن العمليات التي وصفها بالعنيفة «تساعد إسرائيل على تأكيد صحة المزاعم المتعلقة بمخاوفها الأمنية لبقية العالم».

وشنّت فصائل فلسطينية هجوماً واسعاً مباغتاً من غزة على بلدات وتجمعات سكنية في المنطقة المحيطة بالقطاع، فجر السبت الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 700 إسرائيلي. وردت إسرائيل بشن عملية عسكرية أسقطت ما يزيد على 500 قتيل في غزة والضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. ورجح بلانت أن يدفع الفلسطينيون «ثمناً باهظاً» جراء تلك العملية.

تجمع لمواطنين إسرائيليين بعد هجمات «حماس» على مدينة عسقلان السبت (رويترز)

ونفذت إسرائيل هجمات عدة على قطاع غزة منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع عام 2005، ما خلّف آلاف الجرحى والقتلى في الجانب الفلسطيني.

وحول تعامل الحكومة البريطانية مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، شدد بلانت على ضرورة إخضاع الحكومة البريطانية للمساءلة أمام القانون، بسبب تجاهلها خرق إسرائيل الدائم للقانون الدولي. وأضاف: «ما تفعله الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وخرقاً صريحاً لاتفاقية جنيف، إذ إن هناك احتلالاً لأراضي دولة أخرى ثم استيطانها بشكل غير قانوني».

وتنص اتفاقية جنيف التي وقعت عام 2003 على انسحاب إسرائيل من معظم الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 وعلى ترسيم الحدود بين الطرفين. وتساءل بلانت عن سبب عدم اتخاذ الحكومة البريطانية أي إجراءات لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن أفعالهم. وتابع: «لهذا نسلك الطريق القانونية للمطالبة بتنفيذ القانون من محكمة العدل الدولية ومحاكم إنجلترا».

عمود من الدخان يتصاعد خلف المباني الشاهقة خلال غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة الاثنين (أ.ف.ب)

ولفت النائب البريطاني إلى أنه عيّن محامياً متخصصاً في مجال حقوق الإنسان، بالتعاون مع مركز العدالة الدولي للفلسطينيين، ومقره لندن، بهدف رفع دعوى قضائية على الحكومة البريطانية لمخالفتها القانون في عدم مساءلتها إسرائيل بشأن انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

دعوى ضد الحكومة البريطانية

وتابع: «نحاول جمع الأموال الكافية لمتابعة كل السبل القانونية المتاحة لتحقيق العدالة للفلسطينيين واستعادة حقوقهم بعد 100 عام من الحرمان».

وقال بلانت: «الإسرائيليون لن يتوقفوا عن سياستهم، لقد جربنا السياسة والدبلوماسية، وحاول الفلسطينيون استعادة حقوقهم بكل السبل، بالعنف والمقاومة، ولا شيء سيجدي سوى اللجوء إلى القانون الدولي».

وأضاف بلانت أن جزءاً كبيراً من عمليات «حماس» و«الجهاد»، و«الاستخدام العشوائي للعنف المروع ضد المواطنين الإسرائيليين الأبرياء، غير مدروس». وتابع: «سيتبع ذلك الآن طوفان من الأعمال الانتقامية من جانب إسرائيل المحمية بالإفلات من العقاب الدولي».

واحتل الجيش الإسرائيلي القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، ومنذ ذلك الوقت يتصاعد الصراع بين الجانبين.


مقالات ذات صلة

«القسام» تعلن تفجير أحد عناصرها نفسه بقوة إسرائيلية في جباليا

المشرق العربي دبابة إسرائيلية بالقرب من قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام» تعلن تفجير أحد عناصرها نفسه بقوة إسرائيلية في جباليا

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، أن أحد عناصرها فجّر نفسه بقوة إسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لجلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة تطلب رأي «العدل الدولية» حول التزامات إسرائيل بشأن المساعدات للفلسطينيين

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، على مشروع قرار لطلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات للفلسطينيين من المنظمات الدولية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية جنديان إسرائيليان يحرسان معبراً في غزة الخميس (أ.ب)

جنود إسرائيليون يعترفون: قتلنا أطفالاً فلسطينيين ليسوا إرهابيين

تحقيق صحافي نشرته صحيفة «هآرتس»، الخميس، جاء فيه أن قوات الاحتلال المرابطة على محور «نتساريم»، رسموا خطاً واهياً، وقرروا حكم الموت على كل من يجتازه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيان ينقلان بسيارة إسعاف جثث قتلى سقطوا بضربة إسرائيلية في جباليا الخميس (أ.ف.ب)

مقتل العشرات بهجمات في قطاع غزة

تستغل إسرائيل المماطلة بإبرام اتفاق لوقف النار في قطاع غزة لشن هجمات تُودي بحياة العشرات كل يوم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون بالقرب من معبر كرم أبو سالم في الخميس 19 ديسمبر 2024 (أ.ب)

جنود إسرائيليون يكشفون عن عمليات قتل عشوائية في ممر نتساريم بغزة

يقول جنود إسرائيليون خدموا في قطاع غزة، لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إنه «من بين 200 جثة (لأشخاص أطلقوا النار عليهم)، تم التأكد من أن 10 فقط من أعضاء (حماس)».

«الشرق الأوسط» (غزة)

العراق: «كتائب سيد الشهداء» توقف عملياتها و«الفتح» يرفض حل «الحشد»

عرض عسكري للجيش العراقي و«الحشد الشعبي» في الموصل مؤخراً (أ.ف.ب)
عرض عسكري للجيش العراقي و«الحشد الشعبي» في الموصل مؤخراً (أ.ف.ب)
TT

العراق: «كتائب سيد الشهداء» توقف عملياتها و«الفتح» يرفض حل «الحشد»

عرض عسكري للجيش العراقي و«الحشد الشعبي» في الموصل مؤخراً (أ.ف.ب)
عرض عسكري للجيش العراقي و«الحشد الشعبي» في الموصل مؤخراً (أ.ف.ب)

في حين أكدت كتائب «سيد الشهداء»، أحد الفصائل المسلحة المنضوية في «محور المقاومة»، توقف هجماتها ضد إسرائيل، رفض تحالف «الفتح» الذي يقوده هادي العامري، وينضوي تحت مظلة قوى «الإطار التنسيقي»، حل «الحشد الشعبي».

في غضون ذلك أكدت «عصائب أهل الحق» وجود أمينها العام، قيس الخزعلي، في إيران بعدما ترددت أنباء عن إمكانية إصابته باستهداف جوي.

وقال المتحدث باسم «كتائب سيد الشهداء»، كاظم الفرطوسي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن «مبدأ وحدة الساحات ثابت لدى الفصائل العراقية، وهذا المبدأ لا يمكن التخلي عنه، لكن الظروف هي التي تحدد وترسم مواقف الفصائل».

وأضاف أن «هذا المبدأ ليس مرتبطاً بتحالف مؤقت ما بين فصائل محور المقاومة، بل هو قضية مبدأ وعقيدة، ومهما كانت الخسائر فإن الفصائل العراقية لم ولن تترك مبدأ وحدة الساحات».

وبِشأن العمليات التي تشنها الفصائل المسلحة على إسرائيل التي تجاوزت 200 هجمة خلال الأشهر الماضية، لكنها توقفت عقب سقوط نظام الأسد في دمشق، ذكر الفرطوسي، أن «عمليات الفصائل العراقية مرتبطة بعمليات (حزب الله) اللبناني، وعند حصول وقف إطلاق النار في لبنان، توقفت عمليات الفصائل العراقية، كما أن هناك شركاء في العراق لديهم رأي وتحفظ على عمليات الفصائل، ويجب الاستماع إليهم»، وأظهرت الحكومة العراقية موقفاً رافضاً لزج العراق في أتون الحرب الإقليمية بين إسرائيل وعدوها الإيراني والجماعات المرتبطة به.

ورأى الفرطوسي أن «الأمر لا يتعلق بالرعونة أو التهور، بل يجب أن تدرس الأمور جيداً، وخصوصاً أن هؤلاء الشركاء هم بيئة المقاومة، لذلك ينبغي الاستماع إليهم دون تجاهلهم أو التعنت في الموقف».

وما زالت المخاوف قائمة من إمكانية تعرض الفصائل المسلحة في العراق إلى استهداف إسرائيلي رداً على الهجمات التي شنتها الفصائل ضدها، وما زال كذلك الحديث عن حل الفصائل و«الحشد الشعبي» متداولاً، لكن رئيس الوزراء، محمد السوداني، نفى ذلك قبل أيام، وترددت أنباء عن رفض المرجع الديني الأعلى، علي السيستاني، إصدار فتوى بحل «الحشد»، وكذا معظم القوى الشيعية.

وعدَّ تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، الأحد، أن «حل (هيئة الحشد الشعبي) حلم لم ولن يتحقق».

وقال القيادي في التحالف، علي الفتلاوي، في تصريحات صحافية، إن «حلم أعداء العراقيين في حل (هيئة الحشد الشعبي) لم ولن يتحقق مهما عملت وحاولت ذلك، وأي محاولة يكون مصيرها الفشل، فلا يمكن الاستغناء عن (الحشد) في الدفاع عن أي مخاطر تجاه العراق سواء داخلية أو خارجية».

وأضاف الفتلاوي أن «(الحشد الشعبي) مؤسسة أمنية عسكرية حالها كحال الشرطة والجيش، ولهذا لا يمكن حل هذه الهيئة كونها تعد من أهم الأجهزة المختصة في حفظ الأمن والأمان للعراق والعراقيين، وحلم البعض لم ولن يتحقق إطلاقاً».

إلى ذلك تتردد منذ أيام أنباء عن احتمالية إصابة أو مقتل الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، جراء استهدافه بضربة صاروخية إسرائيلية على الحدود العراقية - السورية في إطار هجماتها الأخيرة ضد قيادات الفصائل الموالية لإيران، وعزز من تلك الاحتمالية الغياب اللافت عن المشهد السياسي للخزعلي خلال الأسبوعين الأخيرين، لكن «العصائب» تنفي مزاعم استهدافه.

وقال مسؤول بمكتب «العصائب» في طهران، غدير شريف، في تصريحات صحافية، السبت، إن «هذا ما يروج له الإعلام الأصفر والمأجور الذي يعمل ضد المقاومة ورموزها».

وأضاف أن «الخزعلي يوجد منذ فترة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد استقر لفترة في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، حيث مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، وبعدها انتقل إلى مدينة قم وسط إيران؛ لمتابعة ومواصلة درسه الحوزوي الخاص».