الصدر يدعو إلى حرق الأعلام الإسرائيلية والعامري يهدد أميركا

السوداني يطالب الاتحاد الأوروبي بممارسة دوره في تأكيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

جانب من تجمع ضد إسرائيل والولايات المتحدة في بغداد يوم الأحد (رويترز)
جانب من تجمع ضد إسرائيل والولايات المتحدة في بغداد يوم الأحد (رويترز)
TT

الصدر يدعو إلى حرق الأعلام الإسرائيلية والعامري يهدد أميركا

جانب من تجمع ضد إسرائيل والولايات المتحدة في بغداد يوم الأحد (رويترز)
جانب من تجمع ضد إسرائيل والولايات المتحدة في بغداد يوم الأحد (رويترز)

في الوقت الذي دعت فيه الحكومة العراقية المجتمع الدولي إلى وضع حد لـ«الانتهاكات الإسرائيلية» ضد الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، بدأت قيادات شيعية بارزة التصعيد على خلفية عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها «حماس» ضد إسرائيل، وسط دعوات إلى تظاهرات حاشدة وإحراق للأعلام الإسرائيلية وتهديدات ضد الولايات المتحدة.

فعلى الصعيد الرسمي، أصدرت الحكومة العراقية بياناً بيّنت فيه موقف العراق الثابت «تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة». كما باشر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تحركاً سياسياً قبيل زيارته إلى موسكو التي تبدأ (الثلاثاء)؛ إذ بحث عبر اتصالين هاتفيين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تطورات الأوضاع في غزة. وكان هذا الملف أيضاً محور بحث بين السوداني ومسؤول في الاتحاد الأوروبي. وأوضح بيان للمكتب الإعلامي للسوداني أن «رئيس الوزراء استقبل سفير الاتحاد الأوروبي الجديد في العراق توماس سايلر»، مضيفاً أن المسؤول العراقي «دعا الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة دور حاسم من أجل تطبيق القرارات الدولية التي تؤكد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». وأضاف البيان أن «اللقاء تناول العلاقات بين العراق والاتحاد الأوروبي، وسبل تطويرها في جميع المجالات، كما جرت مناقشة اتفاقية الشراكة العراقية الأوروبية، وبحث عمل الشركات الأوروبية في العراق، في ظل توافر الكثير من الفرص الاستثمارية والبيئة الآمنة لعملها في البلد، خصوصاً بعد انضمام العراق إلى البنك الأوروبي للاستثمار والتنمية».

عناصر من «حركة النجباء» الشيعية العراقية خلال تجمع في بغداد يوم الأحد لمساندة عملية «حماس» ضد إسرائيل (أ.ف.ب)

وذكر البيان أيضاً أن السوداني «بحث مع السفير الأوروبي تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، داعياً إلى ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي دوراً حاسماً من أجل تطبيق القرارات الدولية التي تؤكد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». كما أشار السوداني إلى «وجوب مواجهة ظاهرة خطاب الكراهية الذي تصاعد مؤخراً في بعض الدول الأوروبية والذي تمثّل بالتجاوز على المقدسات وحرق المصحف الشريف، بما لا يبرره مفهوم حرية التعبير».

وكانت الحكومة العراقية قد رأت أن «العمليات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني اليوم، هي نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له منذ عهود مضت على يد سلطة الاحتلال الصهيوني، التي لم تلتزم يوماً بالقرارات الدولية والأممية، لهذا ندعو المجتمع الدوليّ إلى أنْ يتحرك لوضع حدّ للانتهاكات الخطيرة وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي ما زال يعاني الاحتلال وسياسات التمييز العنصريّ والحصار والتجاوز على المقدسات وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية».

مقتدى الصدر (أرشيفية: وكالات)

الصدر والعامري

وفي موازاة الخطاب الدبلوماسي الذي تنتهجه الحكومة العراقية حيال تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن القيادات السياسية الشيعية بدأت تصعّد من خطابها حيال ما يجري خصوصاً بعد العملية العسكرية الجارية حالياً بين حركة «حماس» وبين إسرائيل والتي راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى من الجانبين. وفي هذا السياق، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، (الاثنين)، العراقيين إلى الخروج بتظاهرة مليونية وسط بغداد لمساندة الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل. وقال الصدر في بيان له: «من الواجب علينا نحن العراقيين المجاهدين المقاومين للاحتلال الأميركي وكل محب للقضية الفلسطينية، الخروج بمظاهرات مليونية سلمية موحدة في ساحة الإصلاح والمظلومين (ساحة التحرير) ليرتفع صوت الجهاد من العاصمة العراقية بغداد، وليصل إلى العالم كله، ولنحرق الأعلام الإسرائيلية رافعين الأعلام الفلسطينية جنباً إلى جنب مع العلم العراقي». وأضاف: «عسى أن تكون تلك المظاهرة تحطيماً وتشتيتاً لهم، ولنرعب كبيرة الشر أميركا التي تدعم الإرهاب الصهيوني ضد أحبتنا في فلسطين، ولتعود الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف إلى كنف الحق».

هادي العامري (وكالة الأنباء العراقية)

ومن جهته، هدد القيادي في «الإطار التنسيقي» رئيس تحالف «نبني» الانتخابي، هادي العامري، أميركا باستهدافها في حال تدخلت إلى جانب إسرائيل ضد الفلسطينيين. وأشاد العامري، في كلمة خلال تجمع جماهيري الاثنين، بـ«ما يتحقق في فلسطين من انتصارات عجزت عن تحقيقها كل الجيوش العربية»، مضيفاً أن «العراق الجديد مع القضية الفلسطينية ولن نتراجع عن دعمها».

وتابع العامري: «بكل فخر واعتزاز نقول إن الشعب الفلسطيني يحقق نصراً كبيراً على العدو الصهيوني»، مضيفاً: «لم يكن يخطر ببال أحد أن فلسطين تحقق هذا النصر على الكيان الصهيوني وفشل الاستخبارات الصهيونية».

وحذر القيادي الشيعي العراقي من أنه في حال «تدخلت أميركا في فلسطين سنتدخل ولا نتردد في الاستهداف»، مشدداً على أن «موقفنا واضح من دعم القضية الفلسطينية؛ لأن الشعب الفلسطيني شعب مظلوم».


مقالات ذات صلة

السعودية ترحب باتفاق وقف النار في غزة

الخليج السعودية تأمل في أن ينهي الاتفاق بشكل دائم الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة (رويترز) play-circle 00:55

السعودية ترحب باتفاق وقف النار في غزة

رحبت السعودية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مثمنة الجهود التي بذلتها دولة قطر، ومصر، والولايات المتحدة بهذا الشأن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري رد فعل امرأة وهي تتفقد الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري هل تكون خطة «اليوم التالي» في غزة «نقطة خلاف» جديدة؟

وسط جهود مكثفة نحو تنفيذ هدنة جديدة في قطاع غزة، تزايد الحديث عن خطة «اليوم التالي» لانتهاء الحرب، كان أحدثها تصريحات أميركية شملت تفاصيل، بينها وجود أجنبي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)

عندما قال ترمب لنتنياهو: أريدك رجلاً

الاتفاق الذي يتبلور حول الصفقة بين إسرائيل و«حماس» هو نفسه الذي كان مطروحاً ومقبولاً في شهر مايو (أيار) الماضي. فلماذا فشل في حينه، وها هو ينجح اليوم؟

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينية تنتحب يوم الثلاثاء بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية على دير البلح (أ.ف.ب) play-circle 01:49

تحليل إخباري 8 ملفات إشكالية خيمت على اتفاق غزة... ما هي؟ وكيف ستُحل؟

بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، تستعد إسرائيل و «حماس» لإعلان اتفاق مرتقب على وقف إطلاق النار في غزة، فما الملفات المهمة التي خيمت على المفاوضات؟ وكيف سيتم حلها؟

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية إسرائيلي يشارك باحتجاج قرب مكتب نتنياهو بالقدس للمطالبة بالعمل على تحرير الأسرى الثلاثاء (رويترز)

نتنياهو يستطيع تمرير«اتفاق غزة» ولو عارضه بن غفير وسموتريتش

تمرير صفقة اتفاق غزة سيكون سهلاً على بنيامين نتنياهو عبر حكومته، ولا توجد أخطار تهددها، بل سيكون لها تأييد شعبي واسع.

نظير مجلي (تل أبيب)

السيسي يدعو للإسراع في إدخال المساعدات إلى غزة دون عراقيل

معبر رفح الحدودي (أرشيفية - رويترز)
معبر رفح الحدودي (أرشيفية - رويترز)
TT

السيسي يدعو للإسراع في إدخال المساعدات إلى غزة دون عراقيل

معبر رفح الحدودي (أرشيفية - رويترز)
معبر رفح الحدودي (أرشيفية - رويترز)

رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأكد السيسي في منشور على موقع «إكس» على ضرورة سرعة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة. وقال «مع هذا الاتفاق، أؤكد على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل».
وأوضح أنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق «بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أميركية».

وتعهد بأن مصر «ستظل دائما وفية لعهدها، داعمة للسلام العادل، وشريكا مخلصا في تحقيقه، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني».
وعبر عن أمله في أن يقود الاتفاق إلى سلام مستدام وأن «تنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم يتسع للجميع».

وفي وقت سابق، نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر أمني مصري قوله إنه يجري التنسيق من أجل «فتح معبر رفح الفلسطيني للسماح بدخول المساعدات الدولية».

وأضاف المصدر أن مصر «تستعد لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى قطاع غزة».

جاء ذلك بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، مع أن إسرائيل قالت إنه ما زالت هناك مسائل عالقة قبل التوقيع النهائي عليه.