أفاد ناشطون بمقتل 16 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء، خلال يومي الخميس والجمعة، فيما أصيب مائة آخرون، بينهم 31 طفلاً و24 امرأة، في تصعيد لهجمات القوات النظامية السورية وحليفتها روسيا على مدينة إدلب وريفها بشمال غربي البلاد.
وأحصت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) استهداف ما يزيد على ثلاثين مدينة وبلدة وقرية ضمن المنطقة، مع توثيق استخدام ذخائر حارقة خلال قصف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي صباح الجمعة.
الرعب «لا يوصف»، حسبما قال لـ«الشرق الأوسط» أحمد أبو حمزة، أحد المقيمين في بلدة بداما بريف جسر الشغور الغربي، مشيراً إلى أن هذا القصف العنيف لم تشهده المنطقة منذ سنوات.
سقطت ثماني قذائف في محيط منزل أحمد، ما تسبب بجرح أخيه بشظايا اخترقت رأسه ويده، إضافة إلى إصابة 14 آخرين من أهالي البلدة. وبعدما أشار إلى دمار «واسع» سببته غارتان جويتان للطيران الروسي في المنطقة، تحدث عن «رعب عاشه الأطفال والنساء وما زالوا يعيشونه إلى الآن كبير جداً».
ووصف نائب مدير الدفاع المدني للشؤون الإنسانية، منير مصطفى، هجمات قوات الحكومة السورية على المواقع المدنية في إدلب بـ«الإرهابية»، وأشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاستهداف «ممنهج للمراكز الحيوية، وليس عشوائياً».
أقسام العناية «ممتلئة»
وقد استقبل مشفى المحافظة في مدينة إدلب، الذي تديره «الجمعية الطبية السورية الأميركية» (سامز)، عدداً كبيراً من الجرحى من داخل المدينة ومن المناطق المجاورة خلال اليومين الماضيين، ووصف الممرض في قسم الإسعاف عبد المولى حلاج لـ«الشرق الأوسط» الوضع بـ«المأساوي».
وقال حلاج إن هناك نقصاً في أسرة قسم العناية مع استمرار العمليات الجراحية لمعالجة المصابين بشظايا القذائف والصواريخ، ومعاناة المشافي الأخرى ضمن المدينة من الضغط ذاته. وأضاف: «سابقاً كنا نعالج حالات القصف مرة أو اثنتين خلال الأسبوع لكن القصف الآن رهيب، فهو على جميع المناطق».
ويضطر العاملون في مجال الصحة للاختيار للدوام لساعات طويلة متواصلة غير قادرين على العودة لمنازلهم والاطمئنان على عائلاتهم. وأشار حلاج إلى أن البعض من زملائه طلبوا إجازات ليتمكنوا من نقل عائلاتهم إلى مكان آمن ليستطيعوا العودة لمتابعة العمل.
وصباح يوم الأربعاء تسبب قصف قوات النظام لمدينة سرمين في ريف إدلب الغربي، بمقتل طفلة وإصابة آخرين، تلاه استهداف لمنزل في محيط بلدة كفرنوران في ريف حلب الغربي، منتصف ليلة الخميس، تسبب بمقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة.
وتزامن اشتداد القصف واتساع رقعته مع تفجير في الكلية الحربية بحمص، عصر يوم الخميس، وهو ما تسبب في مقتل وإصابة العشرات، حسبما نقلت وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية.