لماذا المظاهرات ليلية في درعا بعد أن بدأت نهارية؟

أهالي درعا يتساءلون لمَ لمْ نحظَ بتأييد دولي مماثل للسويداء؟!

متداولة //////// محتجون في بلدة الكرك بريف درعا
متداولة //////// محتجون في بلدة الكرك بريف درعا
TT
20

لماذا المظاهرات ليلية في درعا بعد أن بدأت نهارية؟

متداولة //////// محتجون في بلدة الكرك بريف درعا
متداولة //////// محتجون في بلدة الكرك بريف درعا

تجسد الحراك الشعبي المناهض للنظام السوري في محافظة درعا، مؤخراً، بمظاهرات ليلية، بعد أن كانت قبل شهرين، مع انطلاق الاحتجاجات بدرعا، جنوب سوريا، نهارية واسعة، وسط استمرار الانتفاضة الشعبية التي تعيشها جارتها محافظة السويداء في جبل حوران.

يقول ليث الحوراني، وهو ناشط إعلامي من مدينة درعا البلد، لـ«الشرق الأوسط»، إن المخاوف الأمنية والملاحقات وطريقة تعامل الأجهزة الأمنية في محافظة درعا، خاصة بعد اتفاقيات التسوية، لها دور في اللجوء إلى احتجاجات ليلية، لوجود مخاطر بالاعتقال أو الابتزاز وفرض إتاوات مالية كبيرة على المطلوبين مقابل شطب أسمائهم من لوائح الملاحقين. ولا ينسى أن يشير إلى انتشار عمليات الاغتيال العشوائية، واستهداف أي متصدر لحراك مدني أو عسكري في المحافظة.

ويضيف أن عدم وجود مرجعية دينية أو مدنية أو سياسية في محافظة درعا، على عكس الحالة التي تشهدها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، دفع المحافظة إلى مخاوف كبيرة لانطلاق أي مشروع تغيير جديد.

وزاد أن ثمة تخوفاً كبيراً في درعا من الحالة الأمنية، وما خلّفته الحالة السابقة التي عاشتها المحافظة عام 2011 حتى عام 2018، فلا يكاد يخلو بيت في درعا اليوم من قتيل أو مفقود أو معتقل، وما تخلل تلك الفترة من عمليات عسكرية بين النظام السوري وحلفائه وفصائل المعارضة، إضافة إلى ما خلّفته تلك العمليات من دمار وقتل وضحايا وتدمير ونزوح.

بناء على ذلك، يرى ليث الحوراني أن هناك حالة عامة في المنطقة بعد اتفاقيات التسوية، تنظر بعدم ثقة إلى المجتمع الدولي أن يحمل مسؤوليته تجاههم، خاصة بعد أن تُركت المحافظة وسكانها عام 2018 أمام خيارات فرضتها الحالة العسكرية في حينها، من قبل روسيا والنظام السوري وحلفائه. ولو تحصل لأهالي درعا هذا الدعم الدولي، كما هو للسويداء الآن، لتغيرت الأمور.

يقول أحمد، الذي تحفظ عن ذكر اسمه الحقيقي لأسباب أمنية، وهو أحد منظمي الحراك الشعبي في محافظة درعا، لـ«الشرق الأوسط»، إن وتيرة الاحتجاجات في المحافظة محدودة، بفعل القبضة الأمنية وانتشار الجماعات المحلية الموالية للأجهزة الأمنية في كل مدينة وبلدة.

هذا، إضافة إلى انتشار الحواجز على مداخل ومخارج القرى والبلدات، ووجود مراكز ونقاط أمنية في معظم المناطق، وتعزيز النظام السوري للحواجز والنقاط العسكرية المنتشرة بالمنطقة بالعناصر، مع انطلاق الاحتجاجات الأخيرة في درعا والسويداء، ما دفع المحتجين، مؤخراً، للخروج في وقفات ليلية، خوفاً من عمليات انتقامية أو اعتقالات تنفذها الأجهزة الأمنية والمتعاونون معها في المنطقة.

أرشيفية لاحتجاجات سابقة في درعا البلد
أرشيفية لاحتجاجات سابقة في درعا البلد

وأصدر النظام السوري قبل 3 أشهر قراراً خاصاً بمحافظة درعا، بإجراء تسويات جديدة تشمل المطلوبين للأجهزة الأمنية والخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية. وقد أقدم عليها معظم الشباب في المحافظة بهدف الحصول على شطب للملاحقات المترتبة عليهم، وتأجيل الخدمة العسكرية.

لكن مع انطلاق الاحتجاجات الأخيرة في درعا والسويداء قبل شهرين، روّج النظام في محافظة درعا، لقرار بمنح المتقدمين للتسوية الأخيرة، تأجيلاً وإذناً للسفر بطريقة شرعية خارج البلاد، وسط رغبة كبيرة لدى معظم الشباب اليوم بالسفر، بعد أن وصلت المحافظة لأوضاع اقتصادية وأمنية متردية.

هذا، وخرج عشرات من أبناء محافظة درعا، التي تسيطر عليها قوات حكومية وموالية، في مظاهرات ليلية ليلة الجمعة، حيث تداول ناشطون صوراً لمحتجين في بلدة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي، وأمام المسجد العمري في مدينة درعا البلد، رفعت خلالها مطالب سياسية، من بينها تطبيق القرار الدولي 2254، ورحيل الرئيس السوري، والإفراج عن المعتقلين، وأخرى تؤيد الحراك الشعبي الذي تشهده محافظة السويداء.

يذكر أن محافظة درعا من أبرز المناطق التي شهدت قبل عام 2018 خروج مساحات كبيرة عن سيطرة النظام، وانخراط معظم مناطقها في المعارضة المناهضة.


مقالات ذات صلة

مفتي سوريا يحذّر من «الفتنة» على وقع الاشتباكات مع الدروز قرب دمشق

المشرق العربي مفتي سوريا أسامة الرفاعي (متداولة)

مفتي سوريا يحذّر من «الفتنة» على وقع الاشتباكات مع الدروز قرب دمشق

حذّر المفتي العام في سوريا أسامة الرفاعي، الأربعاء، من «الفتنة» بعد الاشتباكات التي اندلعت في منطقة صحنايا قرب دمشق بين مسلحين مرتبطين بالسلطة وآخرين دروز.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لقاء درزي موسع في بلدة عبية بقضاء عاليه استنكاراً للأحداث الدامية التي تتعرض لها طائفة الموحدين الدروز في سوريا (جريدة الأنباء الإلكترونية التابعة للحزب الاشتراكي)

دروز لبنان يستنفرون للتصدي لـ«مشروع فتنة» في سوريا... وجنبلاط: مستعد للذهاب إلى دمشق

استنفر الدروز في لبنان لاحتواء الاشتباكات الدامية التي شهدتها منطقتا جرمانا وصحنايا، جنوب دمشق؛ سعياً لمنع انزلاق الأمور إلى مواجهة دامية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص قوات الأمن السورية تقف حراسة على نقطة تفتيش عند أحد مداخل ضاحية جرمانا بعد اشتباكات الثلاثاء (أ.ب)

خاص «الشرق الأوسط» في صحنايا: السكان عاشوا «ليلة رهيبة» ويطالبون بسحب الأسلحة المنفلتة

قالت مصادر مدنية لـ«الشرق الأوسط»، إن ليلة أمس كانت عصيبة على أهالي بلدتي صحنايا وأشرفية صحنايا إذ لم تهدأ فيها أصوات إطلاق النار وانفجارات قذائف الهاون.

سعاد جروس (دمشق)
شؤون إقليمية مسلح من قوات الأمن السورية يمر أمام كتابة باللغة العربية على أحد مداخل ضاحية جرمانا تقول: «من سوريا إلى فلسطين» (أ.ب)

تركيا: سلامة أراضي سوريا ووحدتها أولوية أساسية لأنقرة

قالت وزارة الدفاع التركية، اليوم (الأربعاء)، إن سلامة أراضي سوريا ووحدتها السياسية تمثل أولوية أساسية لأنقرة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية عناصر من قوات الأمن السورية ينتشرون على الطريق المؤدي إلى المطار في جرمانا (أ.ف.ب)

نتنياهو: نفذنا ضربة تحذيرية ضد «متطرفين» كانوا يستعدون لمهاجمة الدروز بسوريا

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل شنت غارة جوية الأربعاء على «مجموعة متطرفة» قرب دمشق، تهدف إلى توجيه «رسالة حازمة» إلى السلطات في سوريا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

وفد من السويداء يجتمع مع مسؤولين في دمشق لاحتواء التصعيد

اجتماع موسع بين وجهاء ومشايخ السويداء ومحافظي دمشق والقنيطرة والسويداء لإيجاد حل سريع للأزمة في أشرفية صحنايا (السويداء 24)
اجتماع موسع بين وجهاء ومشايخ السويداء ومحافظي دمشق والقنيطرة والسويداء لإيجاد حل سريع للأزمة في أشرفية صحنايا (السويداء 24)
TT
20

وفد من السويداء يجتمع مع مسؤولين في دمشق لاحتواء التصعيد

اجتماع موسع بين وجهاء ومشايخ السويداء ومحافظي دمشق والقنيطرة والسويداء لإيجاد حل سريع للأزمة في أشرفية صحنايا (السويداء 24)
اجتماع موسع بين وجهاء ومشايخ السويداء ومحافظي دمشق والقنيطرة والسويداء لإيجاد حل سريع للأزمة في أشرفية صحنايا (السويداء 24)

في مساع حثيثة لاحتواء التداعيات الخطيرة للفتنة الطائفية التي تشهدها بلدتا صحنايا وأشرفية صحنايا، وتهدئة المواجهات جنوب غربي العاصمة دمشق، عقد اجتماع بين وجهاء ورجال دين ممثلين عن الطائفة الدرزية ومحافظي ريف دمشق والسويداء والقنيطرة، فيما دعا مفتي الجمهورية الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي السوريين إلى إطفاء «الفتنة».

مفتي الجمهورية الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي من ويكيبيديا
مفتي الجمهورية الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي من ويكيبيديا

وقال المفتي في بيان مصور يوم الأربعاء مخاطبا السوريين: «كل خطوة تقوم بها من أجل الثأر والانتقام فأنت ظالم، وكل دم سوري محرم». مؤكدا على وجوب تجنب «الفتن لأنها تحصد الجميع» وقال: «يجب عدم الاستماع لدعوات الثأر والانتقام»، وإن إطفاء الفتنة فيه حقن لدماء جميع السوريين وعليهم «ترك العدالة كي تأخذ مجراها».

في غضون ذلك وصل إلى مدينة داريا بريف دمشق وفد من مشايخ الطائفة الدرزية في السويداء، بحماية الأمن العام، وترأس الوفد شيخا العقل أبو أسامة يوسف جربوع، وأبو وائل حمود الحناوي، وقائد حركة رجال الكرامة الشيخ أبو حسن يحيى الحجار، والشيخ ليث البلعوس، لعقد اجتماع مع مسؤولين في الحكومة السورية، وإيجاد حل سريع للأزمة في أشرفية صحنايا. بحسب موقع «السويداء 24».

من جانبه قال المركز الإعلامي في السويداء إن جلسة رسمية عقدت ضمت محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، ومحافظ السويداء مصطفى البكور، ومحافظ القنيطرة أحمد الدالاتي، ووفدا من السويداء، ترأسه الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع، إلى جانب الشيخ يحيى الحجار والشيخ ليث البلعوس، وبحث الاجتماع «سبل التهدئة في جرمانا وأشرفية صحنايا» في ضوء التطورات الأخيرة في جرمانا وأشرفية صحنايا.

ويهدف الاجتماع إلى التوصل إلى اتفاق واتخاذ خطوات عملية لمعالجة الأحداث واحتواء التوتر، بما يضمن الحفاظ على السلم الأهلي والتنسيق بين مختلف الجهات لضمان أمن واستقرار المواطنين.