معدلات الجريمة تتصاعد في درعا جنوب سوريا

وسط مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)
وسط مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)
TT

معدلات الجريمة تتصاعد في درعا جنوب سوريا

وسط مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)
وسط مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)

حوادث كثيرة تثبت هشاشة الوضع الأمني في محافظة درعا (جنوب سوريا)، ما أفضى إلى ارتفاع نسبة الجريمة فيها؛ فالمنطقة تشهد منذ 3 سنوات، وبشكل شبه يومي، عمليات قتل واغتيالات كان آخرها خلال اليومين الماضيين، حيث وقعت 3 عمليات قتل السبت الماضي 24 سبتمبر (أيلول) راح ضحيتها شاب وفتاتان في حوادث مختلفة.

وأفادت مصادر محلية بمقتل الشابة (ع. خ.) في العشرينات من العمر في بلدة معربة بريف محافظة درعا الشرقي، بعد تعرضها لإطلاق نار من قبل عمها الذي يعاني من اضطرابات نفسية. كما قُتلت الشابة (غ. ع.)، وهي صيدلانية من مدينة إنخل في الريف الشمالي من محافظة درعا، بطلق ناري بطريق الخطأ، في حين أصيب الشاب (ب. ج.) بالرصاص عن طريق الخطأ إثر شجار تطور لاستخدام السلاح في بلدة إبطع شمال درعا، نُقل على إثره للمشفى في حالة الطوارئ.

وفي يوم الجمعة الماضي 23 سبتمبر 2023، وقعت في محافظة درعا 3 عمليات قتل استهدفت مدنيين اثنين وجندياً في قوات النظام السوري، في حين أصيب طفلان وعنصر من قوات النظام على إثر اشتباكات وقعت صباح الخميس الماضي بين دورية عسكرية لقوات النظام ومسلحين مجهولين استهدفوا الدورية بالأسلحة الرشاشة في مدينة نوى بريف درعا الغربي.

قوات أمنية في مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)

قيادي سابق بالمعارضة (فضّل عدم ذكر اسمه) في درعا تحدث لـ«الشرق الأوسط» أن أبرز أسباب ارتفاع نسبة الجريمة في محافظة درعا انتشار السلاح والمخدرات، ووجود قوى الأمر الواقع في المنطقة كالأجهزة الأمنية وتجنيدها لبعض فصائل المعارضة السابقة بعد اتفاق المصالحة، وحيازة هذه الفصائل على السلاح والسلطة وباتت نافذة بالمنطقة، وحماية فصائل التسويات المدعومة من الأجهزة الأمنية لتجار السلاح والمخدرات بشكل ضمني. وعدم تنفيذ العدالة ومحاسبة المجرمين بشكل فعال وقانوني في المنطقة من قبل قوى الأمر الواقع، ما يشجع الجرائم، ويؤدي إلى روح الانتقام والتصفية الشخصية.

وذكر موقع «تجمع أحرار حوران» المعارض أن فروع النظام الأمنية تشرف على جزء كبير من عمليات الاغتيال التي تجري في محافظة درعا، وساعدها في ذلك ميليشيات محلية جندتها لهذا الغرض، حيث قدمت قوات النظام لها تسهيلات كبيرة ومنحتها بطاقات أمنية لتيسير تنفيذ الاغتيالات وتهريب المخدرات وترويجها. إن عمليات الاغتيال تستمر في محافظة درعا، وسط فوضى أمنية منذ سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على المحافظة في يوليو (تموز) 2018 بموجب اتفاق التسوية الذي وقعه النظام مع فصائل الجيش الحر بضمانة روسية.

سوق السبيل في مدينة درعا (الشرق الأوسط)

ووثق قسم الجنايات والجرائم في مكتب توثيق الشهداء في درعا خلال شهر أغسطس (آب) الماضي 46 عملية ومحاولة اغتيال أدت إلى مقتل 31 شخصاً، منهم مدنيون ومقاتلون في فصائل المعارضة سابقاً ومسلحون ومقاتلون من قوات النظام.

ويقول الناشط محمد الزعبي من درعا لـ«الشرق الأوسط»: «من يتابع التقارير الصادرة عن وزارة الداخلية السورية، والصفحات المحلية السورية يدرك حجم الكارثة التي يمر بها كل السوريين، بارتفاع نسبة الجريمة في عموم المناطق السورية بأشكال مختلفة، حيث إن أكثر من 90 بالمائة من السوريين يعانون من الفقر، إضافة إلى انتشار المخدرات، في وقت ارتفعت فيه تكلفة السلع الأساسية، ومع استمرار الليرة السورية في انهيارها، أصبح الحد الأدنى للأجور الشهرية أقل من 30 دولاراً شهرياً ضمن القطاعات الحكومية، و50 - 100 دولار في القطاعات الخاصة؛ ما يزيد من الضغط الاقتصادي، وقد يدفع البعض إلى ارتكاب جرائم لسد احتياجاتهم الأساسية».

وسط مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)

وأضاف مراد (45 عاماً) من سكان مدينة درعا، أن أبرز معدلات الجريمة المرتفعة في سوريا هي معدلات السرقة التي شملت سرقة السيارات والدراجات النارية والمحلات التجارية، وسرقات غريبة مثل أسلاك الكهرباء والهاتف وأغطية الريغارات، ووصلت الحالة إلى عمليات قطع الطرق بغاية سرقة المارة بعد تهديدهم بالسلاح، أو الخطف بدافع الفدية المالية، والسطو المسلح عبر اقتحام السارقين بيوتاً مهجورة أو مأهولة وسرقة مقتنياتها بقوة السلاح، وأرجع أسبابها إلى انتشار الفقر والبطالة والفساد والمحسوبيات.


مقالات ذات صلة

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

المشرق العربي مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (رويترز)

الخارجية الألمانية تدعم حواراً كردياً مع دمشق

قال مدير الشرق الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا في «الخارجية» الألمانية، إن «حماية حقوق ومصالح الأكراد السوريين يمكن تحقيقها بشكل أفضل من خلال حوار داخلي سوري».

كمال شيخو (دمشق)
خاص مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية (الصف الأمامي يسار) يقود متطوعين في دورية راجلة بحي الميدان الدمشقي (الشرق الأوسط)

خاص «الشرق الأوسط» تستطلع عمل دوريات أهلية وسط دمشق

بلباس مدني وأسلحة خفيفة ومتطوعين شكلوا لجاناً أمنية، قرر مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية، قيادة شبان حي الميدان، لحماية البيوت والمحلات بعد سقوط نظام الأسد.

كمال شيخو (دمشق)
المشرق العربي الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

تركيا تعيد فتح قنصليتها في حلب مع استمرار الاشتباكات العنيفة في شرقها

فتحت القنصلية التركية في حلب أبوابها بعد إغلاق استمر نحو 13 عاماً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر تتبع قوات سوريا الديمقراطية (قناتهم عبر تطبيق «تلغرام»)

مقتل 8 من عناصر «قسد» في معارك بشمال وشرق سوريا

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، الاثنين، مقتل 8 من عناصرها، خلال المعارك في مناطق شمال وشرق سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي تصاعد الدخان قرب سد تشرين بمحيط منبج شرق محافظة حلب 11 يناير وسط المعارك بين قسد والفصائل المدعومة من تركيا (أ.ف.ب)

دمشق ترفض تكتلاً خاصاً بالأكراد في الجيش

رفضت دمشق وجود تكتل خاص بالأكراد في الجيش، وقال وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة، إنه لن يكون من الصواب أن يحتفظ المسلحون الأكراد المدعومون من الولايات.


رئيس الأركان الإسرائيلي يحضّر قواته لعملية «ملموسة» في الضفة

تشييع الفلسطيني أحمد رشدي في قرية شمال الضفة الغربية بعدما قضى بنيران إسرائيلية (أ.ف.ب)
تشييع الفلسطيني أحمد رشدي في قرية شمال الضفة الغربية بعدما قضى بنيران إسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

رئيس الأركان الإسرائيلي يحضّر قواته لعملية «ملموسة» في الضفة

تشييع الفلسطيني أحمد رشدي في قرية شمال الضفة الغربية بعدما قضى بنيران إسرائيلية (أ.ف.ب)
تشييع الفلسطيني أحمد رشدي في قرية شمال الضفة الغربية بعدما قضى بنيران إسرائيلية (أ.ف.ب)

دعا رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الاثنين، قواته إلى الاستعداد لشن «حملات عسكرية ملموسة» في الضفة الغربية في الأيام القليلة المقبلة، فيما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن أي ضم كلي أو جزئي للضفة الغربية من إسرائيل سيكون «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي»، مستنكراً تصريحات بهذا المعنى أدلى بها مسؤولون إسرائيليون.

ونقل أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عن رئيس الأركان هرتسي هاليفي، قوله، أمس (الاثنين)، إن على القوات الاستعداد لشن «حملات عسكرية ملموسة» في الضفة الغربية في الأيام القليلة المقبلة.

وقال أدرعي في حسابه على منصة «إكس» إن هاليفي «أوعز ببلورة خطط عسكرية لمواصلة القتال في قطاع غزة ولبنان».

وجرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بينما بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الأحد، بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب.

كانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) قد أفادت في وقت سابق الاثنين، بأن القوات الإسرائيلية شددت من إجراءاتها عند معظم مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، (الاثنين)، مقتل الرائد احتياط، أفيتار بن يهودا (31 عاماً)، المقاتل في الكتيبة 8211 التابعة للواء أفرايم في الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، جراء انفجار عبوة ناسفة شمال الضفة الغربية.

وأفاد موقع قناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية التي أوردت النبأ، بأنه بذلك يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 841 منذ بداية الحرب. وأضاف أن الحادث وقع «بعد منتصف الليل بقليل؛ حيث خرج أفيتار مع مقاتلين آخرين من لواء كتيبة الاحتياط 8211 في دورية عادية، بقرية طمون الفلسطينية. وخلال سفرهم في قافلة من المركبات العسكرية، سارت مركبتهم من طراز (ديفيد) على عبوة ناسفة قوية، ونتيجة للانفجار قُتل سائق المركبة، بينما أُصيب قائد الكتيبة الذي جلس إلى جانبه بصورة خطيرة».

وفي نيويورك، قال غوتيريش، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط: «أشعر بقلق عميق إزاء التهديد الوجودي لسلامة وتواصل الأراضي الفلسطينية المحتلة (الجغرافي) في غزة والضفة الغربية»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن أكثر من 630 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت قطاع غزة الأحد، منها 300 شاحنة على الأقل وصلت إلى شمال القطاع، حيث تقول الأمم المتحدة إن المجاعة تَلوح في الأفق، حسب وكالة «رويترز» للأنباء. ودخلت الشاحنات في اليوم الأول من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس».

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن غزة والوضع في الشرق الأوسط في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 20 يناير 2024 (أ.ف.ب)

من جانبها، قالت ممثلة فلسطين فارسين أغابيكيان، أمام جلسة مجلس الأمن، إن «الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية يتعرض لسرقة الأرض وانتهاك حقوقه». وأضافت أن «ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية يستهدف تقويض حل الدولتين، وإضعاف المؤسسات الرسمية». وتابعت: «نأمل أن يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حتي الوقف الدائم للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع».

وشددت ممثلة فلسطين في الجلسة على أن الحكومة الفلسطينية جاهزة لتولي مسؤولية إدارة قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية، وقالت: «ملتزمون بإدارة المعابر بالتعاون مع مصر والاتحاد الأوروبي وفق اتفاق 2005». ودعت أغابيكيان مجدداً إلى منح دولة فلسطين عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، مؤكدةً أن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، «لا غنى عنه، ولا بديل لها، ولا يحق لإسرائيل منعها من ممارسة مهامها».