عبَّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن اعتقاده بأن عودة العلاقات بين تركيا ومصر إلى سابق عهدها، ستنعكس إيجاباً على المشكلات الإقليمية، وبخاصة الأزمة السورية.
وكشف إردوغان عن تلقيه دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين في الهند، لزيارة مصر؛ لكنه أكد له أنه ينتظر زيارته لتركيا أولاً.
وقال إردوغان في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من الهند الاثنين: «عودة علاقاتنا مع مصر إلى وضع أفضل من ذي قبل قد تمكننا من تحقيق نتائج إيجابية في كثير من المشكلات الإقليمية، وبخاصة في ملف الأزمة السورية».
وتناول إردوغان لقاءه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد على هامش قمة مجموعة العشرين، قائلاً: «هم (الجانب المصري) قاموا بدعوتنا إلى مصر أولاً، ونحن قلنا لهم: ننتظركم في تركيا... الوزراء المعنيون ورئيسا مخابرات البلدين سيعملون على تحديد موعد الزيارة».
كانت وسائل إعلام تركية قد أعلنت في وقت سابق أن السيسي سيزور تركيا في 27 يوليو (تموز) الماضي؛ لكن التاريخ جاء متزامنا مع حضور الرئيس المصري القمة الأفريقية- الروسية يومي 27 و28 يوليو الماضي.
تعزيز العلاقات
وقال إردوغان: «سنعمل على مضاعفة حجم تجارتنا مع مصر، وإحياء مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين».
واتفق السيسي وإردوغان، خلال لقائهما الأحد، على «تعزيز مسار العلاقات بين البلدين». وأكدا حرصهما على «تعزيز التعاون الإقليمي كنهج استراتيجي راسخ في إطار المصلحة المشتركة».
وحسب متحدث الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، الأحد، فإن الرئيسين المصري والتركي «تباحثا حول كثير من القضايا». وأضاف أن الرئيسين أكدا «أهمية العمل من أجل دفع مسار العلاقات بين البلدين، والبناء على التقدم الملموس في سبيل استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي». وأعربا عن «الحرص على تعزيز التعاون الإقليمي، كنهج استراتيجي راسخ، وذلك في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنيات الصادقة، وبما يُسهم في صون الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط».
وقالت الرئاسة التركية في بيان، الأحد، إن إردوغان أكد خلال اجتماعه مع السيسي أن «العلاقات بين البلدين دخلت (حقبة جديدة) بتعيين سفير لكل منهما». وعبَّر إردوغان عن اعتقاده بأن «العلاقات سوف تشهد دفعة إلى الأمام». وذكر البيان أن الرئيسين والوفدين المرافقين لهما ناقشوا «دعم العلاقات والجهود المبذولة لزيادة حجم التجارة والتعاون في مجالات إقليمية وعالمية». وأشار إردوغان إلى «أهمية الدعم الذي تقدمه السلطات المصرية للمستثمرين والشركات التركية، وأن تركيا تُعلق أهمية كبيرة على تكثيف التعاون في مجالات الغاز الطبيعي المسال والطاقة والثقافة والتعليم».
وشهدت العلاقات المصرية التركية تطورات إيجابية تسارعت على مدار الشهور الماضية، وأعلن البلدان في 4 يوليو الماضي رفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفير، بعد 10 سنوات من خفضه إلى مستوى القائم بالأعمال، عقب خلافات بين البلدين بعد عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو عام 2013.
وحسب بيان المتحدث الرئاسي المصري، الأحد، فإن اللقاء بين الرئيسين «تناول تبادل الرؤى بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين، لتعزيز مجمل جوانب العلاقات الثنائية، بما يصب في صالح الدولتين والشعبين».
وتصافح السيسي وإردوغان، للمرة الأولى، على هامش افتتاح كأس العالم في قطر. وقال الرئيس التركي حينها إنه «تحدث مع السيسي لنحو 30 إلى 45 دقيقة». كما شكل زلزالا تركيا وسوريا دفعة للعلاقات؛ خصوصاً مع التضامن المصري الواسع، واتصال السيسي بنظيره التركي هاتفياً حينها، للتعبير عن تضامن وتعاطف الشعب المصري.
وقال خبراء من مصر وتركيا إن «مباحثات السيسي وإردوغان الجديدة (خطوة جيدة)». ووصفت وسائل إعلام تركية اللقاء بين السيسي وإردوغان بـ«المصافحة التاريخية الثانية» بعد المصافحة الأولى في الدوحة العام الماضي.