الدمار طاغٍ في «اليرموك»... والعودة إليه مؤجَّلة

ترصد أحوال المخيم الفلسطيني قرب دمشق


شارع التقدم وتبدو فيها كميات الحديد المنهوب وهي مكومة في منتصف الطريق باليرموك (الشرق الأوسط)
شارع التقدم وتبدو فيها كميات الحديد المنهوب وهي مكومة في منتصف الطريق باليرموك (الشرق الأوسط)
TT

الدمار طاغٍ في «اليرموك»... والعودة إليه مؤجَّلة


شارع التقدم وتبدو فيها كميات الحديد المنهوب وهي مكومة في منتصف الطريق باليرموك (الشرق الأوسط)
شارع التقدم وتبدو فيها كميات الحديد المنهوب وهي مكومة في منتصف الطريق باليرموك (الشرق الأوسط)

إنَّه «اليرموك»... كان أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في كل من سوريا ولبنان والأردن. كان رمزاً لـ«حق العودة». كان عن حق «عاصمة الشتات الفلسطيني» على مساحة نحو كيلومترين مربعين، على بُعد أكثر من سبعة كيلومترات جنوب دمشق. واجه المخيم ما واجهته أنحاء كثيرة من سوريا خلال الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011، استعاد النظام السوري السيطرة عليه في مايو (أيار) 2018، عقب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، ومن ثَمّ «داعش» و«هيئة تحرير الشام» أواخر 2012، وتسببت المعارك التي دارت فيه في حجم دمار تتجاوز نسبته 60 في المائة من الأبنية والمؤسسات والأسواق والبنى التحتية. «الشرق الأوسط» قامت بجولة شملت أغلب مناطق المخيم حيث الانتشار الواسع لأصوات «تكسير» أسقف المنازل المنهارة من «العفِّيشة» لاستخراج الحديد منها، مع مشاهدة الكثير من الأشخاص في الطرقات وهم يحملون كميات من الحديد على دراجات عادية، بينما كانت شاحنات صغيرة وكبيرة متوقفة أمام مبانٍ يتم تحميل كميات الحديد المنهوب فيها. بعد 5 سنوات من سيطرة النظام على المخيم، لا يزال الدمار طاغياً، والعودة إليه مؤجلة. عدد العائلات التي حصلت على موافقات أمنية للعودة لا يتجاوز 1600 من أصل أكثر من 6 آلاف طلب، بينما لا يتعدى عدد العائلات التي عادت إلى منازلها بشكل فعلي 600 عائلة بسبب افتقار المنطقة للخدمات الأساسية، علماً بأن عدد سكان المخيّم قبل الحرب كان يقارب 600 ألف نسمة منهم 160 ألف لاجئ فلسطيني. وسط الدمار الطاغي على مشهد المخيم، فإن «حرب الغلاء» تكبح أيضاً قدرة المسموح لهم بالعودة لعدم قدرتهم على تحمل كلفة الترميم وإعادة الإعمار. باختصار «لا يراد للمخيم أن يعود كما كان»، يقول شاب في المخيم. ويلفت أحد النشطاء إلى أنَّ «هناك إشارات استفهام وتعجب» إزاء الإهمال في إعادة الخدمات للمخيم. وتحدث عن «عروض كثيرة يتلقاها نازحو وتجار المخيم من أشخاص غير معروفين لبيع منازلهم ومحالهم التجارية بأسعار لا تذكر قياساً بالأسعار الرائجة حالياً».


مقالات ذات صلة

اضطرابات أمنية في الساحل السوري

المشرق العربي الحملة الأمنية في اللاذقية 25 يناير 2025 (سانا)

اضطرابات أمنية في الساحل السوري

عمّت موجة من الاضطرابات مناطق الساحل السوري، ليل الجمعة - السبت بعد تنفيذ هجمات على حواجز تابعة لقوى الأمن في اللاذقية، على خلفية شائعات حول عودة ماهر الأسد

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي وأسعد الشيباني وزير الخارجية السوري (سانا)

مسؤول أممي يدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا لإتاحة عودة اللاجئين

دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من دمشق، إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، عادّاً أنها تشكل عائقاً أمام عودة اللاجئين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الحملة الأمنية في اللاذقية 25 يناير 2025 (سانا)

اضطرابات أمنية في الساحل السوري إثر شائعات بعودة ماهر الأسد

عمت الاضطرابات مناطق الساحل السوري وريف حمص بعد تنفيذ هجمات على حواجز تابعة لقوى الأمن العام في اللاذقية على خلفية انتشار شائعات حول عودة ماهر الأسد إلى الساحل.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (يمين) يستقبل المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في دمشق (أ.ف.ب)

المفوض الأممي لشؤون اللاجئين: من الضروري رفع العقوبات على سوريا

أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أنه من الضروري رفع العقوبات المفروضة على سوريا من أجل عودة دائمة للاجئين والنازحين السوريين.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الخليج وصول الطائرة السعودية الثالثة عشرة لمساعدة الشعب السوري (مركز الملك سلمان للإغاثة)

سوريا تستقبل طائرة و54 شاحنة إغاثية سعودية جديدة

استقبلت سوريا، السبت، الطائرة الإغاثية الثالثة عشرة و54 شاحنة جديدة ضمن الجسرين الجوي والبري السعوديين لمساعدة الشعب السوري.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«حماس» سلمت 4 مجندات... واستعرضت قوتها

مقاتلو «حماس» يرافقون 4 مجندات إسرائيليات على خشبة المسرح قبل تسليمهن إلى فريق من «الصليب الأحمر» السبت (د.ب.أ)
مقاتلو «حماس» يرافقون 4 مجندات إسرائيليات على خشبة المسرح قبل تسليمهن إلى فريق من «الصليب الأحمر» السبت (د.ب.أ)
TT

«حماس» سلمت 4 مجندات... واستعرضت قوتها

مقاتلو «حماس» يرافقون 4 مجندات إسرائيليات على خشبة المسرح قبل تسليمهن إلى فريق من «الصليب الأحمر» السبت (د.ب.أ)
مقاتلو «حماس» يرافقون 4 مجندات إسرائيليات على خشبة المسرح قبل تسليمهن إلى فريق من «الصليب الأحمر» السبت (د.ب.أ)

سلمت «حماس» 4 مجندات إلى إسرائيل، أمس، في ثاني جولات التبادل منذ دخول وقف النار حيز التنفيذ، مستغلة الحدث لاستعراض قوتها، قبل أن تفجر إسرائيل أزمة بإعلانها منع عودة النازحين، التي كانت مقررة الأحد، قبل الحصول على محتجزة تدعى أربيل يهود، واتضح أنها محتجزة لدى «الجهاد الإسلامي».

وظهر مقاتلو «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس» وسط مدينة غزة، مدججين بالسلاح قبل وصول المجندات إلى المنطقة، وبينهم عناصر من النخبة يحملون أسلحة أخذت من الجيش الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال الناطق باسم «حماس» عبد اللطيف القانوع، إن مشاهد وتفاصيل تسليم الأسيرات تبعث برسائل عميقة ذات دلالات استراتيجية لحكومة الاحتلال.

في المقابل، أفرجت إسرائيل عن 200 أسير فلسطيني، بينهم 70 توجهوا إلى مصر كمحطة مؤقتة. واحتفل الفلسطينيون في رام الله وحملوا الأسرى على الأكتاف، وطافوا بهم في الشوارع.

التبادل الذي بدا ناجحاً وسريعاً في دفعته الثانية، ألقى بظلال سلبية على اتفاق الهدنة. فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة حتى إطلاق سراح أربيل يهود. وردت «حماس» باتهام إسرائيل بالتلكؤ في تنفيذ الاتفاق.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الوسطاء أحيطوا علماً بأنه سيتم الإفراج عن أربيل يهود السبت المقبل وأن المسألة كانت فنية متعلقة بنقلها من الجنوب إلى الشمال.