جعجع يتهم فريق الممانعة بـ«الإجرام»: يدعونك للحوار ليقتلوك

تحدث عن «محاولة جدية لتغيير كل شيء في لبنان»

جعجع يتهم فريق الممانعة بـ«الإجرام»: يدعونك للحوار ليقتلوك
TT

جعجع يتهم فريق الممانعة بـ«الإجرام»: يدعونك للحوار ليقتلوك

جعجع يتهم فريق الممانعة بـ«الإجرام»: يدعونك للحوار ليقتلوك

وصف رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، الممانعة («حزب الله» وحلفاءه) بـ«الفريق الإجرامي»، راداً على دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الأخيرة للحوار بالقول: «يدعونك للحوار ليخنقوك ويقتلوك ويجبروك أن تفعل ما يريدون».

جاءت مواقف جعجع في الاحتفال والقداس السنوي الذي يقيمه «القوات» إحياء لذكرى «شهداء المقاومة اللبنانية»، حيث جدد التأكيد على أن «محور الممانعة يعرقل الانتخابات الرئاسية لأنه عاجز عن إيصال مرشحه ولا يقبل بمرشح غيره»، متحدثاً عن «محاولة جدية لتغيير كل شيء في حياتنا وبلدنا كي يتطابق مع مواصفات دول محور الممانعة من سوريا إلى إيران، بينما نحن نؤيد لبنان الذي يسعى إلى بناء أوثق العلاقات مع الدول الخليجية والعربية في مواجهة لبنان سوريا الأسد وإيران».

وأضاف: «محور الممانعة و(حزب الله) في لبنان يتصرفون كما يريدون خارج كل قانون ودستور وبعيداً من رأي جميع اللبنانيين الآخرين». وتوجه لهم بالقول: «إذا كان لباطل الإجرام جولة فسيكون لحقنا في الحياة والحرية ألف جولة وجولة»، مؤكداً أن «الوقت حان ليتخذ اللبنانيون القرار؛ فهل لبنان الذي نعيشه حالياً هو لبنان الذي نريد؟». وعبَّر جعجع عن أسفه لـ«تحول لبنان من بلد الثقافة والتقدم والتطور والكرامة إلى بلد التخلف والانحطاط والإجرام وتصنيع المخدرات وترويجها وبلد الفقر والجوع و(الشحادة) والموت على أبواب المستشفيات، فانتقل من دولة وُصفت في وقت من الأوقات بـ(سويسرا الشرق)، وعن حق، إلى دولة فاشلة (لا يقبل أحد بأن يتعامل معها)». وتوجه إلى «حزب الله»، قائلاً: «إذا كنت قادراً على أن تأكلنا فكلنا ونحن واقفون».

وقال جعجع إنه «لا مشكلة لدى (القوات اللبنانية) مع (حزب الله) أو الأحزاب الممانعة الأخرى كأحزاب سياسية، باعتبار أن المشكلة الأولى ترتبط بمشروعهم للبنان الذي يتمثل اليوم من خلال الواقع الذي نعيشه، إلا أن المشكلة الكبرى تبقى مع طريقة فرض مشروعهم بالقوة والإكراه والغصب والاغتيالات وكل الوسائل الملتوية التي لا يتصورها عقل إنسان».

وأضاف: «نسمع محاضرات دورية من قياديي (حزب الله) ومحور الممانعة حول العفة والطهارة والاستقامة في وقت هم أنفسهم مَن دعم جماعة الفساد في العقد الماضي للحصول على وزارات الخدمات الأساسية التي كبَّدت الدولة عشرات مليارات الدولارات ومَن عطَّل تشكيل الحكومات لتأمين وزارتي الطاقة والأشغال وغيرها لحلفائه».

ورأى أن «محور الممانعة استطاع القيام بكل هذه الموبقات والفساد وتعطيل القانون من خلال عمليات الاغتيال والعنف والتهديد والتخويف وعبر منظومة أمنية - عسكرية كلياً خارج الدولة والقانون وكل منطق للعيش المشترك، ورغم كل هذه الشنائع والفظائع والفساد، إلى حد إفلاس كل بيت ومؤسسة في لبنان (يعود ويدعوك إلى الحوار)».

وانتقد «التيار الوطني الحر» من دون أن يسميه، قائلاً: «رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع (حزب الله)... فهذا البعض يطرح عناوين طويلة عريضة لم يؤمن بها يوماً ولم يعمل من أجل تحقيقها في صلب السلطة، وله نقول: من الحرام أن تستخدم عناوين جدية مهمة في صميم المصلحة العامة، من أجل إبرام صفقات تخدم مصالحك الشخصية وتضرب مصالح اللبنانيين بالعمق، تشبه نتيجة صفقة (مار مخايل) التي أوصلتنا إلى هذه الحالة».

وأضاف: «علاوة على كل ما حدث، يحاولون منذ سنة تقريباً إيصال مرشح تابع لهم إلى سدة الرئاسة الأولى، من خلال اعتماد أسلوبهم التعطيلي؛ فهم يصرحون ليلاً ونهاراً بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، فيما يعطلون الانتخابات إما من خلال عدم الدعوة إلى جلسة أو السعي إلى فضّها عبر انسحابهم، بحجة التعادل السلبي في المجلس. لنسلم جدلاً بأن هذا المجلس لن يستطيع انتخاب رئيس جديد؛ فلماذا تغادرون من الدورة الأولى بدل المشاركة في دورة ثانية وثالثة... وعاشرة، عندها سنرى إذا كان هذا المجلس سينجح في إنهاء الفراغ».

وسأل عن «سبب دعوتهم إلى الحوار عندما يحين فقط موعد الاستحقاق الرئاسي»، مضيفاً: «لو كان محور الممانعة يملك 65 صوتاً لمرشحه؛ أكان دعا إلى الحوار؟ الجواب بسيط: هذا المحور غير قادر على إيصال مرشحه، في الوقت الذي لا يقبل بغيره».

وإلى «أصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته، خصوصاً مَن يتمتعون بتاريخ طويل من الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ووجود دولة فعلية وحسن سير مؤسساتها»، قال جعجع: «كنا ننتظر منهم مساعدة أكثرية اللبنانيين الذين يتشاركون معهم القيم نفسها لبناء دولة ومؤسسات فعلية في لبنان، وكي يسود حكم الدستور والقانون، بدءاً من انتخاب ديمقراطي وفعلي لرئيس الجمهورية في المجلس النيابي اللبناني، تبعاً لما يقتضيه الدستور. هذا ما كنا ننتظره منهم بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، وطوراً بتخطي الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الفعلية وتخطي المجلس النيابي عبر صفقات جانبية يُطلق عليها زوراً اسم (حوار)، هذه الخزعبلات التي كانت أصلاً سبباً في هلاك لبنان في السنوات العشر الماضية».

وخصص جعجع جزءاً من كلمته للحديث عن جريمة اغتيال المسؤول السابق في «القوات» الياس الحصروني، الذي تشير المعلومات إلى أنه تم خطفه وتصفيته في منطقة الجنوب لأسباب سياسية، وسبق لجعجع أن اتهم «حزب الله» باغتياله. وقال: «حادثة قتل الحصروني مؤشر للحوار الذي يبشر به محور الممانعة منذ أشهر... يدعونك للحوار ليخنقوك ويقتلوك أو ليخنقوا مبادئك وقناعاتك وحريتك، ويجبروك على أن تفعل ما يريدون».


مقالات ذات صلة

إيران تفاوض مباشرة بـ«الورقة اللبنانية» بعد تضعضع حلفائها

المشرق العربي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال لقائه الأخير مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (أ.ف.ب)

إيران تفاوض مباشرة بـ«الورقة اللبنانية» بعد تضعضع حلفائها

يحرص المسؤولون الإيرانيون في الفترة الأخيرة على بعث رسائل للداخل والدول المعنية بأن إيران ممسكة بالملف اللبناني.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي سحب الدخان تتصاعد من مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية إثر تعرضها للقصف (أ.ب)

غارات إسرائيلية على مناطق جنوبي بيروت بعد إنذارات إخلاء جديدة

استهدفت غارتين إسرائيليتين مناطق في جنوب بيروت، الخميس، بعد نحو ساعة من تحذير الجيش الإسرائيلي لسكان أربعة أحياء في معقل حزب الله بضرورة إخلاء مبان محددة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله كلير لوجندر في الرياض (واس)

اجتماع سعودي - فرنسي يبحث مستجدات غزة ولبنان

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع كلير لوجندر مستشارة الرئيس الفرنسي للشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، التطورات في قطاع غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» (لقطة من فيديو لكلمته)

نعيم قاسم: نتنياهو لديه مشروع يتخطى غزة ولبنان إلى الشرق الأوسط

قال نعيم قاسم الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، الأربعاء، إنه «لم يعد مهماً كيف بدأت الحرب، وما الذرائع التي سببتها».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة بالأقمار الاصطناعية لقرية عيتا الشعب في جنوب لبنان - 24 أكتوبر 2024 (أ.ب)

إسرائيل مسحت 29 بلدة لبنانية من الخريطة

واصلت إسرائيل مسح قرى لبنانية حدودية من الخريطة، بتفخيخها وتفجيرها، في حين تشير التقديرات الأولية للخسائر الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على لبنان إلى ما يقارب.

«الشرق الأوسط» (بيروت - دمشق)

طفل في جنوب لبنان ينجو بعد 14 ساعة تحت الأنقاض

دمار في موقع غارات جوية إسرائيلية استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
دمار في موقع غارات جوية إسرائيلية استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

طفل في جنوب لبنان ينجو بعد 14 ساعة تحت الأنقاض

دمار في موقع غارات جوية إسرائيلية استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
دمار في موقع غارات جوية إسرائيلية استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

بعد 14 ساعة قضاها تحت ركام مبنى استهدفته غارة إسرائيلية في جنوب لبنان، نجا الطفل علي خليفة من الموت بأعجوبة. لكنه خسر، كما يروي أحد أقربائه، والديه وشقيقته وجدتيه. واضطر الأطباء لبتر يده.

على سرير في قسم العناية المشدّدة للأطفال في أحد مستشفيات مدينة صيدا الساحلية قبل نقله إلى مستشفى أكثر تجهيزاً في بيروت، كان الطفل ذو السنتين تحت تأثير منوّم: رأسه ملفوف بضمادة بيضاء، وجفناه منتفخان، ووجهه المتورم تكسوه الجروح، في حين يخرج أنبوب التنفس الاصطناعي من فمه. وتبدو من تحت غطاء أبيض طبي يده المبتورة فوق المعصم.

بتأثّر شديد، قال حسين خليفة (45 عاماً)، خال والد الطفل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «علي هو الناجي الوحيد من عائلته. قُتل والده محمّد، وأمه منى، وشقيقته الصغيرة نور، وجدتاه. كان يتنفّس بصعوبة عندما أُخرج بعد 14 ساعة تحت الأنقاض».

الطفل اللبناني علي خليفة يرقد في المستشفى (أ.ف.ب)

واستهدفت غارة إسرائيلية ليل 29 أكتوبر (تشرين الأول) مبنى من طبقات عدة في بلدة الصرفند الواقعة على بعد قرابة 15 كيلومتراً جنوب صيدا؛ ما أسفر وفق حصيلة أوردتها وزارة الصحة في الليلة ذاتها عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 21 آخرين بجروح. لكن حصيلة القتلى ارتفعت في اليوم اللاحق، وفق سكان البلدة، إلى 15 قتيلاً غالبيتهم أقرباء.

«ما زال نائماً»

في اليوم التالي للغارة، أحضرت فرق الإنقاذ معدات ورافعات ثقيلة لرفع الأنقاض. وشاهد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع طبقات متكدسة من الركام، بعدما أسفرت الغارة عن تفتت المبنى بأكمله فوق رؤوس قاطنيه وتضرر أبنية وسيارات مجاورة.

وروى حسين: «كاد عمال الإنقاذ يفقدون الأمل في العثور على أحياء تحت الركام (...) حتى اللحظة التي أصابت الجميع بصدمة، حين ظهر علي بين الحجارة في رفش الجرافة، بعدما كان الجميع ظنوا أنه فارق الحياة».

بعد نقله إلى المستشفى، قرّر الأطباء المشرفون على علاج علي «بتر يده اليمنى من المعصم»، وفق ما قال حسين.

ونُقل علي في وقت لاحق إلى مستشفى في بيروت لاستكمال علاجه وحاجته إلى البقاء في العناية المشددة.

وقال حسين: «حين أصابت الغارة علي، كان نائماً على كنبة في منزله، وما زال حتى اليوم نائماً... ننتظر التئام جراحه وأن يصحو»، مضيفاً بتأثر شديد: «متى يصحو؟!».

عام من التصعيد

الطفل علي هو في عداد آلاف الجرحى الذين أصيبوا جراء غارات كثيفة تشنها إسرائيل منذ 23 سبتمبر (أيلول)، وتستهدف بشكل خاص معاقل «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، حيث أوقعت أكثر من 2600 قتيل، وفق وزارة الصحة.

وخلال أكثر من عام من التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل، أحصت وزارة الصحة مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين.

وقلبت الغارة الدامية على المبنى في الصرفند حياة الشقيقتين زينب (32 عاماً) وفاطمة (30 عاماً) خليفة رأساً على عقب خلال لحظات مرت ثقيلة عليهما في حين كانتا تتسامران في الغرفة ذاتها.

زينب خليفة ترقد في المستشفى (أ.ف.ب)

إثر الغارة، تم نقل الشقيقتين إلى مستشفى في الصرفند، لتبدآ رحلة علاج طويلة من كسور وشظايا وحروق وفقدان أحبة ترك ندوباً قاسية.

ونقل حسين خليفة، وهو خال الشقيقتين، عن زينب قولها إنها «لم تسمع أصوات الصواريخ التي انهالت على منزل عائلتها، بل شعرت بظلمة تعمّ المكان وصراخاً يصمّ الآذان».

وأوضح أنها بقيت ساعتين تحت أنقاض المبنى قبل نقلها إلى المستشفى حيث تبلغت لاحقاً بمقتل والديها وزوجها وأطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وسبع سنوات.

«أكبر من إصابة جسدية»

واستدعت إصابتها نقلها قبل أيام إلى أحد مستشفيات بيروت لحاجتها إلى تلقي علاج متخصص بالعيون، في حين تتابع شقيقتها فاطمة علاجها في مستشفى البلدة.

وشرح طبيب العناية الفائقة والتخدير علي علاء الدين من المستشفى في الصرفند، أن «الإصابات توزعت في أنحاء جسديهما: كسور في القدمين وتضرّر في الرئتين».

فاطمة خليفة ترقد في المستشفى (أ.ف.ب)

وبينما خضعت فاطمة في المستشفى لـ«عمليات ترميم الجمجمة والصدر، ومعالجة الرئتين»، فقدت شقيقتها زينب «إحدى عينيها وتحتاج العين الأخرى إلى علاج جراء إصابة بالغة»، وفق الطبيب.

وتكسو الجروح وجه زينب وتحيط بعينها اليمنى، في حين تغطي ضمادة بيضاء عينها اليسرى. أما شقيقتها فاطمة، فرأسها ملفوف بضمادات والحروق تعلو وجهها.

وتابع الطبيب: «حالة زينب وفاطمة ليست من أصعب الحالات التي نواجهها خلال الحرب، لكنها الأقسى من الناحيتين النفسية والإنسانية». وقال: «الأضرار النفسية التي لحقت بزينب أكبر بكثير من إصابتها» الجسدية.

ورغم أنها لا تتمكن اليوم إلا من رؤية نور خافت، قال الطبيب: «يبقى أملنا كبيراً في أن تستعيد الرؤية».

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)